المتابع لسير الأحداث في غزة وما رافقها من مجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني وخنوع معظم الحكام العرب وخصوصا اولئك الرؤساء الذين أوصلهم ما يسمى بـ"الربيع العربي" الى سدة الحكم، يكتشف بوضوح كيف ان القضية الأساس وهي "فلسطين" فضحت الكثيرين ممن استخدموها "شعارات فارغة ومزيفة" بعد ان كانوا يتلطون تحت شعار قمع أنظمة الحكم العربي السابقة لهم ومنعهم من مساندة الشعب الفلسطيني في وجه الغطرسة الإسرائيلية وآلة الإجرام الصهيوني.
كلنا يذكر كيف كان اسلاميو الثورات الجديدة يحملون سابقا شعار "افتحوا لنا الحدود مع فلسطين"، "اعطونا سلاحا لنقاتل الى جانب الفلسطينين"، واتهامهم لأنظمتهم بالخيانة والتخاذل والتآمر على شعوبهم العربية.
اليوم أصحاب شعارات الأمس أصبحوا هم السلطة والقرار بيدهم ومع ذلك لم يتغير المشهد العربي حيال فلسطين، تنديد، خطابات اعلامية فإجتماعات فارغة من اي قرار جدي بالتصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة.
تغيرت أنظمة الحكم ولم تتغير الممارسة، اسرائيل تتحدى العرب جميعا وأنظمة حكمهم نائمة في سبات عميق اللهم الا من تصريح هنا وزيارة هناك لا تعدو ان تكون مضيعة للوقت لا تغير من واقع استمرار هدر دماء الفلسطينيين في غزة ولا حتى تؤخذ بعين الإعتبار من قبل الإسرائيلي الذي يمعن في قتل أهل غزة ويستبيح دمائهم، فهي مجرد حركات بهلوانية اعلامية لا تُسمن ولا تغني من جوع.
إن ما يحدث لا يدلل سوى على حقائق ثابتة ومؤشرات خطيرة عنوانها تصفية القضية الفلسطينية.
وحدها الصواريخ السورية والإيرانية برزت في الميدان الفلسطيني والتي شكلت قفزة نوعية في تكتيك المقاومة الفلسطينية والتي قلبت الطاولة على العدو الصهيوني وأفشلت مخططاته وأحرجت العرب الذين استداموا في دعم المجموعات المسلحة في سوريا بالمال والسلاح وحرموه لأهل غزة بعد ان غيروا (العرب) قواعد الجهاد ووجهوه زورا الى دولة عربية شقيقة ممانعة عملت دوما على احتضان رموز المقاومة الفلسطينية ودعمتها عن طريق تهريب السلاح المقاوم الى داخل فلسطين، فلم نرى من أولئك العرب في غزة تلك الحماسة التي أبدوها في سوريا !!!
فلا المال العربي موجود في غزة ولا سلاحهم الغيور (كذبا ونفاقا) بان على ارض المعركة بين أيدي المقاومين، فأتت فلسطين من جديد، فلسطين "البوصلة" لتفضح اولئك الحكام الجدد الغير متجددين، ولترسم معالم الصراع الحقيقي مع الصهاينة وأعوانهم من العرب، معالم وتوازن جديد سطره الأبطال المقاومون في غزة ورسمته دماء الأطفال ودموع الأمهات الثكالى، والعرب يراقبون !!