آخر الأخبار
 - ما زال الرجل المسن يستيقض يوميا في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحا كعادته عندما كان رئيسا لهذا البلد المضطرب .. يمارس بعض العلاج الطبيعي لعلاج جسمة الجريح من اثار انفجار جامع النهدين في 2011 والذي كاد أن يودي بحياته ..

الاثنين, 03-فبراير-2014 - 10:57:31
مركزالاعلام التقدمي- متابعات -
ما زال الرجل المسن يستيقض يوميا في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحا كعادته عندما كان رئيسا لهذا البلد المضطرب .. يمارس بعض العلاج الطبيعي لعلاج جسمة الجريح من اثار انفجار جامع النهدين في 2011 والذي كاد أن يودي بحياته ..
يقرأ الصحف ومن ثم يجلس في مجلسه داخل مجمع عالي الجدران ينافس القصر الرئاسي ويبدأ في مقابلة عدد لا ينتهي من الزوار الذين ما زالوا يعاملونه كأنه الرجل الاقوى في اليمن.
علي عبدالله صالح شخصيه نادرة في العالم العربي بل وفي أي مكان آخر .. الرجل المستبد الذي ما زال يعيش في بلدة بدون اي مضايقة على الرغم من الاطاحة بحكمة عبر ثورة شعبية ..
شكليا ... السيد صالح رجل دولة متقاعد ومنشغل في كتابة مذكراته بعد منحة الحصانه من المحاكمة تحت بنود المبادرة الخليجية التي بموجبها سلم السلطة في 2012 .
لكن الكثير من خصومة يقولون انه ما زال يلعب دورا قويا (ومسموم) ويتهمونه بالتحضير لعدد من الهجمات الارهابية وبعض عمليات الاغتيال التي استهدفت اكثر من 150 من القيادات العسكرية والشخصيات السياسية خلال العامين السابقين.
حتى الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي والذي كان نائبا لصالح لاكثر من 18 عام اتهمه ايضا بانه يقف خلف الهجمات على انابيب النفط وخطوط الطاقة الكهربائية والتي اثرت على الاقتصاد اليمني وتسببت في اظهار النظام الجديد بمظهر الفشل وعدم الكفائة.
بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة ايضا اتهموا عناصر من النظام السابق بمحاولة عرقلة العملية السياسية والمحوا الى امكانية فرض عقوبات على الرئيس السابق.
السيد صالح ..رجل جلف مع مسحة من الفخر مختومة على وجهه بشكل دائم لا يظهر اي تعبير او ردة فعل على هذه الاتهامات المتكررة.
" هؤلاء الناس لا يثقون بانفسهم وقوتهم وما زالوا يعتبرون انفسهم موظفين عند علي عبدالله صالح " هذا ما قاله خلال احد المقابلات في باحة مجمعة السكني الواسع " هم يعتقدون إن كل شيء يحصل في البلاد كان صغيرا او كبيرا قام به علي عبدالله صالح."
دائما يتحدث مع زائريه في وجود مساعد يحمل له الصحف والاوراق والتلفون فيما ينتظر بقية الزائرين والمهنئين والشخصيات السياسية دورهم للحديث في مسافة قريبة ..بالاضافة الى رجل يقف حاملا مظلة ومستعدا لحماية السيد صالح من اشعة الشمس في اي لحظة يغادر فيها ظل مجلسه.
من المستحيل معرفة اذا ما كانت هذه الاتهامات السوداوية ضد صالح حقيقية ..الدبلوماسيين والمحللين يقولون أن التحقيقات في العنف السياسي في اليمن شحيحة وغير حاسمة والحكومة ما زالت مشلوله بالفساد هناك الكثير من المتهمين المحتملين الاخرين بما في ذالك فرع تنظيم القاعدة في اليمن رغم انه يعتبر كبش الفداء السهل .
لا يوجد أدنى شك بان صالح ما زال يملك قوة عظيمة هنا هو ما زال قائدا للحزب الذي ينتمي اليه الرئيس هادي رغما عنه.
والكثير من القيادات العسكرية ما زالت مواليه له ومقر اقامته في العاصمة محصن ومحاط بالكثير من الحواجز والكتل الخرسانية بالإضافة الى الجنود.
صالح ولد لعائلة من الفلاحين ونال القليل من التعليم الرسمي وبعد الاطاحة بالنظام الأمامي من قبل الضباط الاحرار انظم صالح الى الجيش وتدرج في الرتب والمناصب القيادية ..وعندما جاء الى السلطة عام 1978 توقع الكثيرون انه لن يستمر كثيرا خاصة بعد مقتل رئيسين خلال عام واحد لكن صالح تمكن من هزيمة جميع منافسية وفي عام 1990 تمكن من توحيد الشطرين الشمالي والجنوبي ..
مؤخرا هناك بعض الاشارات الى وجود نوع من التحالف مع الحوثيين وهي جماعة من المتمردين في الشمال الغربي للبلاد كان قد خاض ضدها العديد من الحروب لعدة سنوات ونمت بعد احداث 2011 لتتحول الى حركة سياسية واسعه بتغذية من الكره الواسع لحزب الاصلاح الذراع السياسي للاخوان المسلمين في اليمن.
 
اما صالح فيقول انه يكره الاصلاح والحوثي على حد سواء لكن من الواضح انه يمقت الرئيس هادي ايضا والذي كثيرا ما يتعرض له.
البعض ما زالوا يتهمون صالح بمحاولة استعادة السلطة لنفسه.
ما زال ذهن الرجل صافيا بما فيه الكفاية على الرغم من معاناته من العديد من الجروح جراء حادث التفجير الذي تعرض له والذي ادى الى مقتل 7 من حراسة واصابة العديد .صالح يتحرك ببطئ واثار الحروق ما زالت ضاهرة وواضحه في وجهه ويدية وخضع مؤخرا لعمليتين جراحيتين .
وفي المقابل ما زال الكثير يتهمون صالح بمحاولة تمهيد الطريق امام عائلته ..وفي السنوات السابقة لمغادرته الحكم ظهر صالح بانه يهيئ ابنه احمد علي كولي للعهد بشكل مشابة كثيرا للرئيس المصري حسني مبارك وابنه جمال لكن مبارك وجمال يقبعان الان في السجن بالاضافه الى إن صالح عين الكثير من اقاربه في مناصب في الجيش وتم اقصائهم جميعا الا إنه لم تتم محاكمة اي واحد منهم.
عندما تم سؤال صالح عن طموحاته هذه لنجله على صوته معترضا " أنا لم ارد له الوصول للحكم سابقا ولا اربد له هذا الان أكثر من اي وقت مضى " وذهب لتحدي خصومه الذي يظهر انهم ما زالوا يركزون اهتماهم عليه قائلا ... لم يكن كافيا بالنسبة لهم أنني غادرت السلطة هم يعتقدون انهم لن يتمكنوا من حكم اليمن الا اذا غادرت اليمن او غادرت الحياه ومت.
بالمجمل فانه ما زال من الممكن لنجل صالح او ابن اخيه من وراثة مركزه في السلطة فالعديد من اليمنيين ينظرون باعجاب للمشير عبدالفتاح السيسي قائد الجيش المصري الذي خلع محمد مرسي الرئيس المنتخب من السلطة خلال الصيف السابق والذي تعامل مع الاخوان المسلمين بدون اي تهاون مستخدما القوة المفرطة لاسكات اعضائها وباعلانها جماعة ارهابية ...
على الرغم من التطلعات الديموقراطية التي حركتها الانتفاظة الشعبية في البلاد الا إن الكثير هنا محبطون من السياسة الفوضوية للحكومة وينظرون الى الرئيس هادي كرجل متردد ...التجمع اليمني للاصلاح اكبر الاحزاب الاسلامية يحضى بشعبية كبيرة الا انه كالاخوان المسلمين في مصر ينظر له الكثيرون بعين الشك ولا يثقون به نتيجة لسياسته المهادنة خلال حكم صالح.
 
نظرياً اليمن تعالج الانقسام السياسي عبر عدد من العمليات وليس عن طريق عودة الرجال الاقوياء ففي الشهر السابق اختتم مؤتمر الحوار الوطني وانتهت عشرة اشهر من ممارسة العلاج السياسي الجماعي والذي دعي له كبند من بنود المبادرة الخليجية لحل الازمة السياسية.
مؤتمر الحوار الوطني احتوى على عدد لا نهائي من اللقاءات وغالبا ما سادها الكثير من الانقسامات بين 565 شخص يمثلون العديد من الاحزاب السياسية والطبقات الاجتماعية وشيوخ القبائل والزعماء الدينيين ورجال الأعمال والنساء و"شباب ألثورة".
ولكن مع استمرار المحادثات في فندق موفنبيك، المطل على صنعاء، غرقت بقية اليمن في الفوضى.
اندلعت الثورات القبلية في الجنوب، وزاد تنظيم القاعدة من وتيرة هجماته، على الرغم من الحملة الأمريكية المستمرة ضده عبر هجمات الطائرات بدون طيار.
وفي ديسمبر، اسفر الهجوم على وزارة الدفاع في صنعاء عن مقتل 52، مما أدى بالعديد من اليمنيين ألى الاستنتاج بأن تنظيم القاعدة قد اخترقت الجيش والأجهزة الأمنية.
السيد صالح مدح مؤتمر الحوارالوطني وقال " كان هناك جهد جيد"، واضاف . "إذا كان هناك إرادة سياسية، اعتقد بانه سيكون من الامكان تنفيذ مخرجاته.
ولكن عندما سئل عن الانتفاضات العربية في عام 2011، عاد السيد صالح إلى القالب الذي ساعد إبقائه والحكام العرب الآخرين في السلطة لفترة طويلة: "الخوف من البديل." قائلا " الربيع العربي ولد ميتا "، مضيفا "جاء ذلك في ظل الظروف الصعبة في الشرق الأوسط، وأصبح سلاحا في يد الحركات الإسلامية."
 
* الكاتب روبرت ورث- نيويورك تايمز.
ترجمة: حامد أحمد غالب:
 
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)