آخر الأخبار
 - بينما كانت تتالى التصريحات الاسرائيلية المنددة بتوجهات ولى الفقيه في طهران وعن وصف الاتفاق النووي الايراني مع دول ال5+1  بالصفقة السيئة......

الثلاثاء, 24-ديسمبر-2013 - 11:58:29
مركز الإعلام التقدمي - العربية -

بينما كانت تتالى التصريحات الاسرائيلية المنددة بتوجهات ولى الفقيه في طهران وعن وصف الاتفاق النووي الايراني مع دول ال5+1  بالصفقة السيئة، عبر استدعاء  التشبيهات التاريخية بين التراخى تجاه تطلعات هتلر المدمرة، التي قادت للحرب العالمية الثانية وبين التراخي الغربي تجاه الطموحات الايرانية المهددة وجوديا لإسرائيل وتداعياتها على السلم والامن في العالم .
تصريحات الشيطان الاصغر الودية تجاه ولي الفقيه

خرج الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في الثامن من ديسمبر الماضي،  معلنا أنه "مستعد للقاء نظيره الإيراني، حسن روحاني، وان  اسرائيل لا ترى في ايران  عدواً". احتار كثير من المراقبين  ماذا يعنى هذا ؟ وما سر هذا التحول ؟، لاحظ المراقبون قبلها ان صلاة الجمعة في المساجد الايرانية قد شهدت الشعار الشهير " الموت لامريكا واسرائيل " قد يكون اختفاء الموت للشيطان الأكبر بعض التبرير نتيجة كرغبة من ولى الفقيه في تبريد الاجواء مع واشنطن، لكن هل الاتفاق النووي شمل اسرائيل الشيطان الاصغر؟! هل يوجد بنود سرية لم يعلن عنها، وقبلها اعلن اركان الادارة الامريكية ان ذلك الاتفاق وفر امنا استراتيجيا  لاسرائيل ؟!
علاقات عمل وصفقات مريبة بين الجانبين

في 2011  كشفت  وزارة الخارجية الامريكية من أن مجموعة (عوفر برازرز) التابعة لإحدى الأسر الثرية في اسرائيل، تربطها علاقة عمل مع ايران، مما آثار  التساؤلات في إسرائيل،. وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد أعلنت انها فرضت عقوبات على مجموعة (عوفر برازرز)، وهي شركة قابضة بمليارات الدولارات، وشركة (تانكر باسيفيك) التابعة لها ومقرها سنغافورة، لدورها في بيع ناقلة بترول بقيمة 8.6 مليون دولار في سبتمبر 2010 لشركة خطوط الشحن بالجمهورية الاسلامية الايرانية. الاعلان بالتاكيد كان بمثابة ضربة لما يقوله رئيس الوزراء الاسرائيلي بينيامين نيتانياهو بأن ايران عدو رئيسي لاسرائيل. بيد ان احدا لم يفاجأ بصفقات اعمال بين البلدين عن طريق طرف ثالث، ولو لم يكن هناك اعلان من الولايات المتحدة، لم يكن أحد قد لاحظ شيئا . وقد اشارت الشركة  إلى أن الاعمال في ايران تجرى بموافقة الحكومة الاسرائيلية ثم جري الكشف من أن مستشار الامن الوطني الذي عينه نيتانياهو ، ياكوف اميدرور، كان يعمل في وقت سابق لدى شركة تملكها (عوفر برازرز) .  المسالة قدمت  اسرائيل في هيئة المنافق.
إسرائيل وإيران قنوات وعلاقات خلفية:

لم يتوقف الامر عند هذا الحد فقد نشرت  مجلة نيوزويك الأميركية في نوفمبر /تشرين الثاني تقريرا عن "القنوات الخلفية بين الشيطان الاصغر" وولى الفقيه . وقد تحدثت نفس المجلة عن اجتماعات سرية عقدت في أحد قصور "شاتو دي سيلور" بمقاطعة بورجوندي  الفرنسية بين جنرالات  إيرانيين من الحرس الثوري وبين آخرين من إسرائيل ومن الصين[1] نوقشت خلالها النقاط التي كانت محل خلاف بين إيران والدول الكبرى التي عطلت الاتفاق حول مشكلة البرنامج النووي. وكان للنتائج التي تم التوصل إليها في تلك الاجتماعات السرية دورها في تذليل العقبات التي اعترضت توقيع  الاتفاق النووي الذي كانت حرب الكلمات تتطاير حوله بين تل ابيب وطهران .

وما دامت الوساطة صينية يمكن فهم احجام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل زيارته لبكين في شهر مايو /ايار 2013 في السماح لعوزي شايا المسؤول السابق في المخابرات من الحديث بالذهاب إلى نيويورك للادلاء بشهادته في قضية بالولايات المتحدة حول اتهامات  بأن بنك الصين سمح بتحويل نقود لنشطاء فلسطينيين رغم علمه بذلك، ورفعت القضية ضد البنك أسرة فتى أمريكي يدعى دانيال والتز كان يبلغ من العمر 16 عاما عندما قتل في هجوم انتحاري أثناء قضاء عطلته في مدينة تل ابيب الإسرائيلية عام 2006، وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي شنته أثناء انتفاضة فلسطينية،. وبسبب هذا الهجوم بدأ تحقيق معقد أدى بالفعل إلى إدانة حكومتي إيران وسوريا أمام محكمة أمريكية برعاية حركة الجهاد الإسلامي.وأمرت الحكومتين بدفع تعويضات بقيمة 323 مليون دولار لأسرة والتز لكنهما لم تدفعا الأموال حتى الان، وتدعى الأسرة أن بنك الصين سمح بانتقال الأموال من سوريا وإيران وغيرهما، دون أي معوقات عبر حسابات بنكية فيه إلى حركة الجهاد الإسلامي التي تدرجها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية، ويعد هذا انتهاكا لقوانين التمويل في الولايات المتحد، .ومن ثم فإن المفاوضات بين  الولى الفقيه و الشيطان الأصغر، كانت تدور منذ مدة ليست بالقصيرة.

وقبلها في عام 2002 في عهد  الرئيس الايراني  الاصلاحى خاتمى صدرت اشارات ايجابية من طهران تجاه تل ابيب أثارت مجموعة من التوقعات والتكهنات والتخمينات ، وقتها صدرت  أشارات  من طهران إلى إمكان القبول بدولة إسرائيلية إلى جانب دولة فلسطينية تزامنت مع إذاعة صوت دافيد بثتها من إيران بالعبرية، يعزز من أهميتها، وقد استضافت الإذاعة منذ البداية رئيس إسرائيل-انذاك - موشيه كاتساف (من أصل إيرانى ) الذى عبر عن أمنيته فى عودة علاقات بلاده مع إيران، والمقطوعة منذ عام 1979.
وتضاعفت الأهمية السياسية لهذه النوعية من التطورات، فى ظل ترافقها مع عدد آخر من الملامح . منها، وصف الإذاعة فى إحدى برامجها الانتفاضة الفلسطينية ب- التخريبية واستخدام بعض المفاهيم والتقديرات الإسرائيلية فى التعامل مع الأحداث الفلسطينية، مع قيام ولى الفقيه آية الله على خامنئى بإصدار عفو عن ثلاثة يهود إيرانيين، فى مناسبة ذكرى مولد الإمام المهدى المنتظر فى شهر أكتوبر 2002، وقال زعيم الطائفة اليهودية الإيرانية هارون يشائى حينها أنه تم الإفراج عن اليهود الثلاثة، وهم جويد بن يعقوب (24عاما) وفرامارز كاشى (23عاما) وشهروخ بكنها (42عاما) بعد أن كان قد حكم عليهم بعقوبات سجن تتراوح بين ثماني وتسع سنوات بتهمة التجسس لحساب إسرائيل. مما أثار احتجاجا فى معظم أنحاء العالم وقد أوقف 13 يهوديا وثمانية مسلمين فى عام 1999 فى مدينة شيراز بتهمة التجسس، وخلال محاكمة جرت فى جلسات مغلقة فى يوليو عام2000 حكم على عشرة يهود ومسلمين اثنين بالسجن ما بين 4 و 13 عاما مع النفاذ . وفى سبتمبر عام2000 خفضت محكمة الاستئناف العقوبات وأفرجت عن اثنين من اليهود العشرة الذين أمضوا عقوبتهم. هذا الوضع أثار علامات استفهام متعددة إزاء هذه الجملة من التطورات . بل ان كاتبا شديد الارتباط بايران  اتهم  الرئيس خاتمى بانه كان على وشك اقامة العلاقات الدبلوماسية بين طهران وتل ابيب .[2]

 وقد  استفادت طهران من إسرائيل وبعض اليهود خلال الحرب مع العراق، كوسطاء يعقدون الصفقات مع الدول الغربية لإمداد إيران بما تحتاجه من المؤن والعتاد، ففى عام 1980 باعت تل ابيب لطهران صفقة اسلحة قيمتها 500 ميلون دولار، شملت قطع غيار لطائرات الفانتوم A4 وفى العام التالى لعب تاجر السلاح يعقوب نموردى دورا فى صفقات الأسلحة بين الجانبين بموجبها تسلمت إيران شحنات من صواريخ الهاون. وكان نموردى هو أحد أبطال الفضيحة المعروفة ب- إيران جيت بين واشنطن وطهران خلال عهد إدارة الرئيس رونالد ريجان.
ولم يقف الحال عند هذا الحد، بل تسلمت إيران فى عام 1982 شحنات أسلحة جديدة من خلال صفقة مع إسرائيل، عقدها تاجر يهودى من أصل إيرانى يدعى فاروق عزيزى، وفى العام نفسه اشترت طهران صواريخ جوية من نوع (سايدو نيدر). ونشرت صحيفة التايم فى 25 يوليو 1983 أن طهران تسلمت ألف جهاز تليفون للاتصالات العسكرية من إسرائيل. وفى عام 1986 باعت إسرائيل لها 2800 صاروخ T.O.W وما يزيد عن ألفى صاروخ مضاد للطائرات. وقالت بعض الأوساط السياسية أن شحنات الأسلحة الإسرائيلية التى تلقتها الجمهورية الإسلامية خلال حربها مع العراق جاءت فى إطار صفقة نجحت من خلالها تل أبيب فى تهجير حوالى 55 ألف يهودى إيرانى إلى إسرائيل.. وتمت عمليات التهجير برعاية ووساطة نمساوية.[3]

والواضح انه يتم اعادة هيكلة البيئة الامنية والاستراتيجية في الشرق الاوسط وفق مخطط امريكى يقوم على تحالف بين ولاية الفقيه والشيطان الاصغر علاوة على  تركيا على حساب العالم العربي .
وبعد ذلك لا يزال الحديث مستمرا  في طهران وتابعيها عن جبهة المقاومة والممانعة ضد اسرائيل الشيطان الاصغر ؟
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)