آخر الأخبار
 - سقطت، أمس، مديرية خور مكسر، في محافظة عدن، بشكل كامل، في ايدي مسلحي جماعة الحوث

الخميس, 30-إبريل-2015 - 09:42:51
الإعلام التقدمي - -
سقطت، أمس، مديرية خور مكسر، في محافظة عدن، بشكل كامل، في ايدي مسلحي جماعة الحوثي، وقوات الجيش المساندة لهم، بعد اشتباكات عنيفة دارت بينهم وبين مسلحي " المقاومة الشبعبية الجنوبية"، التي حاولت، عصر الأحد الماضي، منع تقدم مقاتلي الحوثي باتجاه مستشفى الجمهورية وحي السلام.

وتمكن مسلحو الحوثي، بمساندة قوات الجيش، من بسط سيطرتهاعلى طول الطرقات الداخلية في مديرية خور مكسر، باتجاه دوار تقاطع الجمهورية ( جولة البط) وحتى دوار مديرية أمن المحافظة، مروراً بشارع ساحة العرضي والأحياء المجاورة لها، وعلى حي السفارات ومبنى هيئة البريد العام.

وكانت اشتباكات دارت على مدى اليومين الماضيين بين مليشيا الحوثي، المسنودة بقوات من الجيش، وأفراد المقاومة الشعبية، اسفرت عن مقتل مالا يقل عن 11 فردا من المقاومة الجنوبية و7 مواطنين مدنيين، بينهم طفلان، فيما سقط  من عناصر الحوثي والجنود الموالين لهم نحو4 قتلى.

ومازالت معارك محيط مطار عدن، من الجهة الغربية، مستمرة دون ان يتمكن افراد المقاومة الجنوبية من إحراز أي تقدم، على الرغم من كثافة الغارات الجوية التي زادت حدتها من بدء المرحلة الثانية " إعادة الأمل" للتحالف العربي.

غير إنها لم تنجح في إجبار مسلحي الحوثي على ترك المطار، حيث مازالوا يخوضون مواجهات مع افراد المقاومة الجنوبية التي تفرض عليهم حصارا من اتجاه ملعب 22 مايو بالشيخ عثمان، ومنطقة الملاح بخور مكسر.

وفي مديرية المعلا، تفجرت، صباح أمس، اشتباكات عنيفة بين مليشيا الحوثي وأفراد المقاومة الجنوبية، أستخدمت فيها المليشيا الدبابات وراجمات الصواريخ بشكل كثيف وعشوائي باتجاه منازل المواطنين، ما اسفر عن تضرر 5 منازل سكنية ، ومقتل عنصرين من أفراد المقاومة، وأحد المواطنين قتل إثر سقوط قذيفة على منزله الواقع في جبل المعلا، أمام مبنى مكتب محافظة عدن.

وبدأت مليشيا الحوثي توسع من نطاق سيطرتها في مديرية المعلا، بعد سيطرتها على الشارع الرئيسي، في محاولة منها للتقدم باتجاه مديرية التواهي التي يقع فيها ميناء عدن والقصر الرئاسي وعدد من المؤسسات والمنشات المدنية والعسكرية الحيوية.

وما يزال هدوء حذر يخيم على مدينة كريتر التي تعرضت ، فجر الأحد الماضي ، لسقوط صاروخين من قبل طيران التحالف السعودي، الأول سقط عند الساعة الـ8 فجرا في حي القطيع وراح ضيحته 6 أفراد مدنيين، وسقوط 3 بنايات سكنية، والآخر سقط على الجبل المحاذي لمنطقة سالم على، بالقرب من باب العقبة، وادى إلى إصابة 3 مواطنين بينهم أمراة، بشظايا.

كما تعرض مبنى مطبعة صحيفة " الأيام" في كريتر لاستهداف من قبل مليشيا الحوثي، بعد قيامها بقصف أجزاء من المبنى، وتعرضت المطبعة لأضرار.

ومازالت مليشيا الحوثي تحاصر مدينة كريتر، وتفرض سيطرتها على مدخلي المدينة وتنتشر في حدود المكاتب الحكومية ، من بينها مؤسسة المياه العامة ومكتب الواجبات ومستشفى عدن.

وأمس الأول، أطلقت مقاتلة للتحالف السعودي صاروخين باتجاه تجمع عسكري في منطقة المصعبين بالممدارة ، شرق مديرية الشيخ عثمان، احدهما لم ينفجر.

وكانت منطقة " المصعبين " تعرضت ، على مدى الـ4 الأيام الماضية، لسلسة غارات جوية، استهدفت فيها مجددا مستودعات درهم ، وتجمعات لأرتال عربات عسكرية تمتلكها مليشيا الحوثي، والتي عملت على فتح جبهة جديدة في أطراف منطقة الممدارة، قبل ان تتمكن المقاومة الجنوبية، الأحد، من طردها والسيطرة على موقعها بإسناد الطيران الحربي.

وفي مديرية دار سعد، تمكنت مليشيا الحوثي والجنود الموالين لها، فجر الاثنين، من استعادة دوار" السفينة"، المقابل لدوار سوق القات المركزي" الكراع"، بعد مواجهات فر وكر، لم تتمكن خلالها المقاومة الجنوبية من الحفاظ على الموقع بسبب شحة التعزيز ونفاد الذخيرة ، فيما قامت مقاتلة بقصف دوار " السفينة" عند الساعةالـ 6 من مساء امس، لإجبار مقاتلي الحوثي على الانسحاب من المواقع.

ومازالت تدور حاليا اشتباكات متقطعة بين عناصر المليشيا وافراد المقاومة الجنوبية.

وتسيطر مليشياي الحوثي، ومساندون لها من جنود الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، على عدة مناطق سكانية في عدن، لا سيما في خور مكسر وكريتر والمعلا ودار سعد.

ورجحت لـ" الشارع " مصادر حقوقية في عدن ان اجمالي عمليات القصف الجوية، التي نفذها الطيران الحربي التابع للتحالف السعودي في حدود عدن وضواحياه ، تقدر بـ 102طلعة جوية تقريبا، في إطار عمليات " عاصفة الحزم"، ونحو 39طلعة جوية منذ تاريخ 22 ابريل الجاري، وحتى مساء امس الموافق 28 ابريل، وذلك ضمن عمليات " إعادة الأمل"،

على المستوى الإنساني، شهدت عدن، على مدى اليومين الماضيين ، عملية نزوح جماعي لسكان المناطق المتضررة ، والتي مازالت تستعر فيها المواجهات، لاسيما في مناطق كريتر والمعلا والقلوعة، والتي نزح معظم سكانها إلى مدارس مديرية الشيخ عثمان، واكتظت بهم كل من مدارس 30 نوفمبر والعبادي ونانوية عثمان عبده، بالشيخ عثمان، والتي تحولت إلى مراكز استقبال وإيواء للعشرات من الأسر النازحة من سكان تلك المناطق، الذين يعيشون ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة.

قناصة يثيرون الرعب ووضع إنساني مأساوي

وأوضحت مصادر محلية أن معظم شوارع وأحياء مديرية المعلا أصبحت مهجورة وخالية من سكانها، بعد تمكن مقاتلي مليشيا الحوثي وجنود القوات الخاصة من السيطرة على شارع " مدرم" الرئيسي، ونشر فرق قناصة تابعة لهم فوق عدد من الفنادق والمواقع المرتفعة، ما تسبب في شيوع حالة من الهلع والخوف للسكان المحليين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم واللجوء إلى مناطق امنة نسبياً.

وغادرت ، أمس ، من مدينة كريتر، دفعة جديدة من الآهالي والعائلات النازحة باتجاه مديرية الشيخ عثمان، بعد فشل الغارات الجوية، التابعة للتحالف السعودي، عن طرد عناصر المليشيا، والجنود الموالين لهم، من المواقع التي مازالوا يسيطرون عليها في منطقة معاشيق ، موقع القصر الرئاسي ، والتي طالتها سلسلة غارات لم تحقق أهدافها.

ومازالت عناصر المليشيا تسيطر ايضا على البنك المركزي اليمني بحي القطيع، بالإضافة إلى استمرار فرض حصارها على المدينة منذ اكثر من 3 اسابيع.

وتعيش حاليا جميع مديريات ومناطق عدن وضعا إنسانيا ماساويا ، بعد ان تحولت معظم شوارعها واحيائها إلى جبهات حرب ضارية، غابت وتدهورت بسببها جميع الخدمات الإنسانية الاساسية بعد دخول مناطق المعلا والقلوعة، ومعظم احياء مديرية التواهي، الأسبوع الثالث وهي بدون كهرباء ولا خدمات اساسية.

كما تعيش مناطق الممدارة ، والشيخ الدويل، والشهيد عبدالقوي، أوضاعا إنسانية وخدماتية متدهورة، بعد انقطاع مياه الشرب، منذ اسبوع، ولجوء المواطنين إلى البحث عن مياه للشرب والستهلاك في آبار المساجد، والتي تتوفر فيها نسبة عالية من الملوحة،.

وما يزال معظم سكان مدينة كريتر يجلبون مياه الشرب من آبار جوفية في عدد من الجوامع العتيقة، كانت قد حفرت قبل نحو 130 سنة(قبل قرن و3عقود من الزمان).

يضاف إلى ما تعانيه عدن، تدهور جميع الخدمات الأساسية ونفاد كمية المواد الغذائية والاستهلاكية من المستودعات والبقالات الصغيرة, وانقطاع الاتصالات وخدمات الانترنت عن مناطق واحياء كثيرة فيها، وصعوبة تنقل السكان على المستوى الداخلي، بسبب انعدام المشتقات النفطية ، وغياب وسائل المواصلات العامة في مواقع تجمعاتها، لعدم وجود طرقات آمنة، واستغلال مالكي عربات (الآجر الخاص) حاجة المواطنين الخروج من مناطقهم المتضررة، وفرض عليهم أجور نقل وصلت 8000ريال أجر نقل من كريتر إلى الشيخ عثمان، مستغلين ظروف الحرب والضطرارية التي تجبر ارباب الأسر دفعها على مضض للفرار والنجاة بعائلاتهم وأطفالهم من مواقع القصف.

جرائم في حق الأسرى

وأمس الأول، أعلنت الحكومة المصغرة للرئيس هادي، من موقع إقامتهم بالعاصمة السعودية "الرياض"، أن عدن اصبحت مدينة منكوبة، وبحاجة إلى خدمات ومساعداتغذائية وإنسانية وطبية عاجلة.

إعلان حكومة هادي جاء في الوقت الذي نجد فيه ان المئات من أكياس " البر" غير المطحون، التي وصلت قبل اسبوع إلى عدن(هدية من الحكومة الالمانية)، تباع في الاسواق والأحياء الشعبية بسعر مضاعف عن قيمته الفعلية، حيث بلغ سعر الكيس الواحد إلى 7500ريال، في ظل انعدام تام لأكياس قمح الدقيق، ما أجبر جميع افران ومخابز المحافظة إغلاق أبوابها ، في ظل غياب كامل للسلطات التنفيذية والرقابية والأمنية في عدن.

وحاولت " الشارع"، على مدى اليومين الماضيين، التواصل مع القائم بأعمال محافظ عدن، الوكيل نائف البكري، إلا انه لم يرد على اتصال مراسلها في عدن.

ويرى مواطنون ان هذه الأوضاع الإنسانية ، التي باتت تتفاقم وبصورة كبيرة وكارثية، تاتي في ظل غياب قيادة محافظة عدن، والمسؤولين التنفيذيين عن وظائفهم للشهر الثاني على التوالي، " باستثناء ما يبذله كل من وكيلها نائف البكري، ورئيس محكمة استئناف عدن، القاضي فهيم محسن الحضرمي، من جهود في حدود إمكانياتهما الصعبة لوضحع الحول والمعالجات المتاحة للتخفيف عن معاناة الناس"، حسب بعض الآهالي.

وشكا لـ"الشارع" ضباط وجنود وموظفون في مستشفى باصهيب العسكري من عدم استلام مرتبات شهر مارس، حتى اليوم.

وطالبوا، في شكوى رفعوها عبر الصحيفة، مختلف الجهات المعنية ، في صنعاء أو عدن، بسرعة مراعاة أوضاعهم المادية والنفسية السيئة ، لا سيما وان المستشفى ما يزال يقدم خدماته في علاج الجرحى والمصابين.

وأوضح العقيد ايوب عبدالرشيد ان كشوف رواتبهم مازالت تحت هيمنة المحاسبين ، الذين يحاولون المماطلة والتلاعب في صرفها للموظفين تحت ذرائع وحجج لا تنسجم مع الظروف الإنسانية التي اضحى يعيشها جميع سكان عدن، مدنيين وعسكريين، والذين لم يستلموا حتى الأن مرتباتهم لشهر مارس الماضي.

على صعيد آخر، اكدت لـ" الشارع" مصادر في عليات المقاومة الجنوبية ان جماعة متطرفة ، تقاتل إلى جانب افراد المقاومة الشعبية في عدد من جبهات عدن، قامت بارتكاب انتهاكات وجرائم تصفية بحق عدد من الأسرى الذين سقطوا بيدها، بناء على فتاوي يصدرها مركز تم إنشاؤه حدينا باسم " مركز الإفتاء" في نطاق مديرية الشيخ عثمان.

وأكدت هذه المصادر ان هذه الجماعات قامت، قبل أيام ، بتصفية 3أسرى من مقاتلي الحوثي، وجنديين من قوات الأمن الخاصة "الامن المركزي سابقا"، في تصرف لا ينسجم مع توجه قيادة المقاومة الشعبية في عدن، بحسب المصادر.

ومازالت جماعات سلفية، يعتقد انتماؤها لـ" القاعدة"، تشارك افراد المقاومة الشعبية في عدن منذ بدء معارك ومواجهات عدن نهاية مارس الماضي ضد مليشيا الحوثي والجنود المساندون لهم.

وتبرر بعض هذه الجماعات حربها ضد الحوثيين بانه " جهاد شرعي" مع من تصفهم بـ"الشيعة الروافض"، وأخرى ترى من جانبها انه دفاع عن النفس، وانه في حال تمكنوا " الحوثيين " من فرض نفوذهم على عدن، سيقومون بدرجة اساسية باستهداف حياة وارواح ممن تصفهم بـ " الدواعش" و" التكفيريين".

ويطالب نشطاء حقوقيون في عدن بتدخل منظمة إنسانية دولية لتشرف على عملية حصر عدد اسرى المعارك ، وضمان نقلهم إلى ديارهم بعد الالتزام بعدم الرجوع مجددا للقتال، وذلك بحسب المواثيق الدولية وقوانين الحرب، وحتى لا يتعرضوا للتصفيات الجسدية عقب استسلامهم وتسليم انفسهم لأفراد المقاومة.

لا تقتصر الانتهاكات في عدن بحق الأسرى المقاتلين في جبهات القتال ، وإنما بظهور مجاميع مسلحة من البلاطجة، تمارس وسائل الاستفزاز والابتزاز بحق مواطني المحافظات الشمالية ، لاسيما من ملاك الفنادق والمحلات التجارية المتواضعة، ونهبهم تحت ترهيب السلاح، وتستغل هذه الجماعات المسلحة غياب سلطة القانون، وجمود المؤسسات التنفيذية والقضائية، وظروف الانفلات الأمني التام الذي تشهده عدن منذ اكثر من شهرين.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)