آخر الأخبار
 - 
نعم، لله درك تشافيز وأنت ترفض الانحناء للسيد الأميركي، وتكرس ديمقراطية في قلب أميركا الجنوبية؛ ديمقراطية جاءت بك رئيسا عبر صناديق الاقتراع، رغم معارضة وممانعة السيد الأميركي راعي ما يسمى بالديمقراطيات العربية الناشئة حاليا.

الخميس, 05-مارس-2015 - 22:30:56
الاعلام التقدمي-جمال الورد -

من الواجب علينا نحن أبناء الشرق، المنغمسون حتى الثمالة في مخططات الاستعمار الجديد وتقسيماته؛ نحن الذين انكوينا بنيران إسرائيل المغتصبة منذ أكثر من نصف قرن ويزيد، وبنيران البوارج الأميركية وهي تدك بغداد وطرابلس الغرب، وبأسطولها وهو يبحر عباب المتوسط ويقوم بعمليات إنزال في لبنان؛ وبمخخطاتها التامرية والتدميرية لليمن و وحدته وجيشه ، وبما تقوم به اليوم من دعم واضح للإرهاب في سوريا الصمود .

من واجبنا أن نستذكر مناقب راحل كبير، أعلى الصوت من أميركا اللاتينية ليقول للعالم الجديد: كفاكم عربدة واستعمارا! ولإسرائيل: كفاكِ طغيانا وجبروتا! إنه الكبير هوغو تشافيز.


رحل تشافيز وهو ممسك بمبادئه التي لم يحد عنها؛ رحل وهو يعلي الصوت في وجه قوى الاستعمار قائلا كفى؛ في الوقت الذي كان فيه البعض يتواصل مع تلك القوى سرا وعلنا.


استذكرت ذاك الصوت اللاتيني الذي خرج في خضم الهمجية الصهيونية على غزة، ليعلن عن قطع العلاقات مع دولة الاحتلال بسبب "الاضطهاد غير الإنساني الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل سلطات إسرائيل"، وفق البيان الصادر عن كراكاس.


استطاع تشافيز خلق حالة في أميركا اللاتينية، وأن يستنهض كل قوى التحرر واليسار الاجتماعي فيها لمواجهة المد الرأسمالي الذي تفشى فيها لسنوات، وصبغ بعض حكوماتها. ولكنه بمعاونة دول لاتينية أخرى، نجح في تشكيل حالة من التحرر، استطاعت أن تثبت نفسها، وأن تنقل قوة الإرادة لدول أخرى؛ فصبغ أميركا اللاتينية بصبغة أخرى مناوئة للاستعمار والقهر، ولم تعد أميركا اللاتينية حديقة خلفية للولايات المتحدة، تفعل بها ما تريد، وتسرح عصابات المافيا والمخدرات فيها كيفما تشاء، وبالشكل الذي تشاء، بدون خوف من قوة القانون.
أمر طبيعي أن نشعر نحن أبناء الشرق، والعالمين العربي والإسلامي، وكذا العالم الثالث، بأننا خسرنا زعيما نصيرا لقضايانا، منافحا عنها، يقول الحق بدون أن ينظر إلى مصالح ضيقة هنا، أو موطئ قدم هناك. ومن حقنا أن نذرف دمعة حزن على رجل دوى صوته من أميركا اللاتينية ليقول لإسرائيل المغتصبة: كفاكِ ظلما وعدوانا! وليس أدل من ذلك من البيان الصادر عن فنزويلا عند قطع العلاقات مع إسرائيل، والذي جاء فيه: إن إسرائيل رفضت باستمرار الأخذ بالاعتبار دعوات الأمم المتحدة، منتهكة بشكل مكرر ومخز القرارات التي أقرتها الأمم المتحدة، وإنها (إسرائيل) تبعد نفسها أكثر وأكثر يومياً عن القانون الدولي.



من حقنا أن نترحم على رجل كانت مواقفه بهذا الشكل من دولة تغتصب الأرض وتحرق الزرع وتدنس المقدسات، وتقتل الأطفال وتعذب الأسرى وتقتل المعتقلين، وتعربد يوميا في سماء غزة ولبنان، وتقصف دولا عربية بدون أدنى اعتبار لقانون دولي ومسؤولية جنائية.


لله درك تشافيز، وأنت تطرز ملحمة بطولية، وأنت الصوت القادم من أميركا اللاتينية، وبدون أن ترتبط معنا نحن أبناء الشرق بأي عرق أو لغة أو دين، فيما كان من يرتبطون معنا بذلك يتنزهون في شوارع تل أبيب، ويتغزلون بوزيرة خارجيتها وقت ذاك، تسيبي ليفني.


أمام كل ذاك، أليس من واجبنا أن نقول لهكذا رجل: لله درك من رجل شجاع في وقت عزت فيها الشجاعة، وأن نقول له: لله درك من عروبي في وقت ذهبت فيه نخوة الكثير من العرب؟ لله درك من أممي في وقت تقلصت فيه الدعوات إلى الأممية حتى اضمحلت. لله درك من رجل مبدئي في وقت تخلى فيه الكثير عن مبادئهم، وعن مواقفهم، وعن أهدافهم، سعيا وراء رضا السيد الأميركي.


نعم، لله درك تشافيز وأنت ترفض الانحناء للسيد الأميركي، وتكرس ديمقراطية في قلب أميركا الجنوبية؛ ديمقراطية جاءت بك رئيسا عبر صناديق الاقتراع، رغم معارضة وممانعة السيد الأميركي راعي ما يسمى بالديمقراطيات العربية الناشئة حاليا.


لله درك أيها الزعيم الخالد، وأنت تقول حتى النفس الأخير من حياتك: لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم، عيني على بكره وقلبي معكم، لو راح المغني بتظل الأغاني تجمع القلوب المكسورة واللي بتعاني ... لو رحل لو رحل ما يروح الأمل.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)