آخر الأخبار
 - وقال لافروف إن كلا الطرفين على يقين أن العملية السلمية يجب أن يقودها السوريون بأنفسهم، وأن يكون لجميع الجهات المعنية تمثيل في هذه العملية.

الأربعاء, 13-مايو-2015 - 10:07:22
الإعلام التقدمي - وكالات -

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء 12 مايو/أيار في ختام محادثاته مع نظيره الأمريكي جوم كيري في سوتشي عن تقارب المواقف بين موسكو وواشنطن حول سبل تسوية الأزمة السورية.


وقال لافروف إن كلا الطرفين على يقين أن العملية السلمية يجب أن يقودها السوريون بأنفسهم، وأن يكون لجميع الجهات المعنية تمثيل في هذه العملية.


وفي السياق نفسه أشار الوزير الروسي إلى أنه، "نظرا للتناقضات داخل المعارضة السورية فإنه من المهم جدا أن يقوم جميع المعنيين الخارجيين الذين لهم نفوذ على هذه الجماعة أو تلك بدفعهم إلى السير باتجاه بدء المفاوضات على أساس بيان جنيف".


وأعرب لافروف عن أمله في مواصلة الحوار حول موضوع إشراك المعنيين الخارجيين في عملية التسوية السورية سواء مع الولايات المتحدة أو دول الشرق الأوسط".


لافروف: لا نريد تسييس موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا


وفي تطرقه للتقرير الدولي الأخير حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، أعرب لافروف عن موقف موسكو الداعي إلى قيام وحدة خاصة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحري في هذا الموضوع.


وتابع الوزير الروسي قائلا: "نحن نريد تحقيقا مهنيا نزيها وإثبات الوقائع بصورة مهنية، لمنع تكرار محاولات شاهدناها في أغسطس/آب عام 2014، لاستغلال موضوع المواد الكيميائية كوسيلة ضغط سياسي بل وكمبرر لنوايا استخدام القوة ضد الدولة السورية".


كيري: اتفقت مع لافروف حول بحث "رؤى ملموسة" بشأن سوريا


من جانبه أعرب جون كيري الذي عقد في اليوم نفسه لقاء في سوتشي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن امتنانه له لصراحته وشرحه المفصل جدا لموقف موسكو إزاء عدد من القضايا الدولية الملحة.


وأعلن جون كيري أن الولايات المتحدة ترى "تقدما كبيرا" في حل مشكلة الأسلحة الكيميائية في سوريا، لكن "مهاجمة الأبرياء والتطرف العنيف لا يزالان في تصاعد". وأضاف أن واشنطن ما زالت واثقة بأن "سوريا لن تصبح دولة سلام ما لم تجد مشكلاتها حلا لها بطريقة سياسية، وما لم يتم الانتقال السياسي للسلطة".


وتابع كيري: "نحن نرى أن انتقال السلطة هذا يجب دعمه، لذلك بحثنا اليوم كيف يمكن للولايات المتحدة وروسيا أن تعملا سوية حول هذه القضية في الأيام اللاحقة". كما أفاد بأنه اتفق مع نظيره الروسي على "بحث الرؤى الملموسة" و"مواصلة هذا الحوار في الأسابيع المقبلة وبمزيد من الفعالية".


وحول موضوع التطرف في سوريا أكد كيري أنه متفق مع نظيره الروسي على أن تنامي نشاطات الجماعات المتطرفة المختلفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، هذه الظاهرة لا تهدد "نظام الأسد وحده بل والمنطقة بأسرها".


وبحسب الوزير الأمريكي فإن روسيا على الرغم من أنها لا تشارك في التحالف المناهض لـ"داعش" فإنها تعتبر "شريكا مهما جدا في مكافحة التطرف العنيف على النطاق العالمي".



لقاء سيرغي لافروف وجون كيري في سوتشي
 
لقاء سيرغي لافروف وجون كيري في سوتشي

وأكد كيري وحدة الدولتين في توجههما إلى مكافحة "داعش" وإرغامه على مغادرة العراق وسوريا "كي لا يكون تهديدا لنا".


كيري: وحدة روسيا والولايات المتحدة مفتاح لتنفيذ الاتفاقات حول ملف طهران النووي


وفي تعليقه على نتائج محادثاته مع لافروف حول ملف طهران النووي وصف كيري روسيا والولايات المتحدة بـ"الدولتين المتحالفتين" في السعي إلى عقد "اتفاقات جيدة" بشأن البرنامج النووي الإيراني وتطبيقها. وقال إن الوحدة بين موسكو وواشنطن في هذا الموضوع تعد "مفتاحا" لذلك.


وفي سياق متصل اعترف كيري بأن توريدات منظومات "إس-300" الروسية إلى إيران لا تعتبر خرقا للقانون الدولي.


لافروف: اتفقنا على حث طرفي النزاع في أوكرانيا على تنفيذ اتفاقات مينسك


وتناول كلا الوزيرين موضوع الأزمة الأوكرانية باعتبارها موضوعا لا يزال عدد من جوانبه محط خلاف بين موسكو واشنطن.


وبهذا الخصوص أكد سيرغي لافروف أنه اتفق مع نظيره الأمريكي على استخدام نفوذ كل من روسيا والولايات المتحدة على طرفي النزاع في أوكرانيا لحثهما على تنفيذ بنود اتفاقات مينسك بشأن تسوية هذه الأزمة.


وأعلن لافروف عن اتفاقه مع كيري حول خطر محاولات "العودة إلى سيناريو استخدام القوة" في أوكرانيا، مؤكدا أن صيغ التسوية وأشكالها قد تكون متنوعة.


كيري يجدد تمسك واشنطن بأهمية تنفيذ اتفاقات مينسك


وأكد كيري تمسك الولايات المتحدة بالنظر إلى اتفاقات مينسك كطريق رئيسي نحو السلام في أوكرانيا، وذلك مع إشارته إلى أن وقف إطلاق النار ليس واردا على أرض الواقع في جنوب شرق البلاد.


وقال إنه في حال التنفيذ الكامل لهذه الاتفاقات يبدأ رفع العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.


كيري يحذر بوروشينكو من اللجوء إلى القوة في شرق أوكرانيا


وحذر كيري ضمنيا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو من شن أي عملية عسكرية في جنوب شرق البلاد.


وفي رده على سؤال حول موقفه من إعلان بوروشينكو الأخير عن نية كييف استعادة السيطرة على مطار دونيتسك بالقوة،  قال الوزير الأمريكي إنه لم يقرأ هذا التصريح ولا يعرف "سياقه"، لكن "إذا كان الرئيس بوروشينكو يدعو إلى بدء عمليات عسكرية فنحن كنا سنوصي له بالتفكر مليا قبل أن يقدم على هذه العمليات".


موسكو: الحوار مع واشنطن ممكن فقط على أساس المساواة بعيدا عن الإملاء


وفي وقت سابق أعلنت وزارة الخارجية الروسية بخصوص نتائج المحادثات بين الوزيرين أن الحوار مع واشنطن ممكن فقط على أساس المساواة وبدون أي إملاء.


وذكرت الوزارة في بيان لها أن الوزيرين أجريا "محادثات مطولة وصريحة حول دائرة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المتبادل"، ركز لافروف خلالها على أن موسكو غير مسؤولة عن الأزمة الراهنة في علاقاتها مع واشنطن، وأن "روسيا مستعدة لتعاون بناء مع الولايات المتحدة سواء على المستوى الثنائي أو على الساحة الدولية، حيث تتحمل دولتانا المسؤولية الخاصة عن الأمن والاستقرار في العالم. لكن التعاون غير ممكن سوى على أساس النزاهة والمساعاة، بعيدا عن محاولات الإملاء والإرغام".


وبحسب البيان فإن الوزير الروسي أشار إلى أن تصعيد المواجهة ومحاولات الضغط علينا بواسطة العقوبات تقود إلى طريق مسدود"، وأنه لا جدوى من محاولات إرغام روسيا على التخلي عن مصالحها الوطنية وموقفها المبدئي من القضايا التي تعتبرها محورية".


 وخلال تطرقهما للأزمة الأوكرانية أشار الطرفان إلى عدم وجود بديل لتسويتها سوى بالطرق السياسية.


وفي هذا السياق ركز الجانب الروسي على ضرورة التنفيذ الدقيق لاتفاقات مينسك من 12 فبراير/شباط، بما فيها تنظيم الحوار المستقر المباشر بين كييف من جهة ودونيتسك ولوغانسك (جنوب شرق أوكرانيا) من جهة أخرى. كما أشار بيان الوزارة إلى أن إجراء إصلاح دستوري شامل في أوكرانيا يعد شرطلا لا بد منه لإحلا سلام ثابت وعادل في هذه البلاد.


تبادل الآراء حول قضايا الشرق الأوسط


وتابعت الوزارة في البيان أن الوزيرين الروسي والأمريكي بحثا بصورة مفصلة قضايا الشرق الأوسط، وأشارا في هذا السياق إلى ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى إطلاق حوار متكامل بين دمشق والمعارضة السورية.


هذا وأولى الطرفان اهتماما خاصة بالتهديدات الناجمة عن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي الذي استولى على مناطق واسعة من الأراضي سوريا والعراق وليبيا، فيما جدد سيرغي لافروف أهمية التخلي عن المعايير المزدوجة في التعاطي مع الإرهابيين.


كما تطرق لافروف وكيري إلى الوضع في اليمن، حيث أضيف إلى المواجهة الداخلية "تأثير عسكري خارجي وخيمة العواقب على المنطقة بأسرها".


كما ذكر البيان أن الوزيرين بحثا بعض "مسائل الأجندة الثنائية والحوار بين البلدين في مجال مراقبة الأسلحة".


بوتين يستقبل كيري في سوتشي


هذا وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاء مع كيري في سوتشي، حضره سيرغي لافروف أيضا.


بوتين ولافروف وكيري.. صورة أرشيفية

RIA NOVOSTI MIKHAIL KLIMENTYEV
بوتين ولافروف وكيري.. صورة أرشيفية

ويعد هذا الاجتماع أول لقاء شخصي بين بوتين ومسؤول أمريكي رفيع المستوى منذ تدهور العلاقات بين البلدين على خلفية الأزمة الأوكرانية.


وكتب كيري وسط اللقاء على صفحته في "تويتر" إن محاثاته مع الرئيس بوتين ولافروف حول القضايا المحورية بما فيها المفاوضات حول إيران وسوريا وأوكرانيا "كانت صريحة".


وأضاف الوزير الأمريكي أنه من المهم الحفاظ على خطوط التواصل بين الولايات المتحدة وروسيا في الوقت الذي نقوم فيه بحل قضايا عالمية.


أوشاكوف: بوتين وكيري بحثا قضايا دولية أساسية


وذكر مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين ناقش مع جون كيري قضايا دولية أساسية، منها الشرق الأوسط وإيران وسوريا وتنظيم "داعش"، مع التركيز على الملف الأوكراني.


وأضاف أن كيري، وقبل وصوله إلى مقر الرئيس الروسي، أجرى محادثات مع نظيره سيرغي لافروف، حول عدد من المسائل المتبادلة المصلحة، حيث شدد الجانب الروسي على تحميل واشنطن المسؤولية عن الأزمة الراهنة في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن روسيا مستعدة للتعاون البناء مع الولايات المتحدة، سواء في المجال الثنائي، أو على الصعيد الدولي، إذ أن كلا البلدين يتحملان مسؤولية الأمن والاستقرار العالميين.


وخلال لقاء بوتين مع كيري، نقل الأخير له تحية شفوية من الرئيس الأمريكي، دون تسليمه أية رسالة مكتوبة، حسبما أكد أوشاكوف.


وبشكل عام، أفاد أوشاكوف بأن المباحثات بين بوتين وكيري حملت طابعا عمليا ومفتوحا ووديا لدرجة كافية وكانت مطولة (استمرت 4 ساعات و5 دقائق).


كما أكد أوشاكوف أن وزير الخارجية الأمريكي أعرب عن الامتنان بصدد مساهمة الاتحاد السوفيتي في النصر المشترك في الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن كيري "تحدث في هذا الموضوع كثيرا وبإحساس".


وتابع أوشاكوف قائلا إن المباحثات بين بوتين وكيري، تم خلالها تبادل الآراء حول جميع المسائل الأساسية في الأجندة الدولية الحديثة، ومنها الشرق الأوسط وإيران وسوريا.


وأضاف أن الجانب الروسي أعطى، خلال اللقاء تقييمات لأسباب اندلاع الأزمة الأوكرانية، مشددا على سعي موسكو إلى تنفيد كامل اتفاقات مينسك.


كما تطرق اللقاء إلى عدد من المسائل الخاصة بمجال نزع السلاح، وقضية كوريا الشمالية، إلى جانب مكافحة الإرهاب.


وقال مساعد الرئيس الروسي إن الكرملين يرى أن اللقاء بين فلاديمير بوتين وكيري إيجابي ومفيد، وأشار إلى ظهور بوادر فهم أن على البلدين العظيمين أن يعودا إلى التعاون الطبيعي.


أوشاكوف: موضوع عقد لقاء بين بوتين وأوباما لم يكن على الأجندة


وفيما يتعلق بأفق عقد اجتماع ثنائي بين  فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما، أكد أوشاكوف أن هذه المسألة لم تناقش خلال لقاء الثلاثاء، منوها في الوقت نفسه، إلى أن هناك إمكانيات لتحقيق ذلك، منها الاتصالات في إطار اجتماعات دولية متعددة الأطراف.


الكرملين: بوتين وكيري بحثا نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا


كما قال أوشاكوف إن بوتين وكيري ناقشا موضوع نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا، حيث شرح الرئيس الروسي موقف موسكو إزاء هذه المسألة.


وتابع قائلا إن الجانب الروسي شدد خلال الاجتماع على اهتمامه المبدئي بإطلاق كييف وممثلي  "دونيتسك" و"لوغانسك" جنوب شرق أوكرانيا حوارا مباشرا. وأوضح: "لقد تحدثنا للأمريكيين عن ذلك وشددنا على أن ذلك يحتاج إلى دعمهم وعملهم مع كييف، ومن جانبهم، قالوا إن مقترحنا سينظر فيه".


بهذا الصدد، أكد مساعد الرئيس الروسي أن الاجتماع شهد بحثا مفصلا للملف الأوكراني، بما في ذلك العمل الثنائي المشترك بشكل أكثر متانة. 


هذا ولم يتطرق الطرفان إلى مسألة احتمال انضمام واشنطن إلى صيغة نورماندي، في المفاوضات حول تسوية الأزمة الأوكرانية.


وكان دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي قد رحب بزيارة كيري إلى روسيا، معتبرا أن الحوار يمكن أن يسمح بإيجاد حلول لإعادة العلاقات الروسية الأمريكية إلى مسارها الطبيعي. وتوقع بأن يتناول اللقاء طيفا واسعا من القضايا الدولية والروسية الأمريكية.


وردا على سؤال حول القضايا المطروحة على طاولة البحث بين بوتين وكيري، قال المتحدث باسم الكرملين: "القائمة واسعة جدا وتتضمن في المقام الأول العلاقات الثنائية وبعد ذلك كل "النقاط الساخنة".


وأضاف أن موضوع العقوبات غير مطروح في لقاء سوتشي، مشيرا إلى أن موسكو ستوضح موقفها في حال طرح هذا الموضوع من الجانب الأمريكي.


وأكد بيسكوف أن موسكو تعتبر قرار كيري إجراء مباحثات مع لافروف إيجابيا.


وذكّر المتحدث باسم الكرملين بأن الرئيس بوتين أكد أكثر من مرة أن موسكو لم تبادر إلى تجميد العلاقات، وأن روسيا كانت دائما منفتحة لإبداء إرادة سياسية لإقامة حوار أوسع.


وأكد بيسكوف أنه "يمكن من خلال الحوار البحث عن حلول لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي وتنسيق القرارات بشكل أوثق".


لافروف: المحادثات مع كيري كانت رائعة


وصف لافروف محادثاته مع جون كيري والتي استمرت لأكثر من 4 ساعات بأنها كانت رائعة. وجرت المحادثات بمشاركة أعضاء الوفدين الروسي والأمريكي.


وكان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قال لوكالة "تاس" في وقت سابق إن مباحثات الوزيرين ستسمح بمناقشة "الأجندة الروسية الأمريكية المعقدة للغاية" بشكل تفصيلي وعميق، مشيرا إلى عدم تحقيق أي تحسن في العلاقات الروسية الأمريكية.


وشارك الوزيران لافروف وكيري بعد وصول الوزير الأمريكي إلى روسيا الثلاثاء 12 مايو/أيار في مراسم وضع أكاليل من الزهور عند نصب ضحايا الحرب الوطنية العظمى في المقبرة التي دفن فيها أكثر من ألفي جندي من الجيش الأحمر.


العلاقات الروسية - الأمريكية بين المد والجزر


مرت العلاقات الروسية - الأمريكية بمراحل عدة منذ تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما السلطة في عام 2009، حتى وصلت إلى أزمة أعمق بكثير بالمقارنة مع مستواها في حقبة الرئيس السابق جورج بوش.


وكان تحسين العلاقات مع روسيا من الشعارات الأساسية للديمقراطي أوباما، وذلك بعد أن شهدت تلك العلاقات ترديا استمر لمدة 8 سنوات على خلفية سياسة إدارة جورج بوش الخارجية، وسعي واشنطن لنشر عناصر من الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا، والحرب القصيرة بين روسيا وجورجيا في عام 2009.


سيرغي لافروف مع هيلاري كلينتون

wmpublic.com
سيرغي لافروف مع هيلاري كلينتون

وفي أبريل/نيسان عام 2009 عقد أول لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون التي قدمت له في مطلع اللقاء صندوقا أصفر عليه زر أحمر، مضيفة أن الهدية ترمز لرغبة الإدارة الأمريكية في "إعادة إطلاق العلاقات". وضغط الوزيران على الزر سويا في حركة رمزية، لكن لافروف أشار لكلينتون إلى أن الجانب الأمريكي أخطأ في ترجمة كلمة "reset" للغة الروسية وكتب على الزر كلمة أخرى تعني "المبالغة في الشحن" أو "الإرهاق". وأصبح هذا الخطأ الأمريكي رمزيا أيضا.


وتمكنت موسكو وواشنطن خلال هذه الفترة من تحقيق نجاحات عدة، منها، بالدرجة الأولى، عقد معاهدة "ستارت-2" لتقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والاتفاق الخاص بنزع الأسلحة الكيميائية من سوريا. لكن الخلافات بدأت بالظهور منذ البداية، إذ واصل أوباما السياسات الهجومية لسلفه جورج بوش، وزاد من كثافة التدخلات الأمريكية في سياسات دول أخرى على خلفية أحداث "الربيع العربي"، فيما واصلت روسيا معارضتها القطعية لهذه السياسية.


وقامت روسيا إلى جانب الصين باستخدام حق الفيتو ضد مشاريع قرارات دولية عدة كانت واشنطن تصر على إصدارها تحت الفصل السابع. وعارضت أيضا السياسة الأمريكية تجاه ليبيا واليمن ودول أخرى. وردت واشنطن بتكثيف اتهاماتها لروسيا بانتهاك حقوق الإنسان وفرضت عقوبات شخصية على عدد من الشخصيات الروسية على خلفية تلك الاتهامات.


وعلى الرغم من تصريحات أوباما عن نيته تعديل خطط نشر الدرع الصاروخية والتخفيف من مستواها، اتضح في نهاية المطاف أن واشنطن تتجه لتعديلها بشكل يضر أكثر بمصالح روسيا، كما أنها ترفض إشراك موسكو في جهود بناء نظام الدفاع الصاروخي لعموم أوروبا . كما اتهمت واشنطن موسكو بخرق اتفاقية الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، لكن الجانب الروسي أشار إلى أن الأمريكيين ينتهكون هذه الاتفاقية والاتفاقيات الأخرى بتطويرهم لأنواع الأسلحة الجديدة في إطار برنامج الضربة العالمية الخاطفة.


لقاء بين بوتين وأوباما في عام 2014. صورة أرشيفية

Reuters
لقاء بين بوتين وأوباما في عام 2014. صورة أرشيفية

وكان من المقرر أن يقوم أوباما بزيارة رسمية إلى روسيا في سبتمبر/أيلول عام 2013، إذ كان الطرفان يعلقان آمالا كبيرة على تلك الزيارة. إلا أنه ألغاها على خلفية قضية إدوارد سنودن مسرب المعلومات السرية حول برامج التنصت الإلكتروني للاستخبارات الأمريكية، علما بأن موسكو منحت سنودن حق اللجوء رغم احتجاجات واشنطن التي تطالب بتسليمه لها.


ولم تكن قضية سنودن إلا بداية أزمة غير مسبوقة منذ سنوات، إذ يقارن كثيرون الحالة الراهنة للعلاقات الثنائية بما كانت عليه في فترة الحرب الباردة. ويعود السبب إلى الأزمة الأوكرانية التي اندلعت في أواخر عام 2013 باحتجاجات واسعة النطاق مؤيدة للتكامل الأوروبي ومناهضة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ودعمت واشنطن تلك الاحتجاجات وتمسكت بدعمها رغم تحول الاحتجاجات السلمية إلى اعتداءات على قوات الأمن واشتباكات عنيفة، حتى وقوع الانقلاب على سلطة يانوكوفيتش ووصول المعارضة السابقة إلى السلطة.


ورفضت موسكو هذا الانقلاب وأكدت نيتها الدفاع عن مصالح المواطنين الروس في أوكرانيا. ولم يبق هذا التأكيد مجرد كلام، بل برز العزم الروسي خلال أحداث القرم، عندما أيدت موسكو سعي سكان شبه الجزيرة للخروج من قوام أوكرانيا والعودة إلى أحضان روسيا.



كيري يستقبل لافروف في لندن في أثناء أزمة القرم في مارس/آذار عام 2014



Reuters كيري يستقبل لافروف في لندن في أثناء أزمة القرم في مارس/آذار عام 2014


وفي أوائل مارس/آذار عام 2014 أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن صفحة "إعادة العلاقات الروسية-الأمريكية" أصبحت من الماضي، قائلا: "إننا دخلنا في مرحلة جديدة من علاقاتنا مع روسيا".


على الرغم من تطورات الأزمة الأوكرانية ودخولها إلى مرحلة النزاع الدموي المسلح المستمر في شرق البلاد منذ أبريل/نيسان عام 2014، واصل لافروف وكيري اتصالاتها الهاتفية ولقاءاتهما الدورية على هامش مختلف الفعاليات الدولية. لكن زيارة كيري الراهنة إلى روسيا واجتماعه ببوتين قد يمثلان إشارة إلى تعديل موقف واشنطن إلى درجة ما وسعيها للانضمام إلى جهود التسوية في شرق أوكرانيا والتي انطلقت في العاصمة البيلاروسية مينسك بمساهمة نشطة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)