كسائر مؤسسات الدولة في اليمن التي تشهد عبثا من قبل حزب«الإصلاح» الحاكم ونافذيه بمساعي «أخونة» الدولة والسيطرة عليها بأجهزتها المدنية والعسكرية والتي زادة حدة مع اقتراب انتهاء الفترة الانتقالية، كشفت مصادر عسكرية رفيعة لـ"الوطن" عن صراع قوي في وزارة الدفاع اليمنية بشان دائرة التوجيه السياسي والمعنوي.

وقالت المصادر أن الصراع متركز حول تبعية الدائرة التي تمثل بعدا استراتيجيا في المؤسسة العسكرية ، وسط ضغوط كبيرة نحو السيطرة على الدائرة يمارسها الإخوان عبر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن على محسن الأحمر ، بما يكشف تعاظم نفوذه في صناعة القرار وداخل المؤسسة العسكرية مع صلاحيات إدارة شئون البلاد التي تغافل عنها الرئيس الانتقالي.

المصادر وثيقة الاطلاع ،أوضحت لـ"الوطن" أن الصراع داخل وزارة الدفاع حول دائرة التوجيه المعنوي بلغ أشده ، ففي حين يصر وزير الدفاع والمفتش العام وآخرين على تبعية الدائرة للقيادات العليا في القوات المسلحة ووزارة الدفاع مباشرة ضمن الهيكل الجديد للجيش، فان طرف محسن الأحمر والإخوان يسعى لان تكون تبعية الدائرة لرئاسة هيئة الأركان وتحت نفوذ نائب رئيس الهيئة الاخواني اللواء عبد الباري عبدالرحمن الشميري ، وبعد تفكيك الدائرة إلى عدة أجزاء.

وذكرت المصادر ، ان مقترح كان قد اتخذ في اجتماع لقيادة وزارة الدفاع لمناقشة تبعية الدوائر العسكرية ضمن هيكلة القوات المسلحة بأن تكون تبعية دائرة التوجيه المعنوي للمستوى القيادي الأعلى في وزارة الدفاع والقيادة العليا للقوات المسلحة وبما يضمن تنفيذها للمهام التخصصية المسندة إليها، لكن هذا المقترح عمليا قد تم نسفه مؤخرا بعد ضغوط قيادات عسكرية رفيعة تنتمي للإخوان.

وبحسب المصادر فان الإخوان بقيادة محسن الاحمر مستشار هادي لشئون الدفاع والأمن يتبنون وبقوة مقترح تبعية الدائرة لهيئة الأركان متضمنا أيضا فصل دائرة التوجيه المعنوي عن صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم الجيش ، وكذا فصل مطابع الدائرة عنهما ، كلا على حدة ، وجعل كل واحدة تحت سيطرة منتمين للتنظيم، حيث تم بالفعل نفاذ المقترح عمليا بالهيكل الجديد وتم الرفع بترشيحات أسماء للرئيس هادي "للتوجيه ، والصحيفة ، والمطابع "، وكلها من خارج الدائرة ، من بينها رجل علي محسن الأحمر ، العقيد عبد الله الحاضري ليتولى منصب رئيس دائرة التوجيه..لكن الرئيس هادي لم يبت في الأمر حتى اللحظة.

وقالت المصادر لـ"الوطن"أن طموح الإخوان في السيطرة على دائرة التوجيه السياسي والمعنوي للقوات المسلحة يأتي بعد تعاظم نفوذهم داخل هذه المؤسسة العسكرية ، بما يعكس رغبة استغلال الدائرة بعد تفكيكها والسيطرة عليها لضخ كوادر دينية متشددة لتبني خطاب ديني وسياسي وإرشادي داخل المعسكرات لصالح استقطاب الإخوان أكثر منه عمل متجرد من الحزبية والتبعية الدينية والتنظيمية ، وبما يقوي نفوذهم داخل المؤسسة العسكرية ومساعي اكمال السيطرة عليها .. فضلا عن استغلال مطابع التوجيه المعنوي بعد فكها عن الدائرة لصالح حزب الإصلاح بأنشطة تجارية وأيام الانتخابات.

وختمت المصادر بالإشارة إلى حالة غليان كبيرة بين موظفي ومنتسبي دائرة التوجيه السياسي والمعنوي ، رافضه لتلك التحركات والمساعي ، مشيرة إلى أن مدير الدائرة الحالي العميد الركن يحيى عبدالله السقلدي هدد بالاستقالة والخروج خارج اليمن إذا مضى مقترح التبعية المباشرة لغير المستوى القيادي الأعلى في وزارة الدفاع والقيادة العليا للقوات المسلحة وتم تفكيك الدائرة.