آخر الأخبار
 - الامم المتحدة والمعارضة السورية تعتبران ان هجمات بروكسل تدفع باتجاه تسريع التوصل الى حل للازمة السورية

الأربعاء, 23-مارس-2016 - 07:56:24
الإعلام التقدمي -

 اعتبرت الامم المتحدة والمعارضة السورية الثلاثاء ان الاعتداءات الدامية التي استهدفت بروكسل الثلاثاء تذكر بضرورة التوصل الى حل سياسي للحرب السورية عبر المفاوضات التي تجري في جنيف.

وقال موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء ان “مأساة” بروكسل تؤكد مرة جديدة ضرورة “عدم اضاعة الوقت والعمل لاخماد النار المشتعلة” في سوريا.

وتابع دي ميستورا ان “الحل اللازم لمكافحة الارهاب يمر بالتوصل الى صيغة للانتقال السياسي في سوريا”.

ويشرف دي ميستورا على مفاوضات غير مباشرة بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين في جنيف.


وادت الاعتداءات التي استهدفت مطار بروكسل ومحطة مترو في العاصمة البلجيكية الثلاثاء الى مقتل 34 شخصا على الاقل ووقوع اكثر من مئتي جريح.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية هذه الاعتداءات.

وفي موقف مشابه لموقف دي ميستورا شددت بسمة قضماني عضو وفد المعارضة الى جنيف على انه “بات من الضروري اكثر من اي وقت مضى التوصل الى حل سياسي” للنزاع السوري الذي دخل عامه السادس متسببا بمقتل اكثر من 270 الف شخص.

واعتبرت في بيان الثلاثاء تعليقا على هجمات بروكسل ان مفاوضات جنيف “تعد اليوم اساسية لاستعادة التوازن السياسي العام وتجنب الفوضى التي يهددنا بها المتطرفون الذين يضربون هنا في اوروبا وهناك في الشرق الاوسط”.

– “الاجواء تغيرت”-


واضاف دي ميستورا ان “الاجواء تغيرت” منذ الجولة الاخيرة من المفاوضات التي تعثرت مطلع السنة الحالية. وقال انه بعد نحو عشرة ايام في سويسرا “لم يغادر احد ولم يرفض اي طرف الطرف الاخر”.

الا ان اي تقدم ملموس لم يسجل بعد في هذه المفاوضات ولا يزال الشك سيد الموقف بين الطرفين.

وقال هشام مروة عضو الوفد الاستشاري المرافق لوفد الهيئة العليا للمفاوضات (معارضة) الى جنيف لوكالة فرانس برس ان مواقف وفد النظام الاخيرة “لم تكن مفاجئة ولن تؤثر على قرارنا بالانخراط في العملية السياسية”.

وشدد على “اننا نبدي قدرا اعلى من المسؤولية والتحلي بالصبر لاننا نحاور نظاما لا يحترم التزاماته ولا القانون الدولي او رغبة شعبه بالانتقال السياسي” لافتا الى ان الوفد الحكومي “يحاول اثارة المعارضة للحصول على رد فعل منها”.

ويرفض الوفد الحكومي البحث في الانتقال السياسي رغم الضغوط التي يمارسها دي ميستورا في هذا السياق. واعتبر بشار الجعفري رئيس الوفد المفاوض الحكومي في جنيف ومندوب سوريا لدى الامم المتحدة الاثنين ان “ما يتم الحديث عنه من قبل وفد السعودية (في اشارة الى وفد المعارضة).. حول مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد” مضيفا ان “الموضوع ليس موضع نقاش ولم يرد في اي وثيقة مستندية لهذا الحوار” في اشارة الى مفاوضات جنيف.

واوضح مروة ان “النظام يريد الانتقال السياسي كما يراه، اي مع بقاء الاسد، وهذا امر مرفوض بالمطلق بالنسبة الينا” مؤكدا ان “الانتقال السياسي يعني تشكيل سلطة جديدة تتولى كافة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئاسة”.

ويشكل مستقبل الاسد نقطة خلاف جوهرية في مفاوضات جنيف، إذ تطالب الهيئة العليا للمفاوضات برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية فيما يصر الوفد الحكومي على ان مستقبل الاسد يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع.

وقالت المحللة اغنيس لوفالوا المتخصصة في شؤون الشرق الاوسط لفرانس برس ان “النظام لا يريد التنازل عن اي شيء لانه يدرك انه في حال الدخول في مفاوضات جديدة فستكون بداية النهاية له”.

واضافت “سيستخدم كل الاساليب لاضاعة الوقت، لان هذه الطريقة هي خشبة الخلاص له على امل ان يعيل صبر دي ميستورا ويستقيل كما فعل سلفاه”، كوفي انان عام 2012 والاخضر الابراهيمي عام 2014.

الا ان المحللة اعتبرت ان لدى الروس الوسائل “للي ذراع″ النظام السوري. وستكون زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لموسكو الاربعاء مناسبة لزيادة الضغوط على النظام السوري.

وقال دي ميستورا بهذا الصدد “ننتظر الكثير من محادثات موسكو ونأمل بان تكون بناءة لتساعدنا على المضي في المحادثات بشكل معمق اكثر”.

من جهته قال اسعد الزعبي رئيس الوفد السوري المعارض المنبثق عن الهيئة العليا للمفاوضات بعد لقاء دي ميستورا بعد ظهر الثلاثاء “في هذه الجولة نلمس جدية واضحة من الامم المتحدة في تناولها للعملية السياسية، لكننا نعول على المهمة الاساسية لمجموعة العمل لدعم سوريا وخصوصا الروس، حلفاء النظام، من اجل الضغط على النظام من اجل الانخراط في الانتقال السياسي وهذا ما يرفضه النظام الى الان”.

وشدد الزعبي على مطالب الشعب السوري “المتمثلة في هيئة الحكم الانتقالي التي لا يمكن اطلاقا الخروج عنها، ولا يمكن ان يكون لبشار الاسد او لرموز حكمه في هذه الهيئة اي مكان منذ بداية المرحلة الانتقالية التي ستتولى قيادة الدفة في سوريا وصولا الى الانتخابات، سواء البرلمانية ام الرئاسية”.

واعتبر ان “كل ما يقوم به النظام الان هو خارج الشرعية” لناحية رفضه البحث في الانتقال السياسي.

وتحدث الزعبي عن تقديم اربع اوراق الى دي ميستورا تتعلق الاولى “بالقضايا الاجرائية” والثانية ب”اطلاق سراح المعتقلين” والثالثة ب”الحصار الجديد” داعيا النظام بهذا الصدد الى “الالتزام بما انبثق عن قرارات مجلس الامن في ما يتعلق بالامور الانسانية”.

اما الورقة الرابعة فهي “مركزية، تتعلق بالمبادئ الاساسية للعملية السياسية”.


واعتبر الزعبي اخيرا ان “من البديهي الا نجد اي نقاط التقاء” بين الورقة التي قدمها النظام الاثنين الماضي وتلك التي سلمتها الهيئة العليا للمفاوضات لدي ميستورا، مضيفا “نحن نتحدث بالشرعية الدولية والنظام يهرب منها ويضرب بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية” التي تتحدث عن الانتقال السياسي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)