جمع اجتماع قبلي حكومي "سلفي" موسع محورة "حركة الحوثيين" ، أمس الأربعاء بصنعاء، خصمي الاقتتال الذي شهدته العاصمة في أجزائها الشمالية الغربية العام 2011 ، شيخ مشائخ قبيلة حاشد صادق الاحمر وشقيقه هاشم قائد المليشيا التي قاتلت القوات النظامية ضمن مساعي الإطاحة بالرئيس السابق، والشيخ القبلي البارز صغير عزيز الذي ساند القوات النظامية في تلك المواجهات.

وتحت عنوان "المؤتمر العام الأول لأبناء اليمن الداعم لمحافظة صعده وسفيان والمناطق المجاورة لهما المتضررين من مليشيات الحوثي" ، ناقش عدد من المسئولين ومشائخ القبائل ورجالات دين، ما وصف "الإجرام وألوان الحرمان، وجور الظلم" الذي قال منظموا اللقاء انه "تمارسه المليشيات الحوثية على أبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المجاورة لها من عمران وحجة والجوف، والتي سيطرت عليها تلك المليشيات بقوة السلاح وشبح الموت والتفجيرات"، بجانب ما رأوه "استغلال موارد المناطق التي سيطرت عليها جماعة الحوثي في خدمة مشروعها التوسعي الذي اتضح جليا من خلال تجاوزات حدود محافظة صعده في نشر العنف باسم الدفاع عن النفس "، فضلا عن ارسال رسالة للرئيس هادي ورعاة مؤتمر الحوار الوطني المحدد انطلاقة في 18 مارس الجاري بان الحوثيين لا يمثلون صعدة وابنائها وقضيتها وانما جماعة "تمثل نفسها"، مطالبين بضم عدد من ابناء صعدة من غير تلك الجماعة في المؤتمر ،وكذا نزع سلاحها الثقيل وانهاء احتلالها لبعض المناطق.

واتهم مسئول حكومي من ابناء محافظة صعدة هو الدكتور عمر مجلي وكيل وزارة الصحة في كلمة مطولة له ، جماعة الحوثي بـ"محاولة إفشال الحوار الوطني، لأنه سيكشف الحقائق ويوضح للعالم حقيقة وطموح تلك الحركة التي تحمل السلاح والتمرد في وجه الدولة والنظام والقانون"-حد قوله.

واضاف: اننا أبناء محافظة صعده وحرف سفيان والمناطق المجاورة لهما من خلال هذا المؤتمر نعلن تأييدنا الكامل للحوار الوطني الشامل لما يمثل من أهمية في معاجلة مشاكل اليمن ومشكلة صعده بصفة خاصة.

وفي كلمة السلطة المحلية بمحافظة صعده- القاها نائب محافظة صعده الامين العام للمجلس المحلي – الشيخ محمد العماد، وجه نداء الى رئيس الجمهورية وممثل الامم المتحدة جمال بن عمر ورئيس لجنة الحوار الى ضرورة تمثيل أبناء صعدة في الحوار وبنسبة مناسبة مع قضية صعده.

وقال: يؤسفنا ان عدم تمثيلنا في الحوار فان مخرجاته لن تكون عادله، ولن تكون ملزمة لنا". مضيفاً" وإننا ونحن نعلن دعمنا للمؤتمر الحوار، نؤكد ان مشاكل البلاد لن تحل الا بحوار وطني شامل".

وأكد العماد ان عدد المهجرين من أبناء صعدة وحرف سفيان وصل الى 300 ألف نسمة في حجة والجوف، فيما عدد المنشآت المدمرة 17 ألف منشأة.. منتقدا ما وصفه بـ" التعامل السلبي لحكومة الوفاق مع سلطة محلية غير شرعية في محافظة صعدة"، مشيراً الى ان السلطة الشرعية بالمحافظة لاتمارس مهامها، وتم تهجير موظفيها منذ مطلع 2012م.

الاجتماع او ما وصف بـ "المؤتمر" اختتم كلماته المتعددة قصفا باتجاه جماعة الحوثي المتهمة بالتبعية لايران ، ببيان دعا فيه رئيس الجمهورية الى "اتخاذ قررا بإعطاء أبناء صعده وما جاورها حقهم في التمثيل لقضية صعده كون الحوثي لايمثل الا نفسه".

ودان بيان المجتمعين كل أعمال العنف والجرائم والانتهاكات والمخالفات التي قال انها "تورط بها الحوثي وعصابته، ويحملونهم مسئولية استمرار الجرائم والاعتقالات والتعذيب والقمع والترويع في صعده وسفيان وغيرها".

كما دعا بذات الوقت "كل الهيئات والمنظمات والقوى المحلية والإقليمية والدولية الى الالتفات لمعانات عشرات الآلاف من المهجرين قسرا من صعده وسفيان وحجه والجوف"، مطالباً بـ"إدانة واضحة لحركة الحوثي باعتبارها حركة حوثية إرهابية تنتج العنف واستخدام السلاح". حسب البيان.

وطالب المجتمعون -تحت راية الداعم لمحافظة صعده وسفيان والمناطق المجاورة– بضرورة "نزع الأسلحة السيادية (الدبابات- العربات المدرعة- الصواريخ- المدفعية الثقيلة..الخ) من حوزة الحركة الحوثية كشرط هام لاثبات حسن النوايا والالتزام بالمواطنة الصالحة"، كما طالبوا الدولة بـ"سرعة رفع ما وصفوها المليشيات التي احتلت صعدة وسفيان وبعض مناطق محافظتي الجوف وحجه، كون بقاء هذه المناطق خارج السيطرة الفعلية للدولة خرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية".

وحثوا في بيانهم الختامي الحكومة على توفير كافة احتياجات المهجرين قسرياً ورعايتهم حتى تضمن لهم الدولة عودة آمنة ومستقرة بعد انهاء حالة الفوضى وغياب الدولة في مناطقهم.مؤكدين بذات الوقت "دعمهم مسار الوفاق والتسوية السياسية، ووقوفهم خلف رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي".