اعتقلت قوات الأمن الموريتانية في مدينة كيهيدي (450 كلم جنوب العاصمة نواكشوط) تسعة حقوقيين ينتمون إلى منظمة تسمى "مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية".
 وتعرف المنظمة اختصاراً بـ"إيرا"، وذلك بعد اقتحام قوات الأمن لاجتماع كان النشطاء يعقدونه في إحدى ضواحي هذه المدينة، وتنشط الحركة الحقوقية في الدفاع عن حقوق الأرقاء والأرقاء السابقين، ولم تحصل على ترخيص من السلطات الموريتانية حتى الآن.
 وقد مددت السلطات القضائية في مدينة كيهيدي فترة التوقيف النظرية للموقفين، حيث أعادتهم إلى الشرطة لتعميق التحقيقات معهم، حيث يتهمون بالتجمهر غير المرخص، وإثارة البلبلة وتهديد الأمن.
تنديد بالعنف
 وقد أصدرت المنظمة الحقوقية بياناً صحافياً دعت فيه السلطات إلى الإفراج عن معتقليها فوراً، منددة بما وصفته "بعودة السلطات إلى ممارسة العنف ضد مناضليها".
 ودعت حركة "إيرا" السلطات الموريتانية إلى الإفراج عن معتقليها بكيهيدي، منددة بما أسمته عودة العنف الممارس من قبل السلطة الموريتانية ضد مناضليها، واصفة ما وقع في حي "الكبة" في مدينة كيهيدي بأنه اقتحام بطريقة في "غاية الشراسة والعنف"، مشيراً إلى أعضائها اضطروا للخروج من "المنزل الذي تم قصفه بالقنابل المسيلة للدموع حتى اختنق جل الحاضرين".
 ورأت المنظمة في بيانها الصحافي أن الحملة الأمنية التي تتعرض لها تعتبر تتويجاً لحملة إعلامية أشد على الحركة وعلى رموزها.
وبررت الجهات الأمنية في مدينة كيهيدي قرارها بتفريق نشطاء المنظمة بعدم ترخيصه القانوني، ورفض النشطاء فض اجتماعهم بشكل سلمي.
تاريخ مع الإثارة
 ولمنظمة "إيرا" ورئيسها بيرام ولد الداه ولد اعبيدي تاريخ مع الإثارة في الداخل الموريتاني، حيث أقدم في نهاية إبريل/نيسان 2012 على إحراق نسخ من كتب الفقه المالكي في مقاطعة الرياض بالعاصمة نواكشوط، مبررة فعلته بأن الكتب الفقهية تبرر العبودية وترسخها.
 وقد أثارت القضية ردود أفعال خارجية وداخلية، وأدت لاعتقال الناشط الحقوقي وعدد من معاونيه، كما أصدر فيها عدد من العلماء والأئمة بيانات تدينها، وخرجت مظاهرات حاشدة في العاصمة نواكشوط وفي العديد من المدن الداخلية الموريتانية للتنديد، استقبل الرئيس الموريتاني إحداها أمام القصر الرئاسي، وتعهد لهم بإنزال عقوبة رادعة برئيس المنظمة الحقوقية.
 وقد اعتقل الناشط الحقوقي لعدة أشهر قبل أن يتم الإفراج عنه.