آخر الأخبار
 - قال السفير الأمريكي بصنعاء إن بلاده ستكون "مرتاحة جداً" إذا ما حظي الرئيس عبد ربه منصور هادي، بفرصة تولي رئاسة اليمن بعد انتهاء مرحلة الانتقال السياسي المحددة في المبادرة الخليجية.

الاثنين, 26-أغسطس-2013 - 13:34:10
مركزالاعلام التقدمي-صنعاء -
قال السفير الأمريكي بصنعاء إن بلاده ستكون "مرتاحة جداً" إذا ما حظي الرئيس عبد ربه منصور هادي، بفرصة تولي رئاسة اليمن بعد انتهاء مرحلة الانتقال السياسي المحددة في المبادرة الخليجية.

وأضاف السفير جيرالد فايرستاين، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الأحد، بمقر السفارة في العاصمة صنعاء، أن تولي هادي رئاسة البلاد لفترة إضافية بعد المرحلة الانتقالية، "يجب أن يكون في إطار المبادرة الخليجية والزمن المحدد لتنفيذها". وتابع: "دعم الولايات المتحدة مستمر وموجه للجنة الانتخابات والاستفتاء، نحو إنجاز الانتخابات في موعدها".

وأثنى السفير فايرستاين على حزب الإصلاح، ووصف دوره في المرحلة الانتقالية بأنه "دور إيجابي"، وأنه "يستحق التقدير لقدرته على تغيير بعض مواقفه التاريخية"، مثل قبوله بـ"إزاحة المركزية من الحكومة، ومنح الأقاليم سلطة أوسع لتحديد مواردها"، حسب تعبيره.

وعما إذا كان هناك خطر يتهدد حزب الإصلاح بتأثير الأحداث في مصر من وجهة النظر الأمريكية، قال فايرستاين إن ذلك "سيتم تحديده من قبل الشعب اليمني... الشعب هو من سيقرر إذا كان يريد منح هذا الحزب أصواته أم لا". واستدرك: "لكننا مرتاحون من الدور الذي يقوم به الإصلاح، وسنواصل حوارنا معه".

وتحدث فايرستاين عن التهديد الأمني الذي أعلنته الولايات المتحدة، مطلع أغسطس الجاري، وأغلقت سفارتها في صنعاء على خلفيته. وقال إن قرار إغلاق السفارة والإجراءات الأمنية المتخذة من قبل الولايات المتحدة، لا تعني قلة ثقتها بقدرة الحكومة اليمنية على توفير الحماية لطاقم العمل في السفارة أو في المنشآت الأخرى، بل لكي تتمكن من التعامل مع طبيعة التهديد بشكل أفضل.

ورداً على سؤال "الأولى" عن سبب استمرار إغلاق السفارة الأمريكية، في حين فتحت سفارات أوروبية أخرى، كانت أغلقت بالتزامن مع إغلاق سفارة واشنطن، قال فايرستاين إن سفارة بلاده "مفتوحة كما ترون"، لكنها تحرص على تأمين طاقمها وزائريها على حد سواء.

وكان قسم الشؤون العامة بالسفارة الأمريكية بصنعاء، وزع على الصحفيين قبل بداية المؤتمر الصحفي، أمس، بياناً يفيد بأن "سفارة الولايات المتحدة بصنعاء مغلقة في الوقت الراهن للخدمات القنصلية الروتينية"، فيما شوهد بعض الأشخاص يجلسون على مقاعد إسمنتية خارج مكتب الاستقبال، في انتظار دخولهم إلى القسم القنصلي.

كما سألت "الأولى" سفير واشنطن بصنعاء عن تقارير صحفية نشرتها وكالات أنباء أمريكية، عن أن الغارات الجوية التي شنتها الطائرات بدون طيار على مناطق يمنية، خلال شهر أغسطس الجاري، كانت تعتمد على تقارير بالغ معدوها (مسؤولون في البنتاجون) في تقدير حجم الخطر من التهديد الأمني ضد مصالح أمريكية.

وأجاب السفير بأن تأثير التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة والحكومة اليمنية، هو ما قلص من مستوى خطر التهديد الذي أدى لإغلاق السفارة، وتنفيذ 9 غارات جوية على أهداف مفترضة لتنظيم القاعدة في محافظات مأرب، شبوة، وحضرموت.

ورفض السفير الأمريكي التعليق على سؤال ثالث عن حقيقة استخدام الولايات المتحدة للأطفال في حربها على الإرهاب؛ وكرر: "لا أعرف شيئاً عن عملية الأطفال".

وكانت وكالة "إن بي سي" الأمريكية، نشرت، مطلع الأسبوع الماضي، تقريراً أفاد بأن الطائرات بدون طيار، ضربت، خلال أغسطس الجاري، في اليمن، أهدافا "ذات مستوى أدنى من الخطر"، وأن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، بالغوا في تقدير حجم التهديدات الأمنية على أمريكا في اليمن، بسبب تحويل صلاحيات الموافقة على شن الغارات بدون طيار من البنتاجون إلى البيت الأبيض.

وقال فايرستاين إنه لا يعتقد بأن ردة فعل بلاده إزاء ما اعتبرته تهديداً أمنياً كبيراً من قبل تنظيم القاعدة، كانت مبالغاً بها، وقال: "نحن نعتقد بأن الإجراء الذي اتخذناه منح أصدقاءنا وقتاً ليتمكنوا من التعامل مع هذا التهديد، ونعتقد بأن هذه الاستراتيجية قد حققت جزءاً من هذا النجاح".

وقال: "الخطوات التي تم اتخاذها برهان كبير على مدى التعاون والتنسيق، وذلك لتقليص أي نوع من التهديد قد تقوم به هذه الجماعات المتطرفة، ودعوني أذكر نقطة إضافية؛ فهذه الإجراءات لا تقلل إطلاقاً من تقييمنا للتهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فوجهة نظرنا أن القاعدة أصبحت أكثر ضعفاً مما كانت عليه قبل عامين، وهذا التقييم لم يتغير، لكننا لا نقول إن التهديد الذي يمثله هذا التنظيم قد انتهى، ولسوء الحظ فإننا ربما نكون قد رأينا جزءاً من الأعمال التي تقوم بها القاعدة، تمثل تهديداً للأمن والاستقرار داخل اليمن لليمنيين، وهذا يعزز الكثير من النقاط التي ذكرها الرئيس هادي عن أهمية العمل بقوة من قبل المتعاونين، سواءً كانت الحكومة اليمنية وأصدقاؤها، بمن فيهم الولايات المتحدة، وضرورة أن تكون هذه الحملة أكثر قوة للتخلص من هذا التهديد".

وعن بداية اتفاقيات مكافحة الإرهاب بين اليمن والولايات المتحدة، قال السفير: "واضح أن هناك اتفاقيات بين الحكومة اليمنية وحكومة الولايات المتحدة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، تعود إلى ما بعد أحداث هجمات الـ11 من سبتمبر 2001، على اعتبار أن الحكومتين ظلتا تتبنيان التعاون والتنسيق في ما بينهما منذ ذلك الوقت، وبالتالي فإن تعليق الرئيس هادي بأن هذه الأمور تعود إلى ما قبل توليه رئاسة الدولة، صحيح".

وحول إمكانية تزويد الولايات المتحدة لليمن بطائرات دون طيار، قال فايرستاين إن ذلك أمر مستبعد من أي نقاشات في الوقت الحالي بين اليمن وأمريكا، كونه لا يتعلق بالتقنية العلمية فقط، مستدركاً: "إذا طلب الرئيس هادي ذلك، فسوف نناقش الأمر بجدية، لكن ذلك غير وارد حالياً".

وكان الرئيس هادي قال في خطابه، الخميس الماضي، إن اليمن طلبت من الولايات المتحدة تزويد الجيش اليمني بطائرات بدون طيار، لاستخدامها في الحرب ضد تنظيم القاعدة.

في سياق آخر، كشف فايرستاين عن اجتماع نظمته الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، في العاصمة الإيطالية روما، لمناقشة إنشاء منشأة لإعادة تأهيل المتطرفين المعتقلين في جوانتانامو، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع شاركت فيه الولايات المتحدة، السعودية، اليمن، ودول أخرى.

وهاجم فايرستاين الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، في سياق رفض الأخير الاعتذار الذي أصدرته الحكومة عن حرب 94. وقال السفير: "في ما يتعلق بعلي سالم البيض، فإن السؤال الأنسب: لماذا لا يعتذر هو، لأن بعض الأحداث في حرب 1994 كانت نتائج سلوكياته، وبالتالي فإنه ليس بريئاً ليتساءل لماذا لا يعتذر الآخرون".

وفي محور آخر، وصف السفير الأمريكي أداء المانحين في ما يخص اليمن بالـ"متباين"، وأن "بعض المانحين للأسف لا يمضون قدماً بنفس الأداء المطلوب"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة "تقريباً قد صرفت جميع المبالغ التي وعدت بها خلال المؤتمر الذي عقد في الرياض".

وتطرق سفير واشنطن لزيارة قائد المنطقة الأمريكية المركزية الفريق أول لويد أوستن، مؤكداً أنه "تولى القيادة المركزية للتو"، وأن هذه هي "أول زيارة يقوم بها إلى اليمن بهذا المنصب".

وقال إن زيارة أوستن لليمن "كانت فرصة مواتية ليلتقي بقيادات القوات العسكرية والأمنية في اليمن، ويراجع مستوى التعاون القائم بين القوات الأمنية والمسلحة اليمنية والقيادة المركزية الأمريكية، بناء على اللقاءات التي تمت بين الرئيسين أوباما وهادي، في واشنطن، وكذلك وزير الدفاع هيجل".

وتابع: "من وجهة نظرنا، كانت هذه الزيارة ناجحة جداً في مراجعة بعض الأجزاء الرئيسية في ما يتعلق بإعادة الهيكلة للقوات المسلحة والأمن، وأيضاً دورنا في دعم هذه القوات وتحديثها وبناء قدراتها، إضافة إلى أننا نظرنا في بعض التحديات التي تواجه هذه الأجهزة".

وعما إذا كان لقاء أوستن بوزير الخارجية أبو بكر القربي، ضمن اللقاءات المرتب لها بروتوكولياً، أم يحمل دلالة أخرى، قال فايرستاين إن أوستن التقى القربي للحصول على تصور كامل عن المنطقة (منطقة الشرق الأدنى) بشكل عام، كون نطاق عمل القيادة المركزية الأمريكية يشمل أكثر من دولة في المنطقة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)