آخر الأخبار
 - "يجب ألا نثق في عدو يبتسم لنا. الأمريكيون يبتسمون لنا ويقولون إنهم يريدون التفاوض، لكنهم في الوقت نفسه يقولون إن كل الخيارات مطروحة".

السبت, 09-نوفمبر-2013 - 10:39:03
مركزالاعلام التقدمي- وكالات -
"يجب ألا نثق في عدو يبتسم لنا. الأمريكيون يبتسمون لنا ويقولون إنهم يريدون التفاوض، لكنهم في الوقت نفسه يقولون إن كل الخيارات مطروحة".

المرشد الأعلى للثورة الإيرانية في 3 نوفمبر سنة 2013.

رصد أحد مناهضي الخوميني وهو السيد موسى الموسوى في كتابه" ثورة الخوميني: الثورة البائسة" والذي كان أحد حلفائه ثم عارضه شأن آية الله منتظري والكثير من حلفائه، تكرار شعار الموت لأمريكا ووصفها  ب" الشيطان الأكبر في عشر مجلدات هي مجموع ما كتب إمام الثورة الإيرانية ومرشدها،" 30 ألف مرة، وتكرار لعبارة لا شرقية ولا غربية 20 ألف مرة، وتعبير دم الشهداء 50 ألف مرة[1]!

من هنا دائما ما كان يدوي هتاف" مارغ بارغ أمريكا" الموت لأمريكا في الذكرى السنوية لأزمة احتجاز الرهائن الأمريكين،  وهو ما أصر عليه مؤخرا في خطوة للحضور أمام سياسات روحاني والحكومة التقاربية، نحو مائتين من نواب البرلمان الإيراني الـ290 في بيان مشاركتهم في التظاهرة السنوية التي تقام أمام مبنى السفارة الأمريكية السابقة، والهتاف (الموت لأمريكا)[2]، والذي مرت ذكراه الرابعة والثلاثون في الرابع من نوفمبر الماضي، حين احتجزت مجموعات من الطلبة الثوريين 52 دبلوماسيا أمريكيا داخل مبنى السفارة لمدة 444 يوما، احتجاجا على علاج الشاه السابق في إحدى المستشفيات الأمريكية!

ولكن أتى الاحتفال هذا العام مختلفا ومصرا على تغيير الوجوه والأشكال وإن بقيت الحقائق، يتكيف النظام مع تحدياته الداخلية، ولكن هل يستطيع تغيير عقيدته الثورية.

 كما أكد الحرس الثوري السبت 2 نوفمبر أن "شعار (الموت لأمريكا) هو رمز مقاومة وتصميم الأمة الإيرانية أمام هيمنة الولايات المتحدة، الأمة المستكبرة غير الجديرة بالثقة" وأنه سيحتفظ به حتى في حال حدوث انفراج في العلاقات الأمريكية الإيرانية.

كان هتاف" الموت ل أمريكا" موضع نقاش في الأسابيع الأخيرة، ويبدو أنه من المستحيل على الحرس الثوري والجناح المتشدد في النظام قبول ذلك، فقد نظّم الحرس الثوري الإيراني يوم الإثنين 4 نوفمبر تظاهراته، وهتف بالموت ل أمريكا، كما أعرب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز أبادي، عن دعم القوّات المسلّحة الكامل للمفاوضات النووية التي تجريها الحكومة. وأضاف إن شعار "الموت لأمريكا" موجه فقط ضدّ الواحد بالمائة من الأمريكيين "المتغطرسين والرأسماليين والصهيو- أمريكيين".
وقبل يوم واحد في 3 نوفمبر ألقى المرشد الأعلى خطاباً أعرب فيه عن دعمه الكامل للمفاوضات وقال إنّ أعضاء فريق المفاوضين بقيادة وزير الخارجية جواد ظريف "منخرطون في مهمّة صعبة" وأكّد على أنه "لا ينبغي على أحد أن يُضعفهم أو يُهينَهم"، ويبدو خامنئي داعما لتوجهات روحاني، تبدو الغلبة بدعمه لسياسة التكيف المرحلي على سياسة الجمود عند الشعار!

وفي هذا السياق وتبعا للاختيار الاستراتيجي التي رأته إدارة روحاني بدعم ومباركة من المرشد آية الله خامنئي، للتقارب والتفاوض مع الولايات المتحدة، المفاوضات مع الولايات المتّحدة، أظهرت حكومة الثورة الإيرانية تغييرات سلوكية غير مسبوقة، لكن إلى أي مدى قد تذهب سياسة التكيف الإيرانية الجديدة، والتي دامت لعقود، يبدو الأمر غامضا حتى الآن. 

إذاً، من الواضح أن القيادة الإيرانية في مأزق لأنها تواجه صعوبات جمة في الإبتعاد عن السياسة الخارجية التي إنتهجتها منذ تأسيس النظام الإسلامي في البلاد. وهذه ظاهرة طبيعية لأنها ترتبط بتغير النهج والفكر السياسي الإيراني الخوميني وأسسه المبدئية والشعاراتية وسياساتها المستمرة منذ عقود في المنطقة والعالم.

ونظراً إلى حقيقة أن العداوة بين واشنطن وطهران بدأت منذ نشوء الجمهورية الإسلامية، فإن الكثيرين داخل النظام الإيراني يشككون في قدرة إيران على الإستمرار كدولة ثورية منسجمة مع رؤية مؤسسيها، إذا طبّعت علاقاتها مع واشنطن، وهو ما لا نظن أن القائمين على السلطة في إيران الآن بما فيهم المرشد والرئيس روحاني على استعداد له.
 

ففي خطابه يوم الأحد 3 نوفمبر قال آية الله علي خامنئي: "يجب ألا نثق في عدو يبتسم لنا. الأمريكيون يبتسمون لنا ويقولون إنهم يريدون التفاوض، لكنهم في الوقت نفسه يقولون إن كل الخيارات مطروحة".

وندد المرشد الأعلى بالسياسة  لدول مجموعة 5 1 (الصين، الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا وألمانيا)، التي تسعى إلى وقف برنامج طهران النووي للاشتباه في أنه يتضمن شقاً عسكرياً، وطلب من مسؤولي الخارجية الإيرانية الحذر من "ابتسامة العدو الخادعة".

كما أن الحرس الثوري الإيراني، بوجه خاص، يخشى من التضحية بمصالحه المؤسساتية خلال المفاوضات بين حكومة روحاني وإدارة أوباما. فقد استهدفت العقوبات الأمريكية الحرس الثوري الإيراني، تحديداً، باعتباره من أكبر داعمي الإرهاب في العالم.

إن إيران لن تستطيع الحفاظ على طابعها كدولة ثورية ذات سياسة خارجية مستقلة، إذا حلت خلافاتها مع الولايات المتّحدة ولو بشكل جزئي، ولا تثير هذه المسألة قلق الحرس الثوري الإيراني وحسب، بل تثير أيضاً قلق جميع مؤسسات النظام الإيراني، ويبدو أن روحاني يصر على الكسب المرحلي دون خسارة ثوابته.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)