آخر الأخبار
 - قال الكاتب السياسي اليمني علي البخيتي، عضو المكتب السياسي للحوثيين سابقاً، إن الشراكة الوطنية التي تدعو إليها حركة الحوثي بعد إعلانها الدستوري وتفردها بالقرار ليست سوى ادعاءات شكلية .......

الأربعاء, 25-فبراير-2015 - 06:45:47
الاعلام التقدمي -

قال الكاتب السياسي اليمني علي البخيتي، عضو المكتب السياسي للحوثيين سابقاً، إن الشراكة الوطنية التي تدعو إليها حركة الحوثي بعد إعلانها الدستوري وتفردها بالقرار ليست سوى ادعاءات شكلية وصورية، وأنها عمليا تعمل على فرض خياراتها الخاصة التي قد تتحول معها السلطة في اليمن إلى إمامة مستترة بنظام جمهوري، أو ولاية فقيه من نوع جديد وبنكهة يمنية.


وأضاف البخيتي في حوار مع  صحيفة الراية القطرية، أن قرار الحوثيين فردي محصور في شخص عبد الملك الحوثي، وأن أغلب مستشاريه لا يجرؤون على مصارحته بالحقائق.


وشدد على أن من سيتحالفون مع الحركة ويشاركونها السلطة سيكونون مجرد دمى فالحركة تفرض خياراتها الخاصة وتسعى لإيجاد شراكة صورية.


وكشف أن الإيرانيين وحزب الله لم يكونوا راغبين في تورط الحركة وتحملها مسؤولية اليمن بمفردها في هذه المرحلة الحساسة.


وإلى حصيلة الحوار:


حوار: رويدا السقاف


كيف تصف لنا شكل الدولة التي يسعى الحوثيون لتأسيسها؟


- على المستوى النظري لا تزال الحركة تدعو إلى شراكة وطنية في الحكم استناداً إلى مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة، لكن على المستوى العملي فإن الحركة تفرض خياراتها الخاصة وتسعى لإيجاد شراكة صورية قد تحول اليمن إلى إمامة مستترة بنظام جمهوري، أو ولاية فقيه من نوع جديد وبنكهة يمنية، وقد قلت مراراً أن من سيتحالفون مع الحركة من التيارات السياسية والأحزاب الأخرى ويشاركونها في السلطة مع استمرار سيطرة الجناح الأمني والعسكري لها على مفاصل الدولة وعلى العاصمة تحديداً لن يكونوا إلا مجرد "دمى" يحركها أتباع الحركة في الأماكن التي سيعملون فيها.


البعض من المراقبين يؤكدون بان الحركة مخترقة من أكثر من طرف داخلي وخارجي - ما صحة ذلك من وجهة نظرك؟


- لا شك بأن للحركة علاقات إقليمية وبالأخص مع إيران وحزب الله، وبدأت في نسج علاقات دولية وبالأخص مع روسيا والصين ودول أخرى، وذلك طبيعي، لكن تأثير تلك الدول وبالأخص إيران وحزب الله ليس كما يشاع، فعلى حد علمي فإن الإيرانيين وحزب الله لم يكونوا راغبين في أن تتورط الحركة وتتحمل مسؤولية البلد بمفردها في هذه المرحلة الحساسة والتي قد تعود بأضرار فادحة على الحركة نتيجة فشلها المتوقع في تحمل المسؤولية وبالأخص مسؤولية الملف الاقتصادي، وكانوا يتمنون أن يتم تكرار نموذج حزب الله في لبنان في 2007م عندما سيطر الحزب على بيروت وأوصل الرسالة التي مفادها: أنه لا يمكن تجاوزه، ثم سلم السلطة للجهات الرسمية وقبل بشراكة سياسية -عبر اتفاق الدوحة- مع الجهات التي خسرت معركة بيروت وقتها .. أما بالنسبة لتأثير بعض الجهات الداخلية على الحركة فذلك واضح للعيان بسبب تمددها السريع واضطرارها للاستعانة بالكثير من الأطراف مما سبب إرباكاً في الحركة ومنهج عملها الذي كان متبعاً منذ نشأتها وصولاً إلى سيطرتها على منطقة حرف سفيان بعمران.


من خلال تجربتك الطويلة مع الحركة - برأيك من يصنع ويتحكم بقرارها السياسي؟


- عبد الملك الحوثي هو من يتحكم في قرارات الحركة وله الكثير من المستشارين والمساعدين الذين لا يتجاوز رأيهم إبداء الرأي والمشورة فقط، وغالباً لا يتجرؤون على مصارحته ببعض الحقائق، فقرار الحركة فردي وليس جماعيا كما هو معمول به في حزب الله مثلاً.


بررت استقالتك من حركة الحوثيين بتزايد الأخطاء والتجاوزات التي ارتكبتها الحركة منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وتعارضها مع قناعاتك هل كنت مخدوعا بانتمائك للحركة ودفاعك عنها؟


- المسألة ليست خدعة، فقد تغير موقع الحركة من حركة معارضة ظلمت لسنوات وحوربت وأقصت وتم تشويهها على كل المستويات إلى حركة أصبحت سلطة فعلية، وأي سلطة غالباً ما تمارس أخطاء وتجاوزات، وعندما لم أستطع إيقاف تلك الأخطاء والتجاوزات أعلنت استقالتي، وقد تزايدت الأخطاء بعد دخول صنعاء في 21 سبتمبر الماضي نتيجة لشعور البعض في الحركة بنشوة الانتصار واستمراء منطق القوة والغلبة، ولأني لا أقبل إلا أن أكون شريكاً فقد حاولت إيجاد منهج عمل كفيل بوقف تلك الأخطاء لكني فشلت وعندها قدمت استقالتي، شعرت بعد 21 سبتمبر أنه يراد لي ولغيري أن نكون مجرد أتباع نسكت عن تلك الأخطاء ونبررها.


البعض يقول إن استقالتك جاءت بسبب تجاهل قيادة الحركة لك وعدم ترشيحك لأي منصب حكومي كبير سواء في حكومة الوفاق أو غيرها.. ما صحة ذلك؟


- المطلعون على ملف المفاوضات السياسية يعرفون أن تلك مجرد أكاذيب يرددها بعض الانتهازيين وفريق التطبيل الذي انضم للحركة مؤخراً بفعل تغير ميزان القوى، والجميع يعرف أني وأثناء لقاء اللجنة التي أرسلها الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى صعدة لإقناع عبد الملك الحوثي بالمشاركة في الحكومة كنت صاحب الرأي القائل بأن لا تشترك الحركة في الحكومة لأن ذلك سيحرق رصيدها الشعبي كما حصل مع تكتل اللقاء المشترك عندما اشترك في حكومة الوفاق، كما أن توقيت استقالتي ينفي ذلك أيضاً فقد قدمتها في اليوم الذي استقالت فيه الحكومة والرئيس وأصبحت الحركة هي السلطة الفعلية القادرة على الدفع بعناصرها إلى أهم المناصب والأعمال.


هناك من يقول أن انتقالك من الدفاع عن الحركة إلى معارضتها ومهاجمتها عبارة عن دور شكلي الغرض منه التخفيف من حدة سخط الشارع اليمني على الحركة .. كيف ترد على ذلك؟


- لست معنياً بالرد على من يؤمنون بنظرية المؤامرة، وأنها تتحكم في كل التصرفات، تلك للأسف عقلية الإنسان العربي وليس اليمني فقط، لا ينظرون إلى الأحداث إلا من خلال تلك الأوهام، ولو كان ذلك صحيحاً لكنت أبرع من عادل إمام في التمثيل، تلك العقليات هي نفسها التي تقول إن حرب الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع الحوثيين كانت تمثيلية راح ضحيتها مؤسس الحركة الحوثية حسين الحوثي نفسه، وأن حرب حزب الله مع إسرائيل تمثيل مع أنه راح ضحيتها هادي نصر الله ابن حسن نصر الله، وأصحاب تلك الآراء بحاجة إلى أطباء نفسيين أكثر من حاجتهم إلى رد على تخيلاتهم.


يؤكد الكثير من السياسيين والمحللين أن أغلب الأسس والمنطلقات التي تعتمد عليها الحركة في توسعها - قائمة على الخرافة والحسبة والتنجيم والنبوءات التي كتب بعضها قبل مئات السنين، وأن لا علاقة لها بالأسس السياسية والعلمية والمنطقية - ما الذي لمسته من هذه الاعتقادات خلال فترة عملك مع الحركة وقربك من صانعي القرار فيها؟


- الحركة مثلها مثل أي حركة دينية لها قناعاتها وموجهاتها العقائدية الموغلة في القدم والتي أنتجها الموروث الديني أثناء صراعات تلك المرحلة، لكنها في الأصل حركة سياسية تعبر عن مصالح شريحة واسعة من أبناء اليمن، وعلى الجميع تقبل الحركة كما هي بقناعاتها الأيديولوجية، وما يهم هو رؤيتها السياسية التي قدمتها في مؤتمر الحوار الوطني، فقد كانت رؤية مدنية تقدمية أكثر من الرؤى التي قدمتها الأحزاب اليسارية والليبرالية، ومع ذلك لا أنكر أن هناك بونا شاسعا بين ممارسات الحركة على الأرض وبين تلك الرؤية النظرية، وأصبح هذا البون واضحاً تماماً بعد 21 سبتمبر الماضي، وبالتالي علينا محاكمة الحركة استناداً إلى رؤيتها السياسية التي قدمتها في مؤتمر الحوار لا إلى رؤيتها العقائدية الخاصة.


كنت متعصبا مع الحركة بشكل ملفت .. مع أنها لم تكشف عن مشروعها لبناء الدولة بعد - ماهي المبررات التي جعلتك تتمترس خلفها طوال تلك الفترة؟


- وجودي وغيري من الجناح المدني في الحركة دفعها إلى تقديم رؤى سياسية متقدمة في مؤتمر الحوار الوطني، وقد نجحنا في ذلك إلى حد بعيد والجميع يشهد بذلك، تلك الرؤى لا علاقة لها بالنظرية الدينية للحكم التي تتبناها الحركة، وكان دعمي للحركة بناء على ذلك البرنامج السياسي الذي قُدم في الحوار وكنت أعتبره العقد الاجتماعي بيني وبينها، وعندما رأيت الممارسات العملية على الأرض بعد 21 سبتمبر مختلفة عن تلك الرؤية النظرية فضلت الخروج.


يؤكد الكثير من المهتمين أن "ملازم" حسين الحوثي تتضمن كما هائلا من معوقات الحياة المدنية، وأنها عبارة عن دعوة ظلامية فاشية النزعة العرقية تسعى للتأصيل للإمامة السياسية - هل قرأت تلك الملازم؟ وهل ترى أنها تحتوي رؤية أو مشروعا للتأسيس للدولة المدنية؟


- الملازم لم تأتِ بجديد، فقد أكدت على ما هو موجود في المذهب الزيدي أصلاً من حصر للولاية في البطنين، إلا أنها أضافت فكرة جديدة وهي أن الولاية تنحصر في شخص واحد يسمى "العلم" ولا يصح أن تتعدد "الأعلام" كما كان يحصل في يمن ما قبل 1962 حيث إنه كان يظهر عدة أئمة في وقت واحد، وهذا الحصر مشابه للحصر في قريش الذي تتبناه المذاهب السنية الأربعة بالإجماع، والفرق أن الزيدية ضيقت الحصر قليلاً وخصصت بني هاشم من قريش، والإثني عشرية ضيقت الحصر أكثر واختصرته في الأئمة الإثني عشر، وأنا ضد الحصر من ناحية المبدأ وغير مقتنع به ولا أؤمن أن الدين الإسلامي عنصري بحيث يحتكر الحكم في سلالة معينة ويختصها دون غيرها بالحكم إلى يوم الدين، وحاشا لله أن يكون متعصباً لعرق أو سلالة دون بقية البشر.


واضح أن التيار الديني يبدو مسيطرا على ثقافة الحركة وتوجهها ومتحكما أيضا في صناعة قرارها - ترى ما نسبة من يمثلون التوجه المدني فيها؟


- للإنصاف فإن التيار السياسي تمكن من عمل نقلة نوعية في الخطاب السياسي للحركة خلال مؤتمر الحوار، وكان يتزعم الحركة وقراراتها، لكن بسبب مراوغة الأطراف التي في السلطة ومماطلتهم في تطبيق مخرجات الحوار التي تنص على استيعاب عناصر الحركة في كل مؤسسات الدولة، إضافة إلى استمرار سياسة التشويه والإقصاء بحقهم هو ما دفع الجناح العسكري والأمني داخل الحركة لأن يتصدر المشهد ويفرض خياراته، ولا أنكر اليوم أنه أصبح صاحب القرار الأول فيها بعد ما حقق من إنجازات عجز عنها الجناح السياسي للحركة بفعل ألاعيب ومراوغات من كانوا في السلطة .. والمنتمون للحركة سياسياً أكثر بكثير من المقتنعين تماماً بفكرها الديني، لكن الخطاب الديني هو الظاهر، والمستتر هي المنافع والمصالح السياسية التي تعبر عنها الحركة وتمثل من خلالها مكونا رئيسا داخل المجتمع اليمني لا يمكن تجاوزه.


لماذا دعوت إلى ثورة على الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون ؟


- دعوت إلى تحالف واسع من القوى السياسية وثورة ضد الإعلان الانقلابي للحركة، وقلت مراراً إن هذا التحالف يجب أن ينحصر هدفه في إلغاء مفاعيل ذلك الإعلان وإعادة الحركة إلى جادة الصواب ومربع الشراكة الوطنية الحقيقية لا الصورية التي تسعى الحركة إلى إخراجها من رحم الحوار، ودعوت لذلك التحالف لإيماني أن المفاوضات لن تنجح إذا بقت الأحزاب هكذا متفرّقة فقد تحصل صفقات من تحت الطاولة بين بعضها وبين أنصار الله، وهذا ما سيدفع بالبقية إلى حجز أماكن لهم كذلك لكن تحت عنوان جديد ومختلف وهو: "أتباع لا شركاء"، وهذا لن يؤسس لشراكة وطنية حقيقية


كيف تقرأ مستقبل اليمن ووحدته في ظل سيطرة الحوثيين وانفرادهم بالسلطة ومساعيهم للتمدّد والتوسع؟


- هناك خطر داهم على الوحدة اليمنية وعلى مستقبل اليمن إذا استمر استفرادهم بالقرار بحكم نظرة الآخرين إليهم، فأغلب المناطق والتيارات المحلية والأحزاب ذات الوزن لا تعترف بخطواتهم الأحادية التي انقلبوا من خلالها على الشراكة الوطنية وكل التوافقات السياسية، إضافة إلى أن دول الإقليم وبالأخص السعودية لا يمكن أن تقبل بيمن يديره الحوثيون الذين تعتبرهم الذراع الطويلة لإيران، إضافة إلى أن دول العالم المؤثرة في المنطقة لن تقبل بسيطرة إيران - كما يعتقدون - على مضيق باب المندب ودولة قريبة من أهم حقول النفط في العالم لأنهم لا يرون الحوثيين إلا من خلال علاقتهم بإيران، وهذا بدوره قد يوفر أرضية خصبة للكثير من المشاريع التي تستهدف وحدة اليمن وأمنه، كما أنه يهيئ الأجواء لصراع محاور شبيه بما هو حاصل في سوريا تكون اليمن ساحته واليمنيون هم الضحية.


كيف تقرأ مستقبل الحركة في ظل ما تمارسه من انتهاكات وقمع وتكميم ومصادرة للحريات؟


- إذا استمرت الحركة في قمع الحريات ومنع التظاهرات أو الاعتداء على المتظاهرين واستمرت سجونها ومعتقلاتها الخاصة وعمليات الإخفاء القسري الذي تمارسها فإنها حتماً ستفقد الكثير من رصيدها الشعبي خلال أشهر فقط، وقد يأتي الوقت الذي يخرج فيه أغلب اليمنيين في ثورة ضدها، وقد كتبت عن هذا السيناريو عدة مقالات ومنذ وقت مبكر.


هل الحركة جادة في حواراتها مع القوى السياسية وإعلان اعتزامها إلغاء الإعلان الدستوري أم أنها فقط تحاول المراوغة لغرض كسب الوقت حتى تتمكن من وضع يدها على بقية مفاصل السلطة؟


- لم تعلن الحركة إلى الآن اعتزامها إلغاء الإعلان الدستوري، كما أن ميزان القوة لا يزال مختلاً لصالح الحركة ولا يمكن لأي مفاوضات - قبل تسوية الوضع- إلا أن تعكس هذا الاختلال، لذلك أنا دعوت إلى تعديل هذا الميزان قبل الشروع في التفاوض، ولا أقصد تعديل الميزان العسكري، فذلك مكلف وصعب وبعيد المنال ولن يسوي الأزمة بل سيفاقمها، وما قصدته هو أن تتحرّك الأحزاب بشكل موحّد ضد هذا الانقلاب على التوافق وتنزل إلى الشارع بجماهيرها العريضة لإعادة التوازن إلى الملعب السياسي وإجبار الحركة على تقديم تنازلات على الأرض تخفف من سيطرتها الأمنية والعسكرية على العاصمة ومؤسسات الدولة وبالأخص الأمنية والعسكرية، وتترافق المفاوضات مع هذا التحرّك الضاغط شعبياً.


ما النصيحة التي توجهها لقيادة الحركة في الوقت الحالي؟


- الشراكة الوطنية في صالحهم إضافة إلى صالح اليمن، ويفترض أن يتحمّل الجميع المسؤولية في هذه اللحظات الصعبة التي يمر بها اليمن، وأنصحهم كذلك بأن لا يتورّطوا هم في تحمّل أعباء وكوارث النظام خلال العقود الأخيرة، لأن أي فشل أو انهيار متوقع للدولة واقتصادها ووحدتها - إذا استمروا في الاستفراد بالقرار- سيتحمّله أنصار الله مع أن أسبابه ممتدة لعقود طويلة قبل أن يكون لهم وجود أصلاً، لكنهم سيكونون في الواجهة وسيحمّلهم الجميع المسؤولية الأكبر لأنهم من تصدّر المشهد الأخير قبل الانهيار لا قدر الله.


غادرت مؤخراً معظم السفارات والبعثات الدبلوماسية العاملة في اليمن، هل يعني ذلك أن مسألة اندلاع حرب أهلية باتت وشيكة وحتمية؟


- لا أتصور أن هناك بوادر لحرب أهلية في اليمن مع أن الكثير من القوى السياسية ووسائل إعلامها دفعت إلى ذلك كثيراً، لكن اليمنيين بغالبيتهم لم يجدوا أنفسهم معنيين بتلك الصراعات المناطقية أو الطائفية ويبقى الصراع سياسياً بشكل عام، عدى بعض البؤر الصغيرة هنا أو هناك.


هل تعتقد أن التدخل العسكري سيكون مفيداً؟


- لا أعتقد أن التدخل العسكري الدولي سيكون مجدياً، ولا أعتقد أن أياً من دول العالم مستعدة لخوض مغامرة جديدة في اليمن وبالأخص أن اليمن لا يغريهم كثيراً، فلا هو غني بالنفط ولا هو على حدود إسرائيل وقد يشكّل خطراً على الكيان الصهيوني، وبالتالي قد تصدر قرارات لمجاملة بعض الأطراف الإقليمية لكن على أرض الواقع الغرب يتعامل مع مصالحه، وسيعترف بأي واقع في اليمن يفرضه الحوثيون، ويجب إدراك ما حصل في سوريا، فقد توقعت بعض الأطراف أن يكون هناك تدخل غربي عسكري لإسقاط النظام لكن ذلك لم يحصل وبدأ الغرب يتقبّل مجدداً بالنظام السوري وسلّم الملف السوري أو على الأقل جزءًا منه لروسيا عبر مطالبته لفصائل المعارضة السورية بالجلوس على طاولة الحوار في موسكو، والخلاصة أن أي تدخل في اليمن سواء أكان إقليمياً أو دولياً سيفضي إلى النتائج نفسها الواضحة في سوريا والعراق الآن.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)