آخر الأخبار
 - مازالت جولات التفاوض في مؤتمر جينيف2 مستمرة بين الجانبين الرسمي والمعارض علي الرغم من تعثر سير الكثير منها، والاختلاف حول العديد من القضاي

الأربعاء, 29-يناير-2014 - 08:25:56
مركزالاعلام التقدمي- وكالات -
مازالت جولات التفاوض في مؤتمر جينيف2 مستمرة بين الجانبين الرسمي والمعارض علي الرغم من تعثر سير الكثير منها، والاختلاف حول العديد من القضايا محل النقاش، وهو ما جاء علي لسان الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي الصافي- وأذاعته العربية- مساء 27 يناير " بان المفاوضات مع وفد النظام السوري مازالت مستمرة من دون حدوث اي تقدم"،  وذلك بعد خمسة أيام من انطلاق جولات التفاوض في مؤتمر "جنيف2 " في 22 يناير 2014 ، وبدء المفاوضات المباشرة يوم 23 يناير بين وفدي المعارضة والنظام، علاوة علي حضور ومشاركة بعض الاطراف الإقليمية والدولية بهدف إيجاد حل او تسوية للأزمة السورية التى اندلعت قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.

بينما انطلقت فعالياته التي حددت مرجعيتها بوضوح يحاول وفد النظام ممثلا في وليد المعلم حرف جنيف 2 عن مرجعيته في جنيف 1 في إيجاد حكم انتقالي كامل الصلاحيات، للحرب على الإرهاب الذي تنفرد فصائل الثورة بمواجهته دون النظام، كما أنه رغم الاتفاق المبدئى بشأن إجلاء الأطفال والنساء المحاصرين فى حمص قبل دخول قوافل الإغاثة، لكن لم يتحقق أى تقدم على الأرض حتى مساء الاثنين 27 يناير، وقد دعت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة سامانثا روسيا إلى استغلال نفوذها لدى النظام السورى، للمساعدة فى نقل المساعدات الإنسانية لمدينة حمص المحاصرة، واليرموك الجائع والذي يتوالى موت أفراده جوعا حتى الآن، فيما يشبه الهولوكوست الجديد الذي كانت ذكراه الدولية مناسبة خطابها.

تعد الازمة السورية ازمة مفصلية كاشفة عن عجز النظام الدولي ومؤسساته عن إيجاد حل لها منذ اندلاعها، وعدم قدرة هذه المؤسسات متمثلة فى الامم المتحدة على وجه الخصوص على القيام بدورها التى أنشئت من أجله ولتطبيقه خاصة حماية حق الشعوب فى تقرير المصير، وكذلك حفظ الأمن والسلم الدوليين اللذان يتعرضان للعديد من التهديدات جراء هذه الازمة وما تحمله من تداعيات سلبية علي دول الجوار، ولكن ما يتوالى من تصريحات المسئولين في الولايات المتحدة والقوى الكبرى يؤكد إصرارا على الحل وعلى الدفع في اتجاه إنهاء هذه الأزمة التي قد تمثل خطرا إقليميا وعالميا كبيرا لا يمكن الاستهانة بها حال استمرارها بهذا الشكل.

      وفى ظل هذه الأمور، لا يمكن إغفال عدد من العناصر والفواعل الدولية والأقليمية ذات الثقل والحضور والتاثير فى المشهد السورى وتأتى فى مقدمتها إيران الغائبة عن جنيف 2 ولكن الحاضرة بقوة في دعم بشار الأسد، وما يثيره هذا الدور فى الأزمة السورية من العديد من الأستفهامات والتساؤلات والشكوك فى نفس الوقت، وجاءت دعوة الأمين عام لإيران بان كى مون لحضور المؤتمر الحالى بمثابة إعتراف الغرب بأهمية الدور الأيرانى المحتمل لأى تسوية ستشهدها الأزمة السورية على المدى المنظور، ولكن تحولت الامور للنقيض مع إعتراض المعارضة السورية بشكل واضح وصريح على هذه الدعوة وهددت بعدم المشاركة فى المؤتمر، علاوة على إعتراض عدد من القوى الأقليمية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وهو ما كان بمثابة ورقة ضغط على المجتمع الدولى إدى فى النهاية الى سحب الدعوة المقدمة إلى إيران وما سيحمله هذا من أثار وتداعيات على احتمالية نجاح مؤتمر" جنيف2 " ، ونظراً لأهمية هذا المؤتمر ليس لاستقرار سوريا فحسب بل لاستقرار دول المنطقة علي وجه العموم، سوف تسعي هذه الورقة للإجابة علي عدد من التساؤلات الهامة وتأتي في مقدمتها تقديم رؤية تحليلية وقراءة لما يمكن ان يسفر عنه هذا المؤتمر، وذلك لاستشراف مستقبل الازمة السورية ما بعد جينيف 2.

 وقبل البدء في القراءة المفصلة لاهم ما جاء في جولات هذا المؤتمر حتي هذه اللحظة تجدر بنا الاشارة الي توضيح نقطة تتعلق بالمناخ العام لانعقاد هذا المؤتمر  الذي جاء بناءاً على توافقات القوى الكبرى ومصالحها المشتركة وليس بطبيعة الحال مصلحة الشعب السوري، بل وستراعى فيه مصالح أطراف اقليمية اخري، ولذلك يمكن ايضاح عدد من الملاحظات حول المناخ العام المحيط بجينيف 2 في النقاط:

الملاحظة الأولى: تغير موازين القوي في الصراع السوري ما بين جينيف1 - الذي انعقد قبل عام ونصف - وبين جنيف2 ، حيث تبدلت العديد من الوقائع والظروف المحيطة، سواء في الداخل السوري حيث يتقدم النظام بينما تحارب داعش فصائل الثورة والجيش الحر، وتسيطر على أراضيها، ولعل من أهم هذه التبدلات الاتفاق الدولي علي ضرورة انعقاد مؤتمر جينيف 2  والفرص المتاحة للبحث عن تسوية مع النظام ذاته والتراجع التدريجي المرحلي عن شرط التدخل الدولي، الذي تأخر وظل محتملا دون تحقق، للحوار من أجل  مخرج وحل سياسي وفق مرجعية جنيف1 وبضمان القوى الدولية المشاركة فيه.

الملاحظة الثانية: حدوث تغيرات اقليمية ودولية محيطة بالصراع تتعلق بأدوار القوي الاقليمية والدولية، ولعل حل الازمة الكيميائية الاخيرة بالاتفاق الذي تم بين روسيا والولايات المتحدة أحد أبرز المؤشرات علي أن هناك توجه وشبه اجماع دولي علي اعتبار ان الخيار السياسي هو المخرج الوحيد للازمة السورية.

الملاحظة الثالثة: الاختلاف الذي طرأ علي كل من إيران والغرب، حيث اعترف الغرب ولو بشكل ضمني بأهمية الدور الايراني وقدراته المحتملة لتسهيل اي حل سياسي في سوريا.

 

أولاً: رؤية استشرافية لجنيف 2 " : مسارات الحركة:

    جاءت محاولات المجتمع الدولي من أجل حلحلة الصراع السورى المتمثل فى النظام المتمسك بمقاليد الحكم والسلطة و المعارضة التى تهدف لأزاحة نظام بشار الأسد وبناء دولة ديمقراطية حقيقية، بالعديد من المجهودات من اجل تجنب سقوط الدولة السورية فى براثن الحرب الأهلية التي لا تقتصر تداعياتها على الداخل السوري فقط بل ستمتدد كذلك إلى الجوار الأقليمى لسوريا، وهو ما دفع النظام الدولى ومؤسساته وبدعم من الولايات المتحدة والقوى الكبرى إلى إنعقاد مؤتمر جنيف2 ، بغية التوفيق بين النظام والمعارضة حول آليات التسوية السلمية للازمة فى الرحلة المقبلة، وما بين احتمالات إخفاق المؤتمر وبين إحتمالات نجاحه تجدر الإشارة إلى أهم ما جاء خلال جلسات التفاوض في المؤتمر وذلك بهدف وضع رؤية عامة لما بعد جينيف2:

1- من الصعب التنبؤ بان يكون جنيف 2 مخرجاً للازمة السورية وذلك فى ضوء اختلاف الاجندات التى ذهبت بها اطراف الصراع إلى مقار المؤتمر فى سويسرا، حيث يرى الوفد الرسمى السورى وعلى لسان رئيس الوفد وليد المعلم ان القضية الرئيسية تكمن فى مكافحة الإرهاب والقوى التى تدعمهم فى المستويين الأقليمى والدولى ولذلك فإن النظام السورى يرى انه لا تحقيق لهذا الهدف إلا بتعاون دولى، أما أحمد الحربا رئيس الائتلاف الوطنى يركز القضية فى كونها ثورة شعب ويهدف الى تغيير النظام وإقامة نظام ديمقراطى يوفر الحرية والعدالة والمساواة لكل السوريين ويرى ان الطريق لذلك يمكن ان يكون جنيف 2 وذلك بناء على وثيقة جنيف 1 وقرار مجلس الامن الدولى 20118 القاضى بتشكيل هيئة حكم انتقالى بصلاحيات كاملة، وهى الاجندات السياسية التي تدل على صعوبة تلاقيها، وبالتالى صعوبة وجود نتائج ملموسة للمؤتمر على أرض الواقع، وهو ما وضح خلال جلسات التفاوض الخاصة بانتقال السلطة وقيام الوفد الرسمي السوري بتقديم ورقة سياسية تتطرق الي قضايا الارهاب وتتجاهل انتقال السلطة، لحرف مرجعية المؤتمر عن سياقها، وهو ما اعتبرته المعارضة هروباً من اجل ابعاد المفاوضات عن مسارها الصحيح وجاء هذا علي لسان عضو وفد المعارضة ريما فليحان حيث اكدت ان وفد النظام جاء فقط لتكريس وجود الاسد ومناقشة مواضيع ليست لها علاقة فعلياً بالسبب المباشر لعقد هذا المؤتمر.

2- هناك اتفاق دولى وإقليمى بضرورة البدء الجدى فى إجراء مفاوضات وتسوية سياسية للازمة السورية، خاصة في ظل ادراك كل طرف دولي أن لديه آليات للضغط من أجل استكمال عملية التفاوض بين الجانبين المتصارعين حيث برزت سوريا منذ بداية الازمة باعتبارها عنصر رئيسي في مواجهة الاقطاب الدولية بعضها البعض خاصة بين الولايات المتحدة وروسيا، ومن الممكن اعتبار هذا الامر حائلاً امام النظام السوري الذى يهدف بالأساس كسب مزيد من الوقت وهو الأمر الذى ظهر جلياً في خطاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم أثناء افتتاح المؤتمر والذي اظهر من خلاله مدي تمسك النظام ببقاء بشار الاسد في المشهد السياسي، وهو ما اكدته كذلك التصريحات السابقة ل بشار الاسد قبيل انعقاد المؤتمر، من أن ثمة مؤامرة كونية ودولية على سوريا، تدعم الإرهاب على أراضيها وأن النظام وحده- لم يخطئ- وأن الثورة إرهاب والثوار إرهابيون، ويضع الجميع في جانب الشر بينما النظام وحده الملائكي والطاهر البرئ الذي استخدم الكيماوي ضد شعبه في السابق، ولا زال يلقي عليه البراميل الحارقة من السماء.

 بأيام قليلة حيث كرر فيها ان بلاده تجابه مؤامرة دولية تشنها الفصائل الارهابية ضد سوريا، وفيما يتعلق بالمعارضة علي مختلف اطيافها فأوضح النظام استعداده للتعامل معها في المستقبل ولكنه حصر هذا التعامل مع الفصائل الوطنية التي تحمل اجندات تصب في مصلحة الدولة السورية وامنها فقط ورفض في نفس الوقت التعامل مع اعضاء في الائتلاف الوطني وبعض جماعات المعارضة علي اعتبار انهم يخدمون مصالح لبعض القوي الاقليمية والدولية، وهذه الرؤي والتوجهات تعني بالأساس امكانية استمرار الازمة لفترات طويلة والدخول في اطار جولات تفاوضية ممتدة ومجهدة لا تقدم حلول جذرية للازمة وتكتفي فقط ببعض المسائل السطحية البسيطة.

3- يمكن الاشارة الي أهم الملفات التي سيتم النقاش حولها خلال جولات التفاوض في مؤتمر جينيف2 وهي:

ملفات تتعلق باجراءات بناء الثقة وهي التي تتركز حول المساعدات الانسانية وملف الإغاثة، خاصة تلك المتعلقة بجلاء عدد من المدنيين من بعض المدن السورية المحاصرة كمدينه حمص وعلي الرغم من وجود اتفاق شبه نهائي حول هذه الامور في بداية جولات التفاوض الا ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر علي لسان روبرت مارديني رئيس العمليات في الشرق الاوسط اعلنت انه لم يتم اتخاذ اي اجراء من جانب الحكومة السورية لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الي حمص وسط سوريا او للسماح للنساء والاطفال بالمغادرة، وهو ما يفرغ الجولات من المصداقية ويهدد استمرارها مع تعنت النظام الواضح في مناقشة بنود المؤتمر الاساسية.
 ملف المعتقلين او الموقوفين وهو الملف الذي تم النقاش حوله علي مدار جلستين منفصلتين مع كل وفد، واستمر معلقاً نظراً للاختلاف حول اعدادهم وموقفهم القانوني بين الطرفين الرسمي والمعارضة، حيث قدمت المعارضة قائمة تضم حوالي 20 الف معتقل في سجون الحكومة السورية وهو ما تجاهله الوفد الرسمي السوري وطلب في نفس الوقت ان تقوم المعارضة بعرض اسماء المعتقلين لدي المجموعات المسلحة وهو ما قبلته المعارضة بشكل جزئي حيث وافقت علي محاولة الحصول علي قائمة بهذه الاسماء من المجموعات التي لديهم سلطه عليهم فقط،  وهو ما سيفرض مزيداً من التعقيد علي هذه الجولات ومدي مصداقية النظام في تخفيف معاناة الشعب السوري.
التفاوض حول الامور السياسية وهي الملفات الاكثر تعقيداً وهي المرتبطة بانتقال السلطة وآليات تشكيل الهيئة الانتقالية ، وتمسك الاطراف المعارضة علي رحيل الاسد من المرحلة الانتقالية  والتمسك ببيان جينيف 1 الذي صادق عليه مجلس الامن ، وهو الامر الذي يلقي تأييد من بعض الاطراف الاقليمية مثل السعودية وكذلك الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية وهو الامر الذي يصعب حسمه خلال هذه الجولات، وبدأت بوادر حدوث الاختلاف مع قيام الوفد السوري بتقديم ورقة عمل سياسية يتجاهل فيها انتقال السلطة بل تركز الورقة بالأساس علي ان للشعب السوري الحق في اختيار نظامه السياسي بعيداً عن اي صيغ تفرض عليه، وهو ما ادي الي عدم احراز اي تقدم خلال جلسات الحل السياسي  .
4- صاحبت جولات التفاوض في مؤتمر جينيف2 تصعيد ملحوظ في اللهجة الامريكية تجاه النظام السوري، وهو ما ظهر في تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري التي تدل علي أهمية ان تمر سوريا بمرحلة انتقالية دون وجود اي دور للرئيس بشار الاسد، حيث ارتأت الادارة الامريكية ان استمرار الطرفين في التصعيد والتمسك ببعض الشروط التعجيزية من الممكن ان يؤدي الي سيناريو التقسيم وهو السيناريو الذي تتحفظ عليه الادارة الامريكية والعديد من القوي الاقليمية كتركيا والسعودية، ولذلك فأن النظرة الامريكية للازمة السورية تتمحور في الحفاظ علي مؤسسات الدولة وعلي رأسها الجيش بغرض محاربة الجماعات الجهادية وحصارها وتقييد حركتها.

5- من المتوقع خلال الجولات القادمة في مؤتمر جينيف2، ان تعمل الولايات المتحدة علي حث روسيا للضغط علي بشار الاسد لعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك بهدف الحفاظ علي المسار السياسي الذي بدء في جينيف2 لتطبيق بيان جينيف1، وكأن الطرفان يحاولا ايجاد مخرج لهذا الامر علي غرار الاتفاق فيما بينهما – روسيا والولايات المتحدة- بشأن نزع السلاح الكيماوي السوري، وكذلك التفكير في حال فشل جينيف2 إثر رفض الاسد اتفاقاً تم قبوله من القوي الكبري كروسيا وغيرها من الاطراف في هذه الحالة ستحاول روسيا وبالتعاون مع الولايات المتحدة وجود حل يرسي الاستقرار في سوريا والمنطقة وفي نفس الوقت المحافظة علي المصالح الروسية في سوريا.

الخاتمة: سيناريوهات مستقبلية

   انعقد مؤتمر جينيف2 في الموعد المحدد له رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهت مرحلة التحضير والاعداد، وهو ما يمكن اعتباره تقدم أولي في عملية التفاوض بين الجانبين، وبعد استعراض الاجواء المحيطة بالمؤتمر وتقديم رؤية تحليلة لما يمكن ان تسفر عنه الايام القادمة، تجدر الاشارة الي عدد من السيناريوهات او النتائج المستقبلية التي يمكن ان تؤول اليها الامور في سوريا علي النحو التالي:

1- امكانية فتح الولايات المتحدة لاحتمالية ارسال قوات حفظ السلام لسوريا ، وهو ما ظهر في طلب ادارة الرئيس باراك اوباما من الكونجرس لرصد موازنه لتمويل هذه القوات وهو ما أجله الكونجرس ولم يرفضه.

2- امكانية طرح حل يضمن الحفاظ علي تماسك مؤسسات الدولة وليس رأس النظام والحيلولة دون سقوط الدولة في حالة فوضي وتقسيم، والحفاظ  كذلك علي كل مكونات البلاد الطائفية والمذهبية والعرقية والاقليات فيها وذلك من خلال الحديث عن حل او مبادرة تشبه الحل اليمني نظراً لصعوبة وتعثر الوصول الي تسوية كاملة.

في اطار سعي الادارة الامريكية لتسوية هذا الملف يمكن ان يفتح الباب لاستئناف تقديم المساعدات الامريكية من الاسلحة غير القاتلة – اجهزة اتصالات وسيارات اسعاف ومولدات كهربائية ومساعدات غذائية وطبية- الي فصائل المعارضة غير المنتمية للجهاديين،  وذلك بعد ان توقفت المساعدات الامريكية في شهر ديسمبر الماضي علي اثر الاقتتال الذي دار بين فصائل المعارضة ، وبذلك يمكن ان تضمن الولايات المتحدة تمكين بعض عناصر المعارضة الاقل تطرفاً في المعارضة  بما يساعد علي تهميش المقاتلين الاكثر تطرفاً، وكذلك يمكن ان تستغل الولايات المتحدة مثل هذه الخطوة لتحسين صورتها امام الراي العام سواء داخل سوريا او خارجها.
احتمالية ان تزداد الاوضاع سوءاً وتعقيداً داخل الساحة السورية وذلك في حال عدم حدوث اي تقدم ملموس علي الارض واستمرار قصف النظام للعديد من الاحياء السورية وعدم تسهيل عملية دخول المساعدات الانسانية واجلاء المواطنين من الاماكن المحاصرة، علاوة علي ازدياد فرص اتقسام المعارضة السورية خاصة داخل صفوف الائتلاف الوطني السوري، وهو ما يجعل الفرصة سانحة لازدياد قوة العناصر الاكثر تطرف من المعارضة مما يطيل من امد الازمة علي المدي المنظور.
إذن وفي النهاية يمكن القول بان جينيف2 يفرض العديد من التحديات علي النظام الدولي، وكلك يمكن اعتباره اختبارا صعبا لإرادات القوي الكبري في ايجاد تسوية لهذا الملف المستعصي علي الحل، ويفرض العديد من التساؤلات حول مدي حرص ومصداقية القوي الكبري في حسم هذا الملف، خاصة مع انشغال روسيا بالاحتجاجات في اوكرانيا وتعرضها لعدد من العمليات الارهابية في الفترة الاخيرة، وكذلك الانشغال الامريكي بعملية الانسحاب من افغانستان في اواخر عام 2014 وقضية الموازنة وما صاحبها من اختلافات واسعه داخل الادارة الامريكية وتعرض مصالحها في المنطقة للكثير من التهديدات والتحديات في ظل ما تمر به منطقة الشرق الاوسط من تحولات وتوترات سواء في مصر او ليبيا او العراق وغيرها من الدول، وهي الامور التي من المحتمل أن تصرف انظار هذه القوي عن ايجاد حلول حقيقية ملموسة للازمة السورية في المرحلة المقبلة، ويمثل تحديا لمصداقيتها وكذلك مرجعية ما يتم الآن في جنيف 1.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)