آخر الأخبار
 - اثارت مقاطعة رئيس حكومة الوفاق في اليمن محمد سالم باسندوة حضور حفل تدشين مؤتمر الحوار الوطني الشامل أمس بصنعاء ،موجة من الجدل والانتقادات في الساحة اليمنية

الثلاثاء, 19-مارس-2013 - 12:27:11
مركزالاعلام التقدمي- متابعات -

اثارت مقاطعة رئيس حكومة الوفاق في اليمن محمد سالم باسندوة حضور حفل تدشين مؤتمر الحوار الوطني الشامل أمس بصنعاء ،موجة من الجدل والانتقادات في الساحة اليمنية على اعتبار ذلك موقف غير مسئول، وعكس ارتهانه لاملاءات مراكز قوى عبثية أعلنت انسحابها من مؤتمر الحوار بمبررات وصفها مراقبون وسياسيون بأنها ابتزاز مفضوح يراد منه تفجير أزمة سياسية لإجهاض "جوهر عملية التسوية السياسية والمبادرة الخليجية واليتها المزمنة في فترتها الانتقالية الثانية"، المتمثل بالحوار الوطني.


وانطلقت أمس بدار الرئاسة في العاصمة صنعاء فعاليات الحوار الوطني والذي يضم ما يزيد عن 550 عضوا برئاسة رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار عبدربه منصور هادي ، بحضر رؤساء واعضاء مجالس النواب والشورى والقضاء وأعضاء مجلس الوزراء من شركاء الحكم "المؤتمر وحلفائه ،والمشترك وشركائه"، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني،و مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بن عمر،وسفراء الدول العشر رعاة المبادرة الخليجية.


ولأول مرة منذ تفاقم الأزمة السياسية في اليمن مطلع العام 2011م التقى طرفا الأزمة (المؤتمر وحلفاؤه، والمشترك وشركاؤه) وأطراف الصراع المسلح تحت سقف قاعة واحدة في حفل التدشين انتقلا بعدها سوياً لتناول طعام الغداء.


وعلى نحو احدث جدلا وانتقادات واسعة ..كان غياب رئيس حكومة الوفاق العنوان الأبرز في فعالية التدشين، وفيما لم تصدر تبريرات رسمية عنه ، اكدت مصادر متطابقة خضوعه لضغوط من القيادي في حزب الاخوان"الإصلاح" حميد الأحمر بعد يومين من إعلان الأخير انسحابه من مؤتمر الحوار وتهديده بعدم الالتزام بنتاج المؤتمر، في اطار تصعيد مفتعل لازمة سياسية جديدة في البلاد عنوانها "الرئيس هادي وتجاهله لاملاءات هدفت لاستئثار على اكبر مقاعد في قوائم أعضاء مؤتمر الحوار بمسميات وكيانات وهمية متعددة بما يقود للتحكم باجندات الحوار ومخرجاته".


وكان الشيخ النافذ والمثير للجدل حميد الأحمر، الذي أعلن في بيان له انسحابه من مؤتمر الحوار، وهو ضمن قائمة حزبه التجمع اليمني للإصلاح –اكبر احزاب المشترك المتقاسمة للحكم بمقتضى التسوية الخليجية – ارجع ذلك"بسبب قرارات تشكيل مؤتمر الحوار ونظامه الداخلي التي تضمنت عدداً من المخالفات التي تتعارض مع بنود ومضامين المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية ، وصدرت بها قرارات من قبل الرئيس هادي دون اطلاع وإشراك الحكومة ، فضلا عن كون المقاعد التي أعطيت للرئيس هادي خصصت له لكي يضم عدد من أبناء محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها من المتضررين من جماعة الحوثي ، وكذا مشائخ قبليين ورجالات دين وهو ما لم يتم"، إلى جانب ما قال انه مخالفة هادي بـ"تضمين قوائم الشباب والمرأة أسماء من خارج الساحات” ، إلا اثنين من إخوته بقيا في القائمة وهما صادق وحِمير .


وانضمت مسميات قبلية ودينية خلال اليومين الماضيين إلى جبهة الأحمر مهددة بالسعي لإفشال الحوار بكل الوسائل ، والقول بعدم الالتزام بمخرجات المؤتمر الحواري لاسيما بعد تصريحات أعلن فيها اشتراطه تغيير الرئيس آلية الحوار وتنفيذه المطالب، معتبرا أن القرارات التي سيخرج بها مؤتمر الحوار ستكون "مرفوضة لأنها لم تلب طموحات الشعب”.


كما أعلنت توكل كرمان القيادي في حزب الإصلاح والحاصلة على جائزة نوبل ، انضمامها لذات الجبهة وانسحابها من المشاركة في مؤتمر الحوار عن قائمة هادي..لتتبعها أحزاب تكتل المشترك الحاكمة وبذات مبررات القيادي النافذ حميد الأحمر ، معتبرة أن ما أسمته "التجاوزات تضع مسار الحوار الوطني على المحك" ، غير أنها قالت "انه وبالرغم من ذلك قررنا حضور حفل افتتاح ( مؤتمر الحوار الوطني الشامل) كدليل على ايمانها المطلق بمبدأ الحوار وحرصها على نجاحه داعية الرئيس عبد ربه منصور هادي الى تصحيح ما حدث من اخطاء تستدعي منه تداركها السريع".


مراقبون اعتبروا مقاطعة باسندوة لجلسة افتتاح مؤتمر الحوار الوطني ، انضمام وارتهان لذات الجبهة التي يتزعمها "الاحمر حميد" بما يعكس عدم وفاقيته وتعصبه لطرف سياسي يعيق جهود الرئيس هادي في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.


كما عبر العديد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني عن استيائهم الشديد من موقف باسندوة ،معتبرين أن تخلفه مثل إحراجاً لرئيس الجمهورية ،وعكس رسالة سلبية عنه كرئيس حكومة وفاق وعن مدى التزام حكومته باستكمال عملية التسوية السياسية وتنفيذ المبادرة الخليجية واليتها المزمنة،وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي يمثل جوهر عملية التسوية ، لاسيما وأن الحكومة أعلنت أمس الاثنين عطلة رسمية لإنجاح هذه الفعالية الهامة والتي تتطلب استشعار المسئولية وفتح صفحة جديدة.


ورأى القيادي في اللقاء المشترك حسن زيد تلك المواقف المنسحبة من توكل كرمان والشيخ حميد الاحمر وانسحاب أي شخص اخر من الاصلاحيين -وصولا إلى تخلف باسندوة عن افتتاح مؤتمر الحوار أمس - بانها ليست سوى "ممارسة الضغط على الرئيس هادي لابتزازه لا اكثر".


أما القيادي المؤتمري وعضو مؤتمر الحوار الوطني حسين حازب فعبر عن اسفه لعدم حضور رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة للجلسة الافتتاحي لمؤتمر الحوار أمس.


وقال "كانت مجريات مؤتمر الحوار الذي افتتح أمس جيدة رغم أن المتحاورين والموجودين في القاعة كانوا بعيدين عن بعضهم البعض منذ أكثر من ثلاث سنوات ولم يلتقوا وجها لوجه، وأعتقد أن لقاء اليوم "كان لقاء إيجابيا ومطمئنا ولا يبعث على الخوف والقلق".


وأضاف حازب: إن محمد سالم باسندوة اثبت اليوم انه ليس رئيسا لحكومة الوفاق، وانما هو رئيسا لما يسمى باللجنة التحضيرية للحوار التابعة لمن أوصله لهذا المكان، وشيء مؤسف أن رئيس الحكومة لا يحضر، وهو أمر آلم الجميع بمن فيهم من ينتمي اليهم.


وحول تعليل باسندوه عدم حضوره المؤتمر لإعتراضه على قائمة الممثلين وعدم إشتراكه في إختيارها، قال حازب: إن باسندوه لم يعترض على أحد، والذي إعترض هو حميد الأحمر، اما باسندوه فكان موجودا وكانت الأمور تدار بعلمه وعلى سمعه وبصره منذ 9 اشهر.


وتابع: هذه القوائم تمت مراجعتها ومن ضمنها اعضاء لجنة الحوار الوطني الثلاثة، وهم الامناء العموم للأحزاب الكبيرة، امين عام الإصلاح وامين عام الإشتراكي وامين عام الناصري، وبالتالي فإن الإعتراض عليها امس الاول هو نوع من "الدلال الزائد" على رئيس الجمهورية.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)