آخر الأخبار
 - تصاعدت الحملة التكفيرية التي يقودها رجال دين متشددون في اليمن ضد فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار، والتي شملت المكونات السياسية الممثلة في الفريق، وبالذات مكوني الاشتراكي والتنظيم الناصري.

الأحد, 21-يوليو-2013 - 00:01:30
مركزالاعلام التقدمي- -

تصاعدت الحملة التكفيرية التي يقودها رجال دين متشددون في اليمن ضد فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار، والتي شملت المكونات السياسية الممثلة في الفريق، وبالذات مكوني الاشتراكي والتنظيم الناصري.
الحملة أخذت بعدا أكبر بعد أن ألقى رجل الدين المتشدد عبدالمجيد الزنداني بثقله مناصرا للحملة، وفاتحا المجال لاستمرارها، في اشارة واضحة أن تجمع الإصلاح سيستخدم سلاح الفتوى لتمرير ما سيعجز عن تمريره داخل فرق المؤتمر.
دخول الزنداني على خطة حملة تكفيرية بدأت من داخل مؤتمر الحوار، مؤشر على أن القوى الدينية في اليمن، بدأت معركتها نحو الوصول إلى الحكم، بتفصيل دستور على مقاس اسلامي للبلد، قبل خوض معركة الصندوق التي ستكون مكملة لبناء ديكتاتورية دينية، تضمن بقاؤهم في الحكم، ومن ثم العمل باتجاه تعميم التجربة الدينية الطالبانية على عموم الشعب، باستخدام أدوات الدولة المختلفة وأموالها، وتعديل ما تبقى من مواد الدستور.
هكذا تبدو أهداف هذه الحملة من الوهلة الأولى، والتي لا ينبغي الخضوع لها، وترك رموزها يغررون على العامة مستغلين العاطفة الدينية لدى العامة من الشعب.
وكشفت هذه الحملة مدى اختراق التيارات الدينية المتشددة لمؤتمر الحوار عبر مكونات المجتمع المدني، حيث وصل رجل دين متشدد وتكفيري إلى فريق بناء الدولة، عبر هذه المكون.
تراجع بامخرمة عن فتواه واعتذاره لزملائه في فريق بناء الدولة عن فتوى كان أصدرها، جاءت بهدف صرف الأنظار عن اختراق هذه الجماعة لكثير من فريق مؤتمر الحوار، والتي كما يبدو لم تكن اعتباطية، وأن تجمع الإصلاح بالذات والذي يعد الفقاسة الأولى للمتشددين، تمكن من حشو كثير من المكونات بعناصره ومتشدديه ونافذيه.
وهو ما يجعل القول بأن سحب بامخرمة لفتواه واعتذاره كان بقرارا فوقيا أقرب للواقع، بهدف عدم لفت الأنظار لاختراق المتشددين لمكونات المجتمع المدني والشباب وقائمة الرئيس، والكشف عن حجم هذه الاختراق.
ومما كشفت عنه الحملة، هو الجيل الجديد من رجال الدين الشباب والذين يفوقون معلميهم في التشدد وعدم الاعتراف بالآخر، وما يشير إلى ذلك الكشف الذي نشره الزنداني الابن بعدد المصوتين لصالح المقترح الذي رفضه تجمع الإصلاح والسلفيين، والتي تعد بمثابة تلويح بتكفير هؤلاء، ورسالة يجب أن يعوها بأن ما يقومون به تطاولا ليس على الدين وإنما ضد الاجندات التي تسعى لتنفيذها القوى الدينية المتشددة، التي لا تزال تحلم بكرسي الحكم، والتي تسعى لتعبيد الطريق إليه بنصوص دستورية مفصلة على مقاساتها، هكذا أراد الزنداني الابن أن يوصل رسالته.
ومما يفهم من القائمة التي نشرها الزنداني الابن بأن الجيل القادم من رجال الدين المتشددين والمتأهبين للانقضاض على الحكم، أشد من سابقيهم الذين عايشوا الحكام وافتوا لهم في محاولة للتخفي وانتظار الوقت المناسب، كما يعد أيضا رسالة هامة يجب فهمها جيدا بأن الفتوى تورث من الأب إلى الابن، وأن هؤلاء الفقهاء صاروا قدر هذا الشعب.
وكشفت هذه الحملة التكفيرية بأن التكفير خطرا مثلما يهدد حاضرنا يهدد مستقبلنا وأن مواجهتها مجتمعيا بات أمرا ضروريا وحاسما.
وستكشف الأيام القادمة المتبقية من عمر مؤتمر الحوار الذي بدأ يدخل مرحلة الحسم بأن لا سلاح لهذه الجماعات المتشددة سوى التكفير، فهم لا يستطيعون اقناع الآخر بحجتهم ومنطقهم وانما باللجوء لتجيير النصوص الدينية وتطويعها لخدمة مأربهم واجندات يسعون لها، واضفاء نوع من القداسة على انفسهم، وهو ما يجب أن يتنبه له الجميع، من أن تمرير هذه الجماعة لما يريدون بترهيب الآخرين في مؤتمر الحوار، غدا سندفع ثمنه جميعا باستخدام هذه الجماعة لإمكانات الدولة للتشبث بالحكم.
*يمنات     

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)