خرجت صباح اليوم الاحد بصنعاء مسيرة حاشدة لأهالي الأحياء المحتلة والمتضررة جراء الاعتصامات التي تكاد تكمل عامها الثاني، وتوجهت الى أمانة العاصمة للمطالبة بالرفع النهائي لخيام المعتصمين من جميع شوارع امانة العاصمة، وتعويض المتضررين.

وردد المشاركون في المسيرة، التي تقدمتها الدراجات النارية، هتافات تقول في بعضها: "يللي جالس في الخيمة الثورة في خزيمة"، في اشارة الى فشل الثورة وموتها، وكذلك "لا حوار لا حوار حتى ترفع الخيام".. فيما توقفوا في شارع القاع لقراءة الفاتحة على الشهيد المساعد امن مركزي خلدون يحيى مالك، الذي قتلته ايادي الاجرام في وضح النهار في سوق القاع.

المشاركون الذين أحرقوا أمام بوابة أمانة العاصمة الصمايط "مناديل الرأس" في اطار عرف قبلي سائد، نددوا باستمرار ساحات الاعتصامات والانتهاكات لحقوق سكان عشرات الاحياء التي تتكبد جرائها اضرار معنوية ومادية فادحة، واستنكروا الصمت الحكومي اتجاه هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان رغم ما أوصت به المبادرة الخليجية من  تهيئة اجوار الحوار من خلال انهاء هذه المظاهر.

وفي لقاءات جانبية أجراها "مركز الاعلام التقدمي"، اتهم بعض المشاركين ساحات الاعتصامات بايواء العناصر الاجرامية والارهابية، وقالوا أنها اصبحت مأزوى للخارجين عن القانون، منوهين الى أنه بسبب ذلك اصبحت الساحات مناطق محظور دخول السلطات الامنية لها، وعبروا عن تحديهم للاجهزة الامنية ان تقوم باي تفتيش لخيام ساحة التغيير.

كما دعوا أمين العاصمة عبد القادر هلال الى النزول الميداني الى الاحياء المتضررة وتفقد سكانها والوقوف على حجم الكارثة التي حلت بهم، ومدى المعاناة التي يتكابدونها والاضرار التي لحقت باسرهم.

وأشاروا أيضاً إلى أن المعتصمين "كانوا يتذرعون بانهم يطالبون باسقاط النظام، وها قد رحل نظام صالح وجاء نظام جديد، فهل يمطلبهم الان اسقاط نظام الرئيس هادي ايضاً!؟"

واستغربوا أن يعقد اليوم بصنعاء مؤتمر وطني لحقوق الانسان تترأسه وزيرة حقوق الانسان، بينما المنتهكة حقوقهم منذ عامين وحتى اليوم لاتلتفت اليهم الوزيرة ولا الحكومة ولا اي من منظمات المجتمع المدني المشاركة في المؤتمر الذي ينعقد في موفنبيك!

وقد قام المشاركون بالمسيرة خلال تجمهرهم أمام مبنى أمانة العاصمة صنعاء باخلاق منافذ مقر الامانة ومنع خروج العاملين فيها، واحراق "الصمايط"، حتى تم احتواء الموضوع من قبل وكيل الامانة محمد عبد العزيز عبد الغني الذي استقبل ممثلين عن المتظاهرين واستلم منهم بيان المطالب، ونسخاً من استمارات التعويضات الخاصة بالمتضررين، ووعدهم بالتعاون والتحرك الجاد لرفع خيام المعتصمين من جميع احياء العاصمة.