آخر الأخبار
 - في ظل التوتر غير المسبوق في العلاقات بين موسكو وأنقرة يتساءل المراقبون حول رمزية امتناع سفينة إنزال روسية كبيرة عن رفع علم "الضيف" خلال عبورها المياه التركية قاصدة سوريا.

السبت, 05-ديسمبر-2015 - 10:09:33
الإعلام التقدمي -

في ظل التوتر غير المسبوق في العلاقات بين موسكو وأنقرة يتساءل المراقبون حول رمزية امتناع سفينة إنزال روسية كبيرة عن رفع علم "الضيف" خلال عبورها المياه التركية قاصدة سوريا.


ويعيد الخبراء هذه الخطوة إلى الأذهان، فيما التساؤلات مستمرة حول ما إذا كان قبطان السفينة قد اتخذ قرار عدم رفع علم "الضيف" بمبادرة شخصية منه أو بأمر صدر عن القيادة الأعلى، إذ يستشيط العسكريون الروس غضبا وفي مقدمتهم البحارة والعاملون في القوات الجوية بعد حادث إسقاط أنقرة قاذفة روسية غدرا في الأجواء السورية مؤخرا.


الأوساط العسكرية الروسية، تعكس في غضبها تذمرا عارما يعم قلوب الروس على خلفية العمل الجبان الذي تمثل في قرصنة جوية مارستها طائرات بلد صديق، أتبعها عمل إرهابي على الأرض نفذه مسلحون تركمان بين الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا شمال سوريا، وراحوا يرشقون الطيار والملاح لدى هبوطهما بالمظلة بوابل من الرصاص ليقتل الطيار وينجو الملاح بأعجوبة.


الملاح وفور هبوطه، استطاع الفرار من القتلة والتواري عن أعينهم ريثما وصلت مروحيتان لإنقاذه وإجلاء جثة الطيار، قبل أن تقعا في كمين نصبه مسلحون "في الوقت المناسب والمكان المناسب" ما أسفر عن مقتل أحد رجال مشاة البحرية الذين كانوا على متن المروحيتين.


هذا العمل الخسيس، والطعنة التي وجهتها أنقرة لموسكو في الظهر، لن تمر على خير كما توعد المسؤولون الروس، وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين الذي أكد أن الرد الروسي لن يقتصر على العقوبات الاقتصادية، بل سيكون له وقع أشد بكثير من ذلك، وأن أنقرة ستندم وجميع المجرمين المتورطين في قرصنة الجو والأرض.





وبعد أن أدركت تركيا أبعاد الواقعة وتعزيز روسيا قواتها الجوية والبحرية في سوريا وشرق المتوسط، قررت وقف طلعات طيرانها الحربي في إطار عمليات التحالف الدولي في الأجواء السورية، خشية أي صدام مع الروس، إذ يجمع الخبراء على أن الرد الروسي بإسقاط طائرة حربية تركية "بالخطأ" أو عملا بمنطق "العين بالعين والسن بالسن" آت لا محالة.


وفي ظل الاحتدام غير المسبوق في العلاقات بين البلدين وارتفاع حرارة المواجهة، تأتي خطوة سفينة "ساراتوف" الكبيرة للإنزال البحري وامتناعها عن رفع علم الضيف لدى عبور مياه المضايق التركية في الـ2 من هذا الشهر، لتندرج في إطار التصعيد الروسي الجوابي والإشارة إلى أنقرة أن احذري، فنحن لسفنك وغواصاتك بالمرصاد.


تركيا من جهتها وفي إطار سياسة التلويح بالأذرع بعد ضربة الخائف، أرسلت غواصتين مؤخرا إلى شرق المتوسط للتحرش من بعيد بطراد "موسكو" الذي يسميه الناتو "قاتل الغواصات".


ويتساءل المتابعون، إذا كانت أنقرة قد فقدت صوابها في مثل هذه الخطوة، إذ أن الاقتراب من "موسكو" في ظل هذا التوتر قد لن ينتهي على خير، وربما لذلك أن يتحول إلى عمل إرهابي انتحاري. كما يبرز السؤال في هذا الصدد، حول إذا كانت تركيا تسعى يائسة بهذه الخطوة للاستحصال على مؤازرة الناتو، أو حتى إقحامه في صدام عسكري مباشر لن يقدم عليه، إذ بوسع الأطلسي في مثل هذه الحالة إبراز مادة أو أخرى من ميثاقه ترفع عن تركيا صفة بلد حليف يتعرض لعدوان خارجي، إذ هي التي بادرت بإسقاط قاذفة روسية وفوق أجواء بلد ثالث.


الرئيس فلاديمير بوتين، في الرسالة السنوية التي وجهها البارحة للبرلمان الروسي، تساءل في محاولة تفسير خطوة أنقرة، عما إذا كان الله قد عاقب القيادة التركية حينما حرمها نعمة العقل والصواب وقت إقدامها على استهداف القاذفة الروسية، وتعهد بالرد ومعاقبة المتورطين. كما شدد بوتين كذلك، على أن موسكو لن تنسى أبدا خيانة القيادة التركية ودعمها للإرهاب، وأكد أن الرد الروسي لن يقتصر على العقوبات الاقتصادية ولن يتوقف عند "الإقلاع عن استيراد الطماطم من تركيا".


ومنه، وبالعودة إلى رمزية رفع ما يسمى بعلم "الضيف" فوق السفن الحربية لدى عبورها مياه بلد صديق، فهو عرف بحري ملزم متبع بين الدول، حيث جرت العادة بموجبه على أن ترفع السفينة الحربية علم هذا البلد الصديق أو ذاك لدى عبورها مياهه الإقليمية.


وهذا التقليد ينسحب على مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين تتاح حرية عبورهما للسفن الحربية عملا باتفاقية مونترو لعام 1936 التي تجيز عبور سفن أي بلد لا تعتبره أنقرة عدوا لتركيا.


ومنه، فإن امتناع "ساراتوف" عن رفع علم "الضيف" لدى عبورها المياه التركية في طريقها إلى سوريا إما تحد مباشر، واستفزاز للأتراك مع التخطيط المسبق على أرفع المستويات، أو هو خطوة شخصية من قبطان السفينة بعد أن طفح الكيل بالجيش والأسطول الروسيين في انتظار قرار يصدر عن القائد العام الأعلى للجيش الروسي فلاديمير بوتين في التحرش، أو توجيه صفعة عسكرية مباشرة لتركيا لرد الاعتبار والثأر لعسكريين روس اثنين قضيا غدرا على أيدي قراصنة الجو والأرض بتدبير من بلد "صديق".


وعليه ومما تقدم، فإلى متى ستستمر موسكو في خطواتها الجوابية في التعامل مع أنقرة، وفي رد الصاع صاعين على خلفية حادث إسقاط الأخيرة طائرة حربية روسية، وهل درست الإدارة التركية العواقب قبل إقدامها على استهداف الطائرة وخططت لذلك كما تؤكد موسكو؟

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)