آخر الأخبار
الثلاثاء, 02-يوليو-2013 - 03:01:45
 - نزار خضير العبادي- مدير مركز الاعلام التقدمي مركزالاعلام التقدمي- نزار العبادي -

مجدداً نجد أنفسنا اليوم نرفع القبعات لتحية جيش مصر وهو يعاود الامساك بزمام ساحته الوطنية بمنح الرئيس محمد مرسي مهلة 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب، وإلاّ فإنه سيحسم الأمر بما يحفظ مصالح الوطن العليا..!


ما يشدنا لموقف الجيش المصري هو أنه نجح في زمن "الربيع العربي" بتاكيد عقيدته العسكرية في تمثيل "قــوة الدولــة" وليس "قــوة النظــام" الحاكم، والنأي بنفسه عن أي صراعات سياسية أو دينية أو طائفية داخلية، وتحصين مكوناته من أي انتماءات حزبية أو مناطقية أو دينية، جاعلاً "الهوية المصرية" هي العنوان الوحيد لإنتماء الجندي المصري.


فخلال "الثورة" على نظام الرئيس حسني مبارك كان تدخل الجيش المصري حاسماً للفوضى والمواجهات الدامية مع القوات الأمنية، ثم كفل عبر مجلسه العسكري انتقالا سلساً للسلطة.. وعندما آلت مقاليد الحكم للأخوان المسلمين ترجمت قيادة الجيش موقفاً حازماً منعت به الأخوان من إختراق هيئاتها و"أسلمتها" بأي شكل من الأشكال، وظلت محافظة على هويتها المصرية الوطنية.


وخلال الثورة المصرية الكبرى لاسقاط حكم الأخوان المسلمين، فضل الجيش منذ الساعة الاولى ليوم 30 يونيو/ حزيران الوقوف مراقباً بحذر لتطورات المواجهة بين الشعب الثائر والأخوان، وما أن لاحت بوادر انزلاق نحو حرب أهلية اتخذ قراره التأريخي الذي أمهل فيه الرئيس مرسي والآخرين 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب.. فالجيش المصري يتصرف من موقع المسئولية الوطنية ومصالح مصر العليا بغض النظر عن هوية النظام الحاكم..


لا شك أن بلداننا العربية بأمس الحاجة للتعلم من مدرسة الجيش المصري الكيفية التي تبني بها عقيدة القوات المسلحة كقوة للدولة وليس للنظام الحاكم، فالدولة بكل مكوناتها هي الثابت الوحيد الذي تتشاطره الأجيال منذ نشأتها الاولى وتستمد منه هويتها الوطنية، فيما الأنظمة السياسية هي الادوات التي نضطر لتغييرها لمواكبة حاجة الدولة المتجددة.. وهو المفهوم الذي ظلت الأنظمة تتجاهل قيمته فوضعت مصائر دولها على كف عفريت، وجرتها للويلات..!!


أن أخطر ما نعانيه اليوم هو أزمة الولاء الوطني وأولويات الانتماء، فالجيوش العربية باتت معظمها رهينة انتماءاتها السلطوية والحزبية وعصبياتها المناطقية والمذهبية، ويتم تجييرها لخدمة مصالح ضيقة.. لذلك نقف اليوم بإجلال وإكبار لمؤسسة الجيش المصرية وهي تمارس دورها بكل تفاني واحساس بالمسئولية الوطنية..

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)