آخر الأخبار
 - في الذكري الـ 51 للثورة اليمنية وبالتزامن مع الجدل الدولي حول استخدام الأسلحة الكيميائية في العالم العربي، "الأولى" تنشر هذه التقارير عن استخدام مزعوم للسلاح الكيميائي في اليمن.....

السبت, 21-سبتمبر-2013 - 12:47:45
مركز الإعلام التقدمي -
في الذكري الـ 51 للثورة اليمنية وبالتزامن مع الجدل الدولي حول استخدام الأسلحة الكيميائية في العالم العربي، "الأولى" تنشر هذه التقارير عن استخدام مزعوم للسلاح الكيميائي في اليمن
-       قصة أخرى لمهمة بعثة الصليب الأحمر، وبصياغة وتفاصيل أخرى نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"

-       مراقبون غربيون: أمريكا كانت تحاول شق العرب في أعقاب حرب الأيام الستة بدق إسفين بين الدول العربية

-       الصنداي تايمز: على الحكومة البريطانية التحقق من الموضوع قبل التعبير عن موقفها بشكل أقوى

تقارير دولية عن استخدام السلاح الكيماوي في اليمن (2-2)*

ترجمة : ريان الشيباني:

تكمن أهمية نشر "الأولى" لهذه المعلومات حول استخدام السلاح الكيميائي في اليمن، وما أثير حوله من جدل في الإعلام الغربي، من ندرة الحديث حول هذا الموضوع، وابتعاد وسائل الإعلام العربية عن فتحه؛ ربما لحساسية المرحلة التاريخية التي تدخل فيها الجيش المصري في الثورة اليمنية بعيد العام 62 والتي تزامنت مع تحالف قوتين عالميتين، كانت اليمن إحدى ساحاتها.
وهنا نود التنويه إلى أن طرقنا لهذا الموضوع، وفي هذا التاريخ بالذات، لا يعني محاكمة له، أو محاولة لإدانة أي طرف، على اعتبار أننا نأخذ بعين الاعتبار ملابسات الصراع الذي كان قائماً آنذاك، كما أن المعلومات الواردة تبقى وجهة نظر للصحافة الغربية والتي كانت طرفاً في النزاع، طبعاً باستثناء التقارير التي نسبتها هذه الصحافة لمنظمات عالمية مستقلة مثل الصليب الأحمر.
لكن كان علينا أيضاً أن نسلط الضوء على هذا الجزء اليسير من التناول الغربي لحدث يمني مهم، بعيداً عن أي استنتاجات. خاصة وأن إعادة نشر هذه المعلومات في الصحافة الغربية تزامن مع الحديث عن الأسلحة الكيميائية السورية، وبعد أحداث مصر والتي كان فيها الجيش طرفاً فاعلاً، بالإضافة إلى الذكرى الـ51 لثورة الـ26 من سبتمبر اليمنية، فهل كان ما حدث حقيقياً أم مجرد مكيدة؟ (المترجم).

الأولى- ترجمة ريان الشيباني:

26 يوليو 1967، لندن،  أجتمع كل من دنكان سانديز، ماني شاينويل وجيرمي ثورب (والكل أعضاء كبار في البرلمان ويمثلون أحزاباً سياسية مختلفة)؛ اجتمعوا مع وزير الخارجية، جورج براون بشأن موضوع ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في اليمن.
وأشاروا إلى حركة (إرلي داي) حيث يقرأ: "إن هذا (البيت) (House) يستنكر استمرار استخدام الغازات السامة من قبل القوات المصرية في اليمن, ويدعو حكومة صاحبة الجلالة لإثارة المسألة على وجه السرعة في الأمم المتحدة". [1]
وحث ثلاثة من أعضاء البرلمان بشدة وزير الخارجية لاتخاذ خطوات من خلال الأمم المتحدة أو من خلال أساليب أخرى، وذلك في محاولة لمنع استمرار هذه الأفعال الوحشية. وتحدث براون أن الحكومة البريطانية تشجب استخدام الغاز السام من قبل القوات المسلحة التابعة لـ(الجمهورية العربية المتحدة)، وهو الفعل الذي لا يمكن إيجاد أي مبرر له, وقال براون إن الحكومة البريطانية سوف تتشاور مع حكومات أخرى وبطرق أفضل لوضع حد لما تسميه وزارة الخارجية انتهاكاً واضحاً للقواعد المتعارف عليها.[2]
27 يوليو 1967 واشنطن دي سي، مازالت وزارة الخارجية الأمريكية منزعجة من العديد من التقارير عن استخدام الغاز السام ضد المدنيين في اليمن. [3] وتقول الولايات المتحدة إنها "تدعم التحرك الدولي" ضد هذه "الممارسات اللا إنسانية". بعض المراقبين فسروا التحرك الأمريكي بأنه محاولة لشق الصف العربي في أعقاب حرب الأيام الستة عن طريق دق إسفين بين الدول العربية. [4]
28 يوليو 1967 نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً للصليب الأحمر [5]، الصحيفة قدمت في التقرير الفقرة التالية: "وفي ما يلي نص تقرير أندريه روشا، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الموفد إلى اليمن". (أنظر أيضاً 2 يونيو و3 يوليو).
في 11 مايو 1967، استقبل وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جدة نداءات المساعدة من قريتي (Gadafa) و(Gahar) في وادي خيران (Herran)، في جنوب غرب (Jauf). ووفقاً لتلك النداءات فإن نسبة من سكان هذه القرى أصيب بالتسمم من الغاز الذي تم إسقاطه من الطائرات المغيرة.
بعد بضعة ساعات تم تأكيد هذا الخبر من قبل ممثلي النظام الملكي اليمني, والسلطات السعودية والتي طلبت من اللجنة الدولية الذهاب فوراً لمساعدة الضحايا.
قرر رئيس الوفد الشروع بالتجهيز للذهاب إلى مكان الحادث، وبرفقة مندوب آخر، وطبيبين وممرض؛ وهم أعضاء الفريق الطبي للجنة الدولية وبمرافقة يمنيين. وانطلقت القافلة بشاحنتين محملة بالغذاء والإمدادات الطبية، وغادروا إمارة جدة في 13 مايو، بعد إرسال الإخطار عن خط سير الموكب وجدول المواعيد للسلطات المصرية.
وللأسف، وقع هجوم جوي على قافلة اللجنة الدولية، ولم تكن البعثة بعد حتى ليلة 15-16 مايو قد وصلت لمهمتها إلى (Gahar)، القرية التي تقع على قمة تل ارتفاعه حوالى (500 قدم). وتتركز جميع المنازل فيه بشكل متقارب لتعطي مظهر لقلعة صغيرة.

قصص الناجين

وفقا للسكان، أطلقت الغازات على 75 شخصاً خلال غارة في وقت من يوم 10 مايو 1967.
الشهادات التي قدمها الناجون كانت كما يلي:
حلق المفجرون فوق القرية لبعض الوقت ثم ألقوا ثلاث قنابل على جوانب التلة، في شرق وأسفل القرية، وعلى ثلاث أو مائتين ياردة من مهب الريح (اتجاه الرياح من الشرق إلى الغرب).
لم تتضرر المنازل. وكان صوت الانفجارات خفيضاً نسبياً. وحفرت القنبلة حوالى دائرة ثمانية أقدام وبعمق 20 بوصة، وبأصغر من المعتاد. وبعد عشرين دقيقة تم إسقاط ثلاث قنابل غاز، كما أسقطت الطائرات أربع أو خمس قنابل شديدة الانفجار على القرية في الجهة الغربية من التل. وفقط واحدة من تلك القنابل تسببت بأضرار في منزل وسط القرية، كما قتلت العديد من الحيوانات، بما في ذلك ما يقارب من 200 رأس من الأبقار والأغنام والماعز والحمير, والعديد من الطيور. فقام القرويون بدفن الحيوانات النافقة في حفرة كبيرة خشية من التلوث، في حين تم دفن 75 من البشر الذين قتلوا في 4 مقابر جماعية كبيرة.

ملاحظات التقرير
من جانبهم، ذهب مندوبو اللجنة الدولية إلى ما يلي:

فتشوا القرية لعدة ساعات، وتحققوا من كل ما كان ممكناً لهم، ومن دقة المعلومات المذكورة أعلاه.
وفحص الأطباء ضحايا الغاز الأربعة الذين بقوا على قيد الحياة. والمرفق لهم تقرير طبي طي هذا.
فتح رئيس البعثة واحدة من 4 مقابر جماعية، وكانت هناك 15 جثة. وبتشريح إحدى الجثث على الفور من قبل الدكتور (برتسيشن) (Brutschin) والدكتور جانين واللذين لم يدعا مجالاً للشك في أن الوفاة كانت بسبب الوذمة* الرؤية (انظر صورة التقرير الطبي المرفق).
وكانت إصابات الغاز الـ75 إما في نطاق قنبلة الغاز التي أرسلت، أو كانوا في طريقهم بمناطق هبوب الريح. وبعض الضحايا وجدوا موتى في بيوتهم كما لو أنهم ماتوا نياماً.
بينما كان السكان الآخرون يعملون في الحقول أو يحرسون مواشيهم في شرق المنطقة، حينما سقطت قنابل الغاز، وكان البعض منهم قريباً جداً من مكان القنابل التي أسقطت، ولا يوجد شخص منهم تأثر بالهجوم.
ويعاني الأربعة الباقون على قيد الحياة في المنطقة الملوثة من آلام في عيونهم, وهم عميان تقريباً. ولدى الكل آلام  في الصدر، وليس بهم أية جروح ظاهرة.
لايمكن للأطباء أن يشهدوا على الهجوم بقنابل الغاز والذين لم يشاهدوه عياناً. لكنهم من ناحية أخرى يؤكدون على أن الأدلة التي لديهم تؤدي إلى استنتاج مفاده أن هناك وذمة كان سببها استنشاق غاز سام.
وأبلغ المندوبون في وقت لاحق، أنه في يوم 17 و18 مايو، هوجمت قرى (Gabas) و(Nofal) و(Gadr)، وللمرة الثانية قرية (Gadafa)، هوجمت بقنابل الغاز، وأنه نتيجة لذلك قتل 243 شخصاً.
30 يوليو 1967، لندن، نشرت صحيفة الصندي تايمز مقالاً افتتاحياً حول الوضع في اليمن، وقالت إن: "اعتراف (وزير الخارجية) جورج براون المتأخر بأن الإجراء الذي اتخذته الحكومة في ما يخص  الاستخدام المزعوم للغاز السام من قبل المصريين في اليمن هو موضع ترحيب. واقترحت الصحيفة أن تكون: "الأولوية الأولى هي الوقوف علنا على حقائق هذا الموضوع. حيث وأن وعد براون بالتشاور مع الحكومات الأخرى ينبغي أن يكون هدفه إيفاد فريق من الأمم المتحدة إلى اليمن للتحقيق. للتأكد من قصص الغاز، ثم على بريطانيا والحكومات الأخرى العمل للتعبير عن مواقفها بشكل أقوى ضد الوحشية التي يمكن أن تكون قد حصلت أخيراً، بالرغم من التأكد من أنها ليست أخيرةً". [6]

* صحيفة الأولى
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)