آخر الأخبار
 - نبيل الصوفي .. يروي احداث مختصرة عن ملحمة معركة ذوباب #‏باب_المندب

الأربعاء, 02-مارس-2016 - 09:40:13
الاعلام التقدمي- -
ماذا قرأتم عن تحرير "ذوباب"، سوى الجدل، ان حلفاء السعودية احتلوها، وأن حلف الاستقلال الوطني، ممثلا بالجيش واللجان الشعبية والمؤتمر وانصار الله، ومن معهم ضد العدوان السعودي الاماراتي، استعادوها؟
وعادكم للان غارقين في الجدل مع عيال العاصفة، هل هي محتلة من قوى العدوان، أم عادت للجمهورية اليمنية؟
ليس الأمر في البطولة التي عادت بها ذوباب، بل في الفوارق المذهلة بين عدوان مستخف بكل شيئ، ويملك كل شيئ، ويمنيين، يدركون الفارق المهول في الامكانيات، ولكن الفارق أيضا في عدالة حربهم ولؤم وخسة حروب السعودية والامارات ومن يواليها.
ستبقى كثير من التفاصيل، طي الكتمان، لأسباب أمنية وعسكرية، ولكن يمكن تلخيص القليل منها.
تقدمت قوات الاحتلال التي تقودها الامارات، بجنود غالبهم من جنوب الشرعية، وقليل من الشمال، حتى مفرق العمري، بعد ذوباب.
يدير اليمنيون، حربهم ضد العدوان، بغير هذا الذي نتجادل عنه في الفيس وتويتر.. يدركون أنهم قوات مقاومة، بعد أن هد الوضيع الدولة والجيش طيلة اربع سنوات.
لذا، يعتمدون دوما، ضبط النفس الى أقصى مدى، حتى يظن العدو أنهم لم يعد لهم وجود، ثم يعودون في وقت قياسي، بامكانيات وخطط لم تخطر للعدوان على بال.
قائد اماراتي يجر جيشا مدرعا، تحميه الطائرات بكل انواعها على مدار الساعة.
لسان حالهم الثابت: لن نغلب اليوم من قلة.
لايهمهم، القضية التي يحاربون بدونها.. ولايهمهم من كل معايير النصر والهزيمة، الا الغلبة بالعدد والعدة.
كانت الضربة الأولى، هي "صاروخ توشكا"، على تجمعهم في "العمري"..
قال لي "و، ز"، الذي سيكتب التاريخ مساره الجهادي بأحرف من نور، مع كل اخوانه وافراده، سواء من الجيش أو اللجان الشعبية، في تلك المساحة الشاسعة من ميدان المواجهة: كنا نرصد كل حشودهم، ونرى نقاط ضعفهم بكل وضوح، ولكن القرار كان، الانتظار حتى تصل الطمأنينة عندهم الى أقصى مداها".. وفي ليلة واحدة، صعد المسئول على الاطلاق تبة مطلة، واعطى الاشارة، وبقي يراقب الصاروخ الذي بعثر كل شيئ في لمح البصر.
بعدها، كانت الخطوة التالية، الالتفاف على القوة المتقدمة.
مجموعة صغيرة، بطرقها التي سيرويها التاريخ ذات يوم، نقلت كل معداتها مستفيدة من أن المحيط الاجتماعي في كل مديريات المنطقة الأربع، تقدم كل مالديها لاستعادة "ذوباب"، خاصة بعد أن ذاقت الامرين من تعدد قوى الاحتلال، وكل منهم يتصرف كأنه هو القائد الاوحد.
لقد راقب الناس، نهب منازلهم، منازل، محدودة الامكانيات، تنقل كلها عبر ديانات، لايحتاج الناهب الا ان يرفع لافتة شكرا سلمان والولاء للامارات، وعلم جنوبي، ويتحرك بعدها باعتباره مقاوم جنوبي، يدعم الشرعية، ثم ينهب كل مايقدر عليه.
ساهم ابناء المناطق كلها، في تسهيل أذكى عملية التفاف، وهزموا كل قوة الطيران الذي لايتوقف في السماء.
نعم، كانت طائرات العدوان، تغطي الاجواء، لكن الأرض، كانت في صف ابنائها، وبأكثر الطرق بدائية، بنيت نقطة الالتفاف.. ثم تقدمت مجموعة صغيرة من ذات المكان الذي تحوم حوله الطائرات، وهاجمت قوة العدوان المتقدمة، في مفرق العمري.
لم تتطلب المعركة بعد ساعة الصفر، شيئ يذكر..
عوض، اليمنيون، فارق العدد الكبير، والعدة الأكبر، بتخطيط هادئ وصبور.. ويمكن القول أنه حتى الافراد فان الغلبة كانت لحلفاء العدوان، يمكن القول أنها واحد لمائة.
ترى، الى الان في مفرق العمري، اليات العدوان منتشرة بشكل عشوائي، فبعد أن فاجئها الهجوم، لم تعرف كيف تتصرف، فكان كل منهم يهرب باتجاه، وجاء الطيران يكمل مانقص..
حتى طيران حلفاء العدوان، وقف مع حلف الاستقلال الوطني، من حيث لايدري، فكلما رأي عربة في محيط المعركة قصفها، وهي تتبعهم أصلا.
وكانت ليلة، سيئة، للدم اليمني، اتحدث عن الدم الذي حالف العدوان، ولكنه يظل دما يمنيا.. كنا في غنى عن تسليمه للعدوان ليعبث به.
اما الدم اليمني، الذي يقف مع الاستقلال، فمن سيصدق أنه لم يفقد سوى شهيدا واحدا..
ولم تشرق شمس الصباح الا، وقد اختفت كل تلك البهرجة الكاذبة لقوى العدوان على مدى أسابيع، وعادت ذباب للجمهورية اليمنية.
ولأن العدوان، لايكترث لأي شيئ، طالما هو يمني، فقد قتل من الموالين له الكثير، ثم بعد أن ادرك الهزيمة، تحول تجاه منازل الناس في "ذوباب"، فسواها بالأرض.. رغم أن المواجهات هي على بعد من المنازل.
وانا اجمع الروايات، وهي بالتأكيد روايات طرف واحد، الذي هو طرف اليمن المقاوم للعدوان، كنت اسأل كل واحد: طيب، معقولة عدوان يملك كل هذه الامكانيات، ويتصرف بكل هذه الخفة والعجز؟
وكل الاجابات ملخصها واحد: ندافع عن أرضنا، التي تعرف أننا ابنائها، وليس بيدنا سوى ارواحنا وماتجود به هذه الارض من تسهيلات.. اما هم فكل اندفاعهم ورائه، مال سعودي واماراتي، واعتقاد أن من يملك القوة المادية، يصبح على مايشاء قدير.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)