آخر الأخبار
الخميس, 08-أغسطس-2013 - 03:37:56
 - نزار خضير العبادي مركز الاعلام التقدمي- نزار العبادي * -

في مثل هذا اليوم - عشية عيد الفطر- 18 اغسطس 2012م  تخضبت أرض عـدن بدماء 15 شهيداً من أفراد الأمن المركزي بهجوم إرهابي على مبنى التلفزيون في الساعة 10.45 صباحاً، و3 مدنيين آخرين سقطوا بهجوم متزامن على مبنى الأمن السياسي..

لقد مـرّ عام على "مجزرة عـدن"، وأكثر من عام على "مجزرة السبعين" بصنعاء التي استشهد فيها (85) جندياً من الأمن المركزي، ونحو عامين على "مجزرة دوفس" بأبين التي استشهد فيها (198) جندياً.. فيما مئات آخرين استشهدوا في النقاط والمراكز الأمنية، لكـــــن من غـير أن يسمع أحد عن إعــــدام إرهابي واحد ممن أصبحوا يسفكون الدماء اليمنية بقلوب مطمئنة آمنة من العقاب..!!

الإرهابيــــون في اليمن كثيراً ما يقعون في قبضة رجال الأمن، ويزجون في السجون، لكــــنهم لا يصلون إلى حبــال المشــانق؛ فثمة أيــادٍ خفيــة تحترف فنـون إنقاذهم وإعادتهم إلى الساحة اليمنية لإرتكاب مجازراً جديدة...

 فقسم منهم يتم إطلاقهم بسيناريوهات صفقات تسوية مع السلطات مقابل الإفراج عن مختطف أو وقف تفجير أنبوب نفط، أو بفتاوى جماعة دينية من حواضنهم تكفر السلطات إن لم تطلقهم مقابل وقف النار بمنطقة معينة.. فيما آخرين يفرون من السجون جماعياً بسيناريوهات هزلية.. أما البقية الذين يصلون إلى قاعات المحاكم فتطول جلساتهم، وتتبدل اعترافاتهم، وتتغير ملفات قضاياهم، ويتحولون بقدرة قادر من "مدانين" بمجازر إلى متهمين بالانتماء لجماعة مسلحة، ولا يتجاوز الحكم على أسوأهم حظاً خمسة سنوات حبس..!!

فالأيــادي الخفيــة المتنفـــذة تحرك كل شيء من وراء الكواليس، وتدير لعبة الارهـاب باحــتراف كبير، وتواصل المتاجرة الرخيصة بدماء اليمنيين، وتجنــد قطيعــاً من المزمرين والمطلبين الذين يضللون ساحات الرأي العــام عن حواضـن الارهـاب وصناعـــه الحقيقيين المتخفين بأقنعة وطنية وعناوين رسمية...

هنــا قد تغرق الشوارع بالمتظاهرين المطالبين بعزل مسئول حكومي صغير فاسد،، لكن هيهات أن تسمع صوتاً يطالب بإعدام إرهابي متهم بقتل مئات الجنـــود... هنـــا منظمات متخصصة للدفاع عن الارهابيين وحشد الاعتصامات لنصرتهم، لكن هيهات أن يعتصم أحد لنصرة الأيتام والأرامل والثكالى من أسر الشهداء ضحايا العمليات الارهابيــة..!!

في هــذا اليوم لم يخطر في بالي تهنئة أحد بالعيد، فقد تذكرت مجزرة عــدن، وأسر الشهداء التي ستحيي ذكراهم السنوية الأولى في وقت تنشغل فيه الملايين بأفراح العيد وطقوسه، فآثرت مشاركة أسر الشهداء أحزانهم، فأنـا إبـن بلـــد لا تبارحــه يومــاً جنائز الشهداء، ويقضي كل أعياده وقوفاً على ثرى الأشلاء الممزقة بمخالب الارهاب لقراءة الفاتحة على أرواحهم..
رحــم الله شهداؤنا وأسكنهم فسيح جناته،، والويل للارهابيين والتكفيريين وكل من أعانهم أو تعاطف معهم ولو بشق كلمة!
* مدير مركز الاعلام التقدمي
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)