آخر الأخبار
 - قال  مصدر أمني رفيع في وزارة الداخلية وآخر في السجن المركزي بأمانة العاصمة لصحيفة اليمن اليوم بأن التحقيقات الأولية في العملية الإرهابية التي استهدفت السجن في الساعات الأولى من مساء الخميس،

السبت, 15-فبراير-2014 - 22:53:29
مركزالاعلام التقدمي-متابعات -

قال  مصدر أمني رفيع في وزارة الداخلية وآخر في السجن المركزي بأمانة العاصمة لصحيفة اليمن اليوم بأن التحقيقات الأولية في العملية الإرهابية التي استهدفت السجن في الساعات الأولى من مساء الخميس، أثبتت وجود علم مسبق لدى وزير الداخلية عن مخطط للقاعدة يستهدف السجن، كما أثبتت وجود سلاح "مسدسات" بحوزة سجناء القاعدة.
وارتفع أمس عدد الشهداء إلى 11 بينهم مدنيان فيما أكدت وزارة الداخلية فرار 29 من سجناء القاعدة وأوردت أسماءهم، ما يؤكد صحة ما نشرته "اليمن اليوم" في عددها الصادر أمس الجمعة.
وقالت مصادر الصحيفة إن وزير الداخلية عبدالقادر قحطان وصل إلى السجن المركزي بعد ساعات من العملية، ثم تبعه وكيل الداخلية المساعد محمد منصور الغدراء الذي تولى التحقيق إلى جانب ضباط آخرين مختصين، فيما غادر الوزير مبنى السجن.. موضحة أن التحقيق ركز في البداية عن أسباب عزل سجناء القاعدة في قسم مستحدث خاص بهم خارج منظومة أقسام السجن الأخرى، ولا يبعد سوى أمتار عن السور الخارجي للسجن الذي يقع في شارع فرعي، ولماذا لم تتعامل إدارة السجن مع المعلومات التي كان يتداولها السجناء منذ بداية الأسبوع عن أنه سيتم الإفراج عنهم خلال أيام؟ وكيف قتل أحد المدنيين داخل باحة السجن بالقرب من عنبر الإرهابيين؟ أي أنه لم يقتل برصاص المهاجمين.
وكانت إيضاحات مدير السجن بأنه تم عزل سجناء القاعدة لكثرة المشاكل التي كانوا يثيرونها وبالنسبة للمعلومات المتداولة؛ أكد المدير أنه بعث أكثر من رسالة لوزير الداخلية أبلغه فيها عن تهديدات القاعدة.
وعن مصدر الرصاصة التي قتلت أحد المواطنين داخل السجن، أكدت التحقيقات أنها برصاصة مسدس وأن مصدرها أحد السجناء، ما يعني أنه كان لدى سجناء القاعدة سلاح ربما أكثر من مسدس وأن هناك من أدخل لهم السلاح.
وكانت "اليمن اليوم" قد نشرت في عددها أمس تفاصيل العملية وفقاً لما أوردها مصدر أمني من داخل السجن، حيث بدأ الهجوم عقب الانتهاء من صلاة المغرب بإطلاق النار من رشاشات آلية وقذائف (آر.بي.جي) من مختلف جهات السجن، وتم تركيز الهجوم في البداية على بوابة السجن ما دفع أفراد الحراسة إلى إغلاق البوابة ظناً منهم بأن العملية تستهدف اقتحام السجن.
وفي الأثناء انفجرت سيارة مفخخة نوع (هايلوكس) بين مصلحة السجون وسور السجن من الجهة الخلفية (جهة وزارة الداخلية) أحدثت فتحه واسعة في السور على بُعد أمتار قليلة من القسم المستحدث لسجناء القاعدة.
 
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة فقد تمكن المهاجمون من قتل أفراد الحراسة المتواجدين حينها أمام مصلحة السجون التي يفصلها شارع فرعي عن سور السجن، ثم تم وضع السيارة وتفجيرها، فيما كان المهاجمون على متن سيارة أخرى ويرتدون زي الأمن العام.
وقبيل بدء الهجوم كان أبرز قيادات القاعدة داخل السجن ويدعى (محمد صالح السعدي) قد تمكن من استدراج الجندي الذي كان واقفاً أمام بوابة القسم الخاص بالقاعدة، حيث طلب منه أن يفتح باب القسم لكي يخرج ضيوفاً جاؤوا لزيارته من عنبر آخر، وما أن فتح لهم كالعادة حتى هرع أربعة من الإرهابيين وكتفوه وسحبوه إلى داخل العنبر وصوبوا مسدساً على رأسه وسحبوا منه التلفون ومفاتيح القسم، ثم استدرجوا جندياً آخر، بعدها بلحظات بدأ الهجوم والانفجار الذي تمكن من خلاله السعدي وزملاؤه من الفرار فيما لم يتعرض الجنديان لأذى.
 
وأشار المصدر إلى أن أحد الجنديين أخبره بأن السعدي والشبواني (أبرز قيادات القاعدة في السجن) كانا على اتصال بأفراد خارج السجن قبيل العملية وأن لديهم أحدث التلفونات.
 
ومما قاله الجندي أن السعدي طمأنه وزميله بأنهم لن يقتلوهما وأنهم لا يستهدفون الجنود وإنما سيخرجون لقتال الحوثيين، وما إن حصل الانفجار حتى فتح السعدي بوابة القسم وغادر وزملاؤه، نافياً أن يكون السجناء يرتدون زياً عسكرياً أثناء الفرار.
 
ووفقاً للمصدر فإن السجناء كانوا يتبادلون معلومات منذ مطلع الأسبوع مفادها أنها مجرد أيام وسيتم الإفراج عن الجميع.
 
وأمس أبلغ الصحيفة ذات المصدر أنه تم نقل الجنديين إلى وزارة الداخلية وحبسهما للتحقيق.
 
يذكر أن العملية الإرهابية جاءت عشية الجمعة التي أطلق عليها حزب الإصلاح "جمعة إطلاق المعتقلين" في إشارة إلى 5 هم المتبقون داخل السجن المركزي من المتورطين في تنفيذ جريمة مسجد دار الرئاسة التي استهدفت الرئيس علي عبدالله صالح وكبار قادة الدولة وحزب المؤتمر الشعبي العام أثناء الأزمة 2011م، ويقود الإصلاح ضغوطاً واسعة ومكثفة للإفراج عنهم.
 
وعقب عملية السجن بدقائق كانت وسائل الإعلام وعلى رأسها قناة (سهيل) وموقع (الصحوة نت) قد نشرت خبراً عن انقطاع التواصل مع الخمسة المشار إليهم.
 
 
 * فضيحة أمنية
في اللحظة التي كان أحد ضباط السجن بلباس مدني يتحدث إلينا عقب العملية مساء الخميس عن فرار مجموعة من المساجين لا تقل عن 16 سجيناً لم يحدد طبيعتهم، مشيرا إلى أن نحو جندي قتل وأصيب 4 آخرون في ما قال عنه انفجار سيارة هايلوكس بالقرب من سور السجن المركزي من جهة مصلحة السجون، وأن الانفجار أحدث فجوة كبيرة في الجدار كانت ممراً لعبور عشرات المسلحين الذين يرتدون زي اﻷمن العام إلى داخل السجن المركزي واشتباكهم مع جنود اﻷمن المركزي المكلفين بحراسة السجن .
وصلت ثلاث عربات حاملات جنود من قوات مكافحة الشغب بعصيّهم إلى جانب مدرعة رش المياه وشاحنة نقل الماء يرافقها عشرات المسئولين الأمنيين ومرافقوهم بلباس مدني وعسكري كانوا مشغولين جدا بتصفح هويّات الصحفيين والبحث عن مراسل "اليمن اليوم "
 
من أمام الغرفة التجارية بأمانة العاصمة وحتى النفق الواقع بعد مؤسسة الثورة  للصحافة  كانت قوات حراسة المنشآت وحماية الشخصيات التي استدعيت من معسكرها في "بير عبيد" "حي شميلة " سيدة الموقف دون منازع فيما ظلت أطقم النجدة التي يقع معسكرها بالقرب من وزارة الداخلية والسجن المركزي دون مهام عدا التأكد من أن لا أحد من أصحاب المحلات التجارية المجاورة يحاول فتح محله التجاري، والصوت الوحيد الذي كان يتردد كجرس على فم كل عسكري يحمل عصاه أو سلاحه الشخصي هو : ممنوع فتح المحل .. ممنوع الاقتراب .
 
الساعة العاشرة مساءً وصلت 6 عربات مدرعة "هام فيز" من قوات التدخل السريع أو ما يعرف بمكافحة الإرهاب ، قبل وصولها كان أحد الضباط بلباس مدني قد رد على استفسارنا عن السبب الذي يحول دون دخولنا كصحفيين إلى نقطة الانفجار بأن هناك إرهابيين ما زالوا متحصنين بعضهم داخل السجن وآخرين في أسطح المنازل المجاورة وأن الوضع مايزال خطيرا ، وأنه تم استدعاء قوات مكافحة الإرهاب للقيام بعملية التطهير، لكن الهدوء والظلام كانا يسيطران على السجن المركزي، بينما يبدد ذلك الظلام وميض سيارات الإسعاف ودوريات حراسة المنشآت وكبار الشخصيات.
 
البحث عن شاهد في وسط هذه الفوضى هو أشبه بالبحث عن إبرة وسط كومة من القش لكن الأقدار ساقت جندياً في اﻷمن العام حينما تصدى أحد جنود مكافحة الشغب لمنعي من التصوير أخذني جانبا ليحدثني عن شهادات سجلها في بعض الأوراق، وتتحدث تلك الشهادات التي مازالت في مرحلة الجمع عن خروج المسلحين بزي اﻷمن العام من مسجد رابعة المجاور لمنزل أحد أبناء الشيخ عبد الله الأحمر.
 
يحدد الشهود بدقة زمن انلاع الأحداث وانتهائها بين السادسة والنصف والسابعة مساء بدأت بهجوم على البوابة الجنوبية للسجن بالرصاص والقذائف تلاه انفجار سيارة مفخخة  بين مصلحة السجون وسور السجن وضرب المحول الكهربائي الخاص بالسجن وغرق المكان في الظلام الدامس، لكنهم يؤكدون أن سيارتي (هايلوكس) أقلت المسلحين والفارين من السجن، وكان المسلحون يرتدون زي الأمن العام، وعن هذه النقطة في الشهادات المقيدة يؤكد الجندي أن التوجيهات التي وصلتهم من وزارة الداخلية بعد نحو ساعة ونصف من الهجوم وعملية الفرار أوجبت عليهم التحقّق من هويات كل شخص يرتدي الزي العسكري حول محيط السجن المركزي.
 
 
 
* تحذيرات مسبقة
 
تأتي عملية الخميس تأكيداً لما نشرته صحيفة "اليمن اليوم" قبل أشهر حيث أفردت صفحتين لتحقيق من داخل السجن المركزي بصنعاء محذرة من مخطط يستهدف تسهيل هروب سجناء القاعدة من خلال إقدام إدارة السجن على نقل مجموعة من سجناء القاعدة ومناصرين لهم من السجناء الخطرين الذين استقطبتهم القاعدة في السجن إلى قسم خاص بهم مزود بكافة وسائل الترفيه المسموحة والممنوعة وكذلك بالخناجر والمواد الصلبة.
 
ووفق المعلومات التي أوردها التحقيق، فإن هذا القسم المستحدث خارج منظومة أقسام السجن الأخرى، يتبعه حوش كبير يتلقى فيه عناصر القاعدة تدريبات بدنية منها القفز والمصارعة والاشتباك يومياً بعد الساعة الخامسة مساءً، أي بعد انتهاء وقت الزيارة.. وتعقب ذلك التدريبات محاضرات تحمل طابعا أيديولوجيا تجسد فكر تنظيم القاعدة.
 
وأورد التحقيق الذي أعده الزميل محمد غزوان جملة من المخاطر منها:
 
1- السماح لسجناء القاعدة بالتجول في كافة الأقسام الأخرى والأحواش في أوقات متأخرة من الليل.
 
2- تحريض عناصر القاعدة على الاعتداء على الحراس الذين يعترضون تنفيذ بعض التوجيهات المخالفة والمهددة للاحتياطيات الأمنية، ومنع الضباط من اتخاذ أي إجراءات عقابية ضد السجناء المعتدين.
 
3- إدخال تلفونات نقالة لعناصر القاعدة وبعض السجناء الآخرين.
 
4-القيام بتجميع سجناء القاعدة في مكان واحد وكذلك بقية العصابات والمنحدرين لمنطقة واحدة مما يحول السجن إلى ميادين عراك وغزوات.
 
5- يكشف لعناصر القاعدة تقارير عن سير العمل داخل السجن والبلاغات عن السجناء الخطرين المقدمة من قبل الإدارات العاملة معه من مساعدين للشئون الأمنية وضباط، مما دفع بعناصر القاعدة إلى إصدار فتاوى بقتل ثلاثة أشخاص منهم ضابط ومساعد وصف ضابط والأخير يدعى فكري فر هارباً إلى محافظة تعز للعمل مع المدير السابق الذي تم تعيينه مدير أمن تعز.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)