آخر الأخبار
 - نجحت انتفاضة ملايين المصريين بعد ثلاثة أيام من طوفان بشري غير مسبوق في التاريخ، في إطاحة نظام الإخوان المسلمين ورئيسه محمد مرسي، بعد مرور سنة وثلاثة أيام على توليه السلطة، ولم تتمالك حشود المصريين نفسها وأطلقت الألعاب النارية في ميدان التحرير ابتهاجاً بنصرها على نظام فشل في كل شيء.

الخميس, 04-يوليو-2013 - 11:29:29
مركزالاعلام التقدمي- -

نجحت انتفاضة ملايين المصريين بعد ثلاثة أيام من طوفان بشري غير مسبوق في التاريخ، في إطاحة نظام الإخوان المسلمين ورئيسه محمد مرسي، بعد مرور سنة وثلاثة أيام على توليه السلطة، ولم تتمالك حشود المصريين نفسها وأطلقت الألعاب النارية في ميدان التحرير ابتهاجاً بنصرها على نظام فشل في كل شيء.


وتوالت ردود الفعل العربية والدولية من تهديد ووعيد أمريكي للجيش المصري ، ورضا بريطاني مشوب بالقلق، وارتياح فرنسي ، وتأييد أوروبي باستحياء، إلى قلق الامم المتحدة غير المدين لما حدث ، مرورا بتصدر السعودية والإمارات التهنئة عربيا للرئيس الانتقالي عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية ، ومباركة بارتياح لتطورات ما حدث.


وكان وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي أعلن في بيان عبر التلفزيون، الليلة الماضية، بعد اجتماع لقادة الجيش مع شخصيات دينية وقادة القوى السياسية كافة قاطعه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين تعطيل العمل بالدستور مؤقتاً، وتكليف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور إدارة شؤون البلاد للخروج من أزمة سياسية دفعت بملايين المحتجين المصريين ضد مرسي إلى الشوارع .


وقال السيسي، إنه تم الاتفاق على خريطة الطريق التي سيعمل الجيش على تنفيذها ولا تقصي أحداً من أبناء المجتمع وتياراته . وأضاف أن الخارطة تتضمن أيضاً تشكيل حكومة كفاءات ولجنة تضم كل الأطياف لمراجعة التعديلات الدستورية .


وأضاءت الألعاب النارية سماء ميدان التحرير مركز الانتفاضة التي أطاحت الرئيس محمد مرسي، كما انطلقت في مناطق أخرى في القاهرة بعد بيان الجيش الذي أعلن تعطيل الدستور مؤقتاً وتعيين رئيس جديد مؤقت للبلاد . وردد المحتجون في الميدان “الجيش والشعب إيد واحدة” وسط انطلاق الأبواق والهتافات .


تحذير ووعيد أمريكي
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما في بيان بعد اجتماع مع مستشاريه في الامن القومي بالبيت الابيض "ادعو الان الحكم العسكري المصري الى اعادة جميع السلطات سريعا وبشكل مسؤول الى حكومة مدنية منتخبة ديموقراطيا من خلال عملية مفتوحة وشفافة".


واضاف "خلال هذه الفترة القلقة، نطلب من الجيش التأكد من ان الحماية مؤمنة لجميع المصريين والمصريات خصوصا حق التجمع سلميا وحق المحاكمات العادلة والمستقلة امام المحاكم المدنية" داعيا "جميع الاطراف الى تحاشي العنف والالتفاف من اجل عودة دائمة الى الديموقراطية في مصر".


واوضح ان "الولايات المتحدة ما زالت تؤمن بقوة ان افضل قاعدة لاستقرار دائم في مصر ترتكز على نظام سياسي ديموقراطي بمشاركة جميع الشرائح والاحزاب السياسية".


وقد يساعد دعم شيخ الأزهر وبابا الأقباط لخارطة الطريق التي أعلنها الجيش وحقيقة أنها تتضمن اجراء انتخابات وتعديل للدستور، في ضمان التأييد الأميركي لها.


واعلن اوباما انه سيطلب من الوكالات والوزارات المعنية درس "التداعيات" الشرعية للوضع الجديد بالنسبة للمساعدة الاميركية التي تدفع سنويا لمصر والتي بموجب القانون الاميركي لا يمكن ان تدفع لبلد جرى فيه انقلاب عسكري.


وامرت الولايات المتحدة أمس الاربعاء باخلاء سفارتها في القاهرة بعد ساعات على الاطاحة بمرسي ، حسب ما اعلن مسؤول اميركي فضل عدم الكشف عن هويته.


من جانبه حذر رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي أمس الاربعاء الجيش المصري من عواقب اذا جرى إعتبار عزله للرئيس محمد مرسي انقلابا.


وابلغ ديمبسي شبكة تلفزيون سي.إن.إن "إنها بلدهم على اية حال وسيجدون طريقهم. لكن ستكون هناك عواقب إذا اسيء التعامل مع الامر.. هنال قوانين تحكم كيفية تعاملنا مع هذه الانواع من المواقف."


وتشير تصريحات ديمبسي الى القوانين التي تلزم الولايات المتحدة بقطع المساعدات عندما يجري الاطاحة بحكومة منتخبة ديمقراطيا بواسطة انقلاب أو مرسوم.


وتقدم الولايات المتحدة حوالي 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية لمصر معظمها معونة عسكرية.


لندن ..الوضع خطير
من جانبها، دعت لندن الى الهدوء في مصر بعد الاطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي ولكنها لم تتحدث عن "انقلاب" مع اعلانها انها ضد تدخل الجيش لتغيير النظام.


وقال وزير الخارجية وليام هيغ في بيان ان "الوضع خطير بوضوح وندعو جميع الاطراف الى ضبط النفس وتحاشي العنف".


واضاف ان "المملكة المتحدة لا تدعم تدخلا عسكريا كوسيلة لحل نزاعات في نظام ديموقراطي".


وبالرغم من قلقها حيال الاحداث التي جرت أمس الاربعاء في مصر، دعت المملكة المتحدة جميع الاطراف الى"ضبط النفس وتجديد المرحلة الانتقالية الديموقراطية في مصر".


واضاف "انه امر حيوي لهم للتجاوب مع تطلعات المصريين الذين يريدون التقدم الاقتصادي والسياسي باسرع وقت ممكن لبلادهم". واشار الى ان هذا الامر يمر بانتخابات عادلة في مستقبل قريب وتشكيل حكومة مدنيين.


فرنسا تبارك
أما في باريس، فقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان بلاده "اخذت علما" باعلان مصر اجراء انتخابات جديدة بعد فترة انتقالية.


وقال فابيوس في بيان "في الوضع المتدهور جدا والتوتر الشديد في مصر، اعلن اخيرا عن تنظيم انتخابات جديدة بعد فترة انتقالية. اخذت فرنسا علما بذلك".


واضاف "تامل (فرنسا) ان يجري الاعداد لهذه الاستحقاقات في ظل احترام السلم الاهلي والتعددية والحريات الفردية والمكتسبات في العملية الانتقالية لكي يتمكن الشعب المصري من اختيار قادته ومستقبله".


وكان وزير الخارجية الفرنسي دعاء الرئيس محمد مرسي الى "الاستماع" لصوت شعبه الذي عبر له عن " رفضه" في مواجهة "وضع اقتصادي مزر للغاية".


الأوروبي ..والأمم المتحدة
وصدر الاتحاد الأوروبي يوم الخميس موقفا بالدعوة السريعة الي الديمقراطية في مصر بعد الإطاحة الشعبية وباسناد من القوات المسلحة بالرئيس محمد مرسي ونظام الإخوان.


وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد في بيان "أحث جميع الاطراف على العودة سريعا الي العملية الديمقراطية بما في ذلك اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة والموافقة على دستور وان يتم ذلك بطريقة لا تستثني احدا وبما يسمح للبلاد باستئناف وإتمام انتقالها الي الديمقراطية."


وقالت اشتون انها تأمل بان تكون الادارة الجديدة في مصر ممثلة بشكل كامل لمختلف الاطياف. واكدت اهمية ضمان الاحترام الكامل للحقوق الاساسية وسيادة القانون.


ودعت اشتون جميع الاطراف الي ضبط النفس قائلة "إنني ادين بقوة جميع اعمال العنف واقدم التعازي لعائلات الضحايا وأحث قوات الامن على بذل كل ما في وسعها لحماية ارواح وسلامة المواطنين المصريين."


وقالت اشتون ان الاتحاد الاوروبي يبقى "ملتزما بشكل قاطع بدعم الشعب المصري في طموحاته الي الديمقراطية ونظام حكم يمثله بشكل شامل."


وبدوره دعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون إلي الهدوء وضبط النفس في مصر والحفاظ على الحقوق الاساسية مثل حرية التعبير وحرية التجمع بعد ان الأطاح بالرئيس الاسلامي محمد مرسي.


واضاف بان في بيان لم يدن إطاحة القوات المسلحة المصرية بمرسي "لقد عبر الكثيرون من المصريين اثناء احتجاجاتهم عن إحباطات عميقة ومخاوف مشروعة."


ومضى قائلا "وفي الوقت نفسه فإن التدخل العسكري في شؤون أي دولة هو مبعث قلق... لذلك فانه سيكون من لذلك فانه سيكون من الضروري المسارعة الي تعزيز الحكم المدني وفقا لمباديء الديمقراطية."


اول المباركين عربيا
من جانبه، بعث العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز مساء أمس الاربعاء برقية للمستشار عدلي منصور الرئيس الانتقالي لجمهورية مصر العربية هنأه فيها "بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها"، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية.


وقال الملك عبدالله في البرقية "باسم شعب المملكة العربية السعودية وبالاصالة عن نفسي نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها".


واضاف "واننا اذ نفعل ذلك لندعو الله ان يعينكم على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم لتحقيق امال شعبنا الشقيق في مصر".


وتابع العاهل السعودي "في ذات الوقت نشد على ايدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في الفريق اول عبدالفتاح السيسي الذين اخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق الله يعلم ابعاده وتداعياته، لكنها الحكمة والتعقل التي حفظت لكل الاطراف حقها في العملية السياسية".


بدورها أعلنت الإمارات العربية المتحدة انها تتابع بارتياح تطورات الأوضاع في جمهورية مصر العربية الشقيقة انطلاقاً من العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين .


وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن الإمارات على ثقة تامة بأن شعب مصر العظيم قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها مصر الشقيقة وأن ينطلق بها الى مستقبل آمن وزاهر .


وأضاف أن تاريخ مصر العريق ومساهماتها الأساسية في الحضارة الإنسانية ودورها المحوري على الصعيدين العربي والاسلامي كل ذلك كفيل بأن يوفر لشعبها ركيزة قوية لبناء مستقبل مزدهر يقودها الى ما يتطلع اليه شعبها الشقيق من تقدم واستقرار .


وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ان جيش مصر العظيم يثبت من جديد أنه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوي الذي يضمن لها أن تظل دولة المؤسسات والقانون التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري الشقيق .


واختتم تصريحه، مؤكداً أن دولة الإمارات تتطلع على الدوام لتعزيز علاقاتها مع مصر الشقيقة حكومة وشعباً والمضي بها قدماً إلى المزيد من التعاون الوثيق في مختلف الميادين وبما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين . (وكالات)

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)