آخر الأخبار
 -  أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الوفد الرسمي السوري موجود في جنيف للحديث بشكل جدّي ومهم بما يصب في مصلحة مكافحة الإرهاب ...

الأحد, 26-يناير-2014 - 11:23:23
مركز الإعلام التقدمي-وكالات -
 أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الوفد الرسمي السوري موجود في جنيف للحديث بشكل جدّي ومهم بما يصب في مصلحة مكافحة الإرهاب ووقف أعمال القتل والدخول في حوار سياسي يفيد في نهاية المطاف الشعب السوري وبناء سورية، لافتاً إلى أن هذا الأمر بحاجة لأناس مسؤولين يبتعدون عن التحريض والاستفزاز ولغة الحقد الشخصي الموجود عند معظم أعضاء الطرف الآخر.
وشدّد الدكتور الجعفري في تصريحات للصحفيين أمس على أن الوفد الرسمي السوري يدخل الاجتماع بنفَس منفتح وإيجابي وتفاؤلي من أجل مصالح سورية وشعبها ووضع قواسم مشتركة لما هو جوهري والانتقال من الشكل إلى المضمون.

وقال الجعفري: لن نناقش بنود بيان جنيف الأول، والإبراهيمي اتفق معنا ومع الطرف الآخر على وضع سلسلة من المعايير التي هي إجراءات شكلية من أجل الاجتماع في ضوء ما حصل بالأمس من إشكاليات بسبب عدم وصول وفد «الائتلاف» المسمى «المعارضة» إلى الاجتماع.
وأشار الجعفري إلى أن هدف هذه الإجراءات خلق انطباع حواري حقيقي بعيداً عن الاستفزاز ولغة الحقد الشخصية والتصريحات اللامسؤولة، موضحاً أنه بالأمس كان هناك نصف خطوة حكومية سورية بمجيء الوفد الحكومي السوري إلى قاعة الحوار وعدم حضور الطرف الآخر الذي قال: إنه غير جاهز.

ولفت الجعفري إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك في رعاية مؤتمر «جنيف2» مع روسيا من ناحية الشكل إلا أنها من ناحية المضمون لها سياساتها وهي طرف في المشكلة، مؤكداً أن اللغة التي يستخدمها المسؤولون الأمريكيون استفزازية، حيث لم يكن بيان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بياناً دبلوماسياً بل بيان استفزازي تحريضي.

واعتبر الجعفري أن مؤتمر «جنيف2» ليس مؤتمراً متعدد الأطراف ستعرض فيه الدول عضلاتها إنما هو مؤتمر محدود الأجندة ومعروف الهدف ويأتي في وقت تسيل فيه دماء السوريين ولذلك لا يوجد هناك مجال للمناورة واستخدام مراحل.
وقال الجعفري: إن هناك اهتماماً دولياً بالأزمة في سورية ورغبة لدى الكثيرين بمساعدتنا على اجتياز المحنة ونحن جئنا لهذا الغرض وبتعليمات واضحة لذلك نبتعد عن كل التشويشات وندخل في عملية حوار جادة ونأمل أن يكون الطرف الآخر جاداً أيضاً رغم أنه لا يمثل كل أطياف المعارضة الوطنية ونحن ما زلنا نصر على أن الوفد الآخر يجب أن يضم كل أطياف المعارضة الوطنية.

وردّاً على سؤال لقناة سكاي نيوز حول انتقال السلطات التنفيذية وبيان جنيف أوضح الجعفري أن هذه قراءة سريعة لبيان جنيف الأول وهذا الموضوع غير متضمن في البيان، مشدداًً على أن بيان جنيف الأول يجب أن يقرأ بكليته وشموليته ودون أي انتقائية.

وردّاً على سؤال عن الاستفزازات ولاسيما موضوع الصور المفبركة التي تم نشرها بالفترة الأخيرة لفت الجعفري إلى أن هناك تكنولوجيا وأجهزة استخبارات دولية قادرة على أن تفبرك أي شيء ولذلك هذا الزمن صعب ومعقد جداً والتشويش والكذب فيه سهل والادعاء بوجود مذبحة تتعلق بالصور تذكرنا بنفس ادعاء استخدام السلاح الكيميائي الذي تبين لاحقاً أنه كلام لغو وغير صحيح.
ورفض الجعفري أن تأتي وسائل إعلام لتتاجر بالدماء السورية لأنه في النهاية السوريون هم الخاسرون، موضحاً أن الكذب سلاح إعلامي قديم مثل كذبة الغزو الأمريكي للعراق، حيث إنه إلى هذه اللحظة وبعد انتهاء الغزو لم يقرر مجلس الأمن ما إذا وجدوا سلاح دمار شامل في العراق أم لا.

ودعا الجعفري المشاهدين إلى عدم تصديق كل شيء يسمعونه، مشيراً إلى أن الوفد الرسمي لا يتحاور مع أعضاء الوفد الآخر فقط، إذ إن وراءهم عقولاً وأدمغة وأجهزة وهناك من يدربهم على الحوار لذلك الجانب الإعلامي هو جزء من المشهد العام السياسي والدبلوماسي.
وأوضح الجعفري أنه في يوم افتتاح المؤتمر في مونترو لم يكن وفد «الائتلاف» موجوداً في القاعة وهذا سلوك طفولي في مؤتمر يسمى مؤتمراً دولياً ومن ثم الجميع شاهد السفير الأمريكي يخرج ويدعوهم إلى الدخول ودخل معهم وهذا من ناحية الشكل كما أنه بالأمس كان يفترض أن تبدأ أعمال المؤتمر وفي الجلسة الصباحية وصل وفد الجمهورية العربية السورية إلى القاعة والإبراهيمي معنا ووفده معه لكن الطرف الآخر لم يظهر أبداً ولم يأت إلى الاجتماع وهذا مشهد سريالي طفولي لا يليق بوفد يسمي نفسه بأنه وفد مفاوض أو محاور.
وأشار الجعفري إلى أن الطرف الآخر منذ البيان الافتتاحي الذي ألقاه كان مليئاً بالاستفزاز والحقد والكراهية وهذا مرض نفسي فلا يمكن التحدث عن بلاده بلغة الحقد ومن لغة البيان كان واضحاً أن هناك استفزازية تحريضية، إضافة إلى شكل تنظيم المؤتمر الذي كان مدروساً مسبقاً، حيث إن معظم الوفود التي دعيت لديها لغة عدائية تجاه السياسة السورية ليأخذ الجميع انطباعاً بأن «الوفد السوري الحكومي معزول» وهذا لم ينجح لأن خطابنا كان جريئاً وواقعياً وقوياً وتعرض لأولئك الذين انخرطوا في سفك الدم السوري دون التوجه إليهم بشكل شخصي.

واعتبر الجعفري أن الأمم المتحدة وأمينها العام يعيشان باستمرار في حالة قلق لأن الأمم المتحدة هي ذاتها بؤرة المشاكل الدولية بدلاً من كونها مكاناً لحل المشاكل لأنه يوجد فيها قوى نافذة تهيمن على صنع القرار فيها، مشيراً إلى أن عدد النزاعات المسلحة في العالم تضاعف ثلاث مرات منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لذلك أضحت الأمم المتحدة تتعامل مع النزاعات كنتيجة لوجودها بدلاً من أن تكون صمام أمان ولكن لا غنى عنها لذلك نتعامل معها كأمر واقع.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)