آخر الأخبار
 - المدرسة هي المحطة الأولى التي يُكّون فيها الطالب واقعه المعرفي والعلمي، ويبحر في نشاطاتها الفنية والأدبية ويتألق بنجاحه بين نجوم

الخميس, 17-يناير-2013 - 14:11:21
مركز الاعلام التقدمي-تحقيق- اسماء حيدر -

،،، المدرسة هي المحطة الأولى التي يُكّون فيها الطالب واقعه المعرفي والعلمي، ويبحر في نشاطاتها الفنية والأدبية ويتألق بنجاحه بين نجوم سمائها وفيها تتفجر المواهب وتتضح الميولات والقدرات كلُ في مجاله وحسب ميوله، فمنهم من كانت له مدرسته خير مشجع وحافز لفتق مواهبه واستثمارها ومنهم من وجدها نهاية بداية عالمه الإبداعي.


انطلاقة أخاذة
 الطالبة والمنشدة غدير الربوعي - مدرسة السمح بن مالك تقول: بفضل من الله ثم بفضل من مدرستي تفوقت في عالم الإنشاد والتمثيل ومثلت اليمن في العديد من المحافل والمشاركات الفنية واستطعت من خلالها الحصول على المراكز المتقدمة وهذا يأتي نتيجة الدعم الدائم والتشجيع اللامحدود من قبل مدرستي وإدارتها ممثلة بالأستاذة كوكب الجنيد حيث كانت دائماً ماتشد من عزيمتي وتتطور من موهبتي من خلال إحضار مدربين موسيقيين لاكتشاف المواهب المدرسية والأصوات الغنائية والإنشادية الرائعة وأوضحت الربوعي: وهكذا تم اكتشافي ودعمي حينها من خلال المدرب الموسيقي خالد دولة لأنطلق بعدها للمشاركة في مختلف فعاليات عالم الإنشاء حتى وصلت إلى قلوب العديد من الناس عن طريق الإعلام.


نجوم محترفة
من منا لايعرف الفن اليمني التوأمين الحسن والحسين محمد علي مثنى محترفي الدراما اليمنية والمسرح الوطني حيث أوضحا أن بداية فتق موهبتهما وإخراجها إلى الوجود لإثبات الذاتي كانت من المدرسة يقول الحسين: مازلت أتذكر أول أنشودة قمنا بأدانها أنا وأخي الحسن بعمران حيث كنا في الصف الثالث الإبتدائي وكانت تحكي عن حال البوسنة ومعاناتها بمدرسة الحسين.
نالت إعجاب الكثير من المدرسين والطلاب وقابلونا بالتشجيع والتحصفيق الحار خاصة من الأساتذة خالد الضبيبي ونجيب الشامي وكلُ من الباردة والأشول والمضلعي كلهم بلا استثناء وقفوا بجانبنا وزرعوا الثقة في أنفسنا لمواصلة مسيرة الإبداع والتميز.
مضيفاً: حقاً كان لمدرستنا دور عظيم في حياتنا الفنية لنشارك بعدها في كل المخيمات الصيفية والاحتفالات والمهرجانات المقامة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.


قابلونا بكل سخرية واستهزاء
مخترعنا الصغير عمار أحمد نعمان - طالب في المرحلة الأساسية يقول لنا: أحب مادة العلوم كثيراً وأحب تطبيق مادرسته من الأجهزة العلمية والاختراعية على أرض الواقع وفعلاً بدأت بتطبيق بعض تلك القواعد الفيزيائية المتعلقة بكيفية الحصول على قدر كبير من الطاقة الضوئية من مصدر واحد عن طريق ألواح زجاجية ومصدر كهربائي بقوة ٠٢ فولتاً حاولت أن أجمع مبلغاً وأشتري مستحضرات ذلك لأن مدرستنا لاتشجع هذا النوع من الإبداع ولاتوفر لنا الإمكانيات اللازمة له.
وتابع عمار حديثه: فرحت كثيراً بأنني استطعت إنجاز ذلك وقررت حينها أن أحضر ما صنعت إلى المدرسة ليرى ذلك أصدقائي ومدرستي لمادة العلوم إلا أنني انصدمت صدمة كبيرة عندما وجدت معلمتي تقابل ذلك بالسخرية والضحك والاستهزاء هي وزميلاتها من المدرسات لتقول بعدها.
متى ستكف عن الجنون؟ أنت مجرد طالب لا أقل ولا أكثر أترك عالم الاختراعات لإنشتاين وبوهر وخذ من أمامي هذه »الكرادف وارميها للنفايات«!!
وأضاف عمار: بكيت ذلك اليوم على نفسي كثيراً وعدت إلى البيت وكسرت كل تلك الأدوات ومزقت تلك الكتب العلمية التي كنت دائماً ما أقرأها لأكره أي شيء يتحدث عن أي اختراع أو ابتكار!!
وتوافقه في ذلك الشاعرة منى عز الدين - طالبة في المرحلة الثانوية والتي هي الأخرى قالت: كنت دائماً ما أحب الأشعار والقصائد النثرية بمختلف أنواعها وأشارك في مختلف الفعاليات المدرسية وأقيمت حينها منافسة مسابقاتية بين مدرستنا ومدرسة أخرى في مختلف الجوانب العلمية والأدبية وطلب مني حينها المشاركة بقصيدة أدبية كانت بعنوان »أين قلبي«؟ وهي تحكي عن إنسان حائر في دنياه تأخذه أمواجها من درب إلى آخر ويعاني فيها مختلف الأحزان والأشجان.
وأوضحت منى: وقبل المسابقة بيوم واحد أرادت مديرة مدرستنا الإطلاع على القصيدة التي سألقيها فما لبثت أن قرأت العنوان حتى قلبت القصيدة إلى نكات لإضحاك طالبات صفي قائلة:
 »أين قلبي ليش في أي زوة طرحتيه؟ وماهو هذا .. يسبح في أرجاء الكون أو قلبتيها سمكة يا للاخربشين لكن كلام الله يستر يمكن نودف بكرة في المسابقة؟!!. أضافت منى: كانت كلماتها تلك أشد من طعنة السيف حتى من شدة صدمتي منها كاد يغمى على فتركت المشاركة في المسابقة وتركت عالم القصائد والشعر ككل بعد أن جعلت مديرتي من ذلك سخرية واستهزاء أمام الناس مع العلم إن تلك القصيدة حصلت من خلالها على المركز الأول في منتدى »شباب مبدعون«.


بيئة إبداعية خصبة
تقول الإدارية والتربوية حفيظة عجلان - مدرسة الرشيد تعد تنمية الإبداع ومهارات التفكير من أبرز مهام المدرسة للسعي دوماً في إبراز وترويج مواهب الطلبة في شتى مجالات وميادين الحياة وذلك يكمن من خلال معرفة الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها التعامل مع الطلبة المبدعين والمخترعين من خلال تحفيزهم وإحياء بيئة خصبة ليمارسوا فيها ابتكاراتهم وإنتاجاتهم الفكرية والعلمية والأدبية.
وأوضحت عجلان: كيف نريد وطناً مبدعاً متألقاً ومزدهراً ونحن لم نأهل أبناءه منذ الصغر ولم نعتن بمواهبهم وقدراتهم وهذه في الحقيقة مشكلة معظم المدارس، فإذا أردنا رياضية مشرفة مستقبلاً في مختلف المباريات والمحافل الوطنية والدولية لابد من الاهتمام المدرسي بالموهوبين والرياضيين بالمشاركة والمنافسة وتوفير الأدوات والمستلزمات الرياضية وهذا هو الحال منطبق تماماً مع المواهب الفنية والعلمية الصاعدة..
وترافقها قي ذلك إيناس الآنسي - أكاديمية ومسؤولة أنشطة مدرسية مضيفة: أحياناً قد تكون المشكلة من الطالب نفسه وهذا يكون في الغالب ناتجاً عن الخجل النفسي أو انعدام الثقة والخوف من إظهار موهبة ظناً بأنه قد يخطئ أو يقابل بالصد والرد والاستهزاء والسخرية غير أن هناك وسائل إمكانية معنوية للقضاء على الشعور المحبط للإبداعات والقاتل للمواهب بتدريب الطالب على المشاركات والنشاطات المدرسية ويبدأ ذلك من قبل المدرس داخل الصف ويأتي بالتدرج حيث على المعلم إعطاء الطلاب الحرية في الإدلاء أولاً برأيهم واحترامها وتقديرها وإن أخطأوا فلا يحق لأي معلم الاستهزاء والسخرية، فهؤلاء ما زالوا في بداية مشوارهم ونحن نصنعهم ونؤهلهم لا لنحطمهم ويقضى على إبداعاتهم.


كوكبة المخترعين.
تقول التربوية واختصاص علم نفس نادية الغرباني: الطالب المبدع هو محتاج إلى من يقف بجانبه وينمي قدراته ومهاراته الإبداعية... محتاج إلى من يكتشفه أكثر ويعرف مكامن القوة فيه حتى يصل إلى درجة التقدير والإثبات الذاتي قبل المجتعمي وهنا تكمن المسؤولية بدرجة أولى على المعلم قبل إدارة المدرسة في اكتشاف ذلك، فلم يعد اليوم مكاناً للبيئة التقليدية التي تقتل دور العقل في التفكير والإنجاز.
وتابعت الغرباني: للأسف إن ظاهرة التهميش والازدراء والسخرية التي قد يعاني منها العديد من هؤلاء الطلبة المبدعين من قبل بعض مدرسيهم الذين أرى إنهم عن حق افتقدوا إلى روح المسؤولية التربوية وساروا وبالاً وعائقاً أمام كل نجاح وإنجاز وطموح بل إن البعض من المدرسين وللأسف لايرغب بأن يكون الطالب أذكى منه وأوسع ابتكاراً وقدرات وهذا يجعلة دائم التنشيط لطلابه غير آبه بتشجيعهم وتحفيزهم، فمتى سيدرك هؤلاء؟ إن الزمن تغير وإن وطننا بحاجة إلى العقول المفكرة والمبتكرة التي من الآن يجب زراعتها بالتربة الخصبة والبيئة المناسبة لنموها وعطائها وحصادها، وأنوه هنا بضرورة توفير المواد العلمية والمعامل الكيميائية لتشجيع المواهب في هذا المجال على وجه التحديد.
ففي الآونة الأخيرة ظهرت على ساحتنا اليمنية كوكبة كبيرة من المخترعين والمبتكرين وسار الآن على نهجهم العديد من النشء والطلبة وهي بالمقابل رسالة للجهات المعنية بالاهتمام بهذا الجانب وتوفيره لمختلف المدارس سواءً الحكومية أو الخاصة.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)