آخر الأخبار
 - وكانت تلك الليلة قارسة البرودة من شهر يناير ونحن جلوسٌ نتدثر بالبطاطين أمام البحيرة المقدسة في معبد أبو سمبل في أسوان نشاهد عرض الصوت والضوء .

وكانوا حولي يتبادلون الضحكات والقفشات، وأنا رغم إحساسي الغامض والحزين بالغربة أبتسم لدعاباتهم، معهم ولست معهم، يطويني جلال المكان، ويرهبني جلال الزمان …

الأربعاء, 25-فبراير-2015 - 10:13:54
الاعلام التقدمي-نشوى على -
وكانت تلك الليلة قارسة البرودة من شهر يناير ونحن جلوسٌ نتدثر بالبطاطين أمام البحيرة المقدسة في معبد أبو سمبل في أسوان نشاهد عرض الصوت والضوء .

وكانوا حولي يتبادلون الضحكات والقفشات، وأنا رغم إحساسي الغامض والحزين بالغربة أبتسم لدعاباتهم، معهم ولست معهم، يطويني جلال المكان، ويرهبني جلال الزمان …

إلي أن تنبهت علي بيتٍ من الشعر يُلقى علي سمعي ليستقر في قلبي ..

ولا أدري!

أهو الليل البارد الذي أضفى عليه هذا الدفء الغامض .. أم أنها وحشتي و غربتي الحزينة التي باتت تلازمني، لا أدري !

ولكن كان احتفاءي به غريبا، ووقعه علي نفسي مدويا، وكأنه كان رسالة حب من عالم آخر أنتمي إليه ولا أعيش فيه ، “كان قصيرا ومباغتا وناعما كأنني توهمته”!!

وتلفت أتلمس ردود الأفعال في وجوه من حولي فإذا هي خالية من أي تعبير، فاستجمعت شجاعتي وسألت: هل سمعتم بيتا من الشعر؟ ليتبارى الجميع في السخرية مما أقول وسط عاصفة من الضحك، وبادلتهم الابتسام، ولملمت شغفي وحاولت أن أستدعي ذاكرتي لعلها اقتنصت منه شيئا، فلم أجد غيرهالة من الغموض والسحر والجمال ومعني مبهم، وظل هذا البيت من الشعر يحيرني، وظللت لعامين أسأل عنه كل من أعرف أنه ذهب إلي أسوان حتي فقدت الأمل.

إلي أن جاء يوم قابلت فيه بعض الأشخاص وتعارفنا، وأحسست بألفة غريبة بيني وبين أحدهم علي غير المعتاد وكأنه يعرفني، رغم أني لم أنبس ببنت شفة ولم أتبادل معه أي حديث، وإذا به يسألني مباغتا: (هل ذهبت إلي أسوان من قبل؟) !!

لتنتبه كل حواسي وخلاياي للسؤال !! ورغم أنني لم أجبه بل لم أنظر إليه إلا أنه استطرد قائلا: (هل سمعت هذا البيت من الشعر في عرض الصوت والضوء بأبو سمبل؟) !!

وبدأ يلقيه، وبدأت دموعي تنساب وأنا لا أصدق ما يحدث، ولم يعرف أبدا لماذا بكيت لأنني لم أره بعدها أبدا،

“كان لقاءا قصيرا ومباغتا وناعما كأنني توهمته “!

ولكنني لم أنسه، وكأنه كان رسولا من ذلك العالم الجميل أتي ليبلغني أنه شعر بي وأنه يدرك غربتي ويرجوني بحب ألا أشعر بتلك الغربة، إذ أن مثلي كثيرون وإن لم نلتقي يشعرون بكل ما أشعر به وأن هناك ثمة ما يكمل هذا الجزء الناقص في كياني في مكان ما، ورحل هو وترك لي بيت الشعر الذي طالما بحثت عنه.

عساك بخير أيها الرسول…<3

وإليكم بيت الشعر الحبيب…

أشكو للقمرِ وشمسِ الصباح … من لوّنَ الحبَ بلونِ الجِراح

وباتَ قَلبي في الهوى مُستَباح… كأني ريشةٌ في مَهب الرياح


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)