مفاجأة أمنية خطيرة وجديدة سجلت قرابة منتصف ليل الخميس في لبنان، مع سقوط ثلاثة صواريخ في مناطق الفياضية وهي مقر الكلية الحربية واليرزة وبعبدا، حيث يجد والقصر الجمهوري ووزارة الدفاع. في التفاصيل أن الصاروخ الأول سقط في مسبح منزل عائد للسيدة إلهام سعيد فريحة القريب من دارة الرئيس الراحل إلياس الهراوي في بعبدا، والذي لا يبعد سوى مسافة قصيرة عن القصر الجمهوري، ولم يتسبب انفجاره بأي ضحايا لأن المنزل كان خالياً. وسقط الصاروخ الثاني قرب مقر القيادة والأركان في الريحانية، كما لم يتسبب بضحايا. وذكر أن الصاروخ الثالث سقط بين بعبدا وبشامون، وإذ شهدت المناطق التي استهدفت بالصواريخ انتشاراً عسكرياً وأمنياً واسعاً تردد أن مصدر إطلاقها كان من منطقة جردية في عرمون قرب بيروت.
وجاء سقوط هذه الصواريخ بعد ساعات من مواقف عدة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في خطاب أحدث دوياً خلال تخريج دورة الضباط الجدد في عيد الجيش. إذ تضمن خطاب سليمان مجموعة رسائل مباشرة إلى مختلف القوى، لكن أقواها تناول مسائل التورط في القتال في سوريا وازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي والاستراتيجية الدفاعية. وبدا واضحاً أنه بمواقفه أراد إحداث صدمة وسط التعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة الجديدة، مشدداً على أن مهمة الجيش "تصعب إذا تورط فريق أو أكثر من اللبنانيين في صراعات خارج الحدود. كما تصعب مهمته لا بل تستحيل إذا استمرت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي".
كما تترقب الأوساط السياسية في لبنان الاتجاهات التي سيسلكها المشهد الداخلي في الساعات المقبلة وما سيعلنه نصرالله أولا إذا ما تضمن خطابه اليوم بمناسبة يوم القدس رداً على كلمة رئيس الجمهورية، ثم ما ستحمله الكلمة التي سيلقيها غروب اليوم الرئيس سعد الحريري متوجها إلى مناصريه عبر شاشات خلال إفطار رمضاني في أكثر من منطقة يقيمه تيار المستقبل. وحسب مصادر قريبة من تيار المستقبل فإن الحريري سيحدد مواقف وصفت بأنها على جانب من الأهمية سواء على الصعيد الوطني العام أو على مستوى مسيرة "تيار المستقبل" في المرحلة المقبلة.
إلى ذلك، أعلنت الوكالة الوطنية أن مصدر إطلاق الصاروخين منطقة المونسة في ضهور عرمون. يذكر أن الحادث هو الثالث من نوعه في أقل من شهرين.