آخر الأخبار
 - و لكن الأمور في مصر لم تكن تنذر بالخير علي الإطلاق ، فالوضع في مصر كان في غليان مستمر و مجموعات المماليك المختلفة تتناحر من أجل بسط النفوذ و إن لم تراودهم الأحلام بالوصول إلي السلطة في مصر بعد…

الأربعاء, 25-فبراير-2015 - 10:11:59
الاعلام التقدمي -

بعد وفاة زوجها السلطان الصالح نجم الدين أيوب و تمكنها من إخفاء الأمر عن الجيش و إتمام المعركة الحربية بالنصر ، تمكنت شجر الدر من العودة بالجثمان إلي أرض المحروسة و قد ساهم هذا في الانتقال السلمي للسلطة من السلطان المتوفي الصالح إلي ابنه توران شاه .

و لكن الأمور في مصر لم تكن تنذر بالخير علي الإطلاق ، فالوضع في مصر كان في غليان مستمر و مجموعات المماليك المختلفة تتناحر من أجل بسط النفوذ و إن لم تراودهم الأحلام بالوصول إلي السلطة في مصر بعد…

من هم المماليك؟ هم في الأصل عبيد كان يتم شرائهم من أسواق العبيد في منطقة بحر البلقان و ما عرف فيما بعد بالاتحاد السوفيتي . كان هؤلاء العبيد يتميزون بحسن الطلعة و قوة الجسد كما كان لديهم القدرة علي تعلم فنون القتال بسهولة و التفوق فيها مما شجع حكام البلاد من الأسرة الأيوبية علي الإكثار من شرائهم و العمل علي تجهيز الجيوش منهم حتي سيطروا تماماً علي الجيش . و قد ازدادوا قوة بعد انتصاراتهم المتتالية ضد الصليبيين و التتار .

كان حكام الأيوبيين يغدقون عليهم المال و الجاه و الأراضي مما زاد من قوتهم و تحكمهم في شئون الدولة.

في عهد السلطان الصالح نجم الدين أيوب كانت الدولة الأيوبية قد أصابها الضعف و الوهن في حين ازدادت قوة المماليك إلي حد كبير ، و أصبحت هناك فرقتان تتماثلان في القوة و العدد و العتاد ، الأولي تحت قيادة الأمير أيبك و الثانية تحت إمرة الأمير أقطاي ..

و بعد موت الصالح أيوب و تولي ابنه عرش المملكة ، بدأ التنافس بينهما يشتد إلي حد بعيد و كان كل واحد منهم يحاول بشتي الطرق أن يزيد من قوته سواء بشراء المماليك و تدريبهم و ضمان ولائهم له أو عن طريق شراء السلاح و المعدات الحربية . حتي أنه يمكن القول أنه كان يوجد في مصر دولتان مستقلتان متناحرتان متماثلتان في القوة .

يبدو أن السلطان الجديد توران شاه لم يكن بقوة و لا سطوة أبيه كما لم يتمكن من أن يحظي برضاء و ولاء المماليك و في ذات الوقت فإن قوة السلطان كان مستمدة من كتائب المماليك المتناحرة .
و كان نتيجة لهذه الاضطرابات في البلد أن تم قتل السلطان الجديد …

بعد مقتل السلطان أصبح عرش مصر خالياً حيث لم يكن للسلطان الصغير أبناء ، و من ثم فقد تولت شجر الدر حكم البلاد و اعتلت عرش المحروسة ..

ثم تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد كانت مصر رسميا جزءا لا يتجزأ من الخلافة العباسية في بغداد و ذلك رغم الشكل العام أنها مملكة مستقلة ذات سيادة إلا إنها كانت تابعة للخليفة العباسي.

لم يقبل الخليفة أن تعتلي عرش مصر امرأة و بعث برسالة شديدة اللهجة إلي مصر في مضمونها أنه إذا كان لا يوجد رجال في مصر ليحكموها فإن باستطاعته أن يبعث برجل من عنده فبلده مليئة بالرجال .

و من ثم فقد أصبح لزاما علي شجر الدر أن تتزوج من رجل لترفعه بجوارها علي عرش مصر أو أن تسلم الدولة لتعود مرة أخري لحظيرة الخلافة العباسية.

كان علي شجر الدر أن تتقدم مرة أخري لإنقاذ عرش مصر و قد كان الاختيار صعب لأنه قد يؤدي إلي حرب أهلية بين القوتين العسكريتين قد تأتي علي الأخضر و اليابس .

و في النهاية تزوجت من الأمير أيبك بعد التخلص من غريمه الأمير أقطاي ثم بدأت المهمة الأصعب و هي استمالة مماليك أقطاي حتي تتوحد الجيوش لمقاومة غزو التتار و الذي كان علي الأبواب .

و بذلك فقد أنقذت الملكة شجر الدر عرش مصر مرتين و حافظت عليه
 
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)