آخر الأخبار
الأربعاء, 04-فبراير-2015 - 01:22:31
 - بعد نكبة حزيران عام 1967 ظهرت موجة ثقافية شعرية ثورية اطلق عليها – شعر المقاومة – وكان من اعمدتها الشعراء الفلسطينيون امثال محمود درويش و غسان كنفاني ...... الاعلام التقدمي -

بعد نكبة حزيران عام 1967 ظهرت موجة ثقافية شعرية ثورية اطلق عليها – شعر المقاومة – وكان من اعمدتها الشعراء الفلسطينيون امثال محمود درويش و غسان كنفاني و غيرهم  وقد  عمت هذه الموجة العالم العربي و برز فيها شعراء  و كتاب و عقدت المؤتمرات  و طبعت الكتب و ظهرت المجلات التي تنشر و تشيد بشعر المقاومة … وكانت من اشهر المجلات التي اهتمت بهذا النوع من الشعر هي مجلة – الجديد – التي صدرت عام 1951 في فلسطين  ثم اختفت عام 1991 ..



 نحن اليوم امام تيارين من الفن الاول يقوده اصحاب -الادراك الحسي –  مثل اصحاب المدرسة الانطباعية التي جاءت لمعالجة الموضوع من اجل الموضوع ذاته … والتيار الثاني هو الذي يحمل في جوهر اعماله نقدا للمجتمع , و هو اتجاها ثوريا و يعتمد على – الادراك العقلي – مثل اعمال المدرسة التعبيرية   والمتمثلة بجماعة الجسر  و زعيمها  كيرشنر1880-1938-   و قد كانت اعين  هؤلاء التعبيريين  مصوبة دوما نحو البشر المتعب القلق الحساس  المتوتر و المرتسم  على اساريره  الالم و الهم   …  وكانت التعبيرية صرخة ذعر والم  امام  الفساد و الانحراف الاخلاقي  و تسلط  اصحاب الاموال و السلطة على مصير المعدمين من الناس …



الفنان العربي :



al alli 2ان الفنان  العربي اليوم بحاجة الى صدمة عقلية كي يستيقض ضميره و حسه  وشعوره من هذا  الركود و السبات القاتل  الذي لا يتماشى و يراكب  الاحداث المأساوية و المزرية  المتسارعة التي تعصف بعالمنا العربي  نتيجة للتيارات و الجماعات المتطرفة الوافدة من الخارج و الداخل    … و قد صنعت هذه التيارات في الغرب صناعة متقنة و بعناية تامة و منذ امد طويل جدا و شكلت لها منظومة استخباراتية و اعلامية عنكبوتية واسعة  و جندت لها  الاموال و  وسائل الاعلام  والشباب المراهق و المتخلف  كي تهدم و تشتت و تمزق المجتمع العربي و حضارته العريقة …   اعتقد ان  الفنان اليوم يقف عاجزا امام هذا المد  و الغزو  الفكري الظلامي و لم يكن  بمستوى التحدي و المقاومة  .. فاذا كانت  نكبة حزيران 1967 قد استيقض فيها الضمير العربي    و الفلسطيني و وحدت الفنانين و الشعراء و المثقفين  في مواجهة اسرائيل بعد  استيلائها  على الاراضي العربية ..  اليوم تغيرت المعادلة فاصبح ابن البلد ( العربي و  المسلم )  يحارب ابناء جلدته باسم الدين    فيهدم و يقتل ويحرق و يقطع الرؤس  نيابة عن امريكا و اسرائيل ضمن مخطط مدروس ليس لتقسيم العالم العربي فحسب  و انما لتمزيقه و مسح حضارته و تاريخه .  ..



 اذن اين  هي مواقف  الفنان  العربي ( و العراقي خاصة ) و تفاعله مع هذه الاحداث ؟؟؟؟ .. .



اين  الفنانين الذين طالما سمعنا ورأينا محاضراتهم الرنانة عن الفن و المجتمع و الثورة ؟؟؟؟  مع الاسف و قف هؤلاء ( الا القليل منهم ) يتفرجون على المذابح و المجازر و التهجير القسري المؤلم و الوحشي الذي طال كافة ابناء البلد .. وقفوا مغمضي العيون  طرشان  خرسان – كالانعام بل هم اظل – ..  ومن هم من  يتكرم على الشعب بالتظاهر و الاحتجاج على رواتب البرلمانيين و كأنها هي عقدة الحل لمشاكل العراق و ينسى الارهاب … ..قرأت قبل فترة في صحيفة المتقف مقالات لكتاب معروفين    يدعون  الدولة العراقية بالانظمام الى اربيل  ومنهم من ينصحها  الى  اتخاذ  النموذج الكردي اساسا للحكم  ؟؟؟ ؟؟؟؟؟   …(  ولكن  اليوم اصبحت مقرات الارهاب  و البعثيين والمجرمين وغيرهم  في اربيل … ؟؟؟؟  ) ..



 al alli 3انا اعتقد ان  الفنان الوحيد الذي رفع لواء المقاومة  و التحدي الى جانب الشعب و الشرفاء من القوات المسلحة هو الفنان الكاريكاتيري . الذي اخذ يرفد وسائل الاعلام اليومية باصدق الرسوم و المشاهد المعبرة عن حرقة قلب و ضمير انساني حي    تجاه ما يحدث من خراب و دمار في و طننا و عالمنا و مجتمعنا العربي .. ان فن الكاريكاتير هو فن جماهيري سريع الفهم و سريع التأثير  و سريع التنفيذ و سريع النشر و لا يحتاج كثيرا من المواد غير القلم و المحبرة و الورق   .. وكان من رواد هذا الفن الثوري العربي الفنان ناجي العلي الذي و صفه الشاعر الفلسطيني محمود درويش بان ناجي العلي هو القضية الفلسطينية بعينها … و مع الاسف اغتيل هذا الفنان الكبير  و المميز و النموذج الطيب  في لندن نتيجة لهذه المواقفه الوطنية النبيلة  و الثورية  …



لقد راينا سابقا  ان الحروب   و الازمات    ترفع من وعي الفنان و المجتمع من مراتب دنيا الى مراتب عليا و كانت عاملا كبيرا في تفاعله مع الاحداث عن طريق الادراك العقلي الذي يعتمد التطور في الحكم  فكانت اعمال الفنانين الاوربيين استجابة لكل مشاكل و مظاهر  عصرهم ..   فعندما قصفت مدينة جرنيكا في اسبانيا بالقنابل و راح ضحيتها آلاف الناس نهض بيكاسو ليرسم تلك الفاجعة و التي بقت خالدة الى يومنا هذا …  ( فاين الثرى من الثريا )

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)