الإعلام التقدمي- أيمن أحمد -
فى الفقه الإسلامى لا يجوز بناء كنائس، ولا يعمر ما يخرب منها… فى الفقه الإسلامى المسلم اللى مش بيصلى بيستتاب 3 أيام ثم يُقتل… فى التفسير، أجمع المفسرين على أن تفسير (واللائى لم يحضن) اللى هى الطفلة قبل البلوغ، ومن هنا يبقى جواز الطفلة قبل البلوغ حلال… فى التاريخ الإسلامى، الصحابة حاربوا بعض وقتلوا بعض بعد 25 سنة فقط من وفاة رسول الله، عندك مثلا سنة 35 هجرية، قامت موقعة الجمل، بين جيش على بن أبى طالب خليفة المسلمين، وجيش السيدة عائشة زوج رسول الله ومعها الصحابيان المبشران بالجنة، طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، ومات فى المعركة 20 ألف صحابى وتابعى، وفى سنة 37 هجرية التقى جيشى على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان فى موقعة صفين التى انتهت بقرار التحكيم، ومقتل 70 ألف صحابى وتابعى!
1- الفقه بلغتنا العصرية هى قوانين مستقاه من وقائع حدثت على عهد الرسول، وشرع فيها الرسول قانون، فالقوانين دى والوقائع والمقولات اللى وصلت عن الرسول جى ناس فهموها وعرفوها واستنبطوا منها قوانين لعصرهم من 1300 سنة!، وكما يقول ابن القيم الجوزية: وافق الإسلام العرب على ما كانوا عليه، يعنى هذه القوانين كلها مستقاه من المكان والزمان ده!، ومعنى إنه فى قوانين كتير فقهية شايفينها ما بقتش صالحة، يبقي الأمر ينطبق علي كل الفقه، ويبقى “غير مُقدس” زى ما بيقول لينا المشايخ والعمائم!
2- التفاسير بكل تناقضاتها، معنى إنه فى حاجات منها غير ملائمة، يبقي الأمر ينسحب على كل التفاسير، وإنها “غير مقدسة”، وإنها احتمال تكون غلط، وإنه اللى فسروا كانت تفسيراتهم فى ضوء حياتهم من 1300 سنة!
3- التاريخ، هل نقدر نقول مين من الصحابة اللى حاربوا بعض كان غلط ومين كان صح؟!، مهما معنى إنهم قتلوا بعض، إنه فى مُخطئ وفى مُصيب!، يبقى التاريخ “غير مقدس”، وتصرفات الصحابة “غير مقدسة”، وأفعالهم كانت بشرية!
الكلام ده ينطبق على الأحاديث وعلى الخلافة وعلى رجال الدين الإسلامى نفسهم وما يسمونهم علماء، كل ده لو نظرت عليه نظرة عقلانية هتكتشف إنه (غير مقدس)…
اللى حصل وبيحصل من 1400 سنة هو تراكم للمقدس اللى هو فى الحقيقة (غير مقدس)، فأصبح عندنا الفقه والأحاديث والتفاسير والعلماء والتاريخ والخلافة.. إلخ، كل ده مقدس، وما الوقت بتتسع دائرة المقدس، فوصلنا إلى إنه لحوم العلماء مسمومة، والمسلمة التى لا ترتدى الحجاب فاسقة!
طيب ايه النتيجة لما تتبنى الدولة نفسها هذا المفهوم للدين وترعاه؟!
الدولة بتعلم الناس عن طريق كتاب الدين فى المدرسة / التعليم الدينى متمثلا فى الأزهر / المؤسسة الدينية الرسمية “الأزهر والأوقاف”، مثلا تارك الصلاة يُستتاب 3 أيام ثم يُقتل، المسيحى يدفع الجزية وما يبنيش كنيسة، إقامة الخلافة / الدولة الإسلامية فرض واجب.
ييجى الولد / المراهق / الإنسان العادى اللى بيسمع النسخة الرسمية من الدين بتقوله كده، يبص على الواقع يلاقى ناس كتير حواليه ما بيصلوش، طيب عاوز يعمل ليهم إستتابة 3 أيام ويقتلهم علشان يطبق الدين!
يبص على جاره وزميله المسيحى يلاقيه عنده كنيسة ومواطن فى الدولة “الحديثة” مش بيدفع جزية، طيب عاوز يهدم الكنايس ويدفعه الجزية علشان يطبق الدين!
يقوم الإنسان ده يصطدم فى رحلته لتطبيق الدين بـ “الدولة الحديثة”، يقوم يفوق على إنه الدولة مش بتطبق شرع الله، تبقى الدولة ايه؟! كافرة…
طيب قدامه طريقين، طريق التغيير السلمى إنه يحول الدولة الحديثة لدولة “إسلامية” بتطبق شرع الله، وهنا فى إحتمالين، الأول إنه يصل للحكم ويغير هوية الدولة الحديثة، وده نجح فى أفغانستان وإيران والسودان والصومال.. تقوم تبقى النتيجة زى ما إنتم شايفين فى الواقع!… الإحتمال الثانى إنه يفشل فى طريق التغيير ده لأنه الناس بتدرك إنه ده طريق كله مهالك وهيضيع البلد، فترفض الطريق ده، وده حصل مثلا فى مصر فى 30 يونيو 2013…
هنا بقه يبقى الطريق الثانى، طريق العنف والإرهاب، الدولة هيئت الناس ومهدت التربة لتقبل هذه الأفكار الغير مناسبة للعصر، عبر التعليم والإعلام، الدولة غذت الوهم الإسلامى فى دماغ الناس، وفى نفس الوقت ما بتطبقش الوهم لإنها مدركة إنه كلام عفى عليه الزمان والمكان، وإنه تم تجاوزه من مئات السنين… فيقوم الإنسان اللى الدولة نفسها مهدته لاعتناق هذه الأفكار، يشوف الدولة كافرة، والناس فى جاهلية لأنهم ما بيطبقوش الدين، يبقى المجتمع ده بيحارب الدين، يبقوا مرتدين ودمهم حلال، والحكومة كافرة، اللى بيشتغل فى الحكومة كافر، الشرطة كافرة لإنها جزء من هذه المنظومة، الجيش اللى بيحمى فكرة “الدولة الحديثة” كافر!… وهنا نصل للمستوى الأخير وهو تحويل هذه الاعتقادات المطلقة للتنفيذ العملى، ويبدأ الإرهاب!
مش لازم الإنسان علشان يصل للطريق التانى يمر بالطريق الأول، فى ناس كتير
اختصرت المشوار ودخلت على الطريق التانى علطول!
وهنا نسأل نفسنا سؤال مهم: إزاى الدولة بتدعم نسخة رسمية من الدين ضد وجودها؟!
هفترض إنها مكنتش تعرف إنه دى هتكون النتيجة، وفى لحظة ما اعتقدت الدولة إنه خيوط اللعبة فى يدها، لكن ازاى تستمر الدولة بنفس هذه المنظومة القديمة حتى اللحظة؟!
طيب الحل ايه؟!
الحل إنه الدولة ترعى منظومة دينية رسمية تكون شايفة إنه الدين علاقة شخصية بين الإنسان وربنا، ما حدش ليه دخل بيها، وإنه التراث الإسلامى (الفقه، التفاسير، التاريخ.. إلخ) غير مُقدس، فتكون النتيجة هى تفكيك أسطورة لازم نطبق شرع الله، لأنه ساعتها مش هيكون فى فقه وشريعة، لأنه الناس وقتها هتفهم إنه القوانين وليدة بيئتها، وما فيش حاجة اسمها قوانين ثابته لعلاج مشكلات متغيرة، وهيكون التاريخ الإسلامى مش يوتوبى، فأسطورة الخلافة الإسلامية والدولة الإسلامية هتتفكك فى عقول الناس!