آخر الأخبار
الثلاثاء, 19-مارس-2013 - 08:38:11
 - نزار خضير العبادي مدير مركز الاعلام التقدمي مركز الاعلام التقدمي- نزار العبادي* -

 رغم تعدد وتنوع الاشاعات التي استهدفت العلاقة بين الرئيس هادي والزعيم صالح على امتداد شهور طويلة إلاّ أن جميع محاولات استدراج انصار الزعيم لفتح جبهة الحرب الاعلامية على الرئيس باءت بالفشل، فيما ظلت أسباب وأهداف تلك الحرب النفسية مثار تساؤل قطاع كبير من الشارع اليمني..


 فالقوى الانقلابية على صالح عندما رشحت هادي للرئاسة بنت حساباتها على أربع حقائق: أولها أن هادي رجل لا يحتمي بقبيلة قوية، وثانياً على الافق المناطقي فأن الحراك الجنوبي يعده خصماً على خلفية دوره بحرب 1994م، وثالثاً أن حزبه "المؤتمر الشعبي" سينهار بعد خروج صالح من الحكم، ورابعاً أن إعادة هيكلة الجيش ستفتت قوات الحرس الجمهوري الأقوى في اليمن وتحرمه من قائدها المتنفذ عسكرياً والموالي له.. وبذلك سيكون الرئيس ألعوبة بأيدي القوى الانقلابية على غرار رئيس الوزراء محمد باسندوة، بمعنى المثل الشعبي "يأكلون الثوم بلقف غيرهم"!!


 لكن ما حدث قلب طاولة الحسابات، فالزعيم صالح لم يغادر اليمن وأعاد ترتيب البيت المؤتمري، وأصبح هو وحزبه القاعدة الشعبية التي يستمد منها الرئيس قوته في مناوراته السياسية.. كما أن الحراك اصطدم بالأخوان المسلمين واستعرت الخصومة بينهم لدرجة أن أصبحت كثير من فصائله ترى في بقاء هادي رحمة لها من "استبداد" الأخوان، وقد نجح هادي في استقطاب قيادات جنوبية متنفذة واعادتها من الخارج لتكفل له موقفاً جنوبياً مؤازراً..


 ثم جاءت مفاجأة أخرى فجرتها السعودية بمعارضتها اقصاء اللواء علي محسن الأحمر الذي تعده يدها المخلصة في اليمن والتي تحميها من المد الشيعي. فضغطت المملكة على قيادة الأخوان والتيار القبلي لمساندة موقفها حتى لو تطلب الامر إلغاء مطلب "اجتثاث بقايا النظام"، وبالفعل تم الغاء قرار إعاة الهيكلة وعاد العميد أحمد علي الى قيادة الحرس الجمهوري مما زاد من ثقة الرئيس بقوته وبدد القلق من أي محاولات انقلابية جديدة أو رهان على حرب أهلية..


 ما آل إليه الوضع كان ضربة قاصمة للشعارات "الثورية" ورسخ وصف الأحداث بأزمة سياسية، فلم يعد بإمكان أحد الحديث عن "ثورة" ومازالت السلطة بيد أمين عام نفس الحزب الحاكم، ومازال الرئيس السابق هو رئيسه، ومازال حزبه صاحب الأغلبية البرلمانية الساحقة، وبيده نصف مقاعد الحكومة، فيما نجل الرئيس السابق ظل قائد قوة الجيش الضاربة..


 لذلك ظلت مطابخ القوى الانقلابية تبحث عن كلمة سر تفكيك قوة الرئيس هادي، فداومت على بث الاشاعات حول خلافات بين الرئيس والزعيم، أو احدهما يتآمر على الثاني، أو اللعب على ورقة رئاسة المؤتمر الشعبي وضرورة مغادرة الزعيم لليمن..


 الهدف من كل تلك الاشاعات هي زعزعة ثقة الرئيس والزعيم ببعضهما، واستدراج انصار صالح لحرب اعلامية ضد الرئيس لتكون مؤشر على وجود مؤامرات ضده، علاوة على أن القوى الانقلابية تدرك أن الملايين التي تتجمع في مظاهرات المؤتمر مندفعة بحبها للزعيم صالح لذلك فهي تضغط لابعاد صالح من رئاسة المؤتمر عسى أن تتشتت قواعده أو ينشق الحزب ويفقد الرئيس سنده الجماهيري.


 ويبدو جلياً أن مستوى التفاهم بين الرئيس والزعيم على مستوى عالي جداً، وأن كل هذه الحسابات حاضرة في ذهن هادي، بل أن حتى قواعد المؤتمر الشعبي بدت مدركة للعبة لذلك لم تنزلق الى فخ شن الحملات الاعلامية ضد الرئيس هادي، بل أصبحت هي أداته الترويجية ومصدر سنده في ساحة الرأي العام.


 ورغم أن الزعيم صالح كان قد كشف عن توجهه لعقد المؤتمر العام الثامن للمؤتمر الشعبي العام ، لكن بعد ظهور أقطاب مؤتمرية تضغط للاسراع بعقده تراجع صالح عن عقده في وقت مبكر إثر ما تبين له بأن القوى الانقلابية هي وراء الدفع بتلك الاقطاب وأنها كانت تحضر لشق المؤتمر وتبني احتضان ودعم احد التيارات المنشقة والترويج له بحملة اعلامية واسعة لضرب المكونات الاصلية للمؤتمر..


 ومن هنا فإن مخاوف كبيرة تلوح في الأفق من امكانية تنصل أطراف معينة من القوى الانقلابية من الانتخابات لكونها ستفضح ضآلة نفوذها وسعة قاعدة المؤتمر التي ستتمسك باعادة ترشيح الرئيس هادي.. ولعل استمرار تدفق شحنات الاسلحة الخفيفة والمتوسطة حتى يومنا هذا يعزز تلك المخاوف من أن ثمة اقطاب تراهن على العودة لمربع الحرب الاهلية لايمانها بان صوت بنادقها أعلى بكثير جداً من أصوات الذين سيقترعون لها..
* مدير مركز الاعلام التقدمي

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)