آخر الأخبار
 - يحتضنها الجبل وكأنه يحميها، ففيها يفوح عبق تاريخ لن تراه فقط في أديرتها وكنائسها المحفورة في صدر الجبل بل ستسمع المسيح يتكلم على لسان أهلها ورهبانها ومسلميها الذين لا تزال لغة عيسى بن مريم تجري على ألسنتهم........

الاثنين, 09-سبتمبر-2013 - 21:28:20
مركز الإعلام التقدمي -
يحتضنها الجبل وكأنه يحميها، ففيها يفوح عبق تاريخ لن تراه فقط في أديرتها وكنائسها المحفورة في صدر الجبل بل ستسمع المسيح يتكلم على لسان أهلها ورهبانها ومسلميها الذين لا تزال لغة عيسى بن مريم تجري على ألسنتهم.
معلولا.. وتعني باللغة العربية "المكان المرتفع ذو الهواء العليل"، هو اسم على مسمى، فالبلدة التي تقع في منطقة القلمون على بعد 50 كيلومترا شمال غرب دمشق، ترتفع عن سطح البحر بنحو 1500 متر.
وتصدرت معلولا واجهة الأخبار، بعدما أصبحت البلدة المسالمة مسرحا لاقتتال بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة للسيطرة عليها.
وأفادت أنباء عن نزوح أكثر من ثلثي سكانها هربا من القتال، الذي يشارك فيه أيضا مسلحون أصوليون يخشى المسيحيون من بطشهم.
ولهذه البلدة مكانة خاصة، فهي تشتهر بمعالم مسيحية مقدسة وآثار قديمة مهمة يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد. كما أن سكانها من المسيحيين والمسلمين ما زالوا يتكلمون اللغة الآرامية (السريانية) لغة المسيح حتى اليوم بجانب اللغة العربية كما في قرية جبعدين وبخعة.
تزدحم معلولا وأديرتها وكنائسها بآلاف الزائرين من مختلف أنحاء العالم في عيد الصليب الذي يصادف الرابع عشر من سبتمبر وعيد القديسة تقلا في 22 من  سبتمبر وعيد القديس سركيس في السابع من أكتوبر.
وتحتوي معلولا على معالم تاريخية متفردة أهمها دير مار تقلا الذي يضم رفات القديسة تقلا ابنة أحد الأمراء السلوقيين وتلميذة القديس بولس.
ويقع الدير في مكان بارز من القرية ويطل من جوف الكهف الصخري الذي عاشت فيه بعد هروبها من أهل السوء حيث لا يزال هذا الكهف ظاهراً حتى اليوم وفي رحابه بني الدير الذي بقي حتى الآن رمزاً للقداسة وحياة القديسين.
وتعيش اليوم في دير مار تقلا رهبنة نسائية ترعى شؤونه وتعتني به وبزائريه الذين يأتون إليه من كل صوب ومن كافة أنحاء العالم للتبرك وللزيارة.
وتمتاز معلولا بما يسمى فج مار تقلا، وهو شق في الجبل يحدث ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم يتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها وينالوا نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة.
وبالقرب منه يقع دير مار سركيس الذي بني في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني وصمم على نمط الكنائس الشهيدية المظهر وسمي باسم القديس سركيس أحد الفرسان السوريين الذين قتلوا في عهد الملك مكسيمانوس عام 297 ميلاديا.
وفي كنف هذه المعالم الدينية الأثرية تتراص بيوت البلدة بارتفاع بعضها فوق بعض طبقات لتتحول بذلك سطوح المنازل إلى أروقة ومعابر لما فوقها من بيوت لتكون ذات طابع متميز.
أما الأحجار الضخمة والكهوف والمغارات المحفورة في الصخر التي سكنها الإنسان القديم فتحكي قصة تاريخ آلاف السنين منذ العهد الأرامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص إلى العهد الروماني الذي سميت فيه معلولا سليوكوبوليس وإلى العهد البيزنطي الذي مارست فيه دوراً دينياً مهماً عندما أصبحت بدءا من القرن الرابع مركزاً لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر.
ووسط القتال الدائر في سوريا، تكافح ترانيم الصلاة وأدعية السلام التي تصدح مع أجراس أديرة وكنائس معلولا، أصوات الرصاص.

* سكاي نيوز
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)