آخر الأخبار
 - كتب وزير الدولة - عضو مجلس الوزراء - حسن احمد شرف الدين مقالاً في صحيفة الثورة بعنوان"عيون لاتنام" طرح فيه الكثير من التساؤلات حول الرئيس عبدربه منصور هادي  وطريقة حكمة للبلاد......

السبت, 21-سبتمبر-2013 - 22:23:04
مركز الإعلام التقدمي -
كتب وزير الدولة - عضو مجلس الوزراء - حسن احمد شرف الدين مقالاً في صحيفة الثورة بعنوان"عيون لاتنام" طرح فيه الكثير من التساؤلات حول الرئيس عبدربه منصور هادي  وطريقة حكمة للبلاد..
المقال شيق واسلوب كتابته جميل .. "أخبار البلد" يعيد نشر المقال :
ترد كلمة «يسهر» في الكثير من الدساتير واللوائح حينما تتحدث عن الوظيفة الأولى لرئيس بلد معين أو رئيس منظمة ما، ولعل ورود هذه الكلمة لم يأت من فراغ بل تعمد المشرع استخدامها ليس كصيغة مبالغة لتعظيم مسؤولية هذا المنصب الهام وحسب بل إدراكا منه لعظم الجهد الذي يفترض أن يبذله كل من يتولاه، فرئاسة منظمة صغيرة ورعاية المرؤوسين فيها تتطلب من رئيسها تكبد الكثير من المشاق ومواجهة العديد من الصعاب والتعامل بحكمة وحنكة مع كافة التحديات الداخلية والضغوط الخارجية التي قد تواجهها، الأمر الذي يدفعه إلى أداء واجباته ومسؤولياته ليس فقط في أوقات الدوام الرسمي وإنما في كل الأوقات نهاراً وحتى ليلا ومن أجل ذلك يسهر.. فكيف تعرف للنوم سبيلا عيون من يتولى رئاسة بلد بأكمله؟
اعلم جيداً أن المسألة نسبية بين رئيس وآخر من حيث الإستعداد الذاتي ومدى توفر صفات القيادة في شخصية كل منهما لكن من المؤكد أن طبيعة وظروف البلاد التي قد يتولى رئاستها أي منهما تظل العامل الأكثر تأثيراً على معدل «سهره».
يقال إن هناك عفاريت زرقاء وأخرى حمراء وغيرها بألوان عديدة لعمري أنها تتجسد جميعاً في عفريت واحد يشكل الظروف التي يعيشها بلد كبلدنا منذ عقود والتي هي غاية في الصعوبة والسوء ، ما تجعل أي محكم لعقله يرثي لحال من يتولى سدة الحكم فيه، فمن أين يأتي النوم لرئيس لمثل هكذا بلد؟
لقد شبه الرئيس السابق وجوده في الحكم بالرقص على رؤوس الثعابين وهو تشبيه موفق للتعبير عن إبداعه في الحفاظ على كرسيه فقط لا للتعبير عن المشاق التي يتحملها في سبيل رعاية شعبه وإدارة شؤون بلده..
وها قد ساقت الأقدار غيره لتولي رئاسة الجمهورية منذ عام ونصف ولذا أجدني اليوم متسائلا ترى كيف ينظر الرئيس عبدربه منصور هادي لرئاسته اليمن؟
كيف سيعبر عما يشعر به تجاهها؟
كيف تغمض عيناه وهو على كف عفريت؟
أتساءل هنا بكل موضوعية..
هل ينام الرئيس؟
كيف تغفو عيناه وهو يحكم بلدا اقتصاده الوطني في حالة انهيار؟
كيف تغفو عيناه وهناك من يسعى لجر اليمن إلى صراعات وفتن؟
كيف تغفو عيناه وهو يتعرض لابتزاز بعض القوى السياسية والعديد من الشخصيات النافذة؟
كيف تغفو عيناه وتفجير أنبوب النفط مستمر لتخسر اليمن موردا اقتصادياً هاما؟
كيف تغفو عيناه وقطع خطوط الطاقة الكهربائية جرائم لا تتوقف؟
كيف تغفو عيناه وهو يتعامل مع من تعودوا على تغليب مصالحهم الشخصية على مصلحة البلد؟
كيف تغفو عيناه وهو يتلقى بلاغات عن جرائم إرهابية وقتل وتصفيات لكوادر في القوات المسلحة والأمن؟
كيف تغفو عيناه وهو يسمع ويشاهد كل يوم أمام منزله الوقفات الإحتجاجية والمطلبية المحقه وغيرها؟
كيف تغفو عيناه وهو يتلقى اتصالات ? حصر ولاتوقيتات لها؟
كيف تغفو عيناه وهناك من يتصيد الأخطاء ولا ينظر إلى النصف الممتلئ من الكوب؟
كيف تغفو عيناه وهو يقرأ يومياً الأكاذيب والشائعات التي يروج لها البعض لإفساد أي تحسن في الأوضاع؟
كيف تغفو عيناه وبعض قواتنا المسلحة لم تتعاف بعد من انحرافها عن ولائها وواجبها الوطني؟
كيف تغفو عيناه وهناك جنوب وشمال؟
كيف تغفو عيناه وهناك فساد مستشرٍ؟
كيف تغفو عيناه وهناك من يحاول جرنا إلى الخلف؟
كيف تغفو عيناه وهو يواجه ضغوطاً خارجية من هنا وهناك؟
كيف تغفو عيناه؟
كيف وكيف وكيف؟

إنني ارثي فعلا لحال الرئيس وأعتقد جازما أنه لا ينام ، لكني على ثقة بأنه و- بسهره - قد نجح إلى حد كبير خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ اليمن في إدارة شؤون البلد الذي يجثم عليه عفريت ليس كمثله عفريت ، لا اشك بأنه ما زال في صراع شديد معه ويحتاج ليتغلب عليه إلى مؤازرة عيون أخرى تشاركه «السهر».
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)