آخر الأخبار
 - الاخوان المسلمون في اليمن

الاثنين, 21-يناير-2013 - 10:02:23
مركز الاعلام التقدمي ـ جاسم محمد -

نشأة الاخوان في اليمن
بدأ نشاط الإخوان في اليمن في فترة الستينات، 1962 التي كانت لا تسمح بقيام الأحزاب السياسية وكانت الأحزاب تمارس أنشطتها في تنظيمات سرية وتعيش حالة من النضال ضد الأنظمة، مارس الإخوان أيضاً أنشطتهم السياسية ضمن تنظيم جماعة الإخوان .وبدات اصلا بحركة الطلاب عندما كانوا يدرسون في مصر مطلع الستينيات من القرن الماضي أبرزهم محمد محمود الزبيري والشيخ عبده محمد المخلافي وعبد المجيد الزنداني ، والشيخ الاحمر زعيم حاشد  والشيخ الشيباني . وكانت البذرة  الاولى بعد لقائهم  بمؤسس الاخوان في مصر بحسن البنا  .


الإخوان المسلمين في اليمن حاليا هم ما يعرف بالتجمع اليمني للإصلا ح، والذي أنشيء كامتداد لحركة الإخوا ن المسلمين المركزي في مصر ، تأسس بعد الوحدة بين شطري اليمن يوم 13 سبتمبر 1990 اي ظهر للعلن  بعد ان عمل سريا تحت واجهات الطلبة ، على يد  عبد الله بن حسين الأحمر  شيخ قبائل حاشد  بصفته تجمعا سياسيا ذا خلفية إسلامية، وامتداداً لفكر الإخوان المسلمين، وتم افتتاح مقره الرئيسي في 3 يناير 1991. . وقد فرقت الوحدة اليمنية التي أعلنت في 22 مايو 1990م بين الإخوان المسلمين وحليفهم الاستراتيجي الرئيس صالح , حيث أصر قادة الحركة الإسلامية الأولى في اليمن على الخروج من المؤتمر الشعبي العام وإعلان حزب التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر 1990م .


الاخوان تنظيم هرمي
يكثر منهج  الاخوان في اليمن من الشعارات المركزية مثل: "التنظيم وسيلة"، "الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية"، "وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" .


وتركز الإخوان في دورات العضوية ثم في دورات المساعدين على "عقيدة الولاء والبراء" . ويقوم التنظيم على البناء الهرمي في اتجاه واحد مع الثقة المطلقة من القاعدة للقيادة في اتجاه واحد فقط حيث يقف الرأس  أليدومي ويليه مساعديه، وعبد الوهاب الآنسي، وأحمد القميري ومحمد قحطان وغيرهم، ويمتلك التنظيم نظام رقابة تنظيمي ويخضع اعضاء التنظيم الى "القضاء" الحزبي التنظيمي، ويكرر اليدومي باستمرار العبارة المتداولة بين الإخوان "نحن دعاة لا قضاة"  في مسألة التعامل مع الأنظمة العلمانية بل مع الأحزاب العلمانية اللادينية غير الحاكمة.محمد اليدومي


أنتخاب أليدومي أمينا للحزب
بعد وفاة مؤسس ورئيس الحزب الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر  في  28 ديسمبر  2007 تم انتخاب محمد عبد الله اليدومي رئيسًا للجنة العليا للتجمع، ومن الشخصيات البارزة في الحزب الشيخ عبد المجيد الزنداني وكان للشيخ الزنداني خلافات كثيرة داخل الاصلاح . والذي اصبح فيه رئيسا لمجلس الشورى. تعد صحيفة (الصحوة) لسان حال الحزب، وقد نجح الإصلاح في الانتقال من المعارضة إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات النيابية 1993.


إلغاء المعاهد العلمية
أعلنت في الحكومة في مايو 2002 وضع المعاهد العلمية ماليا وإداريا تحت إشرافها، وإدماج ميزانياتها في ميزانية وزارة التعليم. و أكد ت الحكومة ،أن اليمن "اتخذ العديد من الإجراءات الحازمة التي تمت لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ومنها إلغاء المعاهد الدينية ودمجها في إطار نظام ومناهج وزارة التربية والتعليم وتنظيم حملات التوعية والتنبيه لمخاطر التطرف في دور وأماكن العبادة، ومنع المدارس الدينية غير الحكومية وإغلاقها".


وقد أغلقت الحكومة بعد هجمات 11 سبتمبر2001 جامعة "الإيمان" مؤقتا، وطلبت من مؤسسها ورئيسها الشيخ عبد المجيد الزنداني ترحيل 500 طالب من الأجانب الذين يدرسون فيها؛ تجنبا لأي شبهة تلحق بها في إطار مكافحة الإرهاب. وجاءت هذه الإجراءات من الجانب الحكومي بعد أن وقع الرئيس علي عبد الله صالح أثناء زيارة له لواشنطن في نوفمبر2001 اتفاقًا للتعاون الأمني مع الولايات المتحدة، وبموجبه قامت صنعاء بتعقب عناصر يمنية إسلامية.


شملان مرشح الاخوان للرئاسة
ورغم تقلص عدد مقاعده بالبرلمان بعد الانتخابات النيابية أبريل 1997 إلا أن الحزب احتفظ ببعض مواقعه في السلطة واستمر بالتنسيق مع حزب المؤتمر الشعبي العام  حتى 2006، حيث قدمت أحزاب اللقاء المشترك ومن ضمنها التجمع اليمني للإصلاح المهندس فيصل بن شملان مرشحًا منافسًا للرئيس علي صالح وازادادت شقة الخلاف بين الحزبين مع انطلاقة الثورة الشبابية اليمنية في فبراير 2011 حيث دعى الحزب جميع أنصاره إلى المشاركة في الإعتصامات حتى إسقاط النظام.


طـــلاق بائن مابين المؤتمر والاخوان
في تطور لمسار الأحداث التي شهدها اليمن مع تصاعد الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس صالح 2011 ، اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، التجمع اليمني للإصلاح الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الاحتجاجات التي تشهدها اليمن 2011. وشهد العقد الاخير طلاقاً نهائياً بين صالح والإسلاميين.


وقد مثلت العلاقة بين الحركة الإسلامية الإخوانية والنظام السياسي للدولة اليمنية الموحدة  نمطاً مختلفاً، وإن كان يحمل بعض سمات تجربة الشطر الشمالي قبل قيام الوحدة، إلا أنه يتميز عنها في أن العلاقة بينهما قامت هذه المرة على أسس مختلفة : التعددية الحزبية والسياسية وحرية الصحافة ودورية الانتخابات العامة، وإطار سياسي واجتماعي وجغرافي ودولي مختلف, كما إن تحديات النظام السياسي وتوجهاته وحتى بنيته السياسية والفكرية لم تعد كما كانت في المرحلة السابقة، ومثل النظام فان الحركة الإخوانية تحولت من جماعة سرية إلى حزب سياسي علني بما ترتب على ذلك من تعديلات واسعة في رؤاها الفكرية وأُطرها التنظيمية ونشاطها العام.


وكانت مواقع إخبارية تابعه للتجمع اليمني للإصلاح قد نشرت ما قالت انه بيان للجنة التنظيمية العليا للثورة 2011 والتي يشك بانها تابعة للاخوان  يعلن انتهاء الثورة السلمية والانتقال نحو ما أشار اليه البيان بالقول المرحلة النهائية من الفعل الثوري  . وكان له تواجدا فاعلا في ساحات التغيير.


ولعل حزب التجمع اليمني للإصلاح خلال الفترة الانتقالية لليمن 2012 ـ 2013 , هو اكبر الاحزاب بعد المؤتمر, من المحتمل ان يساهم في رسم هذه ألمشهد السياسي  بعد أن أعلن غير مرة عن طريق قياداته البارزة بأنه لن يتخذ بشكل مطلق أي قرارات منفردة وأنه جزء لن يتجزأ من أحزاب اللقاء المشترك المعارض التي تضم كل من الإصلاح, الحزب الاشتراكي اليمني, التنظيم الوحدوي الناصري, اتحاد القوى الشعبية وحزب البعث الاشتراكي العربي.


الخلاصــــــــــة
اتبع الاخوان في اليمن اسلوب الانتقال التدريجي من التنظيم السري مطلع الستينات تحت مسميات وواجهات الطلبة الى التنظيم العلني تحت اسم تجمع الاصلاح في اعقاب وحدة شطري اليمن 1904، بعد انهاء تحالفهم مع حزب المؤتمر الحاكم ، ليكونوا بعد ذلك حزب سياسي مستقل بكيانه.


صرامة التنظيم
ألسرية كانت وما تزال احد ابرز سمات التنظيم في اليمن ، لكن المركزية في تنظيم اليمن يبدو اكثر صرامة من غيرها من التنظيمات وقد يعود ذلك الى البيئة والمناخ الاسلامي لليمن اكثر من معقل التنظيم في مصر .أضافة الى كثرة الدراسات الاسلامية وخاصة في الحديث والفقه وكثرة الحلقات الدراسية للمشايخ وسط منظومة التعليم والتربية بشكل واضح. لكن هذه "الحرية" اي مساحة الحرية للمشايخ والمدارس الاسلامية شهدت تقلص وصعودا ونزولا في اعقاب 11 سبتمبر 2001 وبعد زيارة الرئيس اليمني السابق علي صالح الى الولايات المتحدة وتعهده بالتعاون على محاربة الارهاب مقابل تقديم المساعدات الاميركية زالدول المانحة الاخرى للحكومة اليمنية.الشيخ عبد المجيد الزنداني


الاصلاح والمؤتمر تحالفات وطلاق
هذه السياسة اثرت كثيرا في حزب الاصلاح وخاصة رئيس مجلس الشورى عبد المجيد الزنداني الذي كان يتراس جامعة الايمان وسط صنعاء والتي كانت وما تزال معروفة بتخريجها مشايخ ومبشرين جدد ضمن الفكر الاخواني السلفي الاصلاحي. هذه الجامعة وغيرها من مراكز تدريس الحديث اصبحت قبلة الاسلاميين من الدول العربية والاجنبية. ورغم توقف الجامعة  مؤقتا عام 2002 في اعقاب الظغوطات الاميركية، خاصة ان الزنداني نفسه كان على قائمة المطلوبين الى الولايات المتحدة ضمن تهمة تمويل الارهاب. لذا كانت العلاقة مابين الاصلاح/ الحزب المعارض والحزب الحاكم/ المؤتمر في شد وجذب ففي الوقت الذي يتهم الزنداني في الارهاب ويمنع من السفر كان يسافر برفقة الرئيس السابق علي صالح الى السعودية لحضور جولات ومؤتمرات رسمية. وهذا ما كان موضع متابعة الادارة  البيت الابيض والسفارة الاميركية في صنعاء. العلاقة مابين الاصلاح والمؤتمر لم تكن لها علاقة شبيهة في المشهد السياسي العربي، فهي علاقة مابين الحزب الحاكم والمعارضة تحت باب التحالف وكانه ألسلطة للمؤتمر والشارع للاصلاح حتى عام 2006 بترشيح شملان الى انتخابات الرئاسة ثم ثورة التغيير في 2011 التي اقصمت ظهر العلاقة مابين الحزبين . فالاصلاح والمؤتمر مازالا يمثلان العمود الفقري للهيكل السياسي اليمني رغم وجود احزاب اللقاء المشترك الاخرى ومنها الاشتراكي وحزب البعث والقومي وحزب الحق الاسلامي والوحدوي وغيرها. الشيء الذي يجعل الاخوان في اليمن مختلفون عن الدول الاخرى والتنظيم المركزي هو تجربته في السلطة بالاشتراك مع المؤتمر الحاكم مما يخلق منه منافسا قويا في الساحة السياسية اليمنية.


كلا الحزبين يتمتعان بمهارات تنظيمية نتيجة الخبرات السابقة في السلطة على عكس الاخوان في مصر الذين كانوا يجهلون السلطة والحوكمة. بالاضافة الى ما يتمتع به الاصلاح من براغماتية عملية اكثر من التمسك بثوابت الدعاة. لذا ما زال الإخوان يقدمون مشروعهم اي الوصول الى السلطة وفرض الاحكام الاسلامية باعتباره القادر على الاستمرار، وتؤكد الانتماء لهذا المشروع بكل تفصيلاته، ولا تنظر إليه كمرحلة تاريخية انتهت.


المصــــــــــــــــــــــــادر::
اـ موسوعة الاخوان
2 ـ موقع حزب الاصلاح اليمن
3ـ  الإخوان المسلمون في اليمن؛ رؤية نقدية صادق أمين محمد/ كاتب يمني
http://www.tawhed.ws/r?i=x8taq4pb
4 ـ ألعربية نت  http://www.alarabiya.net/articles/2011/03/27/143234.html
 27 مارس 2011
5 ـ «الحركة الإسلامية في اليمن. إشكاليات النشأة والمسار الكاتب سعسد ثابت سعيد
6 ـ محمد النعماني الرئيس صالح والإخوان المسلمين العلاقات والتحديات الحوار المتمدن-العدد 1819
7 ـ اليمن: أجندات متصارعة على مائدة حوار حاسمة/ سقاف عمر السقاف 05 نوفمبر 2012 
8 ـ نيويورك تايمزاللعبة المزدوجة التي يلعبها حزب الإصلاح في اليمن قد تسقطه / 03 ديسمبر 2011
 
http://www.adenalghad.net/news/5558/#ixzz2I43Wplbn




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)