آخر الأخبار
 - حصاد الأسبوع في إسرائيل: هوس الانتخابات وحل الدولتين

السبت, 05-يناير-2013 - 12:40:09
مركز الإعلام التقدمي- بقلم أحمد الشريف -

كانت فكرة الانتخابات التشريعية المبكرة تعود لرئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية بنيامين نتنياهو الذي يريد بذلك أن يقطع الطريق أمام الأحزاب المعارضة، ويحافظ على الأغلبية المريحة التي يتمتع بها في الكنيست الحالي حزب "الليكود" بالتحالف مع حزب "إسرائيل بيتنا".
وبحسب المراقبين فإن كل ما قام ويقوم به نتنياهو في الآونة الأخيرة يهدف إلى كسب الانتخابات التشريعية. ويذهب خصوم نتنياهو إلى أن العملية العسكرية "عمود الدخان" التي أمر نتنياهو بشنها على قطاع غزة، لم تكن سوى عنصر من عناصر حملته الانتخابية مع الاعتراف بتحقيق بعض المكاسب السياسية ولكن مع ذلك تزداد وتيرة الصراع على مقاعد الكنيست يوماً بعد يوم فكان يوم الأحد الماضي الموافق30 ديسمبر عنوانه الرئيسي هو السماح للعربية "حنين زعبي" بالترشح في الانتخابات حيث ألغت المحكمة الإسرائيلية العليا قرار لجنة الانتخابات المركزية شطب ترشيح النائبه العربية عن حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» في الانتخابات العامة المقبلة. وتبنت المحكمة موقف المستشار القضائي للحكومة بأنه لا توجد «كمية كبيرة وحاسمة من الأدلة تدين زعبي بنشاطها المناوئ لإسرائيل، رغم أن ثمة أدلة مزعجة تتعلق بنشاطها هذا".
وكانت لجنة الانتخابات المركزية، وهي لجنة سياسية تتشكل من الأحزاب المختلفة ويتمتع اليمين فيها بغالبية مطلقة تعكس غالبيته في الكنيست، قررت قبل أسبوعين شطب ترشيح زعبي بداعي أنها تطلق تصريحات علنية تدعم الإرهاب وتنفي وجود إسرائيل كدولة يهودية، فضلاً عن مشاركتها في «أسطول الحرية» التضامني مع قطاع غزة، قبل أقل من ثلاثة أعوام.
النزاع الفلسطيني الإسرائيلي
على الجانب الآخر تحدث الأسبوع الماضي وتحديداً في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي رئيس شعبة الاستخبارات السابق اللواء احتياط عاموس يدلين من أن إسرائيل ملزمة بالمبادرة إلى خطة لدولة فلسطينية "وإلا فستفقد العالم".
ولهذا فإن على إسرائيل أن تأخذ مصيرها في يديها دون ان تتعلق بموافقة الفلسطينيين. وكنت اوصي في العام 2013 بوضع مشروع كلينتون واولمرت على الطاولة. لاسفي سيرفضه الفلسطينيون ولكن هذا سيعيد لنا الشرعية التي فقدناها. علينا أن نخلق دولة يهودية ديمقراطية في الحدود التي وضعناها لانفسنا ".
وجاءت تصريحات أبومازن لصحيفة هآرتس فى 28 ديسمبر ليعلن فيها أنه إذا لم يتحقق أى تقدم بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة "سأرفع سماعة الهاتف وأتصل برئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وسأقول له "اجلس مكانى على هذا الكرسى واستلم المفاتيح وستكون أنت المسئول عن السلطة الوطنية " , وكان اول ردود الافعال من الرئيس الاسرائيلي بيرس الذى جرت على لسانه تصريحات أطلقها في صالح تسوية سلمية فورية مع الفلسطينيين ومع رؤيا الدولتين للشعبين.
وعلى الجانب الاخر انتابت تلك التصريحات ردود فعل غاضبة في الساحة السياسية وأثارت أقوال الرئيس أمس موجة غاضبة من ردود الفعل من الطرف اليميني من الخريطة. فقد أفاد الوزير جلعاد اردان، رئيس قيادة الاعلام في الليكود، بانه "مؤسف جدا أن يختار رئيس الدولة الاعراب عن رأي سياسي شخصي منقطع عن موقف الجمهور في اسرائيل بالنسبة لابو مازن رافض السلام. خسارة أن رئيس الدولة لم يشرح للسفراء الاجانب كيف تستوي اقواله عن ابو مازن وحقيقة أنه لم يشجب نار الصواريخ على مواطني اسرائيل ".
وأضاف اردان فقال ان رئيس الوزراء دعا ابو مازن عشرات المرات للعودة الى طاولة المفاوضات، وقال ان "ابو مازن، الذي رفض حتى عرض اولمرت، يفضل لاسفنا الارتباط بحماس والعمل ضد اسرائيل في كل ساحة ممكنة".
أما في اليسار، بالمقابل، فقد أعربت أحزاب العمل، الحركة، يوجد مستقبل , وميرتس عن تأييد لتصريحات بيرس وشجبت الهجمات عليه. فقد أعرب اسحق بوجي هيرتسوغ رئيس قيادة.
واشار استطلاع رأى اجرته د. مينا تسيمح، بطلب من المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية برئاسة د. دوري غولد. ان 83 في المائة من الجمهور الاسرائيلي لا يؤمن بان انسحابا الى خطوط 67 سيؤدي الى انهاء النزاع والوصول الى تسوية سلمية.
وفى نفس الاتجاه أظهر استطلاعان أجراهما معهدا بحث اسرائيليان في ديسمبر الماضي بأن أغلبية ناخبي الليكود بيتنا وكذا أغلبية ناخبي البيت اليهودي سيؤيدون اتفاق سلام في اطاره تقام دولة فلسطينية مجردة من السلاح على أساس حدود 67، تبقى الكتل الاستيطانية في يد اسرائيل وتقسم القدس. كما يظهر الاستطلاعات بانه في أوساط الجمهور العام، يؤيد ثلثا الاسرائيليين اتفاق سلام كهذا .
وكان الاستطلاعان طلب اعدادهما معهد داني ابراهام للسلام في واشنطن. وأبراهام هو ملياردير يهودي – أمريكي حقق ماله كمالك لشركة "سلم فاست" لمنتجات الحمية. وينشط ابراهام منذ سنوات عديدة في دفع اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين الى الامام. وفي الولايات المتحدة يعتبر متبرعا كبيرا ومقربا من هيلاري كلينتون وفي اسرائيل معروف كمقرب من الرئيس بيرس ورئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت. ومع ذلك، ففي السنوات الاربعة الاخيرة التقى ابراهام في كل زيارة الى اسرائيل تقريبا برئيس الوزراء نتنياهو .
إسرائيل ومصر
نقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن مصدر بارز بالجيش الإسرائيلي قوله، إن المرحلة الأخيرة من مراحل بناء الجدار العازل على الحدود المصرية، الذي يمتد لـ 227 كم، قد اكتملت، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء مرحلة أخرى من الجدار تحيط بمدينة إيلات.
كانت الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرار بناء الجدار العازل على الحدود المصرية في العام 2010، بحجة أن هذه الحدود شهدت الكثير من عمليات التوغل داخل الأراضي الإسرائيلية وتسلل المهاجرين غير الشرعيين من خلالها، وهو ما دفع الحكومة لاتخاذ هذا القرار، تجنبا لزيادة عدد المتسللين داخل إسرائيل، خاصة الهاربين جنائيا أو أمنيا. وتكلف الجدار الذي بدأ عند معبر كرم سالم وحتى جبال إيلات حوالي 1.4 مليار شيكل إسرائيلي.
إن كل المعطيات الآنفة الذكر تتطلب من الحكومة الإسرائيلية الجديدة أن تبحث عن صيغة مبتكرة للتعامل مع المستجدات والمتغيرات التي طرأت على المستويين الإقليمي والعالمي. ويجب على تلك الحكومة أيضا أن تدرك أن استمرارها في رفض استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، يمكن أن يجلب عليها الكثير من المشاكل. ويجب أن تدرك كذلك أن استمرارها في رفض تسوية قضية الشرق الأوسط وفق مبدأ "دولتين لشعبين"، من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في المنطقة، ويمثل مبررا لمصر لإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد.


*معهد العربية للدراسات والتدريب

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)