آخر الأخبار
 - نزار خضير العبادي

الأحد, 25-أغسطس-2013 - 14:04:13
مركز الاعلام التقدمي- نزار العبادي -
صباح اليوم الأحد، مجزرة جديدة قرب جولة عمران بصنعاء تحصد أرواح عشرات الأفراد من القوات الجوية،، سبقتها في 18 أغسطس 2012م مجزرة في عدن حصدت أرواح 18 جندياً من الأمن المركزي من حراس مبنى التلفزيون.. وقبلها في 11 يوليو 2012م مجزرة أخرى حصدت أرواح 22 جندياً من أفراد كلية الشرطة،، وفي 21 مايو 2012م كانت اليمن على موعد مع مجزرة بشعة بميدان السبعين حصدت أرواح  85 شهيدا و153 جريحاً من أفراد الأمن المركزي..

 وفي يوم 4 مارس 2012م شهدت اليمن أكبر وأبشع مجزرة في تأريخها حصدت أرواح 198 جندياً في "دوفس" بمحافظة أبين بعملية لم تستغرق أكثر من ساعة.. فيما حصد الإرهاب خلال عام واحد أرواح أكثر من (70) ضابطاً من كبار ضباط الأمن السياسي والاستخبارات والجيش ممن تم اغتيالهم بمسدسات كاتمة للصوت.. في وقت ظلت مجزرة جامع الرئاسة التي استهدفت رئيس الدولة وكبار رموزها السياسية يوم 3 يونيو 2011م مثار دهشة العالم لصمت دولة أمام عمل إرهابي بهذا الحجم المهول!!

خلال عام 2012م وما مضى من 2013م لم يكن يمضي على اليمن يوماً دون أن تسفك فيه دماء أفراداً من الأمن والجيش بهجمات إرهابية تستهدف النقاط الأمنية والمعسكرات ومركبات الشرطة والجيش، حتى بلغت الحصيلة أرقاماً مهولة لدرجة أن الجهات الرسمية لم تعد تجرؤ عن الافصاح عنها في إحصائياتها الرسمية المعلنة، خوفاً أن يكون ذلك مؤشراً لتوجيه أصابع الاتهام للقوى "الثورية" الصاعدة إلى مراكز عليا في الدولة، وللسياسات التي رافقت تسويات الأزمة السياسية..

فتلك السياسات التي أشرف عليها السفير الأمريكي بصنعاء شخصياً أقصت مئات النخب القيادية العسكرية والأمنية ذات التأريخ العريق، واستبدلتهم بآخرين من "الساحات الثورية"، بجانب أكثر من 80 ألف مسلح من المليشيات القبلية التابعة لمشائخ متمردة على السلطة الشرعية، ومن جماعات دينية متطرفة كانت تخوض حروباً ضارية بمواجهة الحرس الجمهوري في "أرحب" شمالي صنعاء، وغيرها من المناطق اليمنية.. في الوقت الذي ظلت منابر التحريض على الجيش والأمن التابعة لقوى دينية تعمل على قدم وساق دون أن تجد من يطالب بإخراس ألسنتها، حتى نجحت في نشر ثقافة امتهان رجل الأمن واسترخاص دمه..

طوال العامين 2012 و2013م لم تشهد اليمن إعدام إرهابي واحد من المتهمين بسفك دماء رجال الأمن والجيش في مجازر كلية الشرطة، وميدان السبعين، وتلفزيون عدن، ودوفس، وجامع الرئاسة، وجمعة الكرامة، أو أي هجمات على النقاط والمعسكرات أو أي اغتيالات طالت ضباطاً كبار، بل على العكس شهدت اليمن إطلاق سراح عشرات الخلايا الارهابية، بينها خلية كانت على وشك تنفيذ مخطط احتلال قيادة قوات الامن المركزي وتصفية جميع قياداته، بجانب عناصر إرهابية متهمة بعشرات جرائم قتل ضباط كبار، كما أن أحكام القضاء على المتورطين بالإرهاب تراجعت الى أحكام مخففة لا تتجاوز أشدها "الحبس لخمسة أعوام".. فيما تم تسليم المملكة العربية السعودية عشرات الأشخاص ممن يصنفون أمنياً من أخطر العناصر الارهابية المتورطة بقتل رجال الأمن والجيش اليمنيين، رغم أن معاهدة الرياض "الأمنية" تنص على محاكمة الجناة في بلد وقوع الجريمة..!

إن كل السياسات الحكومية ذات الصلة بالإرهاب في اليمن كانت مشجعة جداً لتوسيع قاعدة الارهاب، والتشجيع عليه، وغرس ثقافة عبر بيانات رسمية توصف الكثير من العمليات الارهابية بـ"عمليات تخريبية"- وكان آخرها حادث إسقاط طائرة وقتل قائد لواء بداخلها.. وهذا التوصيف يأتي لحماية الارهابيين، لأن "الارهاب" جريمة دولية تصل عقوبتها للإعدام، و"التخريب" جناية عقوبتها أحكام خفيفة.

بجانب ذلك فإن الدولة أنفقت خلال العامين 2012 و2013م عشرات مليارات الريالات اليمنية لاسترضاء الجماعات الارهابية مقابل فتح طريق أو وقف اعتداء بمنطقة معينة أو إطلاق مختطفين، وسمحت أيضاً لدول عربية وأجنبية بدفع ملايين الدولارات لتنظيم القاعدة بصفة "فدية" لإطلاق رهائن مخطوفين.. الأمر الذي عزز تمويلات الارهاب بقوة وأنعش أنشطته الاجرامية في اليمن، بعد أن كانت القاعدة قد أعلنت في 2011م أنها تواجه أزمة مالية..!

إن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن الارهــاب لم يعد مجرد خلايا تلوذ بنفسها في كهوف الجبال الوعرة، بل أصبح الارهاب في اليمن شريكاً في الحكم، ويتربع كراسي مناصب عليا في الدولة، وله منابره الاعلامية والدينية المعروفة للقاصي والداني، ويدار بتخطيط منظم ومتقن لتحريك أوراق اللعبة السياسية.. ففي اليمن فقـــط تخرج مسيرات وتنظم اعتصامات تطالب بالإفراج عن أخطر الارهابيين، وتستجيب الدولة لمطالبها باسم "الديمقراطيــة".. وفي اليمن فقــط الكل يعرف الأب المؤسس لصناعة الارهاب، وحاضنته الرئيسية، لكن الكل يركع لأوامر سعودية ترفعه الى موضع صناعة القرار السياسي اليمني!!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)