آخر الأخبار
 - أكد محمود جبريل، زعيم تحالف القوى الوطنية بليبيا، أن الثورة قام بها الشباب ثم انضمت إليها النخب السياسية، وأن الشارع العربي يقود ولا يقاد، وإذا لم يكن الشباب مكوناً رئيسياً في المشهد السياسي فإن ذلك سيتسبب في حدوث حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.

الخميس, 28-نوفمبر-2013 - 07:16:30
مركزالاعلام التقدمي- وكالات -
أكد محمود جبريل، زعيم تحالف القوى الوطنية بليبيا، أن الثورة قام بها الشباب ثم انضمت إليها النخب السياسية، وأن الشارع العربي يقود ولا يقاد، وإذا لم يكن الشباب مكوناً رئيسياً في المشهد السياسي فإن ذلك سيتسبب في حدوث حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
وشدد جبريل في مقابلة مع قناة "العربية"، أذيعت مساء الأربعاء، على ضرورة الحذر من الحديث عن الفرد وربط كل شيء به، لأن ذلك منزلق نحو صناعة الطواغيت.
وأوضح جبريل أن حزبه "تحالف القوى الوطنية" لم يعقد صفقة ثنائية مع أي طرف سياسي ولن يفعل ذلك، لأنه حركة شعبية وليس حزباً أو كياناً سياسياً بالمعنى التنظيمي، وربما هذا سرّ قوته، بحسب تعبيره.
وبيّن جبريل أن تحالف القوى الوطنية كان قد تأسس في 21 فبراير 2012، وحقق نجاحاً لافتاً في انتخابات المؤتمر الوطني العام التي نظمت بعد خمسة أشهر من تأسيسه، وأرجع هذا النجاح اللافت إلى الشعب الليبي وليس لقيادات التحالف.
وأكد رئيس تحالف القوى الوطنية أن الجميع انتبه الآن في ليبيا إلى أن القضية الحقيقية التي تواجهها البلاد ليس صراعاً بين العلمانية وغيرها، بل خطر أعمق يتطلب من الجميع التعاون من أجل الوطن.
أزمة السلاح
وبشأن قضية انتشار السلاح في ليبيا، أوضح جبريل أن "فريق استقرار ليبيا قدم في وقت سابق خطة لنزع السلاح عارضها الكثير، ومن بين هؤلاء رئيس دولة غربية حين قال لي أمام وسائل الإعلام: الثوار لا يلقون سلاحهم، وفي 12 سبتمبر جمعنا كمكتب تنفيذي 17 تشكيلة مسلحة بطرابلس فوافقت جميعها على حلها، لكن للأسف ألغى المجلس الوطني الانتقالي القرار في اليوم التالي، ونقلت تبعية اللجنة الأمنية العليا التي كانت تضم هذه التشكيلات لتصبح تحت إشراف المجلس الانتقالي، وعيّن لها شخصان لقيادتها، وهذا الأمر كان نقطة فاصلة في قضية السلاح".
وأضاف جبريل: "كان بالإمكان الاحتفاء بالثوار، وأن يقدّروا التقدير اللازم معنوياً ومادياً، وأن يأخذوا دورهم في بناء الدولة، فكلمة ثائر بعد 23 أكتوبر لا بد أن تكتسب معنى جديداً، فالثائر هو من ينتصر على ذاته ويساهم في بناء الدولة، وأنا أعرف أن الكثير من قادة الكتائب صادقون في الحرص على بناء الدولة، لكن ربما الأمور استغلت من بعض الأطراف الداخلية والخارجية".
وأوضح جبريل أن بعض هذه التشكيلات يصفها الغرب اليوم بالمتطرفة كانت تدخل ليبيا تحت سمع وبصر الغرب، دون أن تثير قلقه، لأنهم كانوا يأملون أن يتولى الإسلام السياسي حكم البلاد ويحتوي هذه المجموعات، لذلك أصبحوا يسوّقون لهذا الخطاب بهدف أن تدوس أقدامهم الأرض الليبية التي يجب أن تكون خطاً أحمر أمام الجميع.
وشدد جبريل على أن التطرف فُرض على هؤلاء الناس لأنه وقع إقصاؤهم، وبعد أن فشل مشروعهم في المنطقة غيروا سياستهم تجاه هذه المجموعات من الاحتواء إلى المواجهة.
اللامركزية الدستورية هي الحل
وبشأن اختلاف وجهات النظر حيال نظام الحكم المناسب لليبيا، قال جبريل: "ليبيا دولة كبيرة تحتاج إلى تنمية مكانية تواكبها لا مركزية إدارية حقيقية، يقع معها إيصال الخدمات والتمتع بالثروات ويكون القرار بأيدي الليبيين أنفسهم".
وكشف جبريل أنه قد اتصل به بعض الفيدراليين للتوسط لحل الأزمة مع الحكومة المركزية بطرابلس، إلا أنه اقترح أن تكون الوساطة من قبل مجموعة من العقلاء، فذهب عبدالمجيد مليقطة والتقى رئيس الحكومة علي زيدان الذي طلب منه أسبوعاً قبل مراجعته، لكنه مضى شهر ولم يتغير شيء. فلماذا هذه المماطلة في حل مسألة الفيدرالية؟
وردّاً على دعوات إلغاء الأحزاب التي برزت في الفترة الماضية، قال رئيس تحالف القوى الوطنية: "الحزب يخلق الهويات المشتركة، لأنه التفاف حول مشروع ويساعد على الاندماج الوطني، من هنا تصبح الدعوة إلى إلغاء الأحزاب خطيرة، ولا أجد مبرراً لمن يخشى سيطرة الأحزاب على قرارات المؤتمر الوطني، لأن الأحزاب مجتمعة لها 80 مقعداً فقط مقابل 120 للمستقلين، لكن في المقابل أكد جبريل أن الأحزاب تحتاج إلى تدريب كوادرها".
الهلال الأمني للعاصمة
وأوضح جبريل أنه قدم في وقت سابق مقترحاً يعرف بـ"الهلال الأمني" تنسحب بمقتضاه كل التشكيلات المسلحة التي جاءت لنصرة طرابلس أيام الثورة خارجها في هلال على بعد 30 كيلومترا، وتتولى التشكيلات التي هي من طرابلس حل نفسها ثم يندمج هؤلاء فرادى في صفوف الجيش أو الشرطة.
كما أعلن جبريل دعمه لمقترح تقدم به أحد الليبيين بالخارج، يقوم على تمكين الثوار من أراضٍ في الداخل الليبي لاستصلاحها وخلق تنمية حقيقية، خاصة أن 64% من الليبيين يتجمعون في خمس مدن ساحلية، وبهذا تنتقل ليبيا من عسكرة المجتمع إلى تنميته.
ودعا جبريل المؤتمر الوطني إلى إصدار قانون عفو عام دون إلغاء حق ولي الدم، ومنح الشباب حوافز حقيقية، ودعا الثوار إلى تنقية أنفسهم لأنهم شُوهوا بمن التحق بهم بعد الثورة، بحسب تعبيره.
وناشد الرموز الدينية بليبيا أن يقوموا بالرد على من يكفّر المجتمع بالقيام بمراجعات ودراسات تصحيحية، وقال إنه على القبائل والمدن العريقة أن ترتقي إلى مستوى الحدث ولا تستسلم لفكرة مدن مهزومة أو منتصرة، فالقبيلة لا تؤخذ بجريرة بعض الأفراد، فهي قبائل لها تاريخ وثقل ديمغرافي وتستطيع أن تفعل الكثير في المصالحة الوطنية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)