آخر الأخبار
 - في جريمة، فاقت كل مقاييس استخدام القوة، واستهدفت أحياء واسعة من العاصمة صنعاء

الثلاثاء, 21-إبريل-2015 - 18:05:25
الاعلام التقدمي -


في جريمة، فاقت كل مقاييس استخدام القوة، واستهدفت أحياء واسعة من العاصمة صنعاء، أقدم طيران العدوان السعودي على إلقاء صواريخ ذات قوة تدميرية عالية على منطقة "فجّ عطان" وسط العاصمة، ما أدى إلى تدمير أحياء كاملة، وألحق أضراراً بليغة وواسعة بالمدينة والمدنيين، وسقط إثر ذلك عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأحدث الضغط الجوي لهذه الصواريخ هزات شعر بها كل سكان العاصمة.

وبحسب مصادر طبية في العاصمة صنعاء، فإن الحصيلة الأولية لعدد الشهداء وصل إلى 46 شهيداً و341 جريحاً، وعجّت مستشفيات العاصمة بالجرحى والمصابين، فيما وجّهت وزارة الصحة نداء استغاثة للمواطنين للتبرع بالدم، لإنقاذ أرواح الذين أصابهم هذا القصف، وظلت طواقم الإسعاف تقوم بنقل المصابين حتى ساعة متأخرة من مساء أمس.

وفي السياق، قال لـ"الأولى" سكان محليون بالعاصمة, إن انفجاراً عنيفاً جداً هز العاصمة صنعاء قبل ظهيرة أمس, ناتجاً عن استهداف جبل "فج عطان" بقصف صاروخي تضاربت الأنباء حول طبيعته, وسمع دوي الانفجار في جميع أنحاء العاصمة وشوهدت أعمدة الدخان من مسافات بعيدة جداً غطت سماء العاصمة.

وأوضح السكان أن عشرات المنازل هدمت على ساكنيها في المناطق المجاورة لموقع الانفجار بسبب قوة الضغط الذي نتج عن الانفجار, وتهشمت نوافذ المنازل وواجهات المحلات التجارية في أحياء بعيدة عن عطان مثل الزبيري، ومدينة حدة، ومعظم الأحياء والشوارع في الجزء الجنوبي من العاصمة, كما تضررت العشرات من سيارات المارة في الشوارع والمركونة في الأحياء بسبب الأحجار المتطايرة من جبل عطان, ووصل أثر الدمار إلى مسافات بعيدة قدّرت بـ5 كيلو.

أحد ملاك المنازل في "فج عطان"، من جانبه، قال لـ"الأولى" إن الدمار كبير جداً من بداية فج عطان وحتى حدة, وإن منزله تعرض للتدمير الكامل المكون من دورين والأبواب والنوافذ, وإن شظايا كبيرة اخترقت السقف وانفجرت بالداخل.

وتحدّث هذا المواطن عن أن المنازل المجاورة تعرضت لتضرر كبير, وتدمير لسور مصنع المزنعي للمشروبات, وسحقت سيارات كانت بجانب محطة غاز بفعل قوة الانفجار وسقوط الصخور الهائلة عليها, بحي دوار النسيم بجانب الملحقية السعودية.

وأضاف أن مبنى "اليمن اليوم" تدمر من الداخل بالكامل, وأن الصواريخ أحدثت في الشارع حفرة بعمق 3 أمتار, وانتشرت الشظايا بشكل كبير جداً في الشوارع، ووجدت رؤوس قذائف في الشارع وعلى أسطح المنازل, وإحدى هذه القذائف كانت بطول متر ونصف.

وتحدّث عن أنه شاهد أشلاء لأطفال ونساء في الشوارع, كما أن صخوراً من الجبل نزلت على البيوت الشعبية تحت فج عطان, وخرج إثرها الأهالي مذعورين.

واطلعت "الأولى" على تسجيلات لحظة الانفجار، وبدا فيها أحد المواطنين وهو يقوم مذعوراً بتصوير الانفجار، والذي ظهر بداية على أنه بعيد من المكان، لكن قوة الانفجار وتصاعد النار منها أصاب المبنى الذي فيه، كما سمع وهو ينادي أطفاله بأن يبتعدوا من الغرفة التي فيها. أحد شهود العيان ويدعى "صلاح علي"، قال في صفحته على الفيسبوك واصفاً الانفجار: "كيف يوصف اليوم؟ كنت نائماً في حدة المدينة منذ الليلة السابقة، استيقظت على صوت الانفجار واهتزاز المبنى وتساقط الأشياء وتكسر النوافذ".

وأضاف قائلاً: "الشارع كان مليئاً بالناس الراكضين إلى جهات مختلفة بذعر، اعتقدت أن الضربة وقعت بالقرب من المنزل، حين خرجت إلى الشارع علمت أن الصاروخ استهدف جبل فج عطان، المكان الذي كنت فيه تعرض لأضرار كبيرة، إضافة إلى ذلك المنازل والمستشفى والبنك جراء الهزة وضغط الهواء الذي تسبب به انفجار الصاروخ السعودي".

وأوضح بالقول: "المسافة بين المنطقة التي كنت فيها قرب مستشفى الموشكي وموقع سقوط الصاروخ جوار جولة السلامي مسافة قدرها كيلو ونصف تقريباً".

ووصف صلاح ما شاهده أثناء مروره داخل فوضى الانفجار: "في طريقنا إلى الموقع المستهدف كنا نزداد ذهولاً ورعباً، الشوارع مغطاة بالتراب والأحجار، هناك حفر كبيرة على الإسفلت، الأرصفة مهشمة، البنايات كلما اقتربنا كلما رأينا منازل مدمرة بشكل أسوأ، الجثث مرمية في كل مكان، النساء يجرين ويصرخن وكأنهن فقدن عقولهن، كثيرات كن خارج بيوتهن وأتين مسرعات وهن لا يعرفن أين سيبحثن عن أسرهن ولا يعرفن ما الصورة التي سيجدنها، الأطفال تائهون ويبكون، المسعفون والمواطنون كان واضحاً عليهم الإنهاك والارتباك والحيرة، بمن يبدؤون؟ أي البيوت يبدؤون في البحث بين أنقاضها عن البشر؟ رائحة الدماء واضحة أكثر من رائحة الحرائق".

واسترسل شاهد العيان هذا بالقول: "لا يمكن أن ترسم صورة كاملة بناء على مشاهدتك كل الأماكن التي تضررت، لكن تعود إلى الذهن مشاهد غزة وجنوب لبنان والعراق، الدمار جراء هذا الصاروخ وحده شمل منطقة قدرها أكثر من 5 كيلو متر مربع، الدمار الشديد وصل إلى مسافة700 متر مربع على الأقل حول مكان سقوط الصاروخ".

وتحدّث صلاح أن "الصاروخ بحسب شهود لم يكن من طائرة بل من منصة إطلاق ثابتة، يقولون إنهم شاهدوه في السماء قبل الانفجار، أنا اعتقد أن ما تسبب بذلك الدمار المهول قد يكون صاروخ أسكود، لقد وصل أثره أو الضغط المندفع إلى جولة الرويشان". واختتم كلامه بالقول: "لا تزال رائحة الدم عالقة بأنفي".

وفي الموضوع ذاته، نشر أحد أقارب المهندس عبدالمؤمن شجاع الدين أن جثته وجثة ابنه الصغير وجدت في منطقة فج عطان، بعد استشهاده بالانفجار، وأنه ما زال البحث جارياً عن زوجته من تحت أنقاض العمارة التي كانوا يسكنونها في حي عطان، وأنه كتب لابنته النجاة لكونها كانت في طريقها إلى البقالة.

من جانبها، قالت قناة "اليمن اليوم"، أمس, إن 3 من عامليها استشهدوا وأصيب 10 آخرين, بسبب قصف الطائرات التي استهدفت مبنى القناة, وخلفت دماراً هائلاً وإتلاف العديد من الأجهزة الخاصة بالبث, كما توقف بث القناة لعدة ساعات ولم تعاود البث حتى كتابة الخبر.

مصادر أخرى، قالت إن القصف أدى إلى تدمير حي كامل في منطقة "فج عطان" على رؤوس ساكنيه، وأن معظم الإصابات بين الأطفال والنساء من سكان المنازل.

وأوضحت المصادر أن مستشفيات العاصمة صنعاء تعمل بكامل طاقتها في ظل شح في الأدوية والمستلزمات الطبية، وأن فرق الإنقاذ تواصل انتشال جثث القتلى والجرحى من تحت الأنقاض.

وفي السياق الرسمي، أوضح مصدر محلي بأمانة العاصمة لوكالة "سبأ", أن المئات من المواطنين استشهدوا وأصيبوا, بسبب القصف الذي استهدف عدداً من الأحياء السكنية بمنطقة فج عطان وحدة، ما تسبب في ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى، كما أدى العدوان إلى أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.

وأشار إلى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى منطقة حدة وفج عطان للقيام بأعمال الإسعاف والإنقاذ وإخراج المواطنين من تحت أنقاض المساكن التي دمرت جراء القصف.

ودعا المصدر المحلي المواطنين إلى التوجه للمستشفيات للتبرع بالدم نظراً للحاجة الكبيرة له بسبب كثرة عدد المصابين.

وفي السياق ذاته, أعلنت وزارة الخارجية السودانية, على موقعها الرسمي في الأنترنت أمس, أن سفارتها في صنعاء تعرضت لقصف جوي أمس, ولم يتسبب في خسائر في الأرواح.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية علي الصادق إن سفارة السودان في صنعاء تعرضت لقصف جوي غير مباشر, بسبب استهداف التحالف لأهداف على مقربة من مقر البعثة، وأضاف أن القصف لم يسفر عن خسائر في الأرواح حيث أن السفارة كانت خالية من العاملين.

وفي أول ردود الأفعال، على ما حدث, قالت جماعة "أنصار الله" الحوثيين، إن النظام السعودي بتحالفه، يرتكب أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني قتلاً وتدميراً وحصاراً وتجويعاً واستهدافاً لكل ما له علاقة بحياة اليمنيين.

وأوضح المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، أمس, أن آخر تلك الجرائم هي الجريمة الوحشية في منطقة فج عطان بالعاصمة صنعاء والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى.

وأضاف أنه استهداف همجي وعدواني أقل ما يوصف أنه قمة الإجرام والوحشية والاستهانة بدماء اليمنيين وكرامتهم وحياتهم وأمنهم, ويكشف الحقد والكراهية والإجرام لدى التحالف السعودي وبشكل لا ينسجم مع أخلاق الحروب فضلاً عن أخلاق الإسلام وشرف العروبة.

وبين أن هذه الجريمة وما سبقها من جرائم كثيرة تكشف حقيقة العدوان وأهدافه وفيما تحركوا لحصار الشعب اليمني براً وبحراً وجواً في مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية التي يدعون أنهم يتمسكون بها.

وجدد بيان الجماعة تأكيدها أنه لا مبرر ولا شرعية ولا حق لأي طرف في العالم أن يستهدف الشعب اليمني وينتهك سيادته، ويفرض حصاراً عليه مهما كانت الادعاءات والمبررات.

وأضاف, لقد انكشفت حقيقة العدوان وأهدافه، وستتضح أكثر لمن لم يعرف بعد ماذا يعني شن الحرب والعدوان على الشعب اليمني الذي قدم من دمائه وعزيز أبنائه ما أوجد فيه جرحاً غائراً لن ينساه مهما كان العدوان ومهما برر المسوقون له.

أدانت أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي بأشد العبارات العدوان السعودي الغاشم المتواصل على اليمن، منذ 26 مارس الماضي.

من جهتها، عبرت "أحزاب التحالف الوطني" في بيان صحفي للمتحدث باسم التحالف عبدالمجيد الحنش، عن استهجانها الشديد لـ"التصعيد الخطير للضربات البربرية والاعتداءات الإجرامية التي استهدفت وتستهدف المواطنين والأحياء المزدحمة بالسكان في العاصمة صنعاء خصوصاً وسائر المدن والمحافظات".

وقال البيان: " تدين أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، بأشد العبارات، العدوان السعودي الهمجي الغاشم المتواصل منذ 26 مارس الماضي ضد اليمن أرضاً وإنساناً ومقدرات، وتستهجن التصعيد الخطير للضربات البربرية والاعتداءات الإجرامية التي استهدفت وتستهدف المواطنين والأحياء المزدحمة بالسكان في العاصمة صنعاء خصوصاً، وسائر المدن والمحافظات اليمنية، في إصرار على القتل وسفك الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ".

واعتبر البيان أن العدوان "يتحدى كافة الدعوات إلى وقف القتل، والعودة إلى الحوار؛ لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة اليمنية فضلاً عن كونه عدواناً مجرماً ومُداناً يتحدى المواثيق الدولية، وينتهك سيادة واستقلال اليمن، ويمارس أبشع صور الدموية والإجرام ضد المدنيين والأبرياء والعزل، ويقترف أسوأ وأحط جرائم الإبادة والتدمير الشامل بدم بارد".

وحملت أحزاب التحالف في بيانها "النظام السعودي كامل المسؤولية أمام الدماء التي تُسفك والأرواح التي تُزهق والدمار الذي تخلفه الضربات البربرية الهمجية وتضع في ذمتها ومسؤوليتها كافة التبعات والتداعيات والآثار الناجمة، الآنية والمستقبلية، عن الجرائم المتلاحقة والولوغ في دماء اليمنيين، والعربدة التي توغل فيها آلة القتل والبطش والدمار تحت سمع وبصر العالم".
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)