آخر الأخبار
 - 
 بعد استقلال الجزائر عام 1962، أصّر محمّد الشّريف، والد أحلام مستغانمي، وأحد وجوه النضال الجزائريّ ضدّ الاستعمار الفرنسيّ، على إرسال ابنته البكر إلى أوّل مدرسة عربيّة للبنات في الجزائر..........

الثلاثاء, 30-ديسمبر-2014 - 11:32:20
الاعلام التقدمي -
أحلام محمّد الشّريف مستغانمي

 بعد استقلال الجزائر عام 1962، أصّر محمّد الشّريف، والد أحلام مستغانمي، وأحد وجوه النضال الجزائريّ ضدّ الاستعمار الفرنسيّ، على إرسال ابنته البكر إلى أوّل مدرسة عربيّة للبنات في الجزائر، ثمّ إلى "ثانوية عائشة أمّ المؤمنين" أوّل ثانويّة معرّبة للبنات، كي تدرس العربيّة التي حُرِم رجال جيله من تعلّمها. مما جعل أحلام واحدة من أوائل جيلها لتلقّي التعليم باللغة العربيّة. فتخرّجت من كليّة الآداب مع أوّل دُفعة مُعرّبة في الجزائر في بداية السبعينات. وهكذا عاشت أحلام مسكونة بعشقها للّغة العربيّة، وبهاجس القضايا القوميّة التي تربّت عليها بحكم التاريخ النضاليّ لوالدها، والوهج الثوريّ الذي رافق صباها على زمن الرئيس الراحل هواري بومدين و الزعيم جمال عبد الناصر.​

لقد تركت هذه المرحلة بصماتها الأبديّة في وجدان الكاتبة، وبالتّالي على أعمالها الأدبيّة، التي مُذ نصوصها الأولى وحتى آخر إصداراتها، تناوبت عليها قضايا الأمّة بأحداثها ومآسيها، حتى غدت أحلام ابنة كلّ الأوطان العربيّة.​

بعد إصدارها في السبعينات عملَين شعريّيَن شكّلا حدثًا أدبيًّا في الساحة الأدبيّة الجزائريّة، هما "على مرفأ الأيّام" و"الكتابة في لحظة عُريّ" عن دار الآداب، انتقلت أحلام مستغانمي في الثمانينات للعيش في باريس. فتزوّجت هناك من صُحفيّ لبنانيّ وكرّست بعدها حياتها لأسرتها، ولمتابعة دراستها في جامعة السوربون. ومنها نالت عام 1985 شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع، بإشراف شيخ المستشرقين البروفسور جاك بيرك.​

عام 1993، أحدثت أحلام مستغانمي هزّة في العالم الأدبيّ عُقب إصدار روايتها الأولى "ذاكرة الجسد"، التي بيع منها أكثر من مليون نسخة، وبلغت مجمل طبعاتها الأربع والثلاثون طبعة (دون احتساب الطبعات المقرصنة التي تتجاوز هذا العدد).​

إن رواية "ذاكرة الجسد" شلاّل من الأحاسيس العاطفيّة والوطنيّة، كُتبت بلغة شاعريّة عالية وبوجع الخيبات الكبرى، أهدتها الكاتبة إلى والدها وإلى الروائيّ والشاعر الجزائريّ الفرنكوفونيّ الراحل مالك حدّاد (1927-1978)، الذي يقاسم والدها مأساة حرمانه من تعلّم اللغة العربيّة، مما جعله يعلن غداة الاستقلال أن الفرنسية منفاه، وأنه سيتوقّف عن الكتابة لرفضه التوجّه لشعبه بلغة ليست لغته. فظلّ مالك حدّاد على عهده إلى أن مات" شهيد اللغة العربيّة" بحسب تعبير الكاتبة، التي أسسّت عام 2000 جائزة بإسمه هي أهم جائزة أدبيّة في الجزائر، تهدف الى دعم كتاّب اللغة العربيّة الشباب. ولقد ساهمت الجائزة التي أشرفت عليها الكاتبة حتى عام 2008 في إطلاق أسماء جزائريّة في المشرق العربيّ، وفي نشر أعمالهم في كبرى دور النشر المشرقيّة. ​

تُعتبر أحلام مستغانمي من أوائل النساء الجزائريّات اللواتي كتبن باللغة العربيّة، وأوّل كاتبة عربيّة معاصرة مهيمنة على قائمة المبيعات للكتب منذ عدّة سنوات في كافّة الدول العربيّة.​

على مدى ثلاثين عامًا، أصبحت أحلام مستغانمي صاحبة الروايات الأكثر مبيعًا في العالم العربيّ، من خلال ثُلاثيّتها "ذاكرة الجسد" (1993) و"فوضى الحواس" (1997) و"عابر سرير" (2003). وأكملت مسيرتها الأدبيّة بإصدار كتابَيها عام 2009 "نسيان com" و" قلوبهم معنا وقنابلهم علينا" الذي يتناول الاجتياح الأميريكي للعراق.​

بعد انتظارٍ دام تسع سنوات، عادت الكاتبة  عامّ (2012) إلى عالم الرواية عبر عملها الجديد "الأسودُ يليقُ بكِ" ، الذي حقق نجاحاً ساحقاً حال نزوله للمكتبات ، بتجاوز مبيعات هذه الرواية  سقف المائة ألف نسخة خلال الشهرين الأولين لصدورها .​
تشكّل أحلام مستغانمي ظاهرة في شبكات التواصل الاجتماعيّ، إذ تحمل اسمها 45 صفحة ، أسّسها معجبوها على صفحات الفايسبوك  .​

تجاوزت صفحتها الرسميّة المليون منتسب . و تضمّ الصفحات الأخرى  ما يزيد عن   المليون معجب. وتتناقل الصفحات مقولاتها ومقالاتها حال صدورها. بينما تحمل صفحات أخرى أسماء كُتُبِها، ويتجاوز المنتسبون لبعض تلك الصفحات الثلاثمائة ألف معجب. مما يجعل من الكاتبة، الأكثر حضورًا وانتشارًا بين الكتّاب العرب في فضاء الإنترنيت وفي محرّك البحث لدى غوغل.

الجوائز والأوسمة
​​
- 2009: تمّ تكريم أحلام مستغانمي في أول نوفمبر بمناسبة عيد الثورة الجزائريّة  وذكرى رحيل والدها المناضل محمد الشريف مستغانمي المصادف لفاتح نوفمبر، في احتفالية خاصة  من قِبل وزير قدماء المجاهدين ووزيرة الثقافة، التي أطلقت على الكاتبة  لقب "صاحبة الجلالة"، وهي التسمية التي رافقت الأديبة بعد ذلك في الصحافة الجزائريّة.​
- 2009: تسلّمت أحلام مستغانمي "درع بيروت" من محافظ بيروت في احتفال خاصّ أُقيم في قصر اليونسكو، تزامنًا مع صدور كتابَيها "نسيان com" و" قلوبهم معنا وقنابلهم علينا".​
- 2007: احتلّت الكاتبة في مجلة "أريبيان بزنس" المرتبة ال56 في لائحة الشخصيّات المئة الأكثر نفوذًا في العالم العربيّ. ومذ عام 2009 ولغاية اليوم، حافظت الكاتبة على المرتبة ال70 في لائحة الخمسمئة شخصيّة عربيّة الأكثر تأثيراً.​
- 2007: تسلّمت من هدى عبد الناصر  "درع مؤسسة الجمّار" للإبداع العربيّ في طرابلس، ليبيا.​
- 2007: اختيرت شخصيّة العام الثقافيّة الجزائريّة من قِبل نادي الصحافة الجزائريّة.​
- 2006: اختارتها مجلة فوربس الكاتبة العربيّة التي حقّقت كتبها أعلى نسبة مبيعات في العالم العربيّ متخطّيةً المليونَي وثلاثمئة ألف نسخة. ممّا جعلها تتصدّر لائحة النساء العشرة الأكثر تأثيرًا في العالم العربيّ، والأولى في مجال الأدب.​
- 2006: تمّ تكريمها في يوم العلم بقسنطينة من قبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.​
- 2006: اختيرت من بين 680 شخصيّة نسائيّة المرأة العربيّة الأكثر تميّزًا من قِبل مركز دراسات المرأة العربيّة في باريس/ دبي.​
- 2006: حازت وسام التقدير من مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس في قسنطينة، الجزائر.​
- 2004: تلقّت وسامًا عن مجمل أعمالها من لجنة روّاد من لبنان.​
- 1999: حازت جائزة جورج طربيه للثقافة والإبداع في لبنان.​
- 1998: حازت جائزة نجيب محفوظ عن روايتها "ذاكرة الجسد".​
- 1996: حازت جائزة مؤسسة نور للإبداع النسائيّ في القاهرة.


----------------------------------------------




الأسود يليق بكِ​



هو آخر اصدار للروائيّة ، صدر في 09 نوفمبر 2012 ، بعد انتظار طويل وحقق حال صدوره نجاحاً كبيرا ، بيع من ا


لرواية مائة ألف نسخة خلال شهرين ، و هو أول عمل بعد الثلاثية ( ذاكرة الجسد . فوضى الحواس . عابر سرير ) .​


تُواصل فيه الكاتبة خارج الثلاثيّة مواكبة تاريخ الجزائر ، موثّقة لمرحلة " المصالحة الوطنيّة " وقانون الوئام المدني ، بعد السنوات العشر للإرهاب الذي عاشته البلاد .​


تدور أحداث الرواية بين امرأة من أنغام ورجل من أرقام . في قصة حب يعبر بمحاذاتها تاريخ عدة أوطان عربية ، هو لقاء بين فتاة ترتدي حداد الحياة ، و رجل عقد قرانه عليها ، طاعن في الحكمة و المكر العاطفي .​


" هي سليلة « الكاهنة » امرأة لم تخسر حربًا واحدة على مدى نصف قرن . كلّما تكالب عليها الأعداء ، وتناوب الخصوم على مضاربها ، خسروا رهان رجولتهم في تركيع أنوثتها . من حيث جاءت ، تولد النساء جبالاً ، أما الرجال ، فيولدون مجرّد رجال " .​


الرواية هي أيضا تمجيد لأبناء جبال الأوراس معقل الثورة الجزائرية ، من خلال مدينة مروانة التي تنتمي إليها البطلة ، وتمجيد القيّم النبيلة :​


الكرم ، الأنفة ، الانتماء للأرض و الذود عن الشرف 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



ذاكرة الجسد



هو أول عمل روائي للكاتبة ، كتبته أثناء غُربتها في باريس على مدى أربع سنوات بين 1984 و 1988 وهو ما يُفسر الكَمّ من مشاعر الحنين إلى الوطن ، التي فاض بها الكتاب .​


حين صُدورها سنة 1993 ، شكّلت حدثاً أدبيّا ، واعتبرها النقّاد أهمّ عمل روائي صدر في العالم العربي على مدى عشر سنوات ، وبسبب نجاحاتها أثيرت حولها الكثير من الزوابع مما جعلها الرواية الأشهر والأكثر إثارة للجدل .​


على مدى عقدين من الزمن ، ظلّت ذاكرة الجسد ، من بين الروايات  الأعلى مبيعاً حسب إحصائيات معارض الكتاب العربية . حصلت الرواية على عدة جوائز أبرزها جائزة " نجيب محفوظ " سنة  1997 . وهي جائزة تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة لأهم عمل روائي بالّلغة العربية .​


ساهم في شهرة الرواية ، قول الشاعر الكبير  نزار قباني  " أنّ الرواية دوخته ، و أنه تمنى لو كان من كتبها " . وهو المعروف بندرة شهاداته .​


تحكي أحداث الرواية عن رسام جزائري مُغترب في فرنسا  يُدعى "خالد بن طوبال " فقد ذراعه أثناء الحرب ، ويقع في حُبّ " حياة " ، إبنة مناضل جزائرى كان رفيقا وقائدا لخالد أثناء ثورة التحرير ، واستشهد أثناء الثورة الجزائرية .​


تناولت الرواية تاريخ الجزائر منذ أحداث 8 ماي 1945 الشهيرة ، إلى أحداث 5 أكتوبر 1988 . في تغطية لنصف قرن من تاريخ الجزائر ، دون أن تُغفل التاريخ العربي الموازي لتاريخ الجزائر ، من خلال سردها لبعض القضايا العربية ،  كالقضية الفلسطينية ، و الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 .​


" ذاكرة الجسد " رواية تحتفي بجمال اللّغة العربية ، التي هي البطل الأول في الرواية ، وهذا أحد أسرار نجاحها . أما البطولة الثانية فهي لقسنطينة مدينة الجُسور و النُسور ، التي صنعت الرواية شهرتها عربيا .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فوضى الحواس:​



هي الجزء الثاني لرواية ( ذاكرة الجسد ) تبدأ حيت انتهت الأولى .​


 


كُتبت بلغة شعرية عالية ، تقوم فيها الكاتبة بمحاولة تهريب التاريخ ، وتوثيقه  خلف واجهة عاطفية عبر قصة في تسعينيات القرن الماضي . على لسان بطلة ذاكرة الجسد ، المُتزوجة من عسكري ، وتُعايش الأحداث التي عرفتها الجزائر في هذه الفترة في صراع مع زوجها الضابط العسكري  و أخيها الإسلامي ، هاربةً منهما إلى قصة حب خيالية مع بطل خارج من روايتها ، تواعده خارج كتابها ، مأخوذة  بجمالية تلك العلاقة الغريبة والمستحيلة ، وبذلك الحب الافتراضي الذي قد يجمع بين رجل من حبر وامرأة من ورق ، يلتقيان في تلك المنطقة المتلبسة بين الكتابة والحياة ، ليكتبا معا ، كتابا خارجا من الحياة وعليها في آن واحد  .






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عابر سرير



هي الرواية الثالثة والأخيرة من ثلاثية ( ذاكرة الجسد ) ، تبدأ حيت انتهت ( فوضى الحواس ) . تدور أحداثها على لسان مصور حرب صُحفي يجمعه القدر بأبطال الروايات السابقة " ذاكرة الجسد و فوضى الحواس " في المدينة نفسها التي شهدت بداية الأحداث ، تمزج الرواية بين الفلسفة والعشق و السياسة بلغة شعرية ، وضّفتها الكاتبة في  تحليل جريء للحياة العامة ، و الأحداث التارخية البارزة ، حيث تعتبرها عملها الأكثر عمقا و تأملاً .


تشهد الرواية في الأخير ، موت البطل الأول في ذاكرة الجسد < خالد بن طوبال > و العودة بجثمانه إلى قسنطينة "  انتهى الآن كل شيء فارقص . عندما ترقص ، كما عندما تموت ، تصبح سيّد العالم . أُرقص كي تسخر من المقابر .


أما كنت تريد أن تكتب كتاباً من أجلها ؟ ارقص لأكتبه عنك .


تدبّر رجلين لرقصتك الأخيرة, وتعال من دون حذاء


في الرقص كما في الموت لا نحتاج إلى أحذية





 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أحبّيه كما لم تحبّ امرأة .. وانسيه كما ينسى الرجال


 


نسيان.كم " هو عبارة عن تأمّلات حميميّة ، وفضفضة أنيقة عن الحبّ وخسائره . بين التهكم والجديّة ، تقدّم فيه الكاتبة وصفات واقعية للمرأة ، للتخفيف من الأوجاع العاطفية و الإقبال على الحياة  . واستعادة بهجتها .​


إنه كتاب مليء بالطرافة والدفء ، من كاتبة تتحدث بقلب المرأة و عقلها في آن واحد  . مما جعل منه أحد الكتب الأكثر مبيعا في العالم العربي ، خاصة لدى النساء .​


صدر في جوان 2009 وطُبع منه حتى 2012 " 10 " طبعات








أعمالها الأدبيّة في المناهج الدراسيّة:


​​

• اعتُمدت روايات أحلام مستغانمي في المناهج الدراسيّة لجامعات ومدارس ثانويّة عدّة  في العالم العربيّ، كما في كبرى الجامعات الأوروبيّة والأمريكيّة.​

• قُدّم عن أعمالها ما لا يُحصى من الرسائل الجامعيّة والأطروحات والدراسات النقديّة في الجامعات العربيّة والأجنبيّة على السّواء.​

• اعتمدت وزارة التربية الفرنسيّة رواية "ذاكرة الجسد" في امتحانات البكالوريا الفرنسيّة لعام 2003 التي تُجرىَ في خمسة عشر بلدًا يختار فيها الطلّاب اللغة العربيّة كلغة ثانية.​

• حاضرت أحلام مستغانمي وعملت كأستاذ زائر في العديد من الجامعات في لبنان (الجامعة الأميركية في بيروت عام  1995) والولايات المتّحدة (جامعة ميريلاند عام 1999، وجامعة يال عام 2005، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن عام 2005، وجامعة ميشيغان 2005) وفرنسا (جامعة السوربون عام 2002، وجامعة مونبلييه عام 2002، وجامعة ليون عام 2003).​

• ترجمت رواياتها إلى لغات أجنبيّة عدّة، وصدرت عن دور نشر مرموقة.​

• بمبادرة من اليونسكو، طُبعت مُجمل أعمالها على طريقة برايل، لتكون في متناول المكفوفين من القراء. ​

• أثارت رواياتها اهتمام كبار السينمائييّن العرب أمثال الراحلين يوسف شاهين ومصطفى العقّاد، الذي تمّنى أن تُنقل "ذاكرة الجسد" إلى السينما. وفي حين اشترى يوسف شاهين حقوق الرواية، تمّ إخراجها في مسلسل تلفزيونيّ رمضانيّ على يد نجدت أنزور، بثّته تسع فضائيّات في رمضان 2010 .






أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)