آخر الأخبار
 - تتسارع الاحداث في اليمن نحو تعقيدات الازمة الراهنة بين السلطة وجماعة الحوثي

الأحد, 07-سبتمبر-2014 - 09:28:17
مركزالاعلام التقدمي- متابعات -
تتسارع الاحداث في اليمن نحو تعقيدات الازمة الراهنة بين السلطة وجماعة الحوثي ، في ظل تخبط سياسي وانحسار مريع لفرص الحل ، يقابله تنامي التصعيد خطابا وتمنطقا بلغة الشارع واستعراض القوة ، فيما استنفرت الولايات المتحدة الأمريكية ادواتها لتلافي انهيار عقد الدولة في اليمن وانقاذ مسار الانتقال ووقف شبح الانزلاق إلى الحرب الأهلية.

ومع دخولها الشهر الثاني ، تمضي حركة تظاهرات اسقاط الجرعة والحكومة نحو منسوب تصعيدي ميداني خطر من قبل جماعة الحوثي "انصار الله" في داخل العاصمة وتواصل حشد رجال القبائل المسلحين إلى مخيمات الاعتصام في محيطها، يقابلها تصعيد مماثل من السلطة وحلفائها بمزيد من التحشيد والتهديد ، بما يفضي لمؤشرات متجهة بالبلاد نحو مزيد من التدهور الأمني والانهيار الاقتصادي.

التطورات الأخيرة التي يشهدها اليمن وعاصمتها صنعاء والتي لا تنبئ بحلول حكيمة يتقبلها الجميع من أطراف الأزمة ، بقدر انحدارها بالبلاد والعباد نحو الهاوية.. شكلت ولا تزال عاملاً من عوامل القلق ليس لليمنيين فحسب، بل للجوار الخليجي والغرب أيضاً، اذ تمثل واحدة من مفردات مخاوفها انزلاق اليمن إلى الفوضى والحرب الاهلية ، التي لن يسلم من مخاطرها أحد .

*تخبط سياسي
وحتى اللحظة لا تزال اتجاهات الحل السياسي للأزمة تراوح مكانها بعد فشل المفاوضات بين السلطة وجماعة الحوثي في التوصل إلى صيغة توافقية ، حيث يبدوا التخبط السياسي عنوانا بارزا بعد فشل المبادرة الرئاسية الاخيرة في احتواء الأزمة ، اذ أضافت بمضامينها "الملغومة" بعدا اخر من تأزيم الحالة اليمنية بين الرئاسة وحركة الاحتجاجات بقيادة الحوثيين من جهة ، وبين الرئاسة واطراف الحكم والمبادرة الخليجية "المؤتمر و حلفائه والمشترك وشركائه من جهة ثانية.

وتبدوا معظلة القصر الرئاسي في هيمنة تشاركية مع قوى المصالح والنفوذ ، ما يفسر التلاعب في بروئ حزبية جادة، لتظهر النتائج حلولا على شكل مساومات ،و ناقصة، وغير كافية لتحقيق التوافق ..وليس اقلها تجليا المبادرة الرئاسية الاخيرة التي لم تتعاطى مع الأزمة بجدية بل مع اشتراطات تشاركية المصالح والنفوذ الانتهازي المضلل للخارج والمستقوى تهديدا به لشرعنة واقع استبدادي جديد يتجاوز تعقيد الازمة اليمنية إلى إضعاف كل القوى السياسية في الساحة .

*منسوب مرتفع من التصعيد
ورغم أنباء عن أن التفاوض بين السلطة والحوثيين ما زال قائماً للتوصل إلى حل ينهي الأزمة، مؤكدة أن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين، لاسيما فيما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة واختيار رئيس للوزراء..الا أن منسوب التصعيد ميدانيا وخطابا يشير إلى أنسداد لافق الحل السياسي.

وتعتزم حركة الاحتجاجات المناهضة للحكومة الحالية والمطالبة باسقاطها ومعها الجرعة السعرية -المضاعفة لاسعار الوقود- بقيادة جماعة الحوثي ، تنفيذ مزيد من التصعيد في العاصمة ومنها مسيرات نحو فرض العصيان المدني ،حيث اعلنت الاحتشاد اليوم الاحد وبعده الاثنين في ساحات اعتصام سوف تحدد لاحقا، ومعها تركيب شارات صفراء على اذرع المعتصمين كاعلان للعصيان المدني في جميع مرافق الدولة مع ساحات الاعتصام، محذرة انها ستتحول الى شارات حمراء اذا لم تتنفذ مطالبهم .

وبالمقابل صعد الرئيس اليمني من خطابه الهجومي ضد جماعة الحوثي ، وتحركاتها بالعاصمة وتطويقها بالمسلحين ، مجددا اتهام إيران بالوقوف خلف رعزعة الاستقرار في اليمن ، مع رغبة في احراق العاصمة صنعاء مثلما هو حاصل في دمشق وبغداد وليبيا .

الرئيس هادي وفي لقاءات أمس بعددا من رؤساء القبائل والوجاهات والشخصيات الإجتماعية من مناطق اليمني المختلفة ، هاجم جماعة الحوثي وحشودها ومليشياتهم المسلحة وما تسببه من إقلاق للسكينة العامة وتهديد للأمن والاستقرار ، مشيرا إلى ما تعانيه اليمن من تحديات ومصاعب وخاصة بعد هذه الحشود التي تفاجاء بها وأدانها الجميع باعتبارها وسيلة بعيدة كل البعد عن الأساليب الديمقراطية ولا تمت بها بصلة خاصة وأن المشاركين فيها يتمنطقون بالسلاح ويتجولون به سواء في الشوارع أو المخيمات دون حياء أو خجل بما يمثل تحديا صارخا للمجتمع اليمني كافة.

ودعا الرئيس هادي إيران إلى تحكيم العقل والمنطق فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني وألا تتعامل مع فئة أو جماعة أو مذهب ..مؤكدا أن اليمن كان متعايشا مع جميع المذاهب منذ أمد بعيد ولم يشهد أي خلاف والنسيج الاجتماعي لليمن متداخل ومتماسك ومترابط حسبا ونسبا ولم يكن احدا يلاحظ وجود أي فوارق تذكر.

وأشار إلى أن البعض لا يريد لصنعاء الأمن والاستقرار والخروج من الأزمة وأنما يريدها تشتعل نارا مثلما هو حاصل في دمشق وبغداد وليبيا .. وقال " نحن في اليمن ندعو إلى السلم دائما ونعمل من اجل السلم والاستقرار وتجنيب بلادنا الخلاف والحرب والدمار لما يخلف ذلك من ماسي في النفوس والعقول على مدى بعيد ويترك آثارا سلبية على مختلف المستويات المعيشية والثقافية والاجتماعية ومختلف مناحي الحياة ".

وقال الرئيس " إننا حريصون على امن واستقرار اليمن انطلاقا من مسؤوليتنا الوطنية تجاه المجتمع اليمني وهذا ما جسدناه في مختلف المواقف والظروف " .

وأضاف " نحن اليوم لا نتمنى أن نرى استعلاء من جماعة أو طرف يريد فرض الأمر الواقع بقوة السلاح ونشر الفوضى " .. مستعرضا جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بالمعالجات الموضوعية والطبيعية.

ونوه إلى أن العاصمة صنعاء هي عاصمة كل اليمنيين وترسيخ الأمن والاستقرار فيها واجب على الجميع تفرضه المسئولية الوطنية فالعبث بأمنها واستقرارها هو استهتار وعبث نتحمل مسؤوليته جميعا.

*وأشنطن تستنفر
وعلى سايق تسارع متغيرات الازمة الراهنة ، استنفرت الولايات المتحدة الأمريكية ادواتها لتلافي انهيار عقد الدولة في اليمن ووقف شبح الانزلاق إلى الحرب الأهلية.

ودفعت الولايات المتحدة الامركية إلى اليمن بمساعدة الرئيس اوباما لشئون الأمن الداخلي ومكافحة الارهاب ليزا موناكو مع وفد رفيع لتقييم الاوضاع عن قرب ، لاسيما مع تدهور الوضع الاقتصادي والأمني في اليمن ، وفي ظل أنباء اطلاق قوى نافذة في السلطة ليد القاعدة نحو صنعاء المطوقة حوثيا ، وعلى مرأى ومسمع لمعركة ساحتها العاصمة صنعاء .

وخلال لقاءها بالرئيس هادي ، أكدت مساعدة الرئيس اوباما لشئون الأمن الداخلي ومكافحة الارهاب ليزا موناكو ،على جهود وسبل حلحلة الازمة وإخراج اليمن بر الأمان.

وقالت :" إننا نعتبر أن المرحلة الانتقالية في اليمن وما صاحبها من إنجازات قد حققت نجاحات كبيرة في طريق الخروج الأمن باليمن إلى افاق السلام والوئام والتطور والازدهار".

وأضافت -طبقا لوكالة الانباء الرسمية اليمنية :" إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يدينون الحشود الحوثية وما تسببه من اقلاق للأمن والاستقرار والسكينة العامة".. مؤكدة انه تم إبلاغ الحوثيين بموقف الولايات المتحدة الرافض لهذه الأساليب .

وشددت مساعدة الرئيس الأمريكي على ضرورة تجنيب اليمن المحن المتتالية والوصول به بر الأمان .

ومضت قائلة :" هناك مناخات ديمقراطية تتيح لمن يريد أي مطالبات ان يتقدم بصورة قانونية ومرتبة لا تكتنفها أساليب العنف والقوة".. مجددة وقوف الولايات المتحدة الأمريكية الى جانب اليمن حتى يتم استكمال المرحلة الانتقالية بصورة ناجحة وكاملة.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)