آخر الأخبار
 - أخيراً أوجه كلامي لكل الحاضرين هنا وللعالم أجمع الذي يشاهدنا ويستمع إلينا، نحن في سورية نحارب الإرهاب، إرهاب دمر الكثير وما زال، إرهاب وقفت سورية منذ الثمانينيات من القرن الماضي تصرخ لمكافحته.........

الخميس, 23-يناير-2014 - 10:22:26
مركز الإعلام التقدمي - وكالات -
 

القى السيد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء ـ وزير الخارجية والمغتربين ـ رئيس الوفد السوري الرسمي إلى المؤتمر الدولي حول سورية «جنيف 2» كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال فيها: 
أيها السيدات والسادة...
أحييكم باسم وفد الجمهورية العربية السورية...
الجمهورية.. المدنية التي حاول بعض ممن يجلسون في هذه القاعة إعادتها إلى القرون الوسطى.
العربية.. التي تعتز بعروبتها المتشبثة بها رغم ما فعله بها بعض العرب الذين من المفترض أن يكونوا أشقاء.
السورية.. المتغلغلة في التاريخ لسبعة آلاف عام.
لم أقف يوماً موقفاً أصعب من هذا، فعلى عاتقي وعاتق وفد سورية كل آلام بلادي لثلاث سنوات خلت، كل دماء الشهداء، كل دموع الثكالى، كل انتظار أذاق المر لأهل مخطوف أو مفقود، كل صرخة لطفل مذعور من قذيفة استهدفت أنامله الغضة أثناء الدرس، كل آمال جيل كامل يرى أحلامه بمستقبل مزدهر تتحطم أمامه, كل شجاعة لأب وأم أرسلا أولادهما جميعاً لحماية البلاد، كل حرقة عائلة تهدم منزلها وأصبحت في عداد النازحين واللاجئين، على عاتقي وعاتق وفد سورية أيها السادة أيضاً كل آمال الشعب السوري للسنوات القادمة، كل حق لطفل أن يذهب آمناً إلى مدرسته وكل امرأة أن تخرج من منزلها لا تخشى الخطف أو القتل أو الاغتصاب وكل شاب أن يبني مستقبله كما يريد ولكل رجل أن يعود إلى أولاده وبيته آمناً مطمئناً.

وتابع المعلم: كان شعبنا يذبح وهم في فنادق الخمس نجوم هذا ما قاله حتى أتباعهم على الأرض، عارضوا في الخارج واجتمعوا في الخارج وخانوا سورية في الخارج وباعوا أنفسهم لمن يدفع أكثر في الخارج ويتكلمون باسم الشعب السوري، لا أيها السادة من يرد أن يتحدث باسم الشعب السوري فلا يجب أن يكون خائناً للشعب وعميلاً لأعدائه، من يرد أن يتحدث باسم الشعب فليتفضل إلى سورية ليعش ويشاهد وليودع أطفاله كل يوم قبل الذهاب إلى المدرسة فربما لن يعودوا بسبب قذيفة أطلقتها أدوات من في الخارج، ليتحمل البرد والصقيع لأننا حرمنا من النفط، ليقف ساعات طويلة ليحضر الخبز لبيته لأن العقوبات حرمتنا من استيراد القمح بعد أن كنا مصدّرين له، من يرد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاومه ويقف ثابتاً في وجهه، ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب.

وقال المعلم: فماذا فعلتم أنتم يا من تدعون أنكم «تتحدثون باسم الشعب السوري»، أين هي رؤيتكم لهذا البلد العظيم، أين أفكاركم أو برنامجكم السياسي، ما أدواتكم للتغيير على الأرض، عدا المجموعات الإرهابية، إني على يقين أنكم لا تملكون أي شيء وهذا جلي للقاصي والداني وخاصة في المناطق التي قام مرتزقتكم باحتلالها، أو كما تقولون بعباراتكم ومصطلحاتكم الغريبة بـ«تحريرها»، هل «حررتم» فعلاً الأهالي في هذه المناطق، أم اختطفتم ثقافتهم المعتدلة لفرض ممارساتكم القمعية المتطرفة، هل بنيتم المراكز الصحية والمدارس، أم دمرتم المستشفيات وسمحتم لشلل الأطفال أن يعود إلى سورية بعد أن عاش أطفالنا أصحاء منه لعقود؟ هل حافظتم وحميتم آثار ومتاحف سورية، أم قمتم بنهب المواقع التاريخية وتاجرتم بالآثار؟ هل أظهرتم التزامكم بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان، أم قمتم بقطع الرؤوس وبتنفيذ إعدامات علنية وعلى الملأ؟ باختصار أنتم لم تقوموا بأي شيء على الإطلاق سوى حشد الخزي والعار بسبب التوسل للولايات المتحدة لشن عدوان عسكري على سورية

وأضاف المعلم: في مقابل كل هذه الصورة السوداء القاتمة كان النور دائماً في آخر الطريق، كان إصرار الشعب على الصمود وإصرار الجيش على حماية المواطنين وإصرار الدولة على التماسك والاستمرار، ومع كل ما سبق كانت دول صديقة صادقة تقف معنا ومع الحق لأن الحق بيّن والباطل بيّن، دول كروسيا التي أتوجه إليها باسم الشعب والدولة السورية بكل الشكر هي والصين لاحترامهما سيادة سورية وحرية قرارها، فكانت روسيا صديقاً صدوقاً في المحافل الدولية، تدافع وبقوة عن مبادئ الأمم المتحدة في سيادة الدول وحقوق الإنسان قولاً وفعلاً ومعها كانت الصين ودول «بريكس» وإيران والعراق ودول عربية وإسلامية بالإضافة إلى بلدان إفريقية ومن أمريكا الجنوبية، كانت جميعاً بصدق تحمي تطلعات الشعب السوري لا تطلعات الحكومات الأخرى لما تريده في سورية.

وتابع المعلم: نعم أيها السادة إن الشعب السوري طامح كغيره من شعوب المنطقة إلى مزيد من الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، طامح إلى مزيد من التعددية والديمقراطية، طامح إلى سورية أفضل، سورية آمنة مطمئنة مزدهرة عفية، لدولة مؤسسات قوية لا لهدم المؤسسات، لحماية الآثار والتراث الوطني والمواقع الأثرية السورية لا تخريبها ونهبها وتدميرها، طامح لجيش وطني قوي يحمي المال والأرض والعرض ويدافع عن حدود البلاد وسيادتها واستقلالها لا لجيش من المرتزقة «حر» في خطف المدنيين ومقايضتهم بالمال أو تحويلهم لدروع بشرية، «حر» في نهب المساعدات وابتزاز الفقراء والتجارة بالوطن، «حر» في الإتجار بالأعضاء البشرية للنساء والأطفال وهم أحياء، يأكل عناصره القلوب والأكباد ويشوون رؤوس البشر على الفحم، يجندون الأطفال ويغتصبون النساء كل ذلك بقوة السلاح، سلاح ترسله لهم دول تجلس هنا تحت مسمى «دعم الجماعات المعتدلة» فقولوا لنا بالله عليكم أين الاعتدال في كل ما ذكرت؟


واختتم المعلم كلمته قائلاً: أخيراً أوجه كلامي لكل الحاضرين هنا وللعالم أجمع الذي يشاهدنا ويستمع إلينا، نحن في سورية نحارب الإرهاب، إرهاب دمر الكثير وما زال، إرهاب وقفت سورية منذ الثمانينيات من القرن الماضي تصرخ لمكافحته وتشكيل جبهة موحدة ضده ولم يستمع إليها أحد، إرهاب ذقتم لوعته في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والعراق وأفغانستان وباكستان واللائحة تطول، وها هو يتمدد في كل مكان، فلنتعاون جميعاً لمكافحته ولنضع اليد على اليد لوقف فكره السوداوي الظلامي المريع وبعدها، لنقف كسوريين وقفة رجل واحد ونضع سورية نصب أعيننا ونبدأ بإعادة بنائها إنساناً وبنياناً، فالحوار هو الأساس كما ذكرت ورغم شكرنا للدولة المضيفة إلا أننا نقول: إن حوار السوري للسوري حقيقة هو على أرض سورية وتحت سمائها، وقبل عام مضى في هذه الأيام طرحت الحكومة السورية رؤيتها للحل وأيضاً لم يستمع إليها أحد، كم كنا وفرنا من دماء الأبرياء لو حكّمت بعض الدول لغة العقل على لغة الإرهاب والدمار، سنة كاملة ونحن ننادي بالحوار، لكن الإرهاب كان مستمراً بضرب الدولة السورية، مؤسسات وحكومة وشعباً رغم كل ذلك، أن تصل متأخراً خير من ألا تصل، وها نحن اليوم إما أن نتخذ القرار المصيري الكبير بمحاربة الإرهاب والتطرف والبدء بالعملية السياسية وخاصة أن الجميع هنا عرباً وغرباً وإما أن يستمر البعض منكم بدعم الإرهاب في سورية، هذا قراركم وقرارنا هنا، فلنعزل الأيادي السوداء والوجوه الكاذبة التي تصافحكم وتضحك لكم في العلن وتغذي الفكر الإرهابي في الخفاء ليضرب سورية لكنه في النهاية سيمتد ليحرق الجميع، هي لحظة الحقيقة والمصير فلنكن على قدرها.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)