تتدلى على صدرها قلادة من إحدى جهتيها صورة الرئيس صالح ومن الجهة الأخرى صورة نجله أحمد، وتحمل في يدها دفتر مذكرات وقلم حبر، وعلى وجهها الجميل تقرأ ملامح إلشجاعة والعزيمة!

خلود محمد على الأشرم، طفلة من محافظة حجة لم تتجاوز العشرة أعوام، تعرفت عليها بميدان السبعين، فقد كانت تتوجه نحو الشخصيات المعروفة وتطلب منهم أن يكتبوا لها شيئاً حول اليمن والأزمة والرئيس صالح..

سألتني: "أنت صحفي عراقي،، صح.."!؟ قلت: نعم.. فقالت: "ممكن تكتب شعورك عن اليمن ورأيك بالرئيس علي عبد الله صالح.."! ففعلت.. وكان ذلك مفتاح تعارفنا وصداقتنا، فقد أصبحنا نلتقي كل جمعة في ميدان السبعين، وتخابرني أحياناً للاستفسار عن بعض الأحداث..

خولة الأشرم وثقت في دفترها كل الأحداث المهمة التي رافقت الأزمة السياسية اليمنية منذ البداية وحتى تشكيل حكومة الوفاق الوطني وما أعقبها من تطورات..

استغربت أن يكون لدى طفلة بعمرها مثل هذا الاهتمام فسألتها عن سرّه، فقالت أنها تحب الرئيس علي عبد الله صالح وتفديه بروحها.. فقلت لها: لكن الشعب عمل ثورة وما يريده!؟ فردت بانفعال: "إحنا الشعب،، واذا قصدك الذي في الستين فهؤلاء هم الفاسدين والمخربين"!!

أعجبني منطقها وجرأتها فابتسمت، وسألتها: ما الذي يعجبك بالرئيس؟ فقالت: "لأنه تسامحي وغير دموي".. سألتها مجددا: والذي ما يريدوه؟ فقالت: "هؤلاء دمويين ومخربين خربوا كل شي.. بربك فيه واحد يحب وطنه يقوم يحرقه!!"

واصلت حديثها، وأحسست أنها اعتقدت أنني ضد الرئيس وتحاول تغيير موقفي، فقاطعتها: خلود أنا أيضاً مثلك أحب الرئيس صالح .. فرسمت على وجهها ابتسامة عريضة.. فكرت لبرهة ثم سألتني: أنت ليش تحبه وهو مش رئيس العراق!؟ أجبتها: أنا أحب كل من يحب وطنه، وأولهم خلود الأشرم..

أخبرتني خلود أنها أكملت عدة دفاتر قبل دفترها هذا، وأنها بجانب الأحداث كانت تكتب شعر وخواطر عن اليمن والرئيس صالح، وأنها يوم سمعت بتفجير مسجد الرئاسة ظلت تبكي طويلاً لأنها سمعت الناس يقولون ان الرئيس مات. وحين علمت بنجاته فرحت كثيرا لكنها ظلت تفكر به ولا تستطيع النوم..

خلود الأشرم تركت أسرتها في مدينة حجة ومكثت عن أقاربها بصنعاء من أجل أن تذهب كل جمعة الى ميدان السبعين وتناصر الرئيس صالح، وما زالت تحضر كل فعالية تقام في السبعين..