آخر الأخبار
 - يبدو تراجع الائتلاف محاولة لكسب تنازلات من الطرف الآخر. فبعد البيانات المشجعة التي عبر فيها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن استعداده للحوار، والتصريحات التي أكد فيها رئيسه معاذ الخطيب ......

الأحد, 24-فبراير-2013 - 12:58:56
مركز الإعلام التقدمي -

يبدو تراجع الائتلاف محاولة لكسب تنازلات من الطرف الآخر. فبعد البيانات المشجعة التي عبر فيها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن استعداده للحوار، والتصريحات التي أكد فيها رئيسه معاذ الخطيب استعداده لزيارة روسيا، بدأت مرحلة النكوص وإطلاق تصريحات مغايرة. فقد علق الخطيب زياراته لروسيا والولايات المتحدة، وحتى لايطاليا، مقاطعا بذلك مؤتمر أصدقاء سورية.
الخطيب يبرر القرار بأنه احتجاج على الموقف الدولي المخزي الذي لم يمنع قصف مدينة حلب، منوها بأن الصمت الدولي تجاه الجرائم المرتكبة كلَّ يوم بحق الشعب هو مشاركة في ذبحه المتواصل منذ عامين، على حد تعبيره.
لكن لماذا البكاء اليوم على حلب؟ لماذا لم يبكها حين دنستها جحافل الغرباء من ليبيين وشيشان وغيرهم؟ وحين اغتصبها وقتل أهلها مقاتلون تحت رايات سوداء؟ وحين سرق معاملها وورشها اللصوص دون أن يمنعهم الجيش الحر؟ ولماذا الاحتجاج على حلب لا على دمشق التي غرقت في دمائها بتفجيرات إرهابية؟ أليس هذا محاولة لإدانة أحد الأطراف والسكوت عن الآخر؟ ولماذا اختير هذا التوقيت؟.
بعد سقوط عشرات الآلاف أدركت أطراف النزاع استحالة الحسم العسكري، فراحت تستجيب لدعاة الحل السياسي من خلال الحوار. وبدا أن الحوار ممكن رغم وعورة طريقه، فتغيرات الواقع الدولي تخلق ظروفا أكثر مواتاة لوضع حد لإراقة الدماء ودخول المرحلة الأكثر صعوبة، مرحلة الحوار والكف عن إقصاء الآخر. ورغم كل ماوضعت الأطراف من شروط يعجز الطرف الآخر عن قبولها، إلا أن الخطوة الأولى بدت ممكنة وقريبة المنال.
الائتلاف اشترط تنحي الأسد والقيادة الأمنية العسكرية المسؤولة عن القرارات التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن، واعتبارهم خارج إطار العملية السياسية وليسوا جزءا من أي حل سياسي، والحكومة ترفض تنحي الرئيس بشار الأسد وعدم مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن من غير الممكن الاتفاق على كل شيء قبل بدء الحوار، ووزير الخارجية الروسي لافروف يرى تذليل التفاصيل في العمل الدبلوماسي.
موسكو تنتظر سلسلة زيارات لعدد من ممثلي المعارضة السورية، والخارجية الروسية اتفقت من حيث المبدأ على الموعد النهائي لزيارة هيثم مناع عضو هيئة التنسيق الوطنية السورية والعميد مناف طلاس في موعدين مختلفين. أما زيارة معاذ الخطيب فالخارجية تواصل الاتصالات لتحديد الموعد المناسب لها.
موسكو ستكون في شهر مارس/آذار مكان تباحث مختلف أطياف المعارضة السورية، وكذلك وزير الخارجية السوري المعلم من أجل وقف اطلاق النار والعودة الى بيان جنيف وإجراء حوار بناء لتحقيق مصالحة وطنية شاملة. فهل سيكون الخطيب بين زوار العاصمة الروسية أم سيتابع مقاطعته الاحتجاجية؟.
بعض المراقبين يعتقدون أن الخطيب تراجع عن موقفه تحت ضغط زملائه في الائتلاف، لكن بغض النظر عن مصدر الضغوط التي يتعرض لها الخطيب، يبدو تراجعه محاولة للضغط على الوسطاء، لكسب المزيد من التنازلات من الطرف الآخر قبل بدء الحوار.
في كل الأحوال يغامر الخطيب بتضييع فرصة نادرة لإطلاق العملية السياسية، وطي صفحة سوداء من تاريخ سورية، وفي تلك الحالة تصبح تفجيرات دمشق العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة. فبوجود الجماعات الإسلامية الجهادية، التي تشكل أغلبية كبيرة من المعارضة المسلحة، حسب تقديرات أمريكية، يتعاظم خطر تحوّل سورية إلى دولة فاشلة مثل ليبيا، وخطر امتداد لهيب الحرب الحالية إلى دول الجوار.


رائد كشكية
 (المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)