آخر الأخبار
 - 
محاصرة بالإدانات.. السعودية "تحذر" مجلس الأمن من إصدار قرار جديد حول اليمن

السبت, 05-مارس-2016 - 10:34:28
الاعلام التقدمي- -
رفضت المملكة السعودية عمل مجلس الأمن وتوجهه إلى إصدار قرار دولي جديد إزاء معاناة المدنيين والأحوال الإنسانية في اليمن والوصول الإنساني، معتبرة أن أي قرار جديد سيطيل أمد الحرب (..)

السفير السعودي في الأمم المتحدة سارع إلى عقد مؤتمر صحفي يوم الجمعة، غداة جلسة مجلس الأمن الدولي، الخميس، حول الأوضاع الإنسانية في اليمن، وشهدت الجلسة انتقادات واتهامات أممية متزايدة للسعودية بالمسئولية عن ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين بالضربات الجوية واستهداف الأسواق والمنشآت الصحية والمدنية علاوة على الحصار ومنع وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في كافة أنحاء البلاد.

وقال مندوب المملكة العربية السعودية، السفير عبد الله المعلمي، حسبما أوردت المونيتور الأمريكية ووسائل إعلام أمريكية يوم الجمعة، إنه "ليس هناك ضرورة لإصدار مجلس الأمن الدولي أي قرار جديد، بشأن الوضع الإنساني في اليمن، خاصة أن القرار السابق رقم 2216 الصادر في أبريل 2015 يكفي في الوقت الحالي".

تصريحات سفير المملكة التي تقود تحالفا للعدوان على اليمن منذ مارس آذار 2015 ، انطوت بحسب مراقبين على مخاوف حقيقية تستشعرها الرياض إزاء اتساع الانتقادات الحادة لجرائم الحرب في اليمن وتزايد أعداد الضحايا من المدنيين والقصف العشوائي على المنشآت المدنية والإنسانية، وعلى وقع جلسة مجلس الأمن قبلها بساعات والتوجه نحو قرار جماعي دولي ملزم بحماية المدنيين والوصول الإنساني المستدام وهو ما يجرم عمليا الحصار الذي تفرضه المملكة وحلفاؤها على اليمن.

ويدرس المجلس قرارا جديدا للضغط من أجل المزيد من توصيل المساعدات الإنسانية والتأكيد على أهمية حماية المستشفيات من الهجمات.

وتقول الامم المتحدة أن أكثر من 80% من السكان اليمنيين بحاجة ماسة للغذاء والدواء وغيرها من الاحتياجات الأساسية مصنفة الازمة بـ"مستوى 3 "، والأكثر خطورة في منظومة الأمم المتحدة.

و أعلن الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي مندوب أنغولا إسماعيل أبروا جاسبار أن أعضاء مجلس الأمن لديهم جميعا رؤية موحدة بشأن ما يحدث في اليمن، مؤكدا إن "الوضع في اليمن، يستحق إصدار قرارا بالإجماع، بشأن الوضع الإنساني ووصول المساعدات".

وقال رئيس مجلس الأمن للصحفيين عقب الجلسة "هناك إجماع على أن الوضع الإنساني، مخيف ومتردي ويتدهور بشكل سريع للغاية، والقصف يستهدف المدارس، والمستشفيات، نحن جميعا نشاهد ذلك أمام أعيينا".

مضيفا "ناقشنا أيضا التوسع السريع والمتواصل لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في اليمن... ان كل فراغ يحدث سيقوم آخرون بملئه كما يحدث الآن... وقد أعرب المجلس عن قلقه البالغ إزاء توسع داعش".

لكن السفير السعودي المعلمي قال الجمعة "إنه اتفق مع مسؤولي مساعدات الامم المتحدة ومبعوث الامم المتحدة الى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إنه ليس هناك ضرورة لإصدار مجلس الأمن الدولي أي قرار جديد."

وحذر السفير السعودي "أن أي قرار جديد قد يطيل الحرب" متذرعا "لأن الحوثيين سيشعرون الان بأن لديهم فرصة جديدة للحياة بدون القرار 2216."

وأبعد من ذلك قال السفير السعودي إن معظم الضحايا المدنيين في اليمن "بسبب قصف الحوثيين (..)

وهو ما يتناقض كليا مع مجمل التقارير والإحاطات الأممية وتقارير المنظمات الدولية غير الحكومية وتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن وقرارات البرلمان الأوروبي.

من جانبها أعلنت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف يوم الجمعة أن نحو ثلثي الضحايا من المدنيين على الأقل في اليمن سقطوا وأصيبوا بسبب الضربات الجوية.

وفي إحاطته إلى المجلس شدد اسماعيل ولد الشيخ أحمد على قيام مجلس الأمن بالضغط لحماية المدنيين والوصول المستدام الإنساني واستئناف المحادثات ووقف الأعمال العدائية في اليمن. موضحا أن الغارات الجوية مسئولة عن سقوط أعداد كبيرة من المدنيين. مشيرا إلى حالة الفوضى التي تشهدها مدينة عدن وغياب موظفي الأمم المتحدة.

وذكرت وكالة الأناضول الخميس أن اسماعيل ولد الشيخ اتهم في مجلس الأمن قوات التحالف بقيادة السعودية بـ "شن هجمات عشوائية قوية على ملايين اليمنيين".

من جانبه قال ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إن الحاجة الملحة في اليمن الآن هي حماية المدنيين، الذين يواجه الملايين منهم التفجيرات وأعمال القصف المتواصلة وغالبا العشوائية من الأطراف كل يوم.

وأشار أوبراين وولد الشيخ إلى مقتل ثلاثين شخصا وإصابة أربعين في قصف جوي على سوق مزدحم في محافظة صنعاء الشهر الماضي (بنهم).

وشدد المسؤول الدولي على الحاجة العاجلة لأن يضغط أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي على الأطراف للالتزام بتعهداتها من خلال اتخاذ تدابير أكبر لحماية المدنيين وتسهيل الوصول الإنساني المستدام وبدون شروط لجميع أنحاء اليمن، ولاستئناف محادثات السلام والاتفاق على وقف للأعمال القتالية.

و حذرت روسيا (الخميس 3 مارس 2016)، ان الحرب في اليمن يمكن أن تستمر "فترة طويلة جدا" بسبب إصرار "الحكومة اليمنية" على شروط وقف اطلاق النار.

وأعرب السفير الروسي فيتالي تشوركين، الذي كان يتحدث للصحفيين بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول أزمة اليمن، عن قلقه من ان آفاق محادثات السلام في اليمن تظهر قاتمة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)