آخر الأخبار
الخميس, 05-سبتمبر-2013 - 20:57:40
 - نزار خضير العبادي مركز الاعلام التقدمي- نزار العبادي * -
من قبل طرح المقترح، كنا واثقون أن ثمة قوى سياسية ستتهرب من الاستحقاقات الديمقراطية حتى لو اضطرت لتفجير الاوضاع الأمنية لأنها أصبحت متأكدة مليون بالمائة أنها ماتت شعبياً ولو خاضت أي انتخابات ستسجل أكبر فضيحة تاريخية بنتائجها، وأن الكرة أصبحت بأيدي قوى مدنية متحمسة لاسقاط كل القوى التقليدية المخضرمة التي كانت ومازالت هي الداء الذي يشل اليمن.

ولأن تلك القوى (الدينية والقبلية) في عداء تأريخي مع التغيير فإنها ترى في استمرار افرازات المرحلة الانتقالية- بكل تسوياتها وصفقاتها وألاعيبها- مخرجاً من مأزقها، لأن تلك المرحلة مثلت ظرفاً استثنائياً مليء بالأخطاء والتناقضات والتجاوزات الدستورية التي فرضت معظمها تلك القوى عبر سلسلة الأزمات التي افتعلتها واضطرت الاخرين للقبول بها ولو على مضض..

إن القوى الدينية والقبلية اليمنية تتشبث بخيار تمديد الفترة الانتقالية أو تمديد فترة الرئيس الانتقالي ليست لأنها ترى في الرئيس عبد ربه منصور هادي "رجل المرحلة" البارع في مسك العصا من الوسط، بل لأن بقائه يضمن بقاء كل الأوضاع الاستثنائية "الخاطئة" التي منحتهم نفوذاً واسعاً في الدولة لا يتناسب إطلاقاً مع حجمهم الصغير في الساحة الشعبية، ولا مع تطلعات القوى المدنية، ولا حتى مع المصلحة الوطنية اليمنية العليا... وبالتالي فهم يدركون أن أي تغيير تفرضه الارادة الشعبية عبر صناديق الاقتراع سيلقي بهم الى الأرصفة، ويقضي عليهم نهائياً.

لكن الخطير في الأمر هو أن هذه القوى لا تؤمن بغير ثقافة العنف والانقلابات، وبالتالي فانها تعتبر توغلها القوي في المؤسسات العسكرية والامنية الذي فرضته تسويات الفترة الانتقالية فرصتها الذهبية الوحيدة لانتزاع الحكم، ومن المستحيل تكرارها في ظل أي قيادة جديدة تفرزها انتخابات فبراير 2014م، لأن أي قيادة وطنية جديدة ستعمل على اجتثاث القوى الانتهازية التي فرضت وجودها بالعنف وفوضى التخريب وإملاءات خارجية.. وهذا ما يجعل نظرتها للتمديد ليست أكثر من كسب وقت لاكمال سيناريو الانقلاب على النظام الحالي.

إن كل المؤشرات المتاحة تؤكد أن "الأخوان" والقوى القبلية تترقب بدء غزو سوريا بفارغ الصبر، وتتحين فرصة انقضاض الجماعات الارهابية المعروفة بـ(الجيش الحر) على الحكم لتفجير الأوضاع الأمنية في الساحة اليمنية، والانقلاب على الحكم.. فهم يتوقعون أن وجود أساطيل وبارجات الولايات المتحدة وأوروبا على مقربة من اليمن سيكفل لهم الدعم والمناصرة على غرار "الجيش الحر"، خاصة بعد أن أثبت الأخوان أنهم الأكثر وفاء واخلاصاً للمخططات الصهيونية، والأقوى على تنفيذها في المنطقة العربية..

أتمنى أن يكون الرئيس هادي متنبهاً، ومستعداً لمواجهة "فوضى خلاقة" في اليمن- خاصة بصنعاء- بالتزامن مع زحف "الجيش الحر" نحو العاصمة السورية دمشق، فهي ستبدأ بمظاهرات احتفائية اخوانية حاشدة، تتطور الى احتلال مؤسسات ومراكز أمنية وعسكرية وحيوية، وأعمال تخريب وقطع طرق، وتصفيات، ومحاولة انقلابية..!!
* مدير مركز الاعلام التقدمي
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)