آخر الأخبار
 - إيران

الأحد, 11-نوفمبر-2012 - 19:34:19
مركز الإعلام التقدمي - خاص / جاسم محمد -

العلاقات العراقية الايرانية
أندلعت  الثورة  ألاسلامية الايرانية عام 1979 وحولت إيران من نظام ملكي دستوري، تحت الشاه بهلوي، الى جمهورية إسلامية . ويعتبر الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وألذي حاول من خلالها تصدير الثورة الاسلامية الى العراق ودول الجوار  .
وقبل أن تستقر الأوضاع لنظامي الحكم في  العراق وايران دخلت العلاقات بينهما منزلقا خطيرا وارتفعت وتيرة الحرب الإعلامية ، واتخذت من قضية الأحقية في مياه شط العرب عنوانا، وبعد عشرة أشهر من ذلك التوتر ، اندلعت الحرب ألعراقية الايرانية 1980  ـ 1988. ولم تتحسن العلاقة بين العراق وإيران بعد الحرب، لأن البلدين لم يوقعا معاهدة للسلام تضبط مسار العلاقات وتعيدها إلى حالتها الطبيعية  حيث دخل العراق في حرب الخليج الثانية ،والتي كانت تقودها الولايات  عام 1990ـ 1991  .
أندلعت في عام ـ 1991ـ 1990 الانتفاضة  الشعبانية حمل العراق خلالها ايران مسؤولية اندلاعها ، كما اتهمها بالتخطيط والتنسيق مع المعارضين  الموجودين على أرضها لإسقاط نظام الحكم ، أبرزها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ـ ( تأسس  في إيران  بتاريخ 17 تشرين الثاني 1982، وهو ما أعاق عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعته ) . واستمرت الخلافات المشوبة بالتوتر تطبع بين البلدين أثناء الحصار الدولي على العراق والذي استمر من عام 1991 حتى عام   2003. حيث بدأ الغزو الاميركي للعراق عام 2003 ، لتعود ايران بالمطالبة بتعويضات الحرب العراقية الايرانية التي قدرت بالاف المليارات من الدولارات .


 اتفاقية الجزائر
اتفاقية الجزائر هي اتفاقية وقعت بين العراق وإيران في 6 آذار/مارس عام 1975 بين العراق  وشاه ايران وباشراف رئيس الجزائر آنذاك هواري بومدين .
شكلت حدود العراق مع إيران أحد المسائل التي تسببت في إثارة الكثير من النزاعات في تاريخ العراق ، في عام 1937 عندما كان العراق  تحت الهيمنة البريطانية تم توقيع اتفاقية تعتبر أن نقطة معينة في شط العرب غير خط القعر هي الحدود البحرية بين العراق وإيران  لكن الحكومات المتلاحقة في إيران رفضت هذا الترسيم الحدودي واعتبرته "صنيعة امبريالية" واعتبرت إيران نقطة خط القعر في شط العرب التي كان متفقا عليه عام 1913 بين إيران والعثمانيين بمثابة الحدود الرسمية ونقطة خط القعر هي النقطة التي يكون الشط فيها باشد حالات انحداره.  وقد ابلغ ألعراق في عام 1969 ، الحكومة الأيرانية بعدم اعترافه بفكرة خط القعر . وفي عام  1975 وقع العراق اتفاقية الجزائر مع إيران وتم الاتفاق على نقطة خط القعر كحدود بين الدولتين ولكن ألعراق ألغى هذه الأتفاقية عام 1980 بعد سقوط حكم الشاه ووصول الإسلاميين إلى الحكم الأمر الذي أشعل حرب الخليج الأولى والتي تضمنت ايضا تقسيم مياه شط العرب كممر ملاحي طبقا لخط التالوك والذي يعتبر اعمق نقطة داخل هذا الممر هي نقطة الحدود بين البلدين .


 الأحزاب السياسية في العراق عام 2003
شهد العراق بعد الغزو الاميركي في نيسان/ أبريل 2003، فورة سياسية  كما كان أجواء الدعوة للانتخابات والامتيازات كانت دافع قوي لممارسة الترشيح من خلال تكوين الأحزاب . معظم الأحزاب التي أنشئت في مرحلة ما بعد 2003، حاولت ، أن تعيد صلاتها مع أعضاءها القدامى وكسب تعاطف الجيل الجديد من عائلات أنصارها، مثل "الحزب الشيوعي العراقي"، و"حزب الدعوة"، و"الحزب الوطني الديمقراطي"، و"حزب الاستقلال" و"الحزب الاشتراكي"؛ وبعضها أحزاب فئوية دفعها الشعور بالتهديد فتشكلت في كيانات سياسية صغيرة للمطالبة بحقوق الفئات الدينية والعرقية التي تمثلها، غير أن الأحزاب التي هيمنت على المشهد السياسي في هذه المرحلة هي أحزاب ما كان يسمى "المعارضة الجديدة  التي تأسس أهمها خارج العراق بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، والتي كانت جزءاً من مؤتمر لندن الذي عقد في كانون الأول/ ديسمبر 2002 وما عقبه من مؤتمرات كان أهمها مؤتمر صلاح الدين في كردستان في آذار/ مارس 2003 حيث انتخبت لجنةُ المؤتمر خمسة أحزاب هي "حزب المؤتمر الوطني"، و"حركة الوفاق الوطني"، و"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"، والحزبان الكرديان "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني. وشكلت هذه الأحزاب الأركان الأساسية لمجلس الحكم الانتقالي في العراق، الذي شكّلته سلطة الائتلاف الموقتة والذي يؤشر بداية العملية السياسية
وكانت "لأحزاب الداخل"، سواء القديمة منها أو الجديدة قد تأسست بعد عام 2003وقد اتهمت أحزاب (الداخل) أحزاب (الخارج) بالاستحواذ على العراق كغنيمة حرب .


 ألانشطار والانقسامات داخل الأحزاب


العامل الآخر الذي ساهم في تكاثر الأحزاب في العراق إلى الحد الذي أصبحت فيه تشكل ظاهرة سياسية، يعود إلى طبيعة الأحزاب نفسها وما تعانيه من تشظي وانقسامات، فحزب الدعوة انقسم الى الدعوة الاسلامية وكوادر حزب الدعوة وحزب الدعوة تنظيم العراق ، اما منظمة العمل الاسلامي فانقسمت الى قسمين ايضا : منظمة العمل الاسلامي ومنظمة القيادة المركزية  اما جبهة الحوار الوطني فانقسمت الى مجلس الحوار والى جبهة الحوار الوطني، والكتلة  الصدرية انقسمت الى الفضيلة والرساليون وجماعة الفضلاء والصدرين وعصائب الحق . اما الكتلة العراقية فقد انقسمت الى العراقية والعراقية البيضاء ، وغيرها من الانقسامات والانشطارات داخل الكتلة  والحزب  الواحد .
وأبرز ما يميز الخارطة الحزبية بعد عام 2003 هو العدد المتزايد للأحزاب الدينية .


الخطاب الايراني
 لم يعد الخطاب الإيراني التقليدي القائم على مواجهة ـ الشيطان الأكبرـ كافياً للبناء عليه ، بل لا بد من التركيز على السلوك السياسي الإيراني ومدى تقاطع المصالح العربية مع المصالح الإيرانية والبناء على ذلك، وما سواه يعتبر محاولة للهيمنة وفرض الأجندة الإيرانية بكل مفرداتها، ظنا منها أنّ العالم العربي مجرد ساحة  تستطيع طهران ملأها بالخطابات والشعارات، أو بعقد الصفقات والتسويات مع الغرب على حساب العرب ودول الإقليم المحيطة لها كما حدث في كل من العراق وافغانستان . [
وإذا كانت الغاية والهدف القومي الأعلى لإيران يتمثل في بسط هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط، وبعض بلدان أسيا الوسطى وجنوب أسيا والتي بها تجمعات شيعية ، مثل العراق وبعض دول الجوار وباكستان وأفغانستان، فإن هذه الهيمنة الإيرانية المراد بها من قبل النظام الديني الحاكم في طهران، ليس ذات بعد أيديولوجي فقط ، ولكن  ذات أبعاد سياسية وأمنية وعسكرية .


استدعاء نجاد للبرلمان
ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية 4 نوفمبر 2012 إن مجلس الشورى الإيراني"البرلمان " دعا محمود أحمدي نجاد لاستجوابه حول إدارة أزمة الريال/التومان بعدما فقدت العملة الوطنية ثلثي قيمتها مقابل الدولار. وتبنى 77 نائباً النص الذي يطلب من الرئيس التوجه إلى مجلس الشورى ليوضح أسباب “تأخر الحكومة في اتخاذ قرارات لإدارة سوق الصرف” بعد تراجع سعر صرف الريال مجدداً في أكتوبر الماضي عندما خسر 40% من قيمته خلال بضعة أيام.
 وينص القانون على ضرورة جمع تواقيع 74 نائباً كحد أدنى لدعوة أحمدي نجاد إلى البرلمان.
 وأمام أحمدي نجاد شهر ليحضر إلى المجلس.  وانهيار سعر صرف العملة الإيرانية هو أحد عواقب الحصار المصرفي والنفطي الذي طبقته تدريجياً منذ عامين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإرغام إيران على تقديم ضمانات حول برنامجها النووي المثير للجدل.
 وسببت هذه العقوبات انهيار الصادرات النفطية وزادت من صعوبات استجلاب البترودولار الأمر الذي أدى إلى شح في العملات الأجنبية في سوق الصرف .


تدشين قاعدة عسكرية في ميناء لنجة
رفعت السلطات الإيرانية مستوى استفزازها لدول الخليج العربي، في محاولة لنقل أزمتها الداخلية المتفاقمة الى الخارج ، عبر تدشين قاعدة عسكرية في ميناء لنجة في إطار تعزيز سيطرتها على الجزر الاماراتية "طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى" المحتلة من قبلها منذ عام 1971.
ونقلت وكالة (مهر) في 4 نوفمبر2012 للأنباء عن القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، تشديده على ضرورة تعزيز قدرات ايران الدفاعية في الخليج، قائلا ان "تدشين القاعدة الخامسة البحرية في ميناء لنجة تأتي ضمن استراتيجية ايران لتعزيز قدراتها العسكرية في الجزر (الايرانية) الـ 3 والمياه الإقليمية في الخليج". أما  الحرس الثوري الايراني فقد هدد  باستخدام سلاح "المياه القذرة"، بحسب مجلة ديرشبيغيل الالمانية ، وذلك باسالة كمية كبيرة من النفط في مياه الخليج لاحداث بقعة سوداء في المياه ، الامر الذي سيُؤدي حتما الى تلويث وانعدام الماء الصالح للشرب، إن لم يُؤدي إلى وقف الملاحة البحرية ويحول دون تصدير النفط الى خارج المنطقة .


الخلاصة 
لقد اصبح لأيران  الدور الرئيسي الفاعل في المشهد الساسي في العراق احيانا يكون بالمواجهة واخرى بالتوافقات مع الولايات المتحدة . ايران لا تتردد عن اظهار قبضتها على العراق من خلال تصريحات مسؤوليها ومن خلال الزيارات المتبادلة وتورطها في ميليشيات عراقية في التدريب والتمويل والتسليح .
الخطاب الايراني دائما يقوم على تصعيد الازمة مع الولايات المتحدة واسرائيل وحتى خطابات نجاد في المنابر الدولية اصبحت تمثل خطاب تعبوي للحرس الثوري الايراني . ايران تحاول ان تخلق من نفسها قوة اقليمية  مشاكسة في وجه السياسة الاميركية في المنطقة .
مازالت أيران تعيش هواجس التهديد الاميركي منذ عام 1979 ولحد الان وتحاول ان تخلق لنفسها حزاما وطوقا امنيا من خلال المثلث الايراني السوري وحزب الله ثم الامساك بالعراق  كبديل عن جبهة سوريا .
كشفت ألازمة السورية كثيرا من تفاصيل التحالفات المعلنة وغير المعلنة بين ايران واحزابها السياسية في العراق ، ومنها مشروع وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي بتوقيع اتفاق دفاع بين البلدين .
لاتخفي  أيران تهديداتها لدول المنطقة ومنها الخليجية ،فهي تعمل على أضعاف الامن في تلك الدول من اجل فرض هيمنتها ، وقد فسر بعض المراقبون بان خطوات أيران تجاه الاخوان المسلمين وخاصة مصر،بانها خطوة ايرانية غير نزيهة  لدعم نشاطات الاخوان المسلمين في الدول الخليجية ضمن خطة تاجيج الصراعات وزعزعة استقرارها  .


المرجعية ألدينية
 أن ماتناولته وسائل الاعلام بان ، ايران تمهيد لاعتماد المرجع الايراني الشاهرودي مرجعا دينيا في العراق وتقليدة من قبل حزب الدعوة في العراق بديلا الى المرجع الديني أللبناني، السيد فضل الله رحمه الله ، اثار الكثير من التساؤلات التي تتعارض مع حزب الدعوة كونه لايؤمن بولاية الفقيه .
أما أعتماد الشاهرودي مرجعا للعراق رغم ارتباطه رسميا بالمرشد الاعلى للثورة الاسلامية، خامنئي يبعث الكثير من الاشكالات في هوية العراق العربية التي اصبحت تدافع عن ذاتها وسط محيطها العربي بعد ان اصبحت دبلوماسية العراق تحمل طابع الكرد  ومرجعيات دينية


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)