آخر الأخبار
 - قطر، هي شبه جزيرة تقع على الشاطئ الشرقي من شبه الجزيرة العربية ، وفي منتصف الساحل الغربي للخليج العربي، عاش سكان قطر كغيرهم من سكان الخليج العربي على رزقهم في التجارة والغوص على  اللؤلؤ، حتي أكتشاف النفط الذي ساهم في الازدهار العمراني والثقاقي والأقتصادي في قطر.

الخميس, 08-نوفمبر-2012 - 13:57:06
مركزالاعلام التقدمي- جاسم محمد -

قطر، هي شبه جزيرة تقع على الشاطئ الشرقي من شبه الجزيرة العربية ، وفي منتصف الساحل الغربي للخليج العربي، عاش سكان قطر كغيرهم من سكان الخليج العربي على رزقهم في التجارة والغوص على  اللؤلؤ، حتي أكتشاف النفط الذي ساهم في الازدهار العمراني والثقاقي والأقتصادي في قطر.


في اليوم الثالث 3  سبتمبر من عام 1971 تم إنهاء العلاقات التعاهدية مع بريطانيا وإلغاء المعاهدة التي كان الشيخ عبد الله بن قاسم ال ثاني  قد وقعها مع بريطانيا في عام 1916، فأصبحت قطر دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وفي الشهر ذاته انضمت قطر إلى جامعة الدول العربية


ألسياسة  الخارجية
بدأت علاقات قطر الخارجية تشهد تغيرا مع وصول  حمد بن خليفة ال ثاني الى الحكم  في 27 يونيو من عام 1995،حيث تم عملية تغيير جذري في السياسة الخارجية القطرية ، ونتج عنه تثبيت مكانة دولة قطر في العلاقات الدولية مما خولها للعب دور مؤثر وفق سياسة تنتهج ألجرأة .


على الصعيد الخليجي، تحاول دولة قطر على تشجيع مسيرة التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال حضورها الدائم ومشاركتها الفاعلة في الندوات والاجتماعات الخليجية ، وبحث القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة.  كما تدعو قطر دوماً إلى تعزيز مكانة مجلس التعاون الخليجي باعتباره نموذجاً للتكامل والتنسيق يقود إلى توحيد مواقف الدول الأعضاء.


وبالرغم من أن العلاقات بين الرياض والدوحة مرّت بأزمة سياسية حادة منذ عام 1992 بعد حادثة مركز الخفوس الحدودي الا أن الجانبين حافظا على قدر من ضبط النفس .


الوساطة
لعبت قطر دور الوسيط العربي في المنطقة وشاركت منذ سنوات في جهود الوساطة في الصحراء الغربية، واليمن والصراع بين أثيوبيا وارتيريا ، وفي اندونيسيا وفي الصومال وفي دار فور، السودان وفي لبنان والعراق وفي فلسطين بين حماس وفتح  وليبيا. وقد يكون دور قطر الوسيط نتيجة تمتعها بعلاقات جيدة مع اميركا واوربا واطراف قوى عالمية اخرى .


تأسلم بالوهابية
افتتح  حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر  في 17.09. 2011 أكبر مساجد الدوحة الذي سمي على اسم إمام الدعوة السلفية النجدية محمد بن عبد الوهاب وقال الشيخ حمد لدى افتتاحه الجامع الذي تبلغ مساحته 175 ألف متر مربع "جدنا المؤسس الشيخ جاسم – رحمه الله – وهو العالم بالدين والحاكم في الوقت نفسه كان ممن تلقفوا دعوة الشيخ ابن عبدالوهاب وتبنوها ونشروها في بلادنا وخارجها في أنحاء العالم  ألاسلامي." ويتسع الجامع الذي بدأت أعماله الإنشائية أواخر عام 2006 لأكثر من 30 ألف مصل بالاضافة الى مصلى للنساء .


فتح حوار مع طالبان
جاء الإعلان عن فتح حركة طالبان الأفغانية مكاتب لها في قطر مطلع كانون الثاني 2012  ليثير الكثير من الجدل وعلامات الاستفهام حول الأهداف التي تبتغيها جميع الأطراف من وراء هذا الإجراء، ولاسيما انها تضمنت الولايات المتحدة  وأفغانستان  وحركة طالبان ودولة قطر . ويرى الخبراء أن هذه الخطوة جاءت من اجل احتواء حركة طالبان سياسياً، وبدء مفاوضات غير مباشرة بينها وبين أميركا على إلقاء السلاح، والانخراط في الحياة السياسية .


ووفقاً للدكتور جهاد عودة ، أستاذ السياسة الدولية جامعة حلوان، فإن هذا الاتفاق كان متوقعاً، ولاسيما أن الحرب في أفغانستان لن تستمر مدى الحياة، وقال لـ"إيلاف" إن أميركا لها نفوذ على جميع الأطراف في المعادلة الأفغانية ودول الجوار لها، بالإضافة إلى دول الخليج العربي، وأضاف أنه لا يمكن قراءة الاتفاق الجديد بمعزل عن القراءة التاريخية للوضع في أفغانستان ."


الدور الوسيط
وحول الدور القطري في الصفقة الجديدة ، قال عودة إن قطر لديها علاقات إستراتيجية مع أميركا، وتقوم بأدوار سياسية لصالحها في المنطقة ، بما يمكن وصفه بـ"المقاول من الباطن"، لكن لا يمكن وصفها بالدولة العميلة كما يحب البعض وصفها دائماً، مشيراً إلى أن تلك الأوصاف أو اللغة لم تعد موجودة في العلوم السياسية في المرحلة الراهنة ، بل يتم الاستعاضة منها بالقول إن هناك علاقات إستراتيجية مع أميركا  وتبادل مصالح .


ويتبنى الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث وجهة نظر مغايرة، ويقول في تصريح نشرته ايلاف  "إن قطر تلعب دوراً في إطار الإستراتيجية الأميركية  في المنطقة ، مشيراً إلى أن حينما تفشل أميركا تدفع بقطر وبعض دول الخليج، ووصفها بأنها تعرف بـ"الدولة الشركة ".


ترحيب أميركي 
أعلن البيت الأبيض ترحيبه بقرار فتح مكتب سياسي لطالبان في قطر، وقال جاري كارني المتحدث باسمه "إن ذلك من شأنه أن يوفر عنوانا للمفاوضات مع المتشددين، ويزيح قتال واشنطن معهم لأكثر من عقد". وأضاف: "أننا نرحّب بأي خطوة على طول الطريق لعملية تقودها أفغانستان من أجل تحقيق المصالحة ."


وأشار كارني إلى أن حركة طالبان طالبت بفتح مكتب في قطر ولكن أيضا كانوا يطالبون بالإفراج عن سجناء طالبان المحتجزين في غوانتانامو، وهذا ما دعا إليه الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه حول بدء السلام في المنطقة والدعوة للمصالحة والمفاوضات التي تقودها الحكومة الأفغانية.



الخلاصة
شراكة أميركية
 وصف المراقبون ان الخطوة القطرية هذه  ـ فتح مكاتب طالبان ـ  تعتبر امتداد لدورها الوسيط في اغلب ازمات المنطقة ، ولم تكن مفاجأة . حيث تبذل اميركا جهودا الان لاحتواء المجموعات الاسلامية الاصولية الجهادية  في المنطقة بهدف تغيير مسارات تلك المجموعات بعد ان عجزت عن تحجيمها ، وهي سياسة اميركية جديدة باحتواء المجموعات الاصولية الجهادية  الاقل تشددا من ايدلوجية القاعدة وتقليل الخصوم وتخفيض ميزانية الدفاع وسحب القوات الاميركية ومحاولة الفصل مابين القاعدة و طالبان  .
 كذلك تاتي هذه الخطوة ضمن استعدادت الادارة الاميركية بسحب قواتها من افغانستان 2014 ، هذه السياسة لايمكن اختصارها بالانتخابات الاميركية القادمة بقدر ماهي ستراتيجية اميركية جديدة بسحب قواتها وابدالها بالجهد الاستخباري المبرمج لوكالة المخابرات المركزية واصطياد اهدافها بعمليات طائرة بدون طيار ومجموعات النخبة القتالية ( الكومندوز) لتقليل الخسائر وتجنب استفزاز مشاعر الشعوب.


أختيار قطر
 ان اختيار الادارة الاميركية قطر مكانا للحوار مع طالبان جاء امتداد للدور القطري الوسيط الذي عرفت به واشارة الى توصيات لجنة بيكر هاملتون  ) الصادرة في عام 2006 ) و اعادة قرائتها من قبل مجموعة الخبراء نهاية العام الماضي  2011 ، القائمة على الحوار مع الخصوم وممكن اعتباره خيارا افضل بعد ان تدهورت علاقات الولايات المتحدة مع الباكستان و استخباراتها واستنفذت دورها الوسيط مع طالبان افغانستان و احتمالات الخروقات  ألامنية .


اما ديفد باتريوس فهو وراء سياسة التفاوض مع طالبان خلال فترة مسؤوليته للقوات الاميركية في افغانستان وقبل تسلمه مسؤولية وكالة المخابرات المركزية في سبتمبر 2011 وان خبر تفاوض الادارة الاميركية مع طالبان لم يكن بمفاجأة فقد كانت هنالك تسريبات اعلامية للتفاوض في شهر اكتوبر عام  2010.


وقد تناولت الوكالات في الثامن والعشرين من ديسمبر الماضي 2011 حذف مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية اسم الملا عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية من قائمة أكثر المطلوبين لدى الجهاز الأمني الأمريكي " اف بي اي" ومن المعروف أن أمريكا كانت قد خصصت 10 ملايين دولار من أجل القبض عليه وقد وافقت الولايات المتحدة من حيث المبدأ على الإفراج عن مسئولين رفيعى المستوى من حركة طالبان من المعتقل الأمريكى فى خليج جوانتانامو كصفقة مقابل موافقة المقاتلين على فتح مكتب سياسى لمفاوضات السلام فى قطر ، وفقا الى تصريحات ذبيح الله المتحدث الرسمي باسم طالبان وبمباركة اجتماع العشائر الوطني "لويه جركه" و المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان . بعض المراقبون وصفوا المفاوضات بموت حركة طالبان عسكريا بتحولها الى حركة سياسية . ومن الجدير بالذكر ان المفاوضات قد تعكرت في موجة نشر الفلم الاميركي المسيء للرسول محمد ( ص ) الشهر الماض/ سبتمبر 2012 .


 مواجهة الحراك الشيعي في الخليج العربي
ان دولة قطر باتت  تلعب دوراً كبيراً في السنوات الأخيرة رغم أنها دولة صغيرة ، فقوة الدولة وقدرتها في التأثير على السلوك السائد لم يعد وفقا للتقاليد الكلاسيكية القديمة  ، فقد تغيرت قواعد اللعبة جذريا وأصبحت هنالك دول صغيرة الحجم والسكان تحتل مكانة هامة .


أن دولة قطر هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط  التي تتمتع بدرجات مختلفة من العلاقة مع الولايات المتحدة وايران وحزب الله وإسرائيل . ويرى المراقبون ، أن افتتاح الجامع جاء في سياق تبني قطر بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كخطوة لسحب البساط من الدور السعودي في زعامة الوهابية /السلفية التكقيرية .  وان عرض وكالة الأنباء القطرية لنسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب مشيرة إلى انتمائه إلى قبيلة بني تميم التي تنتمي إليها الأسرة الحاكمة في قطر، وهو أمر يعتقد بأنه  لإضفاء المزيد من الشرعية على تسميته . وممكن تفسير الخطوة القطرية هذه هي لمواجهة  والمد الاخواني في مصر في اعقاب الثورات العربية .


ويرى مراقبون في الخطوة القطرية رغبة  لاستقطاب السلفيين  والحركات الجهادية ، وان واشنطن تستخدم قطر للتأثير على السلفيين بعد أن نجحت ـ اميركا ـ في احتواء الإخوان تحت مظلتها .  أن الموقف القطري جاء منسجما مع الموقف السعودي لغرض أستخدام التيارات السلفية في مواجه التمدد ألايراني ومواجهة الحراك الشيعي في دول  الخليج العربي ولغرض محاربة الإرهاب  .


هذه التطورات لا يمكن ان تكون بعيدة في جهود قطر والسعودية  مع المعارضة السورية ، فهنالك تقسيم الادوار فاحدهما يمول الجيش السوري الحر والاخرى تمول الحركات السلفية التكفيرية داخل سوريا.


السياسة القطرية والسعودية تتماشى مع السياسة الاميركية في المنطقة التي تهدف الى تحجيم  ايران في المنطقة وتفكيك المثلث السوري الايراني وحزب الله . اميركا والدول الداعمة تستخدم السلفية في سوريا والمنطقة حزام امان ضد ايران والتمدد السيغي في المنطقة ، ويبدو انها ستراتيجية اميركية للمستقبل البعيد لتحجيم ايران. هذه السياسة قد لا تكون مستبعدة عن ما يجري في سوريا.


أن الوضع في سوريا اصبح فعلا معقد ومايحدث في سوريا من مجازر وابادة جماعية للشعب السوري تعدى كل معدلات القتل والعنف التي تعرضت لها الشعوب ومنها حرب فيتنام  ومجازر صبرا وشاتيلا ومجازر البوسنه والهيرسك وغيرها من عمليات الابادة الجماعية.


السيناريو الاميركي في سوريا
الموقف الاميركي المتذبذب والاختلافات داخل المعارضة السورية تلقي بظلالها على النتائج المتوقعة لاجتماعات المعارضة السورية القادمة تحت الرعاية القطرية .


يبدو ان الولايا ت المتحدة تعيد ذات السيناريو، عندما شنت حرب الخليج الثانية 1990 على العراق وفرضت الحظر والعقوبات الاقتصادية وغيرها من التحالفات التي كانت تهدف انذاك الى اضعاف  العراق وصندقة النظام وفرض شروطها في خيمة صفوان، والتفاوض مع قادة العسكر اكثر من رجال السياسة ، وهذا في تقديرنا ماهو متوقع في الازمة السورية . وما جاء من تصريحات على لسان مسؤوليي الادارة الاميركية في واشنطن التي تلمح فيها الى امكانية تغيير رأس النظام والتحضير لحكومة انتقالية افضل من ترك مصير سوريا مفتوحا على كل الابواب ، قد اثارت غيض المعارضة السورية واعتبرته تناقضا لمقررات اجتماع جنيف.


تنظر الولايات المتحدة الى سوريا وحلفائها بشكل يختلف عن المعارضة السورية او الدول الداعمة للتغيير. ، فهي تاخذ بالحسابات تداعيات انهيار النظام السوري وعلاقات النظام مع حلفائه واحتمالات نبش الصراعات  وتاجيج  ألمنطقة الى ابعد ما تنظر اليه المعارضة السورية والدول الداعمة ، وهي حسابات ستراتيجية، أعتمدتها اميركا من تجربة العراق وافغانستان ، تلك السياسة ،التي عملت على  ايقاظ  وتفريخ الخلايا والشبكات الارهابية في المنطقة وتاجيج الارهاب  ،وحول المنطقة الى صفيح ساخن

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)