آخر الأخبار
 - 
عاشت المرأة العربية أسوأ أيامها خلال هذا العام الذي سينقضي بعد أيام قليلة، سجّل أرقاما مخيفة ومزعجة في عدد ضحاياه من الجنس اللطيف، في ظل جذوة الحروب التي خلّفها الربيع العربي، وكانت المرأة العربية .............

الثلاثاء, 30-ديسمبر-2014 - 09:09:02
الاعلام التقدمي- فوزي بن يونس بن حديد -



عاشت المرأة العربية أسوأ أيامها خلال هذا العام الذي سينقضي بعد أيام قليلة، سجّل أرقاما مخيفة ومزعجة في عدد ضحاياه من الجنس اللطيف، في ظل جذوة الحروب التي خلّفها الربيع العربي، وكانت المرأة العربية في وقت ما آمنة على عرضها، متوازنة في نفسها وإذا بالفاجعة تحطّ عليها من حيث لا تدري، فتفقد عذريتها إما بإكراه أو اغتصاب أو اعتداء أو بدعوى جهاد النكاح وهو نوع من أنواع الزنا المحرم قطعا لا ترضاه الحرة التي تبتغي الحرية والكرامة، توتّرت المرأة، علا صوتها مناديا، استغاثت، صرخت، نادت، ولكن لا حياة لمن تنادي؟ نادت ولكنها لم تجد من ينقذها. فالرجال أرهقتم النزاعات التي بدأت تجوب شوارع المدن يدكّ رصاصهم كل جهات المدن والأرياف، وتبقى المرأة تندب حظها في كل زاوية وتقول كما قالت السيدة مريم عليها السلام يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا.

فالمرأة الليبية مثلا كيف تعيش في ظل أسوأ أزمة سياسية وأمنية عاشتها ليبيا، فالأمر بدأ من هناك وتحديدا بعد مقتل القذافي، صارت بنغازي بؤرة للإرهاب والقتل والتدمير والتدريب على حمل السلاح، وجعل الربيع العربي الإرهاب يتمدّد نحو جهات ساخنة أخرى كالجبهة السورية التي اشتعلت نارا وما كانت لتشتعل لولا رغبة الكبار في الإصرار على الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي كان يفضحهم في كل قمة عربية وتيسيّد الموقف حينما يتحدث بلغة العرب وبثقة تامة أن المقاومة المسلحة التي اتخذت سوريا بيتا لسنوات عدة تقاوم الاحتلال الصهيوني للقدس الشريف وفلسطين، ولولا دعم تركيا وقطر لهذه الجماعات المسلحة، فقد كانت تركيا تسمح لهم بالعبور عبر حدودها بزعم أنهم ثوار، وكانت قطر تمدّهم بالمال في حين أن أمريكا وأوروبا كانت تمدهم بالسلاح، صدق المجانين أن هؤلاء ثوار فعبثوا بالبلاد، شرقا وغربا كما استباح يزيد بن معاوية المدينة المنورة فقتل رجالها واستباح نساءها وسبا صباياها وأطفالها تلك هي أعمال الإرهاب الأعمى.

كانت المرأة السورية هي الأكثر تأثّرا بما يحدث في العالم من محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، صارت المرأة السورية ذليلة ترتاد الأماكن عنوة وقهرا من أجل لقمة عيش تسدّ بها رمق أبنائها الجوعى والعطشى، يصرخون من الجوع، بطونهم خاوية، أجسادهم عارية، تحمّلت العناء وربما الإكراه على البغاء، وربّما الرضا بما يسمى جهاد النكاح، هذه الفتوى المجرمة التي هتكت أعراض كثير من النساء، فتوى باطلة من الأساس وسيحاسب عليها كل من تجرّأ على الله وأباح الحرام، إنه نوع من الزنا والإكراه على البغاء، وصورة من صور الإذلال والإهانة والاحتقار والاستغلال ونوع من أنواع العبودية والرق والاتجار، كيف لا تحاسب تركيا وقطر وأمريكا على هذه الجرائم البشعة التي كانت سببا مباشرا في وجودها وبسبب خطأ استخباراتي متعمد، تعيش المرأة السورية في ظل هذا العالم المتوحش النهم وراء تمزيق الإنسان وإهانته ضاربا بمواثيق حقوق الإنسان التي صنعتها الأمم الفاسدة وراء ظهره، زد على ذلك فإن حالها وهي تطلب المعونة من الآخرين تستجديهم، تطلب منهم العون ولو بالقليل، تهرب بجسدها وأولادها إلى بلاد ظنتها آمنة وإذا بالوحوش الكاسرة تترصدها، جميلة هي السورية قال أحدهم مستغلا جمالها
وحاجتها للماء والغذاء، ينهشها الجوع وتنهشه غريزة الجنس الأعمى حتى وهو يمارس حقه الإنساني، ما أبشع هذا الإنسان وكأن هذه السورية جاءت من كوكب آخر تطلب وده وإغاثتها جنسيا.

والمرأة العراقية ليست بأوفر حظا من السورية، تعاني كل يوم وتفقد أحدا أو جماعة من عائلتها، بل صارت متعة لما يسمى بداعش، هذا الوكر الفاسد بدأ يستغل النساء استجابة لرغباته الدنيئة فقتل خمسين امرأة أخيرا بدعوى أنهن رفضن أن ينضممن إلى ما يسمى بجهاد النكاح، هن في نظرهم ملك يمين، وحتى لو كنّ كذلك فإن الإسلام لا يبيح لهذه الطائفة المجرمة قتلهن فهذه جرائم حرب سيحاسب عنها داعش آجلا أم عاجلا، وأخريات يعشن في أوروبا ظنن أن الجنة في سوريا تركن أطفالهن وعائلاتهن واتجهن لسوريا عبر تركيا الممر البغائي السري ليعرضن أجسادهن هدية لما يسموا أنفسهم ثوارا بل ثيران لا يفكرون إلا في رغباتهم الجنسية وميولهم الإباحية التي يمارسونها جهرة وعلانية وتمدحهم القوى الكبرى بل وتمدحهم قناة الجزيرة على الملأ وهي تفاخر بنهجها ومنهاجها الأسود وتجري حوارات معهم وتقود عملياتهم إعلاميا، أين أنت يا قناة الجزيرة من حالة المرأة المزرية التي تعيشها العربية في سوريا والعراق والصومال وليبيا وغيرها من البلدان.

المرأة العربية عاشت كابوسا مزعجا إلى آخر يوم ولا أظن أن الفرج آت بل يزداد تعقيدا يوما بعد يوم ما دامت الأمم المتحدة صمّت آذانها، وما دامت الجنائية الدولية غارقة في مستنقعاتها، ومادامت أمريكا وتركيا وقطر قد أصيبت بالعمى بل الأحرى أنها أصيبت بالعمه فجاءها التنظيم ليعلمها درسا قاسيا في فنون محاربة الإرهاب، وليعلن نفسه دولة داخل دول متجاهلة كل الاتفاقات التي توجب احترام الإنسان مهما كان وفي أي مكان وتحميه من العبودية والرقّ والاتجار والحروب والنزاعات، وليست المرأة في تونس والكويت والسعودية وغيرها بأفضل حالا فهي تتعرض دوما لهذه الانتهاكات في عصر لا يعرف إلا إشباع الغرائز وانتهاك الحرمات.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)