آخر الأخبار
 - يجمع السياسيون والمراقبون للمشهد السياسي اليمني، وهم يتناولون الذكرى الثانية للحادث الإرهابي الذي استهدف رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وكبار قادة الدولة أثناء أدائهم صلاة أول جمعة رجب الموافق 3 يونيو 2011م، داخل مسجد دار الرئاسة

الجمعة, 17-مايو-2013 - 20:54:33
مركزالاعلام التقدمي-صنعاء -

يجمع السياسيون والمراقبون للمشهد السياسي اليمني، وهم يتناولون الذكرى الثانية للحادث الإرهابي الذي استهدف رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وكبار قادة الدولة أثناء أدائهم صلاة أول جمعة رجب الموافق 3 يونيو 2011م، داخل مسجد دار الرئاسة على أمرين لا يمكن القفز عليهما بل يجب أن يحفرا في الذاكرة الشعبية، كما هما في تاريخ اليمن المعاصر، لما يحملانه من دلالات ومعانٍ: الأول مدى الانحطاط الذي بلغته الخصومة السياسية وعدم التورع لدى الفاعلين ومن يقف وراءهم ، عمَّا قد تؤول إليه اليمن كتداعيات لحادث كهذا، الثاني حكمة الرئيس صالح ونجله قائد الحرس الجمهوري قائد القوات الخاصة آنذاك لتحليهم بضبط النفس والمسئولية العالية وإعلائهم مصلحة الوطن على جراحاتهم الذاتية، وبالقدر الذي جنب اليمن حرباً أهلية كانت محققة ومكتملة أركانها.
 
نقطة سوداء
وفي فداحة الحادث وما يمثله من جرم مشهود قال المحلل السياسي رئيس منتدى التنمية السياسية عضو مؤتمر الحوار الوطني، علي سيف حسن في تصريح لـ"اليمن اليوم" إن تفجير مسجد دار الرئاسة عمل إرهابي قبيح، أساء لليمن وتاريخ اليمن، ومثَّل نقطة سوداء في حاضر اليمن وستظل آثاره.
وشدد سيف على ضرورة أن ينال الجناة جزاءهم العادل والرادع، مضيفاً: "يجب أن  لا يمر وأن لا ينجو مرتكبوه من العقاب حتى لا يتكرر الحادث، وعلى الدولة وكل القوى السياسية أيضاً أن تدين هذا الفعل الأحمق حتى لا يتكرر.
موقف مسئول
عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك أمين عام حزب الحق، حسن زيد، أشاد من جهته بموقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأسرته ونائب رئيس الجمهورية آنذاك، مؤكداً أنهم بموقفهم المسئول جنبوا اليمن حرباً أهلية ومجازر كانت محققة.
وقال في تصريح لـصحيفة"اليمن اليوم": "رغم احتفاظي بكل مواقفي الثابتة من علي عبدالله صالح ونظام حكمه، وأن جمعة الكرامة لا تقل سوءاً عما حدث في مسجد دار الرئاسة، إلا أنني وكل يمني يفترض أن نشيد بـ(علي عبدالله صالح) في الموقف من تداعيات تلك الحادثة الإرهابية، وأن نكبر فيه وصيته لأولاده وأفراد أسرته ونائبه آنذاك عبدربه منصور هادي بالامتناع عن  رد الفعل، وإصراره عقب الحادثة، وهو في تلك الحالة على وقف إطلاق النار ووقف الحرب".
وأضاف زيد: "الرئيس السابق بذلك الموقف جنب اليمن وصنعاء تحديداً، مجازر كانت محققة، فهو بهذا الموقف الكبير يستحق منا الإشادة ومعه نائبه آنذاك عبدربه منصور هادي، والقادة العسكريون من أسرته، الذين كان بإمكانهم عمل مجزرة كردة فعل كانت ستنزلق باليمن إلى ما لا يحمد عقباه".
وشدد زيد على ضرورة معرفة الحقيقة بكامل تفاصيلها وإدانتها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، قائلاً: "نتمنى أن تعرف حقيقة ما حصل، وكشف من يقف وراء ذلك الموقف الغادر، وأن يدان ويجرم حتى لا يتكرر.. لأن انتهاك حرمة المساجد وبذلك القدر أمر لا يطاق، كما لا يطاق استمرار التبرير له.
واعتبر عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك حسن زيد في ختام تصريحه من يبرر لذلك الحادث الإجرامي "إنما هو شريك في انتهاك كل المحرمات التي انتهكت.. وشريك في إراقة كل تلك الدماء التي سفكت يومها".
وفي السياق أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي المفكر اليساري الدكتور حمود العودي أن حادثة تفجير مسجد دار الرئاسة واستهداف الرئيس وكبار قيادات الدولة وبتلك الطريقة التي تمت بها، كانت كفيلة بأن تزج باليمن في حرب أهلية كارثية لولا عناية الله بهذا البلد وعوامل ذاتية وموضوعية كبحت جماح العنف الآخر.
وقال العودي في تصريح لـصحيفة "اليمن اليوم": "لا شك أن تلك الحادثة الإجرامية تحمل دلالات سيئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كونها تبرز مدى ما وصلت إليه أطراف الصراع السياسي من انحطاط وهمجية وحشية في عملية تسوية الحسابات السياسية".
وأضاف: "عندما تصل الأمور إلى هذا المستوى فهي لا شك وصلت نقطة خطرة جداً، كانت فعلاً كفيلة بأن تزج بالبلد في حرب أهلية طاحنة لولا عناية الله أولاً وضبط النفس لدى الطرف المجني عليه.
وأرجع العودي ضبط النفس الذي تحلى به قائد الحرس الجمهوري قائد القوات الخاصة آنذاك أحمد علي عبدالله صالح إلى أمرين: أولاً الحكمة ورجاحة العقل التي ظهر بها في تعامله مع ذلك الموقف، ثانياً التوازن في القوى والتدخل الإقليمي والدولي كمتغير فاعل في المشهد السياسي والعسكري.
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي في سياق تصريحه إنه وعلى أية حال يظل الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو صاحب الرأي الفاعل في عدم تفجر الوضع والانزلاق بالبلد إلى أتون حرب قد نعرف مبتداها، لكن أحداً ليس بمقدوره معرفة متى وكيف ستنتهي.
وأضاف العودي: صالح وهو على حافة الموت مع أبرز رجال الدولة، وبتلك الطريقة البشعة التي وقع بها الحادث، وجه نائبه وقياداته العسكرية بسرعة وقف إطلاق النار وعدم الانجرار إلى رد الفعل.
مشيراً إلى أن الرئيس صالح جنب بهذا الموقف اليمن من الحرب الأهلية وانهيار الدولة.
وفي ختام تصريحه شدد العودي على مسألة أن تأخذ ملف هذه القضية والملفات الأخرى مثل جمعة الكرامة طريقها في النيابة الجزائية.. وكما هي أيضاً القضايا الجنائية الأخرى.
من جهته قال رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك الأمين العام المساعد لحزب البعث الاشتراكي محمد الزبيري لـصحيفة"اليمن اليوم" ملف قضية حادث مسجد دار الرئاسة واحد من الملفات الكبيرة التي كادت أن تزج باليمن في حرب طاحنة، وبالتالي ينبغي استكمال التحقيقات لمعرفة الجناة ومن يقف وراءهم وإعلان النتائج.
وأضاف: للأسف هذا الملف لا نعرف أين وصلت التحقيقات فيه وهل تمت تحقيقات حتى اللحظة أم لا، لافتاً إلى أن هناك ملفات مماثلة في الحجم وإغلاقها لأسباب سياسية أو ما إلى ذلك.


اليمن اليوم

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)